أكد رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة اهتمام اليمن البالغ بالوضع في الصومال وإخراجه من حالته الراهنة، معتبراً أن ذلك يعتبر أولوية مطلقة، وأشار إلى خطورة استمرار الأزمة وتفاقم التحديات التي تواجه مسيرة بناء الدولة، وعلى رأسها ظاهرة القرصنة التي تلقي بآثارها المباشرة على اليمن ، من نواحي عديدة.
وأشار بهذا الخصوص إلي أن أعمال القرصنة استهدفت أكثر من مرة سفناً تجارية ونفطية تابعة لليمن، فيما تزداد معاناة الصيادين اليمنيين نتيجة لاستهدافهم من قبل القراصنة الصوماليين.
جاء ذلك في كلمة رئيس الوزراء التي ألقاها اليوم في المؤتمر الدولي الثاني حول الصومال الذي انعقد اليوم بمدينة إسطنبول التركية.
وعبر باسندوة في كلمته عن ثقته في نجاح الجهود الدولية بشكل عام والتركية بوجه خاص لإخراج الصومال الشقيق من أوضاعه المأساوية، منوها بالدور الهام الذي تتولاه تركيا على مستوى محيطها العربي والإقليمي والدولي والجهود الخيرة التي يقودها رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان في الصومال وغيرها من المناطق.
وقال "إن الجمهورية اليمنية، التي حرصت على المشاركة في مؤتمر لندن وغيره من الفعاليات، وأدت دوراً مؤثراً فيها، تتطلع باهتمام بالغ، عبر مؤتمركم هذا، إلى حاضرٍ ومستقبلٍ يعيش فيه الصوماليون في أجواء من السلام والطمأنينة، ويمارسون حقهم الطبيعي في الحياة، وأن تطوى صفحات العنف المؤسفة التي عصفت بهذا البلد من من نحو عقدين من الزمن".
وأضاف " إن اليمن ترى في هذا كله أولوية مطلقة، ضمن دائرة اهتماماتها الإقليمية، بدافع الشعور بالمسئولية التي تفرضها علاقات الجوار والأخوة بين اليمن والصومال وشعبيهما الشقيقين".
ولفت الأخ باسندوة في الوقت ذاته إلى الصلة العميقة لبلادنا بمجريات الأحداث في الصومال، والتي تتمثل في استمرار تدفق اللاجئين إلى الأراضي اليمنية، الذين تجاوز عددهم نصف مليون لاجي..موضحا التحديات الإضافية التي تولدها هذه العملية على قدرة اليمن الاقتصادية والتنموية.
وألقيت في افتتاح المؤتمر كلمات من قبل رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي والأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي وكذا كلمات ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والدول المشاركة في المؤتمر أكدت جميعها على الحرص الإقليمي والدولي على مساندة الأشقاء الصوماليين على تنفيذ خارطة الطريق الموقعة من قبل الأطياف الصومالية باعتبارها الوسيلة الواضحة المتوافق عليها لإنهاء حالة الصراع في البلاد والتحول من المرحلة الانتقالية الراهنة إلي مرحلة البناء والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.
ويهدف المؤتمر الذي حضره العديد من السياسيين الصوماليين وممثلين عن 54 دولة ومنظمة إقليمية دولية إلى محاولة البحث في سبل لمساعدة الصومال لإنهاء سنوات من الفوضى جراء الحرب الأهلية التي أثقلت كاهل البلاد على مدى20 عاما.
ويناقش المؤتمر عددا من القضايا المهمة ومنها التصور المستقبلي للصومال بعد نهاية ولاية الحكومة الصومالية الانتقالية، فضلا عن النظر في القضايا الاقتصادية مثل الطاقة والمياه وبناء الطرق.