arpo37

الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد في السعودية

أعلن الديوان الملكي السعودي تعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء - بالإضافة إلى استمراره وزيراً للدفاع -، والأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية.

وجاء الخبر بعد وفاة ولي العهد السابق الأمير نايف بن عبدالعزيز أمس الأول عن عمر يناهز 78 عاماً.

والأمير سلمان بن عبدالعزيز هو الابن الخامس والعشرون للملك عبدالعزيز، ولد في الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول من عام 1935 في الرياض.

خَبِر الأمير سلمان العمل السياسي منذ صغره في مجلس والده الملك عبدالعزيز، وشارك في العديد من المهام الخارجية منذ مطلع شبابه، كما تم تكليفه بتمثيل الدولة في عدد من المؤتمرات والاجتماعات على مدى خمسة عقود متتالية، وسجل طوال أكثر من نصف قرن حضوراً إنسانياً وخيرياً وإدارياً.

قاد الأمير سلمان منذ سبعة وخمسين عاماً نَقْل العاصمة الرياض - بعد أن كانت مدينة صغيرة - إلى واحدة من أسرع مدن العالم نمواً، ووصل عدد سكانها إلى أكثر من خمسة ملايين نسمة، حتى غدت ذات تأثير اجتماعي وسياسي واقتصادي خلال العصر الحالي، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل حتى على المستوى الإقليمي والدولي، وتجاوزت مساحة الرياض في عهده أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة سنغافورة مثلاً.

في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني للعام 2011 صدر قرار خادم الحرمين الشريفين القاضي بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع خلفاً لأخيه الشقيق الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي وافته المنية في الثاني والعشرين من نوفمبر في العام نفسه.

عُرف عن الأمير سلمان اهتمامه بأعمال البر والدعم الخيري، فهو من تولى دعم لجنة التبرع لمنكوبي السويس عام 1956 بعد العدوان الثلاثي على مصر، وفي العام نفسه رأس لجنة جمع التبرعات للجزائر أثناء حربها ضد الاستعمار الفرنسي.

كما أشرف الأمير سلمان على اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر وسوريا في حرب أكتوبر عام 1973، وتولى ملف إغاثة منكوبي باكستان عقب حربها مع جارتها الهند في نفس العام.

وتولى الأمير سلمان في العام 1990 إدارة إيواء ومساعدة الكويتيين إثر الغزو العراقي لدولة الكويت، إضافة إلى دعمه ومتابعته لجمعيات البر المحلية والجمعيات المخصصة لمساعدة المرضى.

أما الأمير أحمد بن عبدالعزيز فهو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية ولد في (1358 ه / 1941).

كان الأمير أحمد نائباً لأمير منطقة مكة المكرمة إبان عهد الملك فيصل. وفي عام 1975 عين نائباً لوزير الداخلية وذلك في بداية عهد الملك خالد.

السديري: سلمان يحب العمل بصمت

قال تركي السديري، رئيس تحرير جريدة "الرياض"، إن اختيار الأمير سلمان اختيار صائب، نظرا لتعدد علاقاته على كافة المستويات ولاسيما في البلاد العربية، بالإضافة إلى قدرته على إنجاز الكثير من القضايا الدولية، كما أنه يحظى بشعبية بين جيل الشباب.

وأضاف السديري أن اختيار الأمير سلمان يعد خطوة حكيمة وإيجابية، وأن وصوله لهذا المنصب بمثابة الحماية للملكة العربية السعودية، مؤكداً أن الأمير سلمان لم يقترب دائما من صحيفة أو أي وسيلة إعلامية لرغبته الشديدة في العمل بصمت، ووصفه بالرجل المقنع، ودائما ما يتحدث في أمور وقضايا المجتمع.

وأشار السديرى، إلى أن الأمير سلمان مؤهل لتطوير ربوع المملكة في كافة الأنشطة مثلما ظهرت بصماته جليه على مدينة الرياض، حيث ظل أميراً لها طيلة 55 عاماً.

خاشقجي: اختيار متوقع للأبرز

ومن ناحيته صرح الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، بأننا متوقعون هذا الاختيار لكونه الأبرز بين أبناء الملك عبدالعزيز، بالإضافة إلى أنه يتمتع بخبره هائلة في الحكم المحلي وله علاقات دولية واتصالات خارجية، فضلا عن علاقاته بمراكز الرأي والفكر.

وأوضح: أن الأمير سلمان دائم الاهتمام بموقع المملكة الخارجي وقدم صورة مشرفة للملكة خارجيا إبان حقبة الثمانينيات.

وبدوره قال الدكتور والكاتب الصحافي علي الخشبيان، إن تولي الأمير سلمان لخلافة العهد جاء تتويجاً لما توقعه المجتمع، ولديه علاقات دولية قوية ولا يغيب دائما عن الملفات الرئيسية في المنطقة، كما أشاد بولع الأمير سلمان بالتاريخ وخاصة التاريخ السعودي، كما أنه يرأس أهم المؤسسات التي تؤرخ تاريخ المملكة.

وتابع: الأمير سلمان لديه علاقه واسعة النطاق مع جل أفراد المجتمع السعودي، من خلال جلسته الأسبوعية التي يخصصها لملاقاة أفراد الشعب لمناقشة القضايا والأمور التي تهم المواطن، كما أن له دورا محوريا في اختيار قيادات المملكة، ويقف خلف الكثير من المشاريع التي حققت نجاحات هائلة.

الحارثي: خبرة ثرية في الإدارة

من جهته، أكد الدكتور فهد الحارثي رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام في جدة، أن هذا الاختيار كان متوقعاً لخبرته الثرية في الإدارة خارج وداخل الدولة، كما أنه رجل إعلام وعلم وثقافة من الطراز الأول، ولفت إلى أن الأمير دائما ما كان يلازم ملوك السعودية السابقين مستشارا ومعيناً خاصة في فترة الملك الراحل خالد.

وزاد الحارثي: إن الأمير سلطان ساهم في تدعيم بيوت العلم ومراكز البحث العلمية، لافتاً إلى حبه الجارف لتاريخ بلاده، وذلك من خلال ترؤسه مركز أبحاث المدينة المنورة ومكة المكرمة، كما أن سمو الأمير محيط بما يجري في العالم وبما يجري من فرص وتحديات في هذا العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى