كشف مصدر أمني رفيع في اليمن, , أن التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن مع عناصر خلية التجسس الإيرانية أثبتت تورط موظفين في السفارة السورية بصنعاء في هذه الخلية.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريح لصحيفة "السياسة", الكويتية إلى أن أحد السوريين ضمن تسعة من عناصر الخلية المعتقلين لدى واحد من أجهزة الأمن اليمنية "المخابرات", فيما آخرون معتقلون لدى أجهزة أمن أخرى.
وأوضح أن موظفين في السفارة السورية تولوا خلال الفترة الماضية الترتيب لعقد اجتماعات في المركز الثقافي السوري بمنطقة حده بين عناصر الخلية وسياسيين وشباب يمنيين لاستقطابهم لحساب النظام الإيراني.
ولفت إلى أن الخلية تمكنت خلال فترة قصيرة من استقطاب نحو 50 أستاذا جامعيا وأكاديميا من محافظة تعز للعمل لصالح النظام الإيراني والترويج للتشييع وللسياسة الإيرانية بشكل عام في المنطقة.
في سياق متصل, أكد مصدر عسكري يمني, فضل عدم الكشف عن هويته, أن خلية التجسس الإيرانية, بدأت عملها منذ الحرب الثانية في صعدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية, مضيفاً أن السفير الإيراني بصنعاء محمود حسن زاده كان المسؤول على عملية التشيع بمنطقة القرن الأفريقي, وإنشاء معسكرات التدريب للمليشيات المسلحة في الصومال وإريتريا, أثناء عمله في وزارة الخارجية.
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية تمكنت بالتعاون مع بعض أجهزة استخباراتية لدول شقيقة وصديقة من الكشف عن أيدي الجماعات المسلحة سواء تلك التي تدين بالولاء العقائدي الإيراني أو الجماعات المسلحة التي تتلقى الدعم المادي والعسكري الإيراني لتنفيذ مخططاتها, رغم عدم وجود أي ولاءات عقائدية.
وأشار إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والأجهزة الأمنية تلقت تقارير استخباراتية من دول شقيقة وصديقة تضمنت مكالمات هاتفية جرت بين أطراف يمنية وأخرى إيرانية, بالإضافة إلى مكالمات التقطتها أجهزة استخباراتية دولية بين قيادات إيرانية في الحرس الثوري ومسؤولين إيرانيين معنيين بالملف اليمني في النظام الإيراني.
ولفت إلى أن السلطات اليمنية تلقت تحذيرات أميركية وأوروبية وخليجية بشأن خطورة مستوى التدخل الإيراني ومخططاتها الرامية لإسقاط صنعاء ومحافظة عدن بأيدي الجماعات المسلحة.
وأكد أن الأجهزة الأمنية أحرزت تقدما في تفكيك خلايا إرهابية في مدينة تعز ترتبط بصورة مباشرة ب "الحرس الثوري الإيراني", مشيراً إلى أنه أصبح لدى الأجهزة الأمنية أدلة تؤكد التورط المباشر للسفير الإيراني الحالي وآخرين يعملون ضمن طاقم السفارة الإيرانية بصنعاء في خلية التجسس.
ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية كشفت تورطا مباشرا لقيادات سياسية تنتمي لجماعة الحوثيين وخلايا إرهابية في مخطط إسقاط صنعاء وعدن بأيدي الجماعات المسلحة.
من جانبه, أوضح مصدر استخباراتي, أن صنعاء ستستدعي خلال الأيام القليلة المقبلة سفيرها في طهران للتشاور في حال لم تبد الحكومة الإيرانية تجاوبا مع طلب هادي وقف التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية.
وأضاف أن قياديا سابقاً في "الحرس الثوري الإيراني" يقود خلية التجسس التي تعمل في اليمن والقرن الإفريقي, مشيراً إلى أنها تدير أعمالها من غرفة عمليات في صنعاء, ومؤكدا أن الرئيس اليمني وجه الحكومة بتصعيد الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة "الصلف الإيراني".
ولفت إلى أن صنعاء قررت رفض استقبال أي موفد من الحكومة الإيرانية والمضي في إجراءات التصعيد في حال لم تمتثل الحكومة الإيرانية لطلب هادي بوقف التدخل في شؤون اليمن.
وأشار المصدر إلى توجهات تدرسها الحكومة, تهدف إلى زيادة سقف الإجراءات الاحتجاجية لمواجهة "التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن اليمني".
وكشف عن اعتزام الحكومة توجيه إشعارات وشيكة لعدد من الديبلوماسيين في السفارة الإيرانية بصنعاء, تتضمن طلب مغادرتهم اليمن باعتبارهم غير مرغوب فيهم.