احتفل حزب اتحاد الرشاد اليمني اليوم بإشهاره وسط حضور جماهيري كثيف في العاصمة صنعاء، بحضور وزير الإعلام وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والسلك الدبلوماسي في اليمن .
وفي حفل الإشهار عبر الأمين العام لاتحاد الرشاد اليمني عبد الوهاب الحميقاني عن رفض الحزب لتشكيلة اللجنة الفنية للإعداد للحوار الوطني بصورة لا تضم جميع القوى التي وافقت على المشاركة في الحوار واصفا العملية بأنها صورة من صور الاستبداد السياسي ولن يوصل ذلك إلا إلى حوار كسيح مشلول مالم يستكمل تشكيلها على أسس وطنية وعادلة، مبديا استغراب الحزب من استبعاده في اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني على الرغم من تأكيده على استعداده للانخراط في الحوار بدون قيد أو شرط.
ودعا الحميقاني إلى استكمال التواصل مع بقية القوى السياسية الشبابية والاجتماعية التي لم يتم التواصل معها من قبل واستكمال تشكيل لجنة الإعداد والتحضير من جميع الأحزاب والقوى بنسب عادلة، وتحديد الثوابت التي تحكم سقف الحوار والمرجعية التي تحسم الخلاف، وأن تتم عملية التحضير بشفافية تامة، وكشف الحميقاني عن اتصالات تجريها قوى سياسية مقصاة من الحوار بهدف عقد مؤتمر حوار وطني موازي موضحا أن المقترح مطروح على هيئات الحزب لدراسته.
من جانبه قال رئيس اتحاد الرشاد اليمني الدكتور محمد بن موسى العامري: "أيدينا ممتدة وأبوابنا مشرعة لجميع القوى السياسية والاجتماعية وعامة أبناء الشعب لتجسيد معاني الخير وتحقيق مصالح العباد والبلاد"، وأضاف العامري: "سنقف من الجميع على مسافة واحدة يحكمها ميزان العدل والقسط والتعاون على البر والتقوى، وسيبقى قربنا أو بعدنا في الحزب مرهونا بمدى قربها أو بعدها من مبادئ الأمة وثوابتها وحرصها على مصالح المجتمع"، وأكد العامري رفض الحزب لأي أعمال مسلحة غير مشروعة سواء كانت في صعدة أو أبين وشبوة، كما جدد رفضه لأي وصاية أجنبية أو تدخلات خارجية تنتهك السيادة اليمنية.
وعبّر العامري عن رفض الحزب لأي عدوان وقتل خارج إطار القضاء الشرعي، محذرا من خطورة سفك الدماء واستباحة الحرمات وقتل النفس التي حرم الله بغير حق كما يحصل في أماكن متفرقة في اليمن وآخرها الاعتداء الإجرامي على طلبة كلية الشرطة وما سبقه في ميدان السبعين من مجزرة دامية.
وفي حفل الإشهار ألقى وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني كلمة عبر فيها عن سعادته بإشهار حزب اتحاد الرشاد اليمني وقال إن الوطن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت إلى الرشاد والإرشاد والوفاق والوئام وتعزيز دعائم الأمن والاستقرار ونبذ ثقافة العنف والكراهية وأضاف العمراني إن الرشاد هو السبيل الذي يجب على كافة أبناء اليمن السير عليه وانتهاجه قولا وممارسة .
ودعا وزير الإعلام أبناء اليمن إلى الجنوح للسلام وإلقاء السلاح جانبا ونبذ ثقافة العنف والتطرف وانتهاج سبيل الرشاد ومبدأ التسامح والاتجاه نحو بناء اليمن الجديد ونهضته الشاملة .
وأكد العمراني ضرورة أن يحرص الجميع على تحقيق تطلعاتهم المنشودة من خلال التعبير عنها بوسائل وطرق تكفل حفظ الحقوق والحريات دون اللجوء للسلاح.
وأُلقيت في حفل الإشهار كلمات من قبل نائب رئيس الهيئة العليا للحزب أنور الوادعي ورئيس الهيئة الرقابية للحزب أنور فرحان مهيوب ورئيس الهيئة القضائية بالحزب الدكتور عبدالله الحاشدي، ونائب رئيس مجلس الخبراء بالحزب عبدالناصر الخطري وكلمة عن أنصار الرشاد من لحج أحمد محمد ناصر، استعرضت في مجملها رؤية حزب اتحاد الرشاد ورسالته في خدمة الشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثوابته بالوسائل المشروعة.
كما تناولت الكلمات أهداف حزب اتحاد الرشاد اليمني التي يسعى إلى تحقيقها من خلال المشاركة الفاعلة في العملية السياسية بجميع مناحيها وتفعيل العمل الجماهيري من اجل الإسهام بفاعلية في بناء حاضر ومستقبل اليمن المنشود.
ودعا المتحدثون إلى تضافر جهود الجميع في سبيل حل قضايا الوطن والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره .
وقد تخلل حفل الإشهار أناشيد ترحيبية وقصائد شعرية قدمها عدد من منتسبي حزب اتحاد الرشاد اليمني من مختلف المحافظات، نالت إعجاب الحاضرين.
وكان اتحاد الرشاد اليمني، حصل على تصريح رسمي بمزاولة نشاطه من لجنة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية، وذلك بعد استكماله كافة إجراءات ووثائق وطلبات التأسيس، وفقاً لقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية رقم (66) لسنة 1991، ولائحته التنفيذية.
وتجدر الإشارة إلى أن تيارات سلفية كانت أعلنت خلال مؤتمر تمهيدي عُقد بصنعاء منتصف مارس الماضي عزمها خوض معترك العمل السياسي عبر كيان سياسي يسمى اتحاد الرشاد اليمني، مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت عقب مشاورات مستفيضة مع مختلف مكونات العمل السلفي في عموم المحافظات اليمنية، تمخض عنها الانطلاق نحو المشاركة السياسية الفاعلة في صناعة القرار الوطني وإعادة بناء اليمن.
وتتلخص رؤية الحزب السلفي الناشئ في "تحكيم شرع الله، وإصلاح المجتمع، وتحقيق نهضة اليمن"، مؤكداً بأن الرسالة التي يحملها تتمثل في "السعي لخدمة الشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثوابته بالوسائل المشروعة".
ويأتي في مقدمة أهداف الحزب "العمل على أن تكون الشريعة الإسلامية هي المرجعية المطلقة والحاكمة للدولة والمجتمع في كل الشؤون والمجالات وأن تستأنف الحياة الإسلامية في مختلف ميادين الحياة"، وكذا "إقامة الشورى وتعزيز ممارستها"، و"السعي إلى إقامة العدل في الدولة والمجتمع"، و"تجسيد حق الأمة في امتلاك قراراها"، و"تحقيق سيادة الدولة وسيطرتها على جميع أراضيها".
ويؤكد الحزب اتخاذه العديد من الوسائل السلمية في تحقيق أهدافه، بما في ذلك "المشاركة في العملية السياسية في جميع مناحيها ومستوياتها، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية والاستفتاءات الشعبية"، بالإضافة إلى "تفعيل العمل الجماهيري وأساليب الحشد والمناصرة".