arpo28

المحويت.. مدينة الفصول الأربعة

المدينة المعلقة على سفح جبل عظيم. المحافظة التي لا يملها الزائر أو السائح .فيها الكثير من جمال خلق الله ومخلوقاته.تتناثر فيها الجبال المكسوة بالخضرة ويجتاحها ضباب خفيف وكأنه هدوء أنزله الله على مدينة الضباب المرتفعة ليزيدها رونقًا وبهاءً ورصانةً.

كثرت الروايات وتعددت المصادر التي تم تداولها عن سبب تسمية المحافظة ب(المحويت) ولكن أرجحها ما قاله شرف عبدالله الوادعي وهو أحد أبرز مثقفي وأدباء هذه المحافظة الذي عرفها في بعض كتاباته بأنها قد سميت بالمحويت لأنها مشتقة من قولهم (المحوي) أي المحوية بالجبال التي تحيط بها من كل الاتجاهات ماعدا فتحة صغيرة من جهة الغرب فسميت بالمحوي لأجل ذلك الاحتواء ثم، بالمحويت لتسهل عملية النطق. وأيضًا لأنها كانت محوية بمياه الغيول الدائمة التدفق طوال أيام العام، التي يقال إن هذه الغيول لا تزال غالبيتها وحتى الآن تسبح في مياه عيونها حيتان صغيرة.

تقع المحويت في السفح الغربي لجبال بلاد غيل، شمال غرب العاصمة صنعاء، وتبعد عن العاصمة صنعاء بـ111كم، وترتفع عن مستوى سطح البحر بـ2100 متر. وتتصل بمحافظة حجة وجزء من محافظة عمران من الشمال.تبلغ مساحة المحافظة حوالي (2328)كم2 وتتوزع في تسع مديريات جميعها سياحية ورائعة المناظر.من أجمل المناطق بمحافظة المحويت منطقة الريادي والأهجر ووادي المدينة بأسفل جبل حفاش والخضراء أيضًا بحفاش، كما يمر وادي سردد بأسفل حفاش وملحان. وتعتبر منطقة بني أسعد من المناطق النائية باليمن على وجه العموم وفيها من الأشياء الغريبة التي تدل على الأصالة والعمق التاريخي.

الأسواق الشعبية

هناك أسواق أسبوعية شعبية عدة تقام في محافظة المحويت مثل سوق مديرية الرجم، يقام بجانب خط الطريق الإسفلتي كل يوم اثنين من كل أسبوع ويعد من الأسواق الأسبوعية الهامة أو الجميلة على مستوى محافظات الجمهورية.

يوجد في هذا السوق سمسرتان كبيرتان هما " سمسرة السبيل "وتقع في طريق السوق من الجهة الغربية وكانت قديمًا تستخدم لإيواء" العابرين من أبناء السبيل "وهي شبيهة في بنائها وشكلها بتلك "السماسر" القديمة الموجودة في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية القديمة ولا تزال هذه " السمسرة "قائمة حتى الآن، حيث تستخدم كمحدادة للحديد أما السمسرة الثانية فيها "سمسرة الصافي وتعتبر معلمًا تاريخيًا هامًا رغم حالة الإهمال والانهيار الذي لحق بمعظم أجزائها، وتتكون من طابقين عبارة عن مجموعة من الدكاكين المبنية بشكل دائري يتوسطها مساحة في الوسط مصفوفة بالأحجار كما يوجد فيها إدارة في مكان بارز من " السمسرة " يقال إنه كان يمارس فيها بيع وشراء "البن الصافي" وحاليًا قد أصبحت مهجورة وقد تعرضت للتخريب والتشويه رغم الأهمية التي تحتاجها كمعلم أثري يمكن أن يستغل كمركز للصناعات الحرفية مثلها مثل "سمسرة النحاس" في سوق الملح بصنعاء.المواقع الأثرية والمنتزهات في المحويت

تمتاز المحويت بالعديد من المعالم والمواقع الأثرية والسياحية التي تنال إعجاب السياح التي كان لها الدور الكبير لحصول المحويت على الصفات الطبيعية التي جعلت منها محافظة يتمنى الزائر إلا يغادرها ومن هذه المعالم "قرية مسجد العر" وحصن الأحجل"، "حديقة الحراوي" وهي حديقة مسورة يوجد بها العديد من الأحجار الطبيعية المتراصة بجانب بعضها البعض على هيئة أجسام بشرية قائمة.ولهذه الحديقة أسطورة تناقلتها الألسن.

تقول الأسطورة كان جماعة من الأفراد يمرون في ذلك المكان السحيق بموكب عروسة "حريوة" "جميلة يسمى موكب العروس في هذه المناطق بالحراوي " وأثناء ذلك ظهر عليهم مارد من الجان وطلب تسليمه" العروسة" وعندما رفضوا إعطاءه إياها قام بمسخهم إلى تلك الأحجارالمتراصة ولهذا سميت المنطقة بالحراوي كما تقول هذه الأسطورة التي يتداولها جميع سكان المنطقة.

المحنطات

شاءت الصدف أن يتم اكتشاف مقبرة وجدت بداخلها جثة واحدة محنطة لفتاة شابة في معصمها الأيمن خيط من الحرير منضود بحبات الذرة، وأفادت مختبرات الأبحاث التي قامت بإجراء التحاليل اللازمة لعينات أُخذت من تلك الجثة أن تاريخها يعود إلى ما قبل 3200 سنة ق.م. قال أحد العلماء الأوروبيين في مجال الآثار، وكبير خبراء البعثة الفرنسية، التي زارت اليمن وقامت بإجراء دراسات وأخذ عينات لعدد من المومياوات لمعرفة كيف أن الجسد يبقى آلاف السنين دون أن يتأثر وما الأدوات والوسائل التي كان يستخدمها، يقول: ما قمنا به من دراسات على المومياوات في المحويت تبين أنها تختلف من حيث المقاسات والأحجام عن المومياوات في مختلف أنحاء العالم!، ولكن هناك تشابه بين المومياوات اليمنية وعدد من المومياوات في دول أخرى من حيث الشكل والملامح ولعل أقرب الدول المشابهة مصر وتليها إيران ثم المغرب ثم الهند ثم أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى