arpo28

رويترز: السعودية تستخدم شبكة مخابرات لا نظير لها لاختراق القاعدة في اليمن

قال مسؤولون خليجيون ودبلوماسيون سابقون ان السعودية استخدمت شبكة مخابرات لا نظير لها من العلاقات القبلية والعائلية لاختراق معاقل الاسلاميين المتشددين في اليمن مما أتاح لها المساعدة في إحباط مؤامرة ضد الولايات المتحدة.

وأبلغ مسؤول أمني اقليمي رويترز يوم الاربعاء ان نشر عملاء ضد هدف للقاعدة تعلم كيف يتجنب الاتصالات الالكترونية مكن أجهزة الامن السعودية من احباط ثالث هجوم مفترض في 30 شهرا.

وعندما سئل عن التقارير التي تفيد بأن السعودية قامت بالعملية قال المسؤول الأمني "الامر صحيح تماما".

وساعدت معلومات من الرياض في احباط هجوم انتحاري كان مقررا تنفيذه في طائرة فوق ديترويت عام 2009 .كما كشفت عن قنبلة كانت مخبأة في حاوية حبر خاصة بطابعة على متن طائرة متجهة من دبي إلى شيكاجو في اكتوبر تشرين الاول 2010. أما المؤامرة المزعومة الاخيرة فقد شملت مفجرا انتحاريا كان عميلا مزدوجا فيما يبدو ووجهت له تهمة اخفاء متفجرات في ملابسه الداخلية ومحاولة اسقاط طائرة أمريكية.

وعاب مسؤولون أمريكيون على السعودية بطء التحرك لمواجهة القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة لكن تغير الامر كثيرا بعدما ضرب مفجرون اهدافا في الرياض عام 2003 الامر الذي دفع البلدين إلى القيام بحملة مشتركة طردت القاعدة من المملكة.

وقال روبرت جوردان السفير الأمريكي في الرياض بين 2001 إلى 2003 ان تعاون أجهزة المخابرات بين الولايات المتحدة والسعودية واليمن "فعال جدا" في الوقت الحالي.

واضاف "بحلول مايو 2003 ادركوا ان القاعدة تهديد للنظام والعائلة المالكة مثلما هي للاجانب. بدأوا بالفعل اختراق الخلايا."

ويوجد سعوديون في جميع مستويات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعتبر الان اخطر جناج للجماعة المتشددة.

وقد ساعد ذلك الرياض على اختراق التنظيم الذي انتقل إلى اليمن بعد طرده من المملكة عام 2006 متعهدا بإسقاط اسرة آل سعود الحاكمة.

وتمكنت اجهزة الامن السعودي من الضغط على التنظيم عن طريق افراد عائلاتهم الموجودين داخل السعودية ونشرت متشددين سابقين انشقوا عن التنظيم عندما كانوا قيد الاعتقال.

كما تستخدم العلاقات بين العائلة المالكة السعودية وبعض القبائل اليمنية التي تؤوي القاعدة في جزيرة العرب.

وقال جوردان "الامراء الكبار قريبون من قبائل مختلفة ويمكنهم التعاون معهم."
وعلى الرغم من ان المسؤول الامني لم يحدد اي جهاز امني سعودي تعامل مع العميل الذي نقل إلى محققين معلومات عن قنبلة متطورة الشهر الماضي يقول خبراء مستقلون انها ربما تكون وحدة مكافحة الارهاب التابعة لوزارة الداخلية.

وقال مصطفى العاني وهو محلل امني خليجي على صلة جيدة بحكومات المنطقة "الوزارة تعتبر اليمن خط الدفاع الاول في مواجهتها مع القاعدة وحركت عملياتها لمكافحة الارهاب بكثافة إلى اليمن وانشأت مقار لها هناك."

واعتقلت وحدة مكافحة الارهاب عددا من الاشخاص داخل السعودية في الايام القليلة الماضية مما يظهر طبيعة التهديد العابر للحدود الذي تواجهه من المتشددين.

وقال المقدم سلطان محمد وهو رئيس ادارة بوحدة مكافحة الارهاب ان السلطات اعتقلت في الايام القليلة الماضية عددا من الاشخاص الذين كانوا يريدون تنفيذ عملية. وابلغ مجموعة من الصحفيين الزائرين انه ليس لديه معلومات بشان ما اذا كان للمعتقلين في السعودية صلة بمؤامرة التفجير المزعومة ضد اهداف أمريكية.

ويظهر قيام وزارة الداخلية السعودية بمهمة مراقبة المتشددين اليمنيين بدلا من رئاسة الاستخبارات العامة إلى اي مدى تنظر الرياض إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على انه اكبر تهديد داخلي لها.

وتنقل برقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الأمريكية في الرياض كشف عنها موقع ويكيليكس عن الامير مقرن رئيس الاستخبارات العامة توضيحه لدبلوماسيين أمريكين عام 2009 ان التنظيم الداخلي له رأس في الخارج.

ومضى الامير مقرن في توضيحه إلى درجة ان ابلغهم انه قام بعدة زيارات إلى اليمن مع الامير محمد بن نايف رئيس وحدة مكافحة الارهاب وابن ولي العهد الحالي.

وقال نيك برات استاذ الاستراتيجية والسياسة الدولية بمركز جورج مارشال الاوروبي للدراسات الامنية في المانيا "عمليات من هذا النوع تحدث على اساس يومي ولم نقرأ قط كلمة عنها ولا يجب ان نقرأ عنها."

وكان الامير محمد الذي حظي بإشادة من دبلوماسيين اجانب عن حملة وحدته ضد المتشددين نفسه هدفا لمؤامرة اغتيال عام 2009 عندما حاول شخص تظاهر بأنه منشق عن القاعدة اغتياله بقنبلة خبأها تحت ملابسه.

زر الذهاب إلى الأعلى