أكد الناشط وائل غنيم ان الكرة الآن في ملعب جماعة الإخوان المسلمين التي يجب عليها أن تقوم بدورها الفاعل كأكبر قوة سياسية خارج إطار النظام السابق، على أن تسعى لتوحيد الصف وتضع أجندة وطنية حقيقية تؤدى إلى التوافق وتضمن عدم احتكار السلطة في مصر.
وأكد غنيم على صفحته الرسمية "فيس بوك" أن جماعة الإخوان المسلمين ستظل القوى السياسية الأكثر تنظيما بين القوى السياسية، قائلا: "ماكينة جماعة الإخوان المسلمين الانتخابية في ظل الضعف الشديد للتيارات السياسية المنافسة لها ستظل الأقوى والأقدر على حشد الأصوات لصالح مرشّحيها بغض النظر عن جودة أو سوء أداء الجماعة السياسى، ولكنها ومع قوة حشدها لم تتجاوز نسبة الـ30% والممثلة في كل الأصوات التى حصل عليها د. محمد مرسى".
وأضاف غنيم أن التيار الإسلامى بالرغم من الأصوات التى حصل عليها مرسى ومن قبلها في الانتخابات البرلمانية إلا أن تأثيره على المواطن المصرى بدأ يتراجع، مشيرا إلى أن التيار الإسلامى في مصر استطاع الحصول على ثقة 6 من كل 10 ناخبين في انتخابات مجلس الشعب، ولكن هذه النسبة انخفضت إلى 4 من كل 10 في انتخابات الرئاسة، وهذا الانخفاض (نسبته 33%)، ويجب أن تستوعب القوى المحسوبة على التيار الإسلامى هذا الأمر.
وأوضح غنيم أن الكثير من المصريين اختاروا شفيق لخوفهم من الإسلاميين الذين وجهوا الكثير من الرسائل السلبية للشعب في الفترة الأخيرة وركز الإعلام على أخطائهم ووضع عليها المجهر، كما روّج ضدهم الكثير من الشائعات غير الصحيحة، وكذلك نتيجة لرغبتهم في الاستقرار الذى أصبحوا يبحثون عنه أملا في أوضاع اقتصادية أفضل.
وطالب غنيم الثوار بالتوقف عن الاتهامات لمن صوتوا للفريق أحمد شفيق وأن ينسوا منهج الإقصاء لمن يخالفهم الرأى، قائلا: "آسف! أرجو أن يتوقف الثوار عن توجيه وابل السباب والاتهامات لمن انتخب أحمد شفيق وأن يفكروا بشكل أكثر واقعية وألا يستبعدوا دورهم كثوار بأدائهم السياسى والإعلامى السيئ طوال الفترة الماضية في إنجاحه، ولا يجب أن نوجّه دائما اللوم للآخرين، وننسى ما نرتكبه من أخطاء بعضها كان جسيما في حق أنفسنا وفى حق الثورة، وأرجو أن يعيد الكثيرون تفكيرهم في المنهج الإقصائى الذى يتبعوه مع كل من يخالفهم في الرأى".
وتابع غنيم: "لازم نفهم إن اللوم مش لأهالينا عشان اختاروا من لا نريد، إنما اللوم لأنفسنا إننا معرفناش نوصل لهم ونقنعهم بمنطق اختياراتنا، وكمان لازم نفهم كويس إن دى أول مرة الشعب يختار من يحكمه بعد عشرات السنين من حرمانه من الحق ده وطبيعى الاختيار هيكون له معايير مختلفة عند كل واحد مننا".
ووجه غنيم اللوم لكل من حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح لتفضيل كل منهما استكمال السباق منفردا، قائلا: "يجب ألا نلوم الشعب على اختياراته وألا ننساق إلى دعاوى الإساءة إلى الشعب الذى أثبت أنه وبرغم حداثة علاقته بالديمقراطية يمارسها بشكل جيد، ويجب ألا نلوم أى ناخب على تفتيت أصوات المرشحين المحسوبين على الثورة في صالح أحمد شفيق، المنطقى أن يوجه اللوم للمرشحين (حمدين وأبو الفتوح) على عدم تقديرهما للموقف تقديرا سياسيا صحيحا وتفضيل كل واحد منهما الاستمرار في السباق منفردا".
وأكد غنيم أنه سيحترم نتيجة الانتخابات مهما كانت طالما أنها لم تزور، لأنها تمثل إرادة واختيار الشعب، وقال :"أنا منزلتش يوم 25 يناير 2011 عشان أقول مبارك دكتاتور سيئ فإحنا كثوار في الميدان هنشيله ونجيب حد تانى بمزاج اللى في الميدان يحكم مصر، أنا نزلت عشان إرادة الشعب المصرى مسلوبة من عشرات السنين في اختيار من يحكمه بغض النظر أنا متفق اختيار الأغلبية ولا لأه، وده الضامن إن ثورتنا تسير دائما في الطريق الصحيح ولا يخطفها أى حد أو يختزلها في اختياراته".
وفى النهاية قال غنيم: "لأول مرة في مصر يحدث في مصر: انتخابات شديدة التنافس بين كل المرشحين، والشعب يشاهد بعينه كيف أنه هو الذى يأتى بمن يحكمه. أركان الدكتاتورية تتساقط بغض النظر عن الفائز والخاسر وهذه هى المعركة الأهم في تاريخ وطننا