arpo27

اللواء عدنان سلو: نسيطر على 60% من الأراضي السورية (حوار)

كشف اللواء عدنان سلو قائد «القيادة العسكرية المشتركة للثورة السورية» رئيس أركان الحرب الكيماوية السابق، عن أن هناك مسعى لدى قوى المعارضة السورية وبالتحديد لدى القيادة العسكرية المشتركة لمحاكمة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والموفد الدولي كوفي أنان، لـ«كونهما شريكين أساسيين في ذبح الشعب السوري بالتواطؤ مع نظام بشار الأسد».

وبينما أكد سلو أن مبادرة أنان لم تعد موجودة في ظل تمادي النظام بمجازره، قال لـ«الشرق الأوسط» في حوار عبر الهاتف إن القوة العسكرية والشعبية وحدها القادرة على إسقاط النظام، خاصة في ظل ما نشهده من مؤامرات كونية لقتل الشعب السوري.

وجزم سلو بسيطرة العناصر التابعة للقيادة العسكرية المشتركة للثورة على أكثر من 60 في المائة من الأراضي السورية، مشيرا إلى أن هذه النسبة ترتفع خلال الليل. وأضاف: «كل ما نطلبه من قوات الناتو (حلف شمال الأطلسي) ضربتان جويتان على القصر الجمهوري ليسقط النظام لكوننا قادرين على السيطرة على كامل المدن السورية بعد ذلك».

وشدد سلو على وجوب الفصل بين النظام الروسي الاستبدادي والديكتاتوري والشعب الروسي الذي يعاني ما يعانيه الشعب السوري من ديكتاتورية، مستهجنا عودة روسيا دولة قوية على الصعيد العالمي من خلال استثمار دماء السوريين.

وإذ توقع سلو ألا يكون انشقاق العميد مناف طلاس حقيقيا، دعاه للالتحاق بالثوار وبالقيادة المشتركة في تركيا، معلنا رفضه القاطع لتولي طلاس رئاسة حكومة انتقالية كما كانت قد طرحت هيئة التنسيق المحلية.

وتطرق سلو للموقف اللبناني من الثورة السورية واصفا إياه ب«الهزيل»، معتبرا أن رئيس الحكومة اللبنانية التي يسيطر عليها حزب الله هو «عميل»، مؤكدا أنه لا يوجد مخيمات تدريب للعناصر المنشقة في شمال لبنان بل مخيمات لتدريب عناصر حزب الله والعناصر التابعة للنظام السوري. وقال: «نحن نرفض عملية خطف اللبنانيين الـ11 وقد نسعى للإفراج عنهم».

وفي ما يلي تفاصيل الحوار مع اللواء عدنان سلو:

* لماذا تأخرتم بالانشقاق عن النظام؟ وما الذي جعلكم تتخذون هذا القرار في يونيو (حزيران) الماضي؟

- قررت الانشقاق في أول يوم خرج به السوريون إلى الشوارع للمناداة بإسقاط النظام فلاقتهم قوات الأمن بالرصاص، ولكن الظروف الأمنية لم تكن تسمح لي بالانشقاق خاصة أن النظام ينتقم من عوائل الضباط والعناصر المنشقين، وفور أن تمكنت مؤخرا من تأمين خروج أفراد عائلتي من سوريا باتجاه تركيا أقدمت على الخطوة التي كنت أنوي القيام بها منذ مارس (آذار) 2011.

* كيف تبدو سوريا اليوم؟ ما صحة ما يحكى عن فقدان النظام السيطرة على قسم كبير من الأراضي؟ وكم نسبة من لا يزالون يؤيدون الرئيس السوري بشار الأسد؟

- النظام الاستبدادي الطائفي لم يعد يحظى إلا بتأييد بعض الأقليات التي لا تتعدى الـ20 في المائة من مجمل السوريين، وكل حديث عن 40 في المائة ما زالوا يدعمون الأسد هو كلام خاطئ لا يمت للحقيقة بصلة. أما في ما يخص سيطرة النظام، فلا شك أنه نظام مخابراتي بالدرجة الأولى، وبالتالي هو يزرع رجال المخابرات في كل حي وبيت ومؤسسة لكن ما نجزم به أن العناصر التابعة للقيادة العسكرية المشتركة للثورة باتت تسيطر على 60 في المائة من مجمل المناطق السورية، وهي نسبة ترتفع خلال ساعات الليل، إذ نتمكن من السيطرة على مناطق أوسع.

* هل ما زلتم تعولون على مبادرة أنان؟ وما السبيل في نظركم لإسقاط النظام؟

- نحن لم نعد نعول إلا على أنفسنا، وبالتالي نعتقد أن القوة العسكرية والشعبية وحدها القادرة على إسقاط النظام، خاصة في ظل ما نشهده من مؤامرات كونية لقتل الشعب السوري. أما في ما يخص مبادرة أنان فنعتبرها غير موجودة، لا بل أكثر من ذلك فنحن كقوى معارضة وبالتحديد كقيادة عسكرية مشتركة نسعى وسنجتمع مع مجموعة من المحامين لتبيان الإجراءات الواجب اتخاذها لمحاكمة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي والموفد الدولي كوفي أنان أمام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارهما شريكين أساسيين في الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ومتواطئين معه.

* هل تعتقدون أنكم قادرون وبالقدرات العسكرية المحدودة التي لديكم على إسقاط النظام، أو تعولون على تدخل عسكري غربي؟

- كما سبق أن قلت نحن نعلم تماما أن السوريين هم من سيسقطون النظام، إلا أن كل ما نطلبه من قوات «الناتو» ضربتان جويتان على القصر الجمهوري ليسقط النظام، لكوننا قادرين بعد ذلك على السيطرة على كامل المدن السورية.

* كيف تتعاملون مع الموقف الروسي من الأزمة السورية؟

- نعتقد أولا أنه ينبغي التمييز ما بين الشعب الروسي صديق الشعب السوري وما بين النظام الروسي الديكتاتوري والاستبدادي، إذ إننا نعلم تماما أن ما يعانيه الشعب السوري من ديكتاتورية يعانيه الشعب الروسي الذي خرج منه أكثر من 100 ألف للتظاهر في موسكو ضد سياسات بوتين.. الشعب الروسي شعب طيب ولطالما كان صديقا لشعبنا لكن النظام الروسي هو من يسعى اليوم لإظهار روسيا القوية على الصعيد العالمي مستثمرا الدماء السورية، وبالتالي نحن لا نعتقد أن كل المساعي السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها أطراف المعارضة السورية لتغيير الموقف الروسي ستلقى آذانا مصغية لديهم.

* البعض يشكك بانشقاق العميد مناف طلاس ويتخوف من أن تكون مؤامرة على الثورة، ما رأيكم في الموضوع؟ وهل توافقون على ما طرحه ميشيل كيلو في ما يخص ترؤس طلاس لحكومة انتقالية؟

- حتى الساعة لم نسمع من العميد طلاس إعلانا رسميا عن انشقاقه، وبالتالي نتوقع ألا يكون انشقاقه حقيقيا، لكونه لم ينضم إلينا أو حتى يتواصل معنا. هو مدعو اليوم في حال كانت الخطوة التي اتخذها حقيقية للالتحاق بالثوار وبالقيادة المشتركة في تركيا ليعلن ذلك للعالم بأسره. أما في ما يخص ما طرحه كيلو وهيئة التنسيق المحلية فهو مرفوض رفضا قاطعا ولا أحد يقبل به.

* كيف تتعاطون مع موقف لبنان الرسمي من الأزمة السورية؟ وما صحة ما يحكى عن مخيمات تدريب للجيش الحر في شمال لبنان؟

- الموقف اللبناني موقف «هزيل وضعيف»، كما أن نجيب ميقاتي رئيس الحكومة التي يسيطر عليها حزب الله هو «عميل»، فكيف تقرأون إذن تجميد المساعدات الإنسانية التي كانت تقدم للنازحين إلى لبنان؟!.. يمكن القول باختصار إن الحكومة اللبنانية متواطئة مع النظام ضد اللاجئين.

أما في ما يخص المنطقة العازلة في لبنان فهو أمر لا نتوقعه من الحكومة في لبنان مع أننا نتمناه، ونؤكد أنه لا مخيمات تدريبية للجيش الحر في شمال لبنان كما يحلو للبعض القول، وإن صح وجود مخيمات فهي مخيمات لتدريب عناصر حزب الله والعناصر التابعة للنظام السوري.

* هل لديكم أي معلومات عن المخطوفين اللبنانيين الـ11؟ وهل تؤيدون هذه العملية؟

- نحن بالطبع لا نؤيد عمليات خطف الأبرياء. نحن نعلم من هي المجموعة التي اختطفتهم ولكن حتى الساعة لا تواصل معها، وقد نقوم بمساع للإفراج عنهم.

* باعتبار أنك كنت رئيس أركان الحرب الكيماوية، هل تشاركون الغرب تخوفه من أن يكون النظام السوري ينقل السلاح الكيماوي الذي لديه إلى حزب الله أو إيران؟

- السلاح الكيماوي هو سلاح الدول الفقيرة، سهل الصنع ورخيص التكاليف. وما تملكه سوريا أستبعد أن يستخدم بالداخل لعلم النظام أن هذا السلاح سيقضي على مؤيديه ومعارضيه. أما في ما يخص إمكانية نقله للخارج فهو أمر مستبعد.

* أنتم تترأسون اليوم القيادة العسكرية المشتركة للثورة، إلى أي مدى تمكنتم من توحيد المعارضة المسلحة؟ وهل استجابت لكم الفصائل في الداخل؟

- القيادة المشتركة تمثل حاليا القسم الأكبر من المعارضة المسلحة وفصائل الداخل ونحن نسعى حاليا للتواصل مع ما تبقى من فصائل لتنتدب ممثلا عنها في القيادة ليكون بذلك العمل العسكري موحدا تحت مظلة القيادة التي تحمل مشروعا ليس فقط لإسقاط النظام بل لقيادة المرحلة الانتقالية بعد الأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى