arpo77

السودانيون يقاطعون اللحم والطماطم والبيض

فوجئ المواطنون السودانيون أمس، بقفزة هائلة لأسعار الكهرباء، حيث ارتفع سعر الكيلووات الواحد من 26 قرشاً إلى 65 قرشا وبارتفاع نسبته 150 بالمئة دفعة واحدة، ودون سابق إعلان أو إنذار.

ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط"، قالت شركة توزيع الكهرباء السودانية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، "تعريفة الكهرباء الجديدة تشمل القطاع الحكومي والسكني الذي يستهلك أكثر من 600 كيلووات شهريا، بسعر 65 قرشا للكيلو، وللفئة التي تستهلك 800 كيلو تصبح التعرفة 85 قرشا.

ويقول عبد الإله زين العابدين، تاجر، "هذه حيلة مكشوفة وذر للرماد في العيون، كيف تكون هناك تعرفة خاصة بالحكومة، التي عودتنا على استثناءات تصبح تدريجيا هي السائدة في كل شيء".
عجز عن توفير الاحتياجات الأساسية

وتقول فايزة علي وهي ربة أسرة أدهشتها الزيادة، "فوجئت بالزيادة، وسأبحث عن مشتر لجهازي تكييف الهواء في بيتي، لن أسد فتحتيهما على الحائط لعلهما تجلبان بعض الهواء، وتشهدان على ظلم لا نطيق له ردا". وتضيف، "لم نعد قادرين على توفير احتياجاتنا الأساسية، تركنا الأكل فاللحم بـ50 جنيها للكيلغ بعد أن كان في حدود الثلاثين، وسعر كيلغ الطماطم ارتفع إلى 12 جنيها بعد أن كان لا يتجاوز 4 جنيهات".

وبتنهيدة تعكس ضيق الحال تضيف فايزة، "سنقاطع قريبا الأكل، والشرب، والكهرباء، غصبا عنا، لأننا لن نجد ما نشتريها به، حتى نسمة الهواء الباردة التي يوفرها مكيف الهواء لن تجد طريقها إلى أجسادنا"..!

ويرى موسى حسين فني تبريد، في زيادة أسعار الكهرباء "دعوة للتخلف"، لأن الكثيرين لن يستخدموا مكيفات الهواء، الأفران الكهربائية، الغسالات الكهربائية، لأنها تستهلك الكثير، ويضيف، "تخيلوا بيتا بلا مكيف هواء، ولا فرن كهربائي، ولا غسالة، ألا يشبه بيتاً في العصر الحجري"..؟
مطالب بإلغاء الزيادات

من جانبه يقول رئيس "الجمعية السودانية لحماية المستهلك" الدكتور ياسر ميرغني، إنهم رفضوا في بيان رفع سعر تعرفة الكهرباء، وتقدموا بطلب لرئيس الجمهورية لإلغاء الزيادات غير المبررة ولا المفهومة وغير القانونية، التي اتخذت في غيبة البرلمان.

وقال ميرغني، "إن وزارة الكهرباء دولة داخل دولة"، تفعل ما تشاء دون أن يسألها أحد، معتبرا قرار زيادة تعرفة الكهرباء تراجعا للوزير أسامة عبد الله من وعوده السابقة بعدم زيادة التعرفة.

ويضيف، "ندعو الرئيس لإلغاء الزيادات، كما فعل مع قرارات أخرى اتخذها بعض وزرائه، مثل إلغائه لقرار وزير التجارة عثمان عمر الخاص باستيراد السيارات المستعملة.
حملة مقاطعة

وقبل الترك "القسري" للكهرباء، كانت جمعية حماية المستهلك أطلقت الاثنين حملة مقاطعة لـ"الطماطم، اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض" تحت شعارها القديم "الغالي متروك". وفي العام الماضي نجحت المقاطعة التي حملت ذات الاسم "الغالي متروك" في كبح جماح أسعار اللحوم، لكن "غلاء الأسعار" هذا العام، لم يعد حكرا على اللحوم ولا على الخضر، ولا على الفواكه، فكل سعر أصابه الجنون، فماذا يقاطع السودانيون، وماذا يصالحون..؟

يقول ياسر ميرغني، عن المقاطعة لتلك السلع، "إنها سلع منتقاة بعناية لأن سعرها غير مرتبط بالقرارات الاقتصادية الأخيرة، وإنها ليست من سلع المنع (الحكومي)، وأسعار إنتاجها لم تتأثر بسياسات التقشف". ويضيف، الحملة أتت أكلها سريعا، إذ انخفض سعر الطماطم والبيض والدواجن واللحوم الحمراء، وعاد سعر كيلغ اللحم جراء المقاطعة إلى "24" جنيها بعد أن كان "40" جنيها، وانخفض سعر طبق البيض من "24" إلى "16" جنيها.

إن المقاطعة بلغت خلال يومين، 50 بالمئة، ما أدى لتراجع الأسعار بذات النسبة تقريبا، وعادت "مكبرات الصوت اليدوية" التي يستخدمها الباعة للترويج لسلعهم الكاسدة، إلى أسواق الخضر واللحوم مجددا.

زر الذهاب إلى الأعلى