بدأ اليوم الاثنين في القاهرة برعاية الجامعة العربية مؤتمر تبحث فيه قوى المعارضة السورية الرئيسة رؤية موحدة لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الأسد وتوحيد صفوفها, لكن الجيش الحر سارع إلى إعلان مقاطعته المؤتمر ووصفه بالمؤامرة.
وافتتح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي المؤتمر الذي يستمر يومين, ويشارك فيه وزراء خارجية العراق (رئيسة القمة العربية) ومصر والكويت (رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية) وقطر (رئيس اللجنة العربية الخاصة بسوريا), كما دعي إليه وزراء خارجية فرنسا وتركيا وتونس والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والموفد الأممي العربي كوفي أنان.
وقال نبيل العربي في افتتاح المؤتمر -الذي تشارك فيه 250 شخصية سورية معارضة- إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر صاغت وثائق وتمكنت من تجاوز العديد من نقاط الخلاف.
وأضاف أن الجامعة عملت على توفير الأجواء الملائمة للمؤتمر حرصا منها على استقلال المعارضة السورية التي يمثلها أساسا في هذا المؤتمر المجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا. وتابع أن الدول العربية ستدعم مساعي المعارضة السورية لتوحيد الصف, نافيا أن يكون للجامعة العربية أي أجندة تفرضها على المعارضة.
وقال إن الجامعة العربية ومجلس الأمن لا يمكن أن يغضا الطرف عن الجرائم الخطيرة التي يستمر النظام السوري في ارتكابها, وأضاف أنه لا يمكن مساواة ممارسات النظام بعمليات المعارضة الدفاعية.
ويأتي مؤتمر القاهرة بعد يومين فقط من اجتماع القوى الدولية في جنيف الذي قالت أطراف سورية معارضة بينها المجلس الوطني إنه لم يخرج بآليات واضحة أو جدول زمني لنقل السلطة، رغم أنه دعا إلى تشكيل حكومة انتقالية سورية تضم عناصر من نظام الأسد.
خريطة طريق
وقبيل افتتاح المؤتمر, قال المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتوقع نجاحه. وأضاف صبرا أنه ستصدر عن المؤتمر وثيقتان هامتان، الأولى بعنوان "وثيقة العهد الوطني" والثانية بعنوان "خطوات المرحلة الانتقالية".
وقال صبرا في تصريح منفصل لفرانس برس إن الهدف من مؤتمر القاهرة التوصل إلى رؤية موحدة بخصوص المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا.
من جهتها, قالت ريما فليحان الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا إن المؤتمر يسعى إلى وضع خريطة طريق للمرحلة القادمة. وأضافت أنه بذل جهد كي يمثل المؤتمر بأكبر قدر ممكن أطياف المعارضة السورية.
وشددت ريما فليحان في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية على أنه لا يوجد في سوريا من يرضى باستمرار نظام الأسد. في المقابل أعلن الجيش السوري الحر مقاطعته مؤتمر القاهرة وعدّه مؤامرة.
وقال في بيان مشترك مع ناشطين معارضين إنه لا سبيل إلى التفاوض مع نظام الرئيس بشار الأسد. واتهم البيان المشاركين في مؤتمر القاهرة برفض جملة من المطالب في مقدمتها التدخل العسكري الخارجي وتسليح الجيش الحر والمناطق العازلة والممرات الإنسانية.
كما اتهم البيان القائمين على المؤتمر بالسعي إلى منح فرصة أخرى لخطة موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان كي يناور مجددا لإقناع الأسد بتطبيق خطته.
وأعلن البيان رفض قيادة الجيش الحر والناشطين الموقعين على البيان نفسه القرارات "الخطيرة" الصادرة عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف, معتبرا أن تلك القرارت ترمي إلى إنقاذ النظام السوري.
تحديد المسؤوليات
واتفق المسؤولون الذين تحدثوا في افتتاح مؤتمر القاهرة على ضرورة توحّد المعارضة السورية وعلى اتهام دمشق بعدم الإيفاء بتعهداتها.
فقد قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن معاناة الشعب السوري لن تنتهي إلا إذا بدأت مرحلة انتقالية تحقق تطلعات الشعب السوري. وأضاف "نسعى من أجل رؤية موحدة لشعب سوريا ومصيره", قائلا إن النظام السوري لم يف بالوعود التي أطلقها.
وصدرت دعوات مماثلة لتوحيد صفوف المعارضة السورية عن وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح ووزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
من جهته شدد الرئيس المصري محمد مرسي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو على ضرورة وقف حمام الدم في سوريا, وأعلن رفضه لأي تدخل عسكري خارجي فيها, قائلا إن وحدة سوريا خط أحمر.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 250 شخصية تمثل مختلف أطياف المعارضة. ووجه الأمين العام لجامعة الدول العربية دعوات حضور إلى وزراء خارجية العراق وقطر والكويت ومصر وتونس وتركيا وفرنسا.
انعقاد المؤتمر
ويعقد هذا المؤتمر بناء على قرار وزراء الخارجية العرب رقم 7505 الصادر عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية التي عقدت بالدوحة في الثاني من يونيو/حزيران الماضي.