[esi views ttl="1"]
arpo27

رئيس القوى الثورية الجنوبية: ليس من حق أحد الإدعاء بتمثيل القضية وإقصاء الآخرين

الأخ غير الشقيق للشهيد فيصل عبداللطيف أول رئيس وزراء عقب استقلال جنوب اليمن المناضل عبدالقوي رشاد رئيس مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية في حوار مع صحيفة «الجمهورية» يؤكد أن المجلس الذي يترأسه والذي تم تشكيله قبيل شهر هو صدى لحراك الشباك وفعالياتهم وانعكاس للإحساس الكبير بالقضية الجنوبية في سبيل تقديم الرؤى والتصورات المناسبة وبما يلبي مطالب أبناء الجنوب .

نشوان نيوز يعيد نشر الحوار:
في البداية حبذا لو تعطينا نبذة مختصرة عن مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية الذي ترأسونه؟
مرحباً بك أولاًً وبصحيفة «الجمهورية» الغراء المنحازة أخيراً للشعب، أما مجلس التنسيق فهو صدى لحراك الشباب ولفعالياتهم وهو انعكاس للإحساس الكبير بالقضية الجنوبية الكبرى التي يعاني منها أبناء الجنوب من سنوات نتيجة خلل كبير في الهيكل الوطني، ونتيجة خلل في عملية الدفاع عن القضية الجنوبية ذاتها على الرغم من عدالتها، هناك أناس للأسف وهم من الجنوب أساءوا للقضية الجنوبية من حيث أرادوا لها خيراً، الكل ينفي الكل، كل يدعي الحق ويحتكره وكأننا لم نستفد من تجربة الأمس ومن الممارسات الشمولية التي مارسها البعض بالأمس، وهنا مكمن الخطورة التي تعتري القضية الجنوبية. ما يجري اليوم مؤسف داخل الجنوب، النظام السابق خرب البنية التحتية التي كانت جاهزة قبل الوحدة وقضى عليها. نحن مقبلون على مرحلة حرجة جدا، وبقاء القضية الجنوبية على وضعها الحالي يعمل على إماتتها ودفنها..

لماذا هذا الخلاف بين مكونات الحراك الجنوبي؟
هناك عدة أسباب أولها ضعف الوعي بالقضية على أبعادها وضعف التصورات السليمة والحقيقية للحلول الناجحة لها، وطبعاً هناك من يسعى لعرقلة أي اتفاق أو اجتماع في صف هذه القوى، بعض هؤلاء من الجنوبيين أنفسهم.

لو سألتك عن ماهية القضية الجنوبية؟
القضية الجنوبية هي دولة ضاعت وتم السيطرة عليها، الجزء الجنوبي من اليمن والشريك الأساسي في الوحدة ضاع في دولة الوحدة أرضاً وإنساناً وثروة وسيادة..

من المتسبب في هذا كله؟
النظام السابق بكل تأكيد. ولا تنس أن الوطن والشعب كان موحدا من قبل أن تقوم السلطتان بتوحيده، نشوة الانتصار في حرب 94م أضاعت الوحدة وأصابتها بمقتل. بل ضاعت الدولة.

ألم تكن القيادات التاريخية للوحدة مساهمة بطريقة غير مباشرة في القضاء على الوحدة من خلال الآلية التي تمت بها الوحدة؟
كان للجنوبيين بشكل عام قبل الوحدة توجه كبير واندفاع نحوها بقوة واعتبرناها جميعاً آنذاك بادرة وطنية لكنها لم تقم على أسس سليمة ودراسات وتصورات، أذكر أني جلست مع الأخ علي سالم البيض في أول رمضان بعد الوحدة، وقال لي أن الحزب الاشتراكي لم يكن موافقاً على الوحدة، وحاولوا أن يطيحوا بي، لكني قلت لهم: قولوا ماشئتم. أنا وجدت نفسي أمام قرار وطني يمني لا أستطيع أن أرفضه، وأحب أن أقول لكم: إنكم كنتم مليونين فجعلت منكم عشرين مليوناً، كنتم تحكمون جزءاً من اليمن فجعلتكم شركاء في اليمن كله، بعضكم لم يكن يستطيع الذهاب إلى صنعاء فأمنت تنقلاتكم، ما ذا تريدون؟ هذا كلام البيض. بعد حرب 94م، ضاعت الوحدة، بسبب نشوة النصر الذي أطاح بالاشتراكي وأتى بنظام جديد. وأقول لك إن النظام خلال فترة ما بين 90م إلى حرب 94م لم يكن وحدوياً خالصاً، بقي كل طرف محتفظاً بقواته ويحكم محافظاته السابقة، ولذا كانت نتائج انتخابات 93م بتلك الصورة مثلاً. كان كل طرف محتفظاً بقواته وجيشه ولذا استمرت الوحدة خلال هذه الفترة، فلما طغى طرف ما وانتصر طرف على طرف حصل خلل في المعادلة السياسية.

هل عندكم تصورات في مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية لحلول الدولة القادمة؟
نحن مجلس تنسيق للقوى الثورية الجنوبية لا يدعي الحق في فرض الحلول أو التوصيات، نحن منسقون للقوى الثورية بكاملها، ونسعى مع الجميع لتقديم الرؤى والتصورات المناسبة وبما يلبي مطالب أبناء الجنوب جميعاً، ووفق مطالبهم، نحن مظلومون جميعاً ونسعى لطرح الحلول المناسبة لقضيتنا. ونحن الآن ننسق مع كل المكونات والفئات لوضع هذه الرؤى والتصورات.

هل ثمة استجابة ميدانية لمجلسكم هذا من قبل الفئات أو الجماعات التي تتكلم عنها؟
نحن عمرنا السياسي قصير جدا في حدود شهر تقريباً، ولدينا برنامج عملي طويل بدأنا الشوط فيه، وجادون في العمل وقد وجدنا استجابة من قبل الكثير من القوى الوطنية وتعاوناً ملحوظاً وجيداً، هناك شخصيات جنوبية أبدت تعاملاً إيجابياً في التعامل معنا. وجدنا استعداداً جيدا للتعاون معنا.

التقيتم فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء وكذا التقيتم الدكتور ياسين سعيد نعمان..ما طبيعة الزيارة لهؤلاء أولاً؟ وما هي مخرجاتها؟
نحن طرحنا عليهم القضية الجنوبية بكل تفاصيلها، الدولة تكاد تكون انعدمت أو انتهت، وقد كان الإخوة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكذا الدكتور ياسين متفهمين للقضية ويعيشون نفس الشعور الذي نعيشه نحن فاستبشرنا بذلك خيراً وهذا جميل أن الدولة بدأت تحس بمعاناة المواطن، ولمسنا منهم إصراراً لإصلاح هذه الأوضاع ومعالجتها. وقد تم تكوين لجنة من رئاسة الوزراء بالنزول إلى عدن ودراسة الوضع عن قرب، اليوم عدن تعيش وضعاً مضطرباً ويراد لها أن تدخل في معمعة الحرب الأهلية وحرب ما يسمى بأنصار الشريعة.

تناقشون القضية الجنوبية من منظور أحادي كما يبدو لماذا لا تطرح كقضية وطنية شاملة ضمن قضايا الوطن كلها وإن كانت على رأس القضايا طبعاً؟
القضية الجنوبية قضية شعب وقضية دولة، وقضية أمة استبيحت مقدراتها وحقوقها وثرواتها..

كانت حقوقية وتحولت إلى سياسية لماذا؟
نعم. كانت في البداية حقوقية خالصة وتحولت بعد ذلك إلى سياسية فعلاً، الحركات الاحتجاجية والمظاهرات والاعتصامات كانت من وقت مبكر، بعدها تراكمت هذه الحقوق لتأخذ الطابع السياسي.

هل لديكم أنتم تصور واضح للقضية الجنوبية نفسها؟
أولاً أقول لك: إنه ليست هناك أرضية مناسبة تبنى عليها أسس وقواعد حل القضية الجنوبية، وهو ما قد يجعلها مختزلة في مكانتها وعدالتها.. حيث إنها تحتاج إلى تهيئة وتوافق وتنسيق بين كل القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية، ومختلف منظمات المجتمع المدني التي نعتبرها المعني الأساسي بهذا الشأن، وبدورنا في مجلس التنسيق نعمل على تسوية هذه الأرضية لبناء مشروع سياسي حقيقي يعبر عن الجماهير الواسعة ولا يعبر فقط عن آراء نخبة معينة تدعي لنفسها حق تمثيل الآخرين، أو ترى في نفسها أنها الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية دون الآخرين.

إذن ما الأرضية المناسبة للانطلاق لحل القضية الجنوبية في هذا التوقيت بالذات؟
هذا سؤال مهم، ومن وجهة نظري أقول: إن الأرضية المناسبة والتي يجب علينا كقوى فاعلة في المجتمع أن نسويها ونهيئها لبناء مشروعنا جميعاً دون استثناء وبعيداً عن الصيغ العمومية فإن الأرضية اليوم غير مستوية بالقدر الذي يمكن من البناء عليها، لكن علينا أن نبذل الجهود ونغذ السير في طريق تسوية الأرضية وتلبية طموح المواطن المتطلع للتغيير الحقيقي وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تمكن كل من له مشروع سياسي من تسويقه وتقديمه كبرنامج عمل يخدم ولا يهدم.

أين يكمن الخلل في عدم التوافق للخروج بمشروع سياسي يعبر عن الشارع الجنوبي؟
ربما أشرنا ضمنياً ولكن بشكل أدق نقول إن الخلل دائماً يكمن في تقديم المصلحة الشخصية الذاتية والأنانية على المصلحة الجماعية الجماهيرية والخلل دائماً يتواجد في البناء غير السليم والمشروع غير الواضح والخطاب غير الناضج والرؤية غير المترجمة إلى أهداف رسالية نابعة من صميم الروح الجامعة للمعنى الكبير الذي يجد فيه كل مواطن نفسه ويجد فيه كل ذي حق حقه.

هل لديكم استعداد كافٍ للتعاطي مع الحراك الجنوبي في ظل ادعاء بعض القيادات في الداخل والخارج أنها الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية؟
كما أشرنا سابقاً نحن مجلس تنسيق ولسنا ضد أحد أو بديلاً عن أحد، لكن بالمقابل أيضاً نقول لجميع شركائنا إنه ليس من حق أحد الادعاء والتحدث الحصري باسم القضية الجنوبية واستبعاد الآخرين والفاق التهم بالخصوم والشركاء، نحن نقول إن كل صاحب مشروع عليه أن يقدم مشروعه ورؤيته وبالتالي فإن الشارع هو الذي يحكم، والقول الفصل أولاً وأخيراً هو لأصحاب القضية المعنيين بها مباشرة وهم جموع الجماهير في المحافظات الجنوبية، ثم إن الزمن قد تغير وباتت الوسائل الحضارية في التعبير عن المشروع هي الفيصل أما التأزيم والتهديد وتوظيف أوراق القوة والتخريب والعنف غير مقبولة بأي حال من الأحوال، فالشعب لديه سمع وبصر ولم يعد يخفى عليه الغث من السمين، والصحيح من السقيم.. نحن هنا نعبر عن فكرة وعن مشروع ونجتهد في تقديم رؤية واضحة وبرنامج منسق ضمن معايير أخلاقية ومهنية تقدم الحلول على المشكلات وتتعلم من دروس الماضي لتحاشي أخطائه والاستفادة من دروسه وتجاربه المتراكمة بما يضمن صيانة وسلامة الحاضر والمستقبل.

لو سألتك عن أهمية التنسيق بين مختلف القوى الفاعلة في الشارع الجنوبي؟
تنبع أهمية التنسيق بين كل المكونات الثورية الشعبية من كونها الصيغة المناسبة للم الشمل وتوحيد الجهود وصياغة أسس ومضامين ومنطلقات حل القضية الجنوبية، التي تعتبر العنوان الأبرز لحل كل المشكلات سواء على مستوى الجنوب أو الوطن ككل، كما أن التنسيق يعني أن الكل موجود وحاضر في المشهد السياسي والاجتماعي كل باسمه وصفته ولن يكون هناك إحلال أو إبدال، فقط علينا جميعا كمكونات ثورية وهيئة سياسية واجتماعية أن ننسق جهودنا جميعاً لما من شأنه أن يحقق حلم الشارع الجنوبي ويعبر عن حلمه وتطلعاته في بلورة صيغة موحدة ومشتركة للقضية الجنوبية باتجاه رعاية الصالح العام للأمة.

ماذا عن معارضة الخارج والعمل معهم؟ وهل يمثلون القضية الجنوبية من وجهة نظركم؟
ما ينطبق على معارضة الداخل ينطبق على معارضة الخارج من حيث التعبير عن حقهم في لعب دور سياسي يلبي طموحات الشارع الجنوبي الذي لديه معيار القبول والرفض، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معارضة الخارج لم تستطع أن تتحد في مشروع واحد يوحي بالثقة والاطمئنان لدى الجماهير الشعبية الواسعة، حيث إننا شهدنا ونشهد إلى اليوم مظاهر الفرقة والاختلاف ومزيداً من التشظي وتباين الآراء الشخصية والتي عكست أمزجة القيادات والنخب الشخصية ولم تعكس آراء وتطلعات الشارع، فأضافت تعقيدات أكبر إلى المشهد المعقد أصلاً. ونحن لا نطعن في وطنية أحد أو ولائه بقدر ما نحاول أن نلمس التعاون في تغليب الهم الوطني والمصلحة العامة النابعة من تحمل مسئوليتنا تجاه قضيتنا، وتجاه شعبنا الذي ينظر إلينا كما لو كنا نحن المخلص أو المنقذ في اللحظة الراهنة التي يرى فيها أحواله المعيشية والأمنية والسياسية تسير من سيء إلى أسوأ، وهو ما يتوجب علينا أن نتحرك باتجاه نبذ أنانيتنا خدمة لشعبنا وصون مستقبل أولادنا من اليوم.

لكن هناك فصيل مسلح في الحراك الجنوبي أساء للقضية الجنوبية بذاتها كيف ستتعاملون معه؟
أولا يجب أن نفهم أن الحراك في حد ذاته ظاهرة صحية ووجوده يدل على أن هناك أخطاء ومساوئ وفساداً مالياً وإدارياً وسياسياً وأوضاعاً متردية متراكمة كظلمات بعضها فوق بعض تحتاج إلى التصحيح وينبغي أن تصحح فوراً ولهذا وجد الناس أن أفضل طرق التعبير تتمثل في رفع الصوت والإجهار بالحق وإعادة الأمور إلى نصابها. منذ مطلع العام 2007 ومنذ الصرخة الأولى للعسكريين المتقاعدين وما بعدها كانت الأمور تسير باتجاه تطور وعي المجتمع بحقوقه المنهوبة وكرامته المصادرة، وهو ما ترجم هذه الحركة الشعبية والحراك الجماهيري التي كانت بحق مشروعاً للثورة السلمية التي كانت سبقاً ثورياً في الربيع العربي، ولا زالت هذه الصورة المضيئة لهذا الحراك براقة عدا بعض السلوكيات والأطراف التي تريد إخراج هذا الحراك عن مساره الطبيعي بصيغته الثورية السلمية الحضارية ونحن نقول إن فلول النظام السابق العائلي وبقاياه هم اليوم من يدفع باتجاه حرف مسار الحراك عن طريقه الصحيح ومقاصده الشريفة من حراك سلمي إلى حراك مسلح يعتمد العنف وخطاب الإرهاب والإقصاء بمنطق من ليس معنا فهو ضدنا، وهو ما يرفضه الشارع الجنوبي جملة وتفصيلاً، حيث إن الأساس هو بناء الدولة المدنية وصون حقوق وكرامة المواطن وبناء المؤسسات وتوفير الخدمات التي تعد من أساسيات الحياة في مجتمع متمدن مثل مدينة عدن التاريخية وكذا بعض مدن الجنوب.

هل لديكم رؤى أخرى لحل بقية مشكلات اليمن في المحافظات الشمالية أيضاً؟
بالتأكيد نحن نضع في حسابنا كل المشاكل التي يعاني منها وطننا الكبير لكننا يجب ألا نتجاوز ما بين أيدينا ولهذا نحن نرى من خلال مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية أن تكثيف الجهود في إيجاد حلول مناسبة وملبية لطموحات الشارع هي أيضاً البوابة الأساسية لحل كل المشكلات الوطنية وإن كانت بداية التنسيق في هذه المرحلة موجهة بالدرجة الأولى للمحافظات الجنوبية السبع وستكون غداً شاملة لكل قضايا الوطن شماله وجنوبه، شرقه وغربه، فنحن نرى أن مشروع التصالح والتسامح واعتماد روح الحوار ولغة التفاهم هو الذي يضمن لليمن الجديد حاضره ومستقبله، فقط علينا أن ندرك أننا في مرحلة تاريخية حاسمة لها ما بعدها تمثل تحدياً لمشروع اليمن الجديد في شخص قياداته ونخبه ومؤسساته السياسية ككل، فهي المنوطة بغرس بذرات المستقبل الذي يبحث عنه جميع اليمنيين دون استثناء، يمن الحرية والديمقراطية والمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة. يمن تحكمه المؤسسات لا الإقطاع السياسي كما كان قبل ثورة الشعب الشبابية السلمية.

مؤخراً ومنذ أكثر من سنة تفاجأ الشارع اليمني بمجاميع مسلحة تستولي على مدن رئيسية كزنجبار عاصمة محافظة أبين.. ما هذه المفارقة؟
أولاً يجب أن نعرف أن المشهد اليمني مليء بالتعقيدات وبعض الأمور المستعصية على الفهم ومن جملة هذه الأمور هي ظهور القاعدة وما يسمى بأنصار الشريعة بهذا الزخم والكثافة، وهو ما يمكن تفسيره أن النظام السابق كان يعتمد على القاعدة أكثر مما يحاربها كما يدعي..

كيف؟!
كان النظام السابق يستخدم القاعدة كفزاعة لاستجلاب الدعم المالي من الخارج.. ولذا فقد شاهد الكثير من السكان المحليين واللجان الشعبية عناصر تحارب وتخطط للقاعدة من قبل عناصر معروفة بولائها للنظام السابق، وما حدث في زنجبار هو مؤامرة من قبل عناصر الثورة المضادة لإشاعة الفوضى وإحداث الإرباك حتى يوهم الخارج والداخل أنه وحده القادر على إدارة هذه البلاد من حيث قدرته على محاربة الإرهاب كما يزعم ويدعي, وقد انكشفت اللعبة أثناء صمود الجيش واللجان الشعبية التي تصدت لهذه المجاميع المشبوهة في لودر وجعار وزنجبار وشقرة وتلاحقهم الآن في أطراف شبوة وفي كل مكان، وينبغي أن ندرك هنا أن الحصن الحصين من كل الأعمال الإرهابية وإيواء المجاميع المسلحة هو بث روح المسئولية لدى الرأي العام كأهم ركيزة أمنية ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إصلاح أوضاع الناس الاقتصادية ورعاية جميع حقوقهم ومتطلباتهم المعيشية والخدمية، وسنجد أن المواطن لن يقصر في أداء الواجب وخير دليل على ذلك أن المجاميع المسلحة مع بداية دخولها إلى زنجبار كانت تتصرف وكأنها موجودة بشكل طبيعي ومرحب به من قبل المجتمع المحلي وعندما لمس المواطن في مدينة لودر بالذات بعض ملامح التغيير استطاع أن يحمي المدينة بدافع ذاتي فتحركت اللجان الشعبية من الشباب الأبطال قبل غيرهم حتى من الجيش الذي انسحب أمام زحف المجاميع الإرهابية، وهو درس ينبغي أن نتعلم منه جميعاً في قادم الأيام.

ماهي الرسالة التي تريد أن توجهها ؟
رسالتي أولاً لكل أبناء المحافظات الجنوبية الأحرار الشرفاء أن يكونوا عند مستوى الحدث في هذه اللحظة التاريخية من حيث تحمل المسؤولية في المحافظة على أمن الوطن ومكتسباته والتصدي لكل من يريد الإخلال والعبث بالأمن والسلم الاجتماعي ورسالتي أيضاً إلى كل العاملين في الساحة السياسية من القيادات والنخب في الداخل والخارج أن يتعلموا دروساً من الماضي وأن نتحد جميعاً في صياغة مشروع سياسي موحد يضمن حق الجميع ويقبل بالآخر وينبذ صيغة العنف التي دمرت بلادنا في الماضي ولا نريد تكرار أي مأساة في الحاضر والمستقبل ورسالتي أيضاً إلى القيادة السياسية بأننا وإياكم في سفينة واحدة علينا أن نقودها إلى بر الأمان ونشرع في بناء اليمن الجديد يمن الحرية والعدالة والمساواة ونسأل الله التوفيق والسداد ولكم شكرنا وتقديرنا وبارك الله في جهودكم النبيلة.

زر الذهاب إلى الأعلى