فيما يلي ينشر نشوان نيوز نص حوار قناة سهيل الفضائية مع رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ محمد اليدومي، مساء الجمعة الماضية..
أين وصلت الثورة وماذا حققت؟
اسمح لي أن أزجي لشباب الثورة وقناة سهيل التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك ومن خلال هذه القناة أبث مباركتي لكل اليمنيين ولكل الأمة الإسلامية بشهر رمضان المبارك الذي اسأل الله أن نحسن صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا، والنسبة لما ذكرت في موضوع الثورة اليمنية ثورة فبراير، هل أنجزت كل ماتريد .. الحقيقة هذه الثورة مستمرة فقد أنجزت وحققت بعض أهدافها ولكن مازال هناك بعض الأهداف لم تتحقق بعد، ومن أهم الأهداف التي حققتها هذه الثورة إنها كسرت حاجز الخوف لدى المواطنين اليمنيين .. الخوف من انتقاد الحاكم ومن مطالبة هذا الحاكم إقامة العدل أوساط الشعب اليمني، فهذه القضية والهدف كانا من أهم الأهداف التي حققتها الثورة اليمنية، والدليل على ذلك كثير من الاحتجاجات التي ظهرت على الساحة ماا زالت تظهر بين الحين والآخر مما يؤكد أن النفس اليمنية والشعب اليمني قد تغيرا عما كانا عليه قبل الثورة
ومن أهدافها ايضاً خلع رأس النظام السابق باعتباره كان يمثل النموذج البائس للظلم وعدم قدرته على إدارة أمور هذه البلاد والتركيز على رأس النظام السابق خلعه من السلطة يؤدي إلى إزالة هذا النظام الذي كان يمثل كابوس على الشعب اليمني لان النظام السابق في بلادنا مثله مثل كثير من الأنظمة في عالمنا العربي قائمة على الحاكم الفرد ، فإذا ما أزيح هذا الحاكم الفرد سقط هذا النظام، وهناك فرق بين النظام والدولة ، وقد حرص الإصلاح والأخوة في اللقاء المشترك ومعهم المجلس الوطني ألا يهدم صرح الدولة اليمنيةوإنما يعمل الجميع على إزاحة النظام من خلال إزاحة رأس هذا النظام.
من أهداف هذه الثورة توحيد الجيش، فالجيش اليمني ركب على أساس عائلي وركب على أساس التوريث خاصة السنوات الأخيرة من التسعينات، وهذا الأمر قد بدأت به اللجنة العسكرية المكلفة بهذا باتخاذ خطوات كثيرة، منها تحرير القوات الجوية من سيطرة العائلة التي كانت تتمثل في محمد صالح الأحمر، وإزاحة أحد أركان النظام السابق في المحور الجنوبي قائد المنطقة الجنوبية وإزاحة عمار الوكيل الأول لجهاز الأمن القومي، ومن أهداف الثورة تغيير النظام، بنظام حكم مؤسسي قائم على المؤسسات والالتزام بالدستور والقانون، لأن تسير الأمور فيما قبل الثورة كانت تتم عن طريق المزاج الشخصي للحاكم في بلادنا.
هل أفهم أن النظام السابق يسقط فعلاً؟
لا يزال له بقايا ولكن هذه البقايا في تصوري أنها في المرحلة القادمة سيتم إن شاء الله الانتهاء منها، كذلك من أهداف هذه الثورة، إقامة العدل في المجتمع لأن هذا المجتمع كان مظلوماً، لم يكن العدل موجود، إلا فيما يعرف بوزارة العدل.
حتى أن الكثير من موظفي هذه الوزارة للأسف الشديد كانوا يمارسون أعمالهم من خلال تنفيذ رغبات الحاكم الفرد.. للأسف الشديد إلا من رحم الله عز وجل من القضاة النزيهين.. قضية توزيع الثروات، انعدام تكافؤ الفرص في المجتمع، إن كنت قريباً من المسؤولين أو من أحد المتنفذين تأخذ حقوقك، أما إن كنت بعيداً أو منتمياً إلى حزب آخر أو تيار آخر أولا تميل للحزب الحاكم كان من المعروف أن الإقصاء هو العنوان الصارخ، تكافؤ الفرص أمر مهم جداً لأن انعدام تكافؤ الفرص لا يعمل بالسنة الإلهية التي جاءت في القرآن الكريم "وتلك الأيام نداولها بين الناس" معناها انعدام تكافؤ الفرص معناها المسؤول مسؤول والمواطن مواطن والغني غني والفقير فقير.
هذا مازال طموحاً؟
هذا من أهداف الثورة.. ونحن الآن في فترة انتقالية وأهداف الثورة لن تتحقق كاملة إلا بعد انتهاء الفترة الانتقالية والدخول في مرحلة الانتخابات وتشكيل الحكومة القادمة بعد انتهاء الفترة الانتقالية أيضاً من الأهداف الحقيقية هي تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لأن الجميع وجد أن في هذه المبادرة المخرج الحسن والإبتعاد عن أي صدام مسلح وأي محاولات لإشعال حرب أهلية في صفوف المواطنين.
أستاذ محمد.. لم يلمس الكثير من الناس أن الثورة اليمنية حققت أهدافها!! في مصر الكل يتكلم عن الثورة حتى بقايا النظام السابق مؤمنون أنه حصل تغيير.. في ليبيا حصل تغيير وثورة وفي تونس الكل يتكلم عن الثورة، لكن اليمن هنا مازالوا يتكلمون بحيا وبقايا النظام حوّلت القضية من ثورة إلى أزمة وبدأت المهاترات وبدأ الأعتداء على البنية التحتية في الكهرباء وعلي صالح مازال يعمل ويدير.. فلم نلمس فعلاً أن الثورة حققت أهدافها.. إذا كان أحمد ويحيى مازالوا إلى الآن يقودون القوات المسلحة أو الحرس الجمهوري؟.. أين ثمرة الثورة الحقيقية باستثناء أن رأس النظام خلع؟
هذه تساؤلات مشروعة.. لكن لا بد أن نعي بأن الشعب اليمني اليوم انتقل نقلة نوعية في حياته.. اليوم الرئيس غير الرئيس السابق، اليوم الرئيس رئيس شرعي منتخب والحكومة اليوم في شكلها الجديد لم تكن موجودة في السابق.. اليوم المشترك ومعه المجلس الوطني وممثلو الثوار اليوم هم مناصفة مع الحزب الحاكم.
في الوزارة فقط، فأين المحافظون والمديريات والمجالس المحلية وأين السفراء؟
الأمور التي تسير اليوم هي تسير ببطء صحيح ولكن نتائجها مثمرة، تركة النظام السابق، تركة الحكم الفردي، تركة الاستبداد، تركة التوريث كلها لا تزال موجودة في الساحة للأسف الشديد، لأن الحزب الحاكم، استطاع أن يتجذر في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها.. يعني أنت لا تجد لوناً آخر غير لون المؤتمر الشعبي العام في كل مؤسسات وأجهزة الدولة ولذلك تسمع ضجيجاً إلى حد كبير وتضخيم لأي تغيير يحدث اليوم إذا عين محافظ جديد، إذا عين مدير أمن جديد، أو مدير جديد أو رئيس مؤسسة جديد، تجد ضجة إعلامية ويقال مخالف للاتفاقية والآلية.. هذا يعني أنهم تعودوا أنهم لا يحكون الشعب اليمني إلا من خلال طرف سياسي واحد هو المؤتمر الشعبي العام.. فنحن نسير اليوم نحو التغيير.
الأمل كبير في التغيير ولكن ببط؟
أنا أعترف أن هناك بطأ لكن كما يقول مثل انجليزي "بطيء ولكنه أكيد المفعول".. علينا أن لا نستعجل وعلينا أن نساير قيادتنا السياسية ونتعاون معها بحيث لا نحدث لها أي إرباك لأن اليمن اليوم في وضع سياسي حرج، اليوم العالم يشرف وينظر إلى الشعب اليمني من خلال مجلس الأمن، من خلال المبادرة الخليجية والأخوة في دول الخليج، اليوم الأنظار كلها متجهة إلى الشعب اليمني، فعلينا أن نتعاون مع قيادتنا السياسية الجديدة حتى نسهم في الخروج مما نحن فيه بشكل آمن وخادم للمصالح العامة.
أنتم تؤملون كثيراً على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني؟ وإن كان كما يقول الكثير إن التغييرات لم تحدث تغييرات جذرية وكبيرة يعني تغيير فاسد بدل فاسد وقاتل بدل قاتل.. أين الثوار، أين الدماء الذي ذهبت؟ يعني حتى الرئيس لم يذكر الثوار بشيء، لم يتكلم عن أهداف الثورة، لم يزر حتى الثوار في ساحة الستين في صلاة الجمعة مثلاً.. يعني لم يلمس التغيير الحقيقي إنما عبارة عن ترقيع أو إنتاج للنظام السابق كما يرى البعض؟
أنا أقول لك إن الهدف من هذه الثورة هو إحداث تغيير في كل المجالات والتركة التي ورثها النظام السابق لهذا الوضع الجديد تركة مثقلة بالتخلف والديون والظلم والفوضى والقتل على أتفه الأسباب وتعود الناس على قطع الطرقات.. هذه الأمور التي تحدث اليوم التقطعات والقتل وإطفاء الكهرباء هذه كلها نتائج للنظام السابق ليست موجودة اليوم.. الناس يتصورون أن كثيراً من المشاكل من اليوم هذه ليست من اليوم.. مثلاً الكهرباء سيئة في اليمن من عشرات السنين اليوم تحسنت إلى حد ما، الرئيس لم يعد هو الرئيس المستبد، لم يعد هو الرئيس المتفرد بل هو الرئيس الذي يتشاور والذي يتخذ قراره بتشاور والذي يعتبر نفسه خادماً للشعب وليس الشعب خادماً له.. نحن نسير الآن نحو انتهاء الفترة الانتقالية بإذن الله سبحانه وتع إلى وفي تصوري نحن مقبلون على عهد جديد بإذن الله عز وجل أفضل مما كنا عليه.
أستاذ محمد، هل أنتم في الإصلاح واللقاء المشترك مازلتم تراهنون على الشباب في الساحات لاستكمال تحقيق أهداف الثورة أم أنكم تخليتم عن الشباب في الساحات وتفرغتم للفعل السياسي وتركتم الفعل الثوري؟
الحقيقة.. الفعل الثوري والفعل السياسي كلاهما مرتبط بالآخر، الفعل السياسي اليوم هو نتيجة الفعل الثوري أصلاً وليس هناك أي تناقض في خط السير الشبابي وخط السير السياسي الذي تقوم به القوى السياسية والأحزاب السياسية ليس هناك تناقض.
؟ نسمع في ساحات التغيير إننا سنعيش بعد سقوط نظام صالح جنة الأحلام.. ولا فقر ولا مرض ولا محسوبية وستحل كل المشاكل اليمنية
من حق الثوار سواء كانوا شباباً أو غيرهم، من حق الشعب اليمني أن يحلم بمثل هذه الأحلام.. بالعكس هذا التفاؤل يعطينا دفعة وأملاً بأنه سيأتي اليوم الذي نجد فيه وضعاً لا فقر فيه ولا جهل ولا فساد إنشاء الله.
هناك بعض التساؤلات والاتهامات للإصلاح منها أن الرئيس السابق كان في كثير من مقابلاته الشخصية وخطاباته يتهم شخصياً الإصلاح بأنه وراء تحريك الشارع وأنه وراء هذه الثورة الشعبية الشبابية التي خرجت من أجل إسقاطه؟
الحقيقة أن التجمع اليمني للإصلاح كيان سياسي فاعل في الساحة اليمنية وهو أحد المكومات التي كان لها دور في إشعال هذه الثورة التي حدثت في اليمن، لكنه ليس هو الوحيد، التجمع اليمني للإصلاح كيان موجود في اللقاء المشترك مع غيره.. نحن متهمون من قبل الآخرين بأننا تفردنا بهذا الأمر ونحن نقول بأن هذا شرف لا ندعيه، الذي أشعل هذه الثورة والذي حافظ على خط سير هذه الثورة كل الثوار بما فيهم القوى والأحزاب السياسية في المجلس الوطني وفي مقدمة الجميع اللقاء المشترك.
هناك طرف آخر يتهمكم أنتم في الإصلاح واللقاء المشترك بأنكم اتخذتم الشباب مطية للوصول إلى السلطة وأنه فعلاً شباب الساحة هم شباب المشترك وفي الأخير الثورة كما يرى أو يقول البعض سرقت وأنتم من سرقتموهما في اللقاء المشترك من الشباب؟
هذا غير صحيح، الثورة لم تسرق كيف تسرق من صانعيها؟ هذا كلام في الحقيقة لا يبثه ولا ينثره ولا يتعمد الحديث به إلا أنصار النظام السابق، النظام الفاسد، النظام الذي ثار عليه الشعب اليمني.. فحين قلت إن الإصلاح جعل من الشباب مطية للوصول للسلطة فلو كان هذا هو الهدف الحقيقي والوحيد كان بالإمكان أن تحصل القوى السياسية على ما تريد لأن الحاكم الفرد فيما قبل الثورة كان يعرض المشاركة السياسية في الماضي، لكنه كان يعرض هذه المشاركة على هواه.. ولو كانت القوى السياسية انتهازية أو وصولية لكانت وصلت من خلال التفاهم مع الحاكم الفرد السابق ومن خلال التفاهم مع ذلك الحاكم.
إذاً قواعدكم لا تزال في الساحة؟
نعم لا يزال الناس موجودين.
وهل ستظل الساحات كما هي ولا ترفع حتى تستكمل أهداف الثورة؟
هناك مطالب لشباب الثورة.. مطالب آنية وعاجلة وهناك مطالب آجله.. وأنا أتصور أن كثيراً من المطالب العاجلة قد تحققت كما ذكرت في قضية خلع الرئيس والسير نحو هيكلة القوات المسلحة وتغيير كثير من قيادات الجيش والأمن وتغيير بعض المحافظين وأمور الدولة بشكل إيجابي وكل يوم الوضع يتحسن عن سابقه.
أستاذ محمد، البعض في بداية الثورة أو أثناء الثورة أحجم عن المشاركة في الثورة لأنه رأى بعض الرموز الذي سماها برموز الفساد أنضمت إلى الثورة وخرجت من عباءه المؤتمر وانضمت للثورة كي تطهر نفسها، هذا ما جعل البعض ينتقد وكان إعلام النظام السابق يروج أن هذه ثورة الفساد والمفسدين مما جعل بعض أبناء اليمن لا يشارك بفاعلية لأنها تحوي المفسدين؟
أبداً.. هذه من الدعايات المغرضة التي تقوم بها عناصر النظام السابق والمتنفذون الذين لا تزال مصالحهم مرتبطة بما سبق، لو كان هؤلاء مجموعة من الفاسدين ما انحازوا إلى الشعب اليمني والثورة، كانوا سيظلون على فسادهم بل العكس هؤلاء في تصوري إنهم انتظروا اللحظة المناسبة لكي يعبروا عن رفضهم للفساد والإفساد في النظام السابق فجاءت هذه اللحظة "الثورة" انتقلوا إليها مباشرة ولو كانوا فاسدين لظلوا مع الفاسدين.. في تصوري إن هؤلاء من الطهر ومن التضحية ومن الرجولة ما دفعهم إلى أن يقفوا في صف الثورة اليمنية.
أنت تقول إن من يقوم بهذه الحملة هم بقايا النظام السابق برأيك لماذا هذه الحملة الشرسة ضد المشترك بشكل عام، والإصلاح بالذات.. هناك حملة شرسة من كثير من بقايا النظام ومن كان على شاكلته وبعض القوى ضد التجمع اليمني للإصلاح؟
طبيعي.. يعني هل تتصور أنت أن يتم تغيير النظام دون معاناة، دون خسائر للنظام السابق وقياداته، هذا شيء طبيعي أما الهجوم الشرس على التجمع اليمني للإصلاح فهو شيء طبيعي لأن له دور فاعل وهو إحدى القوى السياسية التي أسهمت في إزالة الحاكم السابق وفي السير نحو تحقيق أهداف الثورة بكل أشكالها وصورها إنشاء الله هذا شيء طبيعي حتى الله سبحانه وتع إلى يقول في القرآن الكريم ((يؤت الملك من يشاء وينزعه ممن شيء)) أنت تتصور أن عملية النزع هذه سهلة، لماذا؟ لأنهم تصوروا أنهم قد امتلكوا الشعب وأنهم قد امتلكوا الثروة والقرار وأن هذا الشعب مغيب.. ما أمر به نفذ ثم فجأة يجدون هذا الشعب يتحرك وينتفض عليهم، يزيلهم من الجذور، الحقيقة لا بد أن يرفع الآخرين إلى التشوية بالإصلاح والمشترك والثورة لأن أصحاب المصلحة يريدون البقاء.. هذا أمر طبيعي.
فلماذا لا تخرجون إلى وسائل الإعلام لكي يكون عندكم شفافية ووضوح وصراحة وتردوا على الناس في وسائل الإعلام المختلفة؟
كثير من قيادات المشترك والإصلاح بينت ووضحت ولكن الهجوم مستمر والآلة الإعلامية التي يمتلكها الطرف الآخر آلة كبيرة بلا شك، لكني أنا في تصوري اليوم بعد أن نزع منهم الإعلام الرسمي إلى جانب الفضائيات الخاصة لبعض القوى السياسية، تصوري أن الكفة بإذن الله سترجح في صالح الثورة والثوار ومهما استمرت المغالطات لابد أن يأتي اليوم ولا بد أن تأتي اللحظة التي يعقل الناس فيها بأن هذه الدعايات السيئة المغرضة ليست إلا شنشنة عناصر معتوهة أزيحت من سدة الحكم وهي ترى نفسها اليوم في الشارع والدعايات الكاذبة مهما استمرت ومهما كانت سيأتي اليوم الذي يعرف الناس الكذب من الصدق إنشاء الله.
أستاذ محمد.. كنتم في التجمع اليمني للإصلاح قد رفعتم شعار النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والحريات واتخذتم هذا الأسلوب في مواجهة الظلم والاسبتداد وتفشي الفساد فلماذا اخترتم هذا الأسلوب، أسلوب التغيير أي الثورة وأنتم رفعتم الشعار السلمي واخترتم هذا الطريق الثوري لماذا لم يغير النظام بطريقة أخرى؟
نحن اتخذنا قرارنا هذا في عام 2005م تحت شعار "النظام السلمي مطلبنا لتحقيق الحقوق والحريات" ورفعنا شعار في المؤتمر الرابع "النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل" وجدنا بعد دراسة واقع الشعب اليمني والواقع من حولنا أن الشعب اليمني شعب مسلح لم يتعود أن ينتزع حقوقه من خلال الكلمة ولم يتعود الحاكم سواء قبل ثورة فبراير أو قبل ثورة سبتمبر لم يتعود هذا الحاكم أن يعطي هذا الشعب حقوقه إلا بالقوة مرغماً.. ما حدث في مصر من عنف قامت به بعض الجماعات الإسلامية ونزف الدم المصري بشكل مخيف بحق أو باطل، ما حدث في الجزائر درس لا يصح أن يمر على أي حركة سياسية واعية وعاقلة إلا وأن تدرس ذلك الدرس وتقف عنده لكي تستفيد وتعتبر، بعد أن زور النظام والجيش الجزائري الانتخابات التي حدثت مارس الشباب العنف نتيجة ذلك الظلم والبغي وللأسف الشديد شارك فيه صمت العالم وعدم انتقاد العالم لما حدث في الجزائر من تزوير في الانتخابات، أكثر من 130 ألف قتيل من الجيش والأمن والمواطنين.. نحن لا نريد أن يحدث في بلادنا ما يحدث في هذه البلدان.. فنحن مع إخواننا في اللقاء المشترك سرنا على أساس أن نحقق أهدافنا بأقل التكاليف وأن نجنب شعبنا العنف وإراقة الدماء وما قد يحدث لا سمح الله من ثارات وصدامات بين الشعب وبين النظام السابق ممثلاً بمؤسساته الأمنية والعسكرية.. وحرصنا في كل مهرجان ننظمه في البداية أن لا يحدث أي حادث يؤدي إلى صدام بين المواطن وبين جندي الأمن أو جندي الجيش حتى يتشجع المواطن وفعلاً مشت الأمور وتشجع المواطن اليمني وارتفع صوته وطالب بحقوقه حتى استطاع أن يحدث الثورة اليمنية التي اقتلعت رأس النظام والكثير من أركان حكمه.
× لكن الغريب أستاذ محمد.. كنتم في تحالف كبير مع الرئيس السابق ووصلتم إلى مرحلة التحالف الاستراتجي مع النظام السابق ووقفتم إلى جانبه في أحلك الظروف.. ما الذي جعلكم تقيمون هذه العلاقة؟ ما هي الأسس التي جعلتكم تقيمون هذه العلاقة السابقة مع علي صالح ثم في الأخير أنقلبتم عليه كما يقول البعض؟
نحن التقينا مع علي عبدالله صالح على أساس المصلحة اليمنية الأولى، التقينا معه لا من أجل مصلحة شخصية أو حزبية.. التقينا معه ووقفنا معه في كثير من المواقف.. نحن لا ننكر هذه المواقف لأنها كانت نتيجة قناعات لدينا في التجمع اليمني للإصلاح وكانت نتيجتها في كثير من الأحوال لصالح الشعب اليمني.. نحن وقفنا معه في بداية حكمه وبداية نشوء الحركة الإسلامية في اليمن واستطعنا نحن بتعاون مع النظام أن نوقف المد الشيوعي الذي كان يسري في المحافظات وكان يهدف إلى أن ينتشر ويسير في المحافظات الشمالية.
الا ترى أنها فترة طويلة "33" سنة.. فالتغيير تأخر كثيراً وكأنكم شاركتم في هذا التغيير؟
نحن كنا شركاء معه في الحفاظ على الوحدة وهذا أمر لا ننكره وشرف للتجمع اليمني للإصلاح ولكل القوى التي ساعدت للحفاظ على الوحدة اليمنية.. نحن كنا نوافقه إلى ما فيه المصلحة وكنا نختلف معه فيما ليس فيه مصلحة للشعب اليمني لم تكن علاقتنا كما يتصور البعض سمن وعسل أبداً.. كان في كثير من الحالات تباعد وانقطاع ومحاولات لرده إلى الطريق التي تتم فيه الإصلاحات التي ينشدها الشعب اليمني سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
؟ هل تخشى أن تتكرر علاقتكم بالرئيس هادي كما كانت علاقتكم بالرئيس السابق/ علي عبدالله صالح
نحن نثق في الرئيس عبدربه منصور بلا شك.. ولماذا تكون بداية شك بين الناس.. علي عبدالله صالح عندما وصلنا نحن وإياه إلى مرحلة لم يعد قادراً على إصلاح الأوضاع وقفنا في وجهه وصرخنا وتكلمنا معه بكل وضوح وعندما أصر أن يستمر في خط سيره الخاطئ في معالجة القضايا وإدارة الدولة ثرنا عليه مثل بقية القوى السياسية الأخرى.. أما أن يبدأ التعامل مع الأخ الرئيس عبدربه منصور من خلال الشك.. فالعمل السياسي والعمل والوطني والجاد لا يبنى على الشك في الناس وعبدربه منصور يجب أن تعرفوا أنه شخص غير علي صالح والظروف التي أتت به غير الظروف التي أتت بعلي عبدالله صالح وعقليه عبدربه منصور غير عقليه علي عبدالله صالح.. فأنا أقول يجب أن لا نبني علاقتنا مع الآخرين أو نتصور أنه لا بد أن نشك في الآخرين وإننا سنحطء.. هذه تجربة مرينا بها نحن وغيرنا من القوى السياسية مع علي عبدالله صالح لم نكن لوحدنا..
وأنا في تصوري أننا نحن والمشترك والأخوة في المجلس الوطني وكل القوى المجتمع اليمني سنقف مع الأخ/ عبدربه منصور هادي حتى تحقق الثورة أهدافها كاملة إنشاء الله.
× طيب كيف سارت علاقتكم مع السابق/ علي عبدالله صالح بعد قيام الوحدة وخاصة مع وجود الحزب الاشتراكي ثم بعد ذلك حرب صيف 94م؟! كيف كانت علاقتكم مع وجود الحزب الإشتراكي والمؤتمر الشعبي العام والإصلاح؟
هذه قضية مرت عليها 20 سنة، يعني كان الخلاف يدق بين الإصلاح وعلي عبدالله صالح من قبل الوحدة اليمنية وإذا تذكرتم قضية المعاهد العلمية وقضية إزاحة الموظفين وكل من يؤمن بأنه من أبناء الحركة الإسلامية مدير أو مراسل أو أي وظيفة أخرى يبعد من دولاب الحكومة، حتى جاءت الوحدة بفضل الله سبحانه وتع إلى وبدأت باتفاق وتعايش بين الحزب الاشتراكي وبين علي عبدالله صالح وقيادات المؤتمر الشعبي العام وفي نفس الوقت كان علي عبدالله صالح حريصاً على أن يشوه التجمع اليمني للإصلاح عند الحزب الاشتراكي وسارت الأمور في السنة الأولى على هذا الأساس..على أساس التقاسم بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي العام.. نحن توقفنا عن التدخل في شأن العلاقة بين الحزبين، لأننا لو تدخلنا لكانت الأمور تسير بشكل آخر، لكننا نعرف نفسية وأسلوب علي عبدالله صالح ونعرف الأخوة في قيادة الحزب الاشتراكي وكنا نتوقع أنه لا بد أن يصل اليوم الذي يصل فيه إلى ما وصلنا إليه لأن.. كان الرجل يغرس الشك مابين قيادات الحزب الاشتراكي وكان يحاول كسب قيادات الحزب الاشتراكي.. الحزب الاشتراكي يمكن في تصوري أيضاً لتقديرات لديه أنه مجرد ما يطلع إلى العاصمة صنعاء، مجرد ما تتم الوحدة وهو لديه من القوى الشمولية ولديه من الأحزاب والشخصيات الاجتماعية ما يجعله يتمكن ويسيطر علي مقاليد الحكم.. الصراع الذي تم أو المصالح والاختلاف حول التقاسم بين الحزب الاشتراكي وعلي عبدالله صالح وبعض قيادات المؤتمر الشعبي العام هي التي أدت إلى نفور علي سالم البيض ووصوله إلى عدن وما عرف بعدها بالاعتكاف تم نزوح القيادات الاشتراكية إلى عدن وبدأت تتراجع وبدأ السير والإعداد لعملية الانفصال وكان الانفصال مدبراً له من قبل قيادات الحزب الاشتراكي ومن بعض القوى الإقليمية التي كانت غير راغبة في الوحدة اليمنية.. فالحزب الاشتراكي قبل أن يتم عملية الاعتكاف خضنا نحن وإياه والمؤتمر الشعبي العام في انتخابات 93م، وجنئا كإصلاح في المرتبة الثانية وتنازلنا عن هذه المرتبة للحزب الاشتراكي من تشكيل الحكومة حتى يستمر الوئام وتستمر الوحدة وحتى تتجذر الوحدة في المجتمع اليمني ثم بعد ذلك حصل ما حصل وجاءت الأحداث حتى وصلنا إلى 94م التي كان نتيجة طبيعية.. أناس يريدون الانفصال وأناس يريدون أن يتفردوا بالحكم فحصل الصراع ونحن لم ندخل حباً في علي عبدالله عبدالله صالح في قضية الدفاع عن الوحدة بل دخلنا من أجل بلادنا وشعبنا وأرضنا وقضية، الوحدة بالنسبة لنا قضية مقدسة وغيرنا من القوى السياسية الأخرى بل هناك من قيادات الحزب الاشتراكي من كان يرفض الانفصال ومن قام لإدانة ذلك الانفصال.. كل القوى الخيرة حقيقة دافعت عن الوحدة ودافعت عن مصلحة الشعب اليمني في هذه الوحدة.
× لماذا خرجتم أنتم من السلطة في عام 97م وقال الرئيس السابق صالح إنكم كرت سياسي وبهذا كان مرشحكم في عام 99 ورشحتموه في عام 2006م؟
نحن بعد انتخابات 93م حصلنا على حوالي 3 وزارات ورئيس وزراء وكان الرئيس السابق مشغول بالحزب الاشتراكي ثم جاءت محاولة الانفصال وجاءت الحرب في 94م وعندما انتهت الأزمة بين الطرفين بدأ يلتفت لوزراء الإصلاح في الحكومة وبدأوا يحاولون إفشال وزراء الإصلاح بعد أن حققوا كثيراً من النجاحات.. في تصوري كل الوزارات التي تسلمها الإصلاح كانت وزارات خدمية وفي هذه الوزارات حقق الإصلاح نجاحات كبيرة.. مثلاً وزارة الصحة ظل المستشفى الجمهوري 8 سنوات مغلقاً، ظل مصنع الأدوية في حوش وزارة الصحة عدة سنوات، كثير من الخدمات الصحية لم تكن تقدم للمواطن اليمني فأمسكناها وتغيرت الأمور.. وزارة التمويل والتجارة استطاع الأخ الدكتور/ عبدالرحمن بافضل في إدارته لتلك الوزارة أن نصل إلى أنه لا أزمة في اليمن حتى حرب 94م. وزارة الثورة السمكية وصلت هذه الوزارة من الرقي تحت قيادة الوزير الإصلاحي إلى أن وصل دخلها بالمليارات.
في كل الوزارات التي استلمناها لاحظ نجاحاتنا.. الأخ الرئيس السابق لم يرق له هذا الأمر فبدأ يقلص من نفوذ الوزراء الإصلاحيين ومن الإمكانات التي يجب أن تكون في أيديهم وصبرنا في نفس الوقت، طرحت قضية الإصلاح الاقتصادي عندما التقى الإصلاح وقيادات الإصلاح ووزراء الإصلاح مع الأخوة المسؤولين في قيادة المؤتمر الشعبي العام وناقشنا هذه القضايا وكان لنا وجهة نظر في إصلاح الوضع الاقتصادي وكانوا مصرين على ما عرف بالجرعات وما عرف منا بأننا رفعنا شعار سياسية الإفقار الشامل من قبل علي عبدالله صالح جماعته.. ومشينا على هذا الأساس والقينا نحن وهم وقالوا لا يمكن إصلاح اقتصادي إلا باتخاذ جرعات وهذه الجرعات مميتة للشعب اليمني.. قلنا طيب نتفق على الجرعات إلى متى؟ تعالوا نعمل سقف زمني لهذه الجرعات متى سنخرج من هذه الأزمة الاقتصادية التي كانت موجودة؟.. قالوا لا زمن محدد وحصل نقاش بين الأخ الدكتور/ محمد الأفندي والأخ الدكتور/ العطار واشتد النقاش بينهم لدرجة أن الدكتور العطار كاد أن ينسحب من الاجتماع الذي عقد في بيت الشيخ/ عبدالله رحمه الله بحضور الأخ/ عبدالعزيز عبدالغني رحمه الله أيضاً.. فاختلفنا وإياهم في تسيير الأمور الاقتصادية في البلاد وقضية أسلوب إدارة الدولة نفس الشيء كلنا لم نكن راضيين عنها لأن المركزية الشديدة جعلت كل مسؤول لا يستطيع أن يبدع في دائرته أو وزارته أو مؤسسته خوفاً من أن يعاقب أن لأنه أبدع في وزارته أو يستقل بالقرار لا يمكن أن يتخذ قراراً.. وللأسف الشديد بعض المسؤولين حتى اليوم بعد هذه الثورة لأنهم تعودوا أن لا يستقلوا بقراراتهم تجدهم دائماً يعودون إلى الرئيس/ عبدربه منصور هادي مع أنه يقول لهم عندكم صلاحياتكم فخذوا صلاحياتكم كاملة ولا تعودوا إلي إلا في الأشياء الهامة.
فاختلفنا في إدارة الدولة وعلى أساس الجانب الاقتصادي وجدنا أنفسا دخلنا في 97م وكانوا قد حددوا نتائجها مسبقاً بإعلانهم بأن الانتخابات سيحصلون فيها على الأغلبية المريحة وساروا على هذا الأساس ووصلنا معهم إلى أن نستمر وكانوا عرضوا علينا.. الحقيقة علي عبدالله صالح عرض علينا استمرارنا في الحكومة، كنا رافضين البقاء في الحكومة لأننا كنا نعتقد أن بقاءنا في الحكومة سيوصلنا إلى صدام مع علي عبدالله صالح والقوى المحيطة له.. فخرجنا وقلنا نحن نحيي المعارضة ولا يمكن أبداً أن نبقى فيها.
× أستاذ محمد.. هل صبركم هذا صبر لأنكم ضعفاء أنتم واللقاء المشترك أو باقي القوى السياسية.. واليوم وأنتم أحد مكونات الثورة الأساسية صرتم أقوياء.. هل هذا التأخير ضعف منكم أم مراعاة لمصلحة الوطن والمواطن أم خوف من اندلاع حرب... ما الذي جعلكم تصبرون وقد أقصاكم من كل مؤسسات الدولة؟
نحن صبرنا كما ذكرت سابقاً من أجل مصلحة البلاد أولاً وأخيراً ثم ليست القضية قضية قوة وضعف، القضية أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحدد مراحل العمل السياسي والاجتماعي بثلاث مراحل وهي مرحلة اليد ومرحلة اللسان ومرحلة القلب، كنا عندنا قدرة أن نتحرك في المجتمع طولاً وعرضاً بتوعيته والالتحام به والارتقاء بوعيه نحن والقوى السياسية في المشترك حتى نصل إلى المرحلة التي نجد أن الشعب اليمني وعى حقه ولم يعد قادراً على الصبر على الظلم..
أذا لم تتأخر الثورة؟
لا.. الثورة جاءت في وقتها.. نحن نناضل بالنضال السلمي منذ 2005م وننشد ثقافة النضال السلمي وخروجنا إلى القرى والعزل والنواحي، وخرجنا إلى الشوارع واليوم وصلنا إلى أن الشعب اليمني لم يعد قادراً على الصبر وعلى الظلم.
× كثير من المراقبين كانوا يرون أن هذه الأحداث ستحدث شقاً في صفوف وقواعد التجمع للإصلاح وخاصة في موقف الشيخ عبدالله رحمه الله عندما أعلن تأييده لانتخاب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. كيف استطعتم أن تحافظوا على قواعد الإصلاح في ظل تأييد الشيخ/ عبدالله الأحمر للرئيس السابق؟
أولاً التجمع اليمني للإصلاح تنظيم مؤسسي له مؤسساته لا يتخذ القرار في التجمع اليمني للإصلاح بصورة فردية لإننا نعي هذه الحقيقة أولاً.. قضية الشيخ/ عبدالله الحقيقة كان متوقعاً منه لأنني التقيت معه قبل انتخابات 2006م في عام 2005م كان يعالج من مرض في الرياض والتقيت به في الرياض وقلت له إن العلاقة تسير بيننا وبين علي عبدالله صالح إلى حد المفاصلة ونحن وعلي عبدالله صالح قد دخلنا في حوار استمر لأكثر من ستة أشهر قبل انتخابات 2006م وأخبرنا الشيخ/ عبدالله أننا نجد ونتوقع أننا لن نصل إلى نتيجة إيجابية من هذا الحوار وستأتي الانتخابات يا شيخ عبدالله ونخشى أن الإصلاح يتخذ قرار عدم ترشيح علي عبدالله صالح فما رأيك قال الشيخ عبدالله رحمه الله أنا رأيي وقناعتي أن أدعو أخواني في الإصلاح أن يتخذوا القرار الذي يرونه مناسباً، ما فيه مصلحة الإصلاح وقبل ذلك البلاد وأنا أتركولي فرصة لأني سأعلن ترشيحي لعلي عبدالله صالح
اتفقنا من قبل هذا.. قبل عام من الانتخابات فلم يحدث انشقاق ونحن أبلغنا الناس وكنا على علم من الشيخ عبدالله مسبقاً وفي نفس الوقت لم يحدث انشقاق في صفوف الإصلاح لأننا في كل موقف نتخذه سواء موقف منفرد أو الموقف الذي نشترك فيه نحن وإخواننا في المشترك لا يمكن أن يتخذ هذا القرار إلا بعد التهيئة له في الصف وإيصال الناس كلهم إلى القناعة لهذا القرار.
وصلنا إلى نقطة الثورة الشبابية التي اندلعت في 2011م وأنها لم تأت فجأة وإنما جاءت عن طريق مراحل مر بها المجتمع اليمني حتى جاء الوقت المناسب ليخرج الناس ليقول لهذا النظام إرحل.
طيب أنا أريد أن أذكرك بشيء.. بدايات الثورة حين بدأ الناس يخرجون إلى الشوارع فكثير من الناس أو بعض الناس للأسف الشديد يظلم المشترك منذ البداية كان المشترك معنا.. كانت الإصلاحية توكل كرمان موجودة في الشارع عندما ذهبوا لتهنئة السفارة التونسية بالتغيير وكان معها الأخ/ عيدروس النقيب من الاشتراكي وكان معها الأخ/ محمود القميري من الإصلاح.
كان كثير من الشباب الناصري والعمل السياسي في اليمن مشاركين من البداية.. فالمشترك كان مشاركاً من البدايات في هذا الأمر.. حتى ضج الناس في الساحات والشباب والنساء يطالبون بنزول الإصلاح بكل ثقله في الساحات مع الإخوة في المشترك فنزل المشترك بكل ثقله في الساحات.
لكنكم لم تعلنوا صراحة أنكم نزلتم بكل ثقلكم؟
لم نعلن.. وليس نظرية أن نعلن، هذه ثورة شبابية شعبية المشترك جزء من هذه الثورة.
× استاذ محمد ندخل في القضايا الشائكة والساخنة والتي يتسائل فيها الكثير عن موقف الإصلاح منها..يعني ما موقف الإصلاح من قضية صعدة أو قضية الحوثيين.. الرئيس السابق قام بستة حروب ضد الحوثيين وأنتم لم تشاركوا مع صالح ضد الحوثيين.. برغم أنكم كنتم في تحالف مع الرئيس السابق.. وهنا يتساءل الكثير ماذا كان موقفكم؟ لماذا اكتنف الإصلاح الغموض ثم التقيتم معاً في ساحة التغيير بداية الثورة ثم الآن في نوع من الخصام بين الإصلاح وبين الحوثيين.. ما القصة؟
اسمح لي أن أضيف حقيقة تاريخية في موقف الشيخ/ عبد الله من الانتخابات في عام2006م هو رفع شعار عرف عند الجميع "جني نعرفه ولا إنسي ما نعرفه" لكني أريد أن أؤكد للتاريخ أن الشيخ/ عبد الله أعلن تأييده الشفوي واللفضي ل "علي عبد الله صالح" في تلك الانتخابات لكنه عملياً دعم الحملة التي كانت لصالح المرحوم/ فيصل بن شملان.. يعني دعم تلك الحملة الانتخابية بالمال والرجال وأنا أقول هذا للتاريخ.. أما بالنسبة لقضية الحوثية وقضية حرب صعدة فأقول إنه أولاً لم نكن في تحالف مع علي عبد الله صالح.. نحن كنا قد ابتعدنا عنه وخرجنا وشكلنا ما عرف باللقاء المشترك وأصبحنا في جبهة المعارضة ولم نكن حلفاء ل علي عبد الله صالح.
قال عنكم إنكم كرت سياسي استخدمه ثم ترككم في عام 2006م؟
هذا القول إننا كرت سياسي في تصوري أن كل عاقل وكل واع وكل مدرك للحقائق العملية السياسية اليوم يعرف من هو الكرت.. يعني مصلحتنا أن لا تظل القضية مشوشة.. في تلك الفترة وفي كل الحروب الستة كان يطلب منا حقيقة أن نشارك في عملية القتال وفي كل يوم أو كل مرحلة من تلك المراحل كنا نرفض الدخول في قتال مع هؤلاء الناس.
لكن لم يعلن الموقف في بشكل رسمي؟
أنا أتكلم عن حقائق لم تعلن.. وقد رفضنا في كل الحالات عملية الاقتتال لأنه خلاف بين طرفين.. خلاف عائلي واحد باسم الجمهورية والوطنية لأجل أن يحافظ على كرسي الحكم وعائلة أخرى تريد أن تحكم برجل باسم الدين وباسم الإسلام.
الأمر الثاني أن الحرب عندما اشتعلت في صعدة على ستة حروب هي كانت حقيقة واضحة ومسيسة وكان الهدف منها هو اختلاس دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وتخويفهم من هذا المد الجديد الذي ظهر على الساحة والأمر الثالث لم نكن نعلم أنهم هم أيضاً صنعة لعلي عبدالله صالح عندما قدمهم اثنين من السياسيين اليمنيين في المؤتمر الشعبي العام قدمهم لعلي عبدالله صالح بعد سنوات بعد الثورة الإيرانية بحوالي سنتين وبدأ الدعم لهؤلاء الناس وبدأوا ينتشرون وبدءوا يسيطرون ويفرضون آرائهم وقراراتهم على محافظة صعدة.
هل أفهم أنهم إنتاج علي عبدالله صالح؟
هم نتيجة طبيعية لعلي عبدالله صالح مع جهاز مخابرات إقليمي ساهم في دعمهم دون أن يعلم علي عبدالله صالح بدعم الجهاز الاستخباراتي الآخر.. نحن وجدنا أن هذا عبارة عن دخول في حرب يجر الإصلاح أولاً، ثم يريد أن يجر المشترك ثانياً، ثم في نفس الوقت يريد أن يتراجعوا عن هذه الحرب وهو يقوم بدور المصلح بين الطرفين.. يعني بدل ما كان يواجههم هو مباشرة كان يريد أن ينسحب والمشترك يقاتل هؤلاء الناس.. ثم يقدم نفسه للشعب اليمني وللعالم بأنه رجل مصلح ليس إلا يريد أن يصلح وأن يحقن دماء المسلمين.. وكنا نعرف اللعبة التي يلعبها علي عبدالله صالح فلم نجاريه فيها.
هل وافقتم على الحرب؟
أبداً.. نحن لم نستشر أصلاً وموقفنا بدائي أصلاً أننا نرى أن النضال السلمي هو الحل الأمثل للخروج بمكتسبات الشعب اليمني بدون القتال.
حتى من يرفع السلاح؟
نعم نحن نعلم أن هذه القضية فكرية موجودة في صعدة.. لا يمكن أبداً أن تقتل الفكرة يعني أن الرصاصة تقتل الفكرة.. الفكرة لا تقتلها إلا فكرة أسمى منها، هم يقدمون عروضهم وفكرتهم للناس وعلينا أن نقدم فكرتنا لهؤلاء الناس، هذه الفكرة التي جاءوا بما هي فكرة متأثرة بأثرة بالثقافة أبليسية، ثقافة أنا خير منك، هذا طرف منغلق على نفسه يعيش في وهم لم يعلم بالحقائق الموجودة اليوم في الساحة اليمنية الآن المتغيرات الموجودة في الشعب اليمني، لا يزال متأثراً بالثقافة الأبليسية ثقافة أنا خير منك، قضية الطبقية والعنصرية والسلالية مع إضافات من الثقافات الإسرائيلية التي جاءت في كثير من التراث الإسلامي للأسف الشديد.. هذا طرف وفي طرف ثاني أيضاً يعتقد نفسياً أنه عبد وأنه مواطن من الدرجة الثانية وأنه لا يحق له أن يكون هو الرجل الأول في هذه البلاد.. إذاً هذه القضية لا تعالج بدماء، لا تعالج بالحروب بل تعالج من خلال الأفكار من خلال الحوار من خلال التواصل فيما بين الأطراف حتى نصل إلى رشد أو يعقل أن الناس سواسية كأسنان المشط كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فالقضية لا تحتكم للرصاص والقتال وكان موقفنا واضحاً.
هل علاقتكم الآن بالحوثي هي خصومة أم صراع؟ إذا كان صراعاً هل صراع نفوذ أم صراع مذهبي؟
ليس بيننا وبينهم صراع الآن، هم يصورون للآخرين أن هناك صراعاً نحن موقفنا من هذه الجماعة سيشكلها الحوثيون أنفسهم.. هم سيشكلون موقف الإصلاح منهم، عليهم أن يختاروا الموقف والخيار المناسب لهم ونحن كإصلاح علينا أن نرضى بخيارهم وأن نتعامل مع خيارهم الذي ارتضوه لأنفسهم في التعامل مع الإصلاح.. نحن ليس لدينا موقف مسبق، نحن موقفنا سيتشكل من خلال موقفهم هم من التجمع اليمني للإصلاح.
طيب كيف تقرأ زيارة المتوكل للرئيس السابق وهناك من يقول أنه يسعى في وساطة بين صالح وبين الحوثيين ومن أجل الاتحاد ضد الحكومة وضد المشترك وضد الإصلاح هناك من يقول الآن تخالف إيراني حوثي عفاشي بيض لزعزعة الاستقرار في اليمن والهجوم الإعلامي على المشترك وخاصة الإصلاح؟
أنا في تصوري أن زيارة الأخ/ محمد المتوكل للرئيس السابق لا تحتاج مني إلى تعليق، أكتفي بتعليقات الآخرين.
هو أحد مكونات اللقاء المشترك معكم؟
نعم.. وليس أنا شخصياً أعفي نفسي من الحديث عن هذا، لأنها أصبحت هذه القضية واضحة وضوح الشمس لا تحتاج مني إلى تعليق
× أستاذ محمد ما قصة الخلية التي اكشتفها الأمن والتي تعمل لصالح إيران والرئيس هادي قال في خطابه الأخير في الكلية الحربية خطاباً شديد اللهجة على إيران ماذا تريد إيران من اليمن؟
أنا في تصوري أن هذا السؤال يوجه إلى الإخوة المسؤولين الأمنيين وأسألوا الأخ الرئيس عن هذا الأمر، أنا لا استطيع أن أجيب على هذا السؤال
× هناك من يقول بأن الإصلاح فشل في القضية الجنوبية وفشل في الحكومة بعد 93م وفي الوزارات وأن خبرتكم في الحكم قليلة وأنكم لا تستطيعون أن تقودوا اليمن لمدة أسبوع أو حتى يوم واحد، كما كان يقول صالح وأيضاً.. هناك من يقول أنكم مسكتم مناصب في الحكومة ومسكتوا بعض الوزارات ولم تقدموا خدمة نوعية للشعب اليمني.. إذاً أنتم في المعارضة لا تصلحون أن تديروا البلاد مستقبلاً هكذا يروج البعض أو بقايا النظام السابق؟
هذه شنشنة من تبقى من النظام السابق وهل كان علي عبدالله صالح حين تولى الحكم قبل 33 سنة كان لديه الكفاءة وكان الناس يعرفونه.. معروف ما هي ثقافته ومستواه التعليمي وما هي قدراته.. ومع ذلك استطاع أن يحكم 33 سنة، أنا في تصوري أن الزمان كفيل بأن يصدر حكمه على الإصلاح وعلى الإخوة في المشترك من خلال ممارستهم وإدارتهم للوزارات التي شاركوا فيها.
× هل أنتم في وزارتكم أو مستقبلاً إذا مسكتم الحكم ستعاملون المؤتمريين كما تعامل معكم المؤتمريون من قبل في إقصاء جميع الإصلاحيين من كل مرافق الدولة؟
هل تصدق أن الإصلاح في كل مواقف هذه الفترة كان حريصاً على بقاء المؤتمر الشعبي العام والمشترك كان حريصاً أيضاً على بقاء المؤتمر الشعبي.. نحن لسنا مختلفين مع المؤتمر الشعبي العام، نحن مختلفون مع رئيس النظام الذي أراد أن يحول هذا التنظيم إلى تنظيم علينا مثل المؤسسة العسكرية والأمنية، نحن مختلفون مع بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام بسبب سلوكياتهم الخاطئة في ظلم الناس، لسنا مختلفين مع المؤتمر الشعبي العام.
في المؤتمر الشعبي العام قيادات وطنية لها موقف مشرفة حتى في عملية التغيير التي حدثت الآن وسيأتي اليوم الذي تذكر فيه هذه الشخصيات، هناك من قيادات الدولة وقيادات المؤتمر الشعبي العام من وقفت في صف الثورة وأسهمت في قلع علي عبدالله صالح من سدة الحكم.. والمؤتمر الشعبي العام هم إخواننا وأبناؤنا وشركاؤنا في هذه البلاد.
× إذا ما جئنا إلى تكتل اللقاء المشترك.. أنتم قدمتم نموذجاً في الوطن العربي تكتل من اليمين إلى اليسار، لكن هناك من يتساءل ويقول: كيف ستحكمون في المستقبل أنتم كتكتل لقاء مشترك، الآن مشاركون في الحكم وبعد المرحلة الإنتقالية يبدو أنكم أيضاً ستشاركونها وقد تمسكون الحكم على غرار ما حدث في تونس ومصر.. أنتم ستة أحزاب مختلفة كل يفكر بتفكير آخر قد تختلفون على تقسيم الغنائم أو الكعكة..معنى كيف أجتمع الإصلاحي مع الاشتراكي مع البعثي الخ..؟
المشترك لن يلغي خصوصيات كل الأحزاب المشاركة،كل حزب له خصوصياته،له برنامجه السياسي وله نظامه الداخلي.. لم تلغ الأحزاب نفسها في كيان اسمه اللقاء المشترك.. وإنما التقت على قيم .. قيم العدل والحرية والديمقراطية والدولة السلمية للسلطة وقيم مقاومة الظلم.. هذا الأساس والدليل على هذا أن لنا عدة سنوات لم يحصل بيننا نزاع.. ثانياً ليست القضية قضية تقسيم غنائم، هذا تصور خاطئ بأن الحكم غنيمة.. معنى ذلك أننا سنتحول إلى كيان فاسد جديد والشعب اليمني لا يمكن أن يقبل هذا الكلام، الحكم ليس غنيمة لا للمشرك ولا لأحد من القوى السياسية الحكم اليوم خدمة للمواطن اليمني الخادم اليوم هو رئيس الجمهورية الخادم اليوم هو رئيس الوزراء هو الوزير والمدير.. هذا فهم الناس.
أما قضية خلافات وصراعات بين الإصلاح والاشتراكي.. يا أخي الكريم نحن التقينا نحن والإخوة في الحزب الاشتراكي قبل أن يطلع المشترك، لأنه لن تتسنى لنا الفرصة في عام 90 91 94م، لن تتسنى لنا فرصة لنجلس مع بعض والحوار مع بعض والتفاهم مع بعض حول القضايا الوطنية، لأن علي عبدالله صالح كان دائماً يقول للناس أن هذا الإصلاح بع بع لا يمكن أن يقبل بالحزب الاشتراكي أبداً ونجح إلى حد كبير في هذا، إلى أن جاءت الأحداث الأخيرة بعد استقرار الأوضاع بعد 94 والتقينا نحن والإخوة في الحزب الاشتراكي وجلسنا جلسات خاصة وكان يمثل الإصلاح في هذا الأخ/ محمد السعدي والأخ/ محمد قحطان ومحمد اليدومي وكان لي إخوة آخرون في الحزب الاشتراكي لا أريد أن أذكر أسمائهم الآن إلا إذا ذكرهم الحزب الاشتراكي من نفسه وعقدنا عدة لقاءات وتكلمنا بوضوح ونحن تقاتلنا مع بعض وتقاتلنا في المناطق الوسطى، تقاتلنا في 94م واليوم الوضع غير وضع أمس والوطن اليوم في حاجة إلينا وإلى غيرنا من القوى السياسية غير الأمس.. رغم أننا تقاتلنا في المناطق الوسطى وتقاتلنا في 94م.. لن تحدث عملية اغتيال واحدة لا من الاشتراكي للإصلاح ولا من الإصلاح للاشتراكي طيلة عشرات السنين.. هل بالإمكان أن نلتقي ونسهم ونتعاون نحن وإياكم في خدمة هذا الشعب وخدمة هذا الوطن، كان الجواب وهو نتيجة الحوار نعم ومضينا على هذا الأساس ولا تزال علاقتنا حقيقة بالحزب الاشتراكي علاقة قوية طيلة هذا السنوات التي مرت لم نلمس منهم أي عمل جارح للإصلاح رغم كل الحملات التي شنها علي عبدالله صالح ضد الإصلاح والاشتراكي كان موقفهم موقف محترم وموقف الإصلاح موقف محترم من الحزب الاشتراكي وليس بمستغرب أن يتعايش الناس والحزب الاشتراكي في مفاهيمه اليوم غير الحزب الاشتراكي في مفاهيمه السابقة والإصلاح كفهمه للعلاقات مع الآخر في السابق غير فهمه اليوم نحن والحزب الاشتراكي والإخوة في المشترك في خندق واحدة، في سفينة واحدة نسأل الله عز وجل أن نعبر نحن وإياهم إلى شاطئ الأمان.
هل أفهم أن اللقاء المشترك سيستمر خلال السنوات القادمة أم أن كل حزب سيعود للعمل بمفرده؟
قناعة الإصلاح قد أعلنها من قبل أكثر من مسؤول في الإصلاح وهذه قناعتنا أعبر عنها الآن، إننا نعتقد أن البلاد في حاجة إلى المشترك في زمن لا يقل عن عشر سنوات وقد تزيد، المشترك اليوم نموذج متطور في العلاقة بين القوى السياسية وفي نفس الوقت أثبت نجاحه في خدمة البلاد.
يعني البلاد لا تحتمل حكم الحزب الواحد؟
أبداً نحن لسنا مع التفرد في الانتخابات القادمة أو التي تليها، نحن نعتقد هكذا ومن خلال دراستنا للواقع اليمني إننا في حاجة إلى ما لا يقل عن عشر سنوات لبقاء المشترك.
× أستاذ محمد ما موقفكم من القضية الجنوبية وهذه قضية يتساءل الكثير عنها، نريد أن نسمع موقف التجمع اليمني للإصلاح من القضية الجنوبية، هل أنتم مع مطالب الإخوة في الجنوب لحل القضية الجنوبية وما هي رؤيتكم أنتم في الإصلاح بشكل واضح في حالة القضية الجنوبية؟
هناك لبس عند كثير من الناس للأسف الشديد بين الحفاظ على الوحدة وما حدث في 94م وبين ما نتج عن تلك الحرب، نحن في مؤتمرنا العام الأول للتجمع اليمني للإصلاح إذا عدت لبيانه الختامي وأدبياته في تلك الفترة في 94م ستجد أننا حذرنا الحاكم أي النظام السابق من وقت مبكر بأن الممارسات التي تتم على الأرض في تلك المحافظات ممارسات خاطئة لا تحافظ على الوحدة ولا تقيم العدل، هكذا من البداية هذا هو الأسلوب الذي أديرت به البلاد عموماً من المهرة إلى الحديدة إلى عدن إلى صعدة خاطئة ثرناء عليه جميعاً.
هذا فيما مضى والآن؟
نحن اليوم مع رفع الظلم عن المحافظات الجنوبية وعن أي مظلوم على وجه الأرض اليمنية.
كيف سيرفع الظلم؟
نرفع الظلم من خلال الحوار وسنحرص أن ندخل الحوار الوطني، فهذا الحوار الوطني مهمته إيجاد آلية جديدة لتسيير الحكم في البلاد، فكل القوى السياسية ستدخل هذا الحوار.. ونحن متفقون في المشترك وغير المشترك أننا ندخل الحوار الوطني.. وما ينتج عن هذا الحوار الوطني تلتزم به كل القوى السياسية ومن أبجديات وأدبيات الإصلاح أنه لا يقبل الظلم على أحد، لا يقبل الظلم على نفسه ولا على الآخرين.
هناك من يضع أطروحات.. الحكم الفدرالي، إقليمين، أكثر من إقليم، للإبقاء على النظام الجديد.. ما موقفكم من هذا؟
كما قلت موقفنا سيتحدد معالمه إن شاء الله من خلال الحوار الوطني.
هناك من يطالب بالاعتذار.. اعتذار النظام السابق واعتذار القوى في عهد النظام السابق للمحافظات الجنوبية، هل سيقبل الإصلاح بالاعتذار للإخوة في المحافظات الجنوبية؟
الشعب اليمني كله في حاجة إلى الاعتذار من النظام السابق، النظام السابق يجب أن يعتذر للناس جميعاً ومن حق الناس أن يطالبوا النظام السابق أن يعتذر.
أقصد الحزب الاشتراكي وضع من ضمن النقاط أن يتم الاعتذار للإخوة في المحافظات الجنوبية من أجل تطييب النفوس ووضع الحلول والمعالجات؟
لم نشارك في ظلمهم حتى نعتذر.. يعني لو طالبونا بالاعتذار سنطلب من الحزب الاشتراكي يعتذر.. أي طرف من الأطراف الذي ظلم شعبه اليمني في أي مرحلة كانت يجب أن يعتذر.
يعني إذا ظلمتم ستعتذرون؟
نعم إذا تبين أننا ظلمنا أحداً بلا شك بأننا سنعتذر.
الحوار الوطني ما موقفكم من اللجنة الفنية التي شكلها الرئيس هادي هل أنتم وافقتم عليها؟
نعم.
هل ستدخلون الحوار ومازال أحمد ويحيى في قيادة الحرس والأمن المركزي؟
نعم.. الأمر يحتاج منا إلى صبر وإلى حكمة وإلى معالجات هادئة والأيام بإذن الله كفيلة بأن تحدث التغيير الذي ينشده شباب الثورة ورجالها ونسائها
هذا كلام من باب الناحية الإعلامية.. لن يحضر أحد منهم في الحوار القادم إنشاء الله
وإذا تم الحضور؟
لن يحضروا إنشاء الله.
هناك من اشترط في بعض وسائل الإعلام أنه لن يحضر إذا حضر أحد من أولاد الأحمر أو الزنداني أو علي محسن؟
إذا مد الله في عمري وعمرك وعمر الشعب اليمني سيتبين لهم هل سيحضرون أم لن يحضروا وأنا أؤكد أنهم لن يحضروا.
ما مفهوم الإصلاح للدولة المدنية؟
هذا مصطلح تداولته الألسن والأقلام خلال الفترة الأخيرة وهو مصطلح يعني مشهور سياسياً في الطبقة المثقفة في اليمن وفي الخارج.. والحقيقة المطلوب ممن يعلن هذا المصطلح أن يقول لنا تصوره وما هي مفردات هذه الدولة المدنية، كل من يدعو لهذا المصطلح عليه أن يقدم لنا مفردات هذا المصطلح وكيف يفهمه.. هذا جانب الجانب الثاني أن الحكم المدني.. هؤلاء الذين ينادون بهذا المصطلح حكموا لأكثر من ستين سنة من بعد خروج الاستعمار من الوطن العربي، حكموا الوطن العربي بالدولة المدنية وحققوا خلال هذه الفترة هذا الواقع الذي تعيشه الأمة، هذا الواقع المتخلف واقع الاستبداد الذي عانت منه الأمة العربية والشعوب العربية، هذا الواقع كان نتائج هؤلاء أصحاب الدولة المدنية وعليهم أن يراجعوا أنفسهم.. نحن نريد الدولة المدنية العادلة الدولة المنضبطة بدستور وقانون، نحن شعب مسلم أي دولة مدنية قائمة على ضوابط الشريعة نحن معها.
نظرة الإصلاح للمرأة في العمل السياسي.. كيف سينظر إليها؟
اليوم يريد أن يضعها تاج فوق رأسه، المرأة كانت نبراساً للنضال في المجتمع اليمني وفي الثورة اليمنية ونحن في الإصلاح نؤيد النشاط السياسي للمرأة اليمنية في ظل ضوابط شرعية.
× لماذا قامت دول الخليج العربية بتقديم مبادرة خليجية؟ وهل دول الخليج العربي مازالت ترعى هذه المبادرة وتعرف من يعيق هذه المبادرة؟.. هل مازالت تقف في الحياد أم أن المبادرة كما يرى البعض قد وضعت الثورة في الثلاجة؟
أولاً هذه المبادرة جاءت نتيجة لطلب من علي عبدالله صالح، هي لم تأت بها دول الخليج، هو كان يتصور أن دول الخليج ستأتي بمبادرة تحفظ له كرسي الحكم، ولذلك قبلنا المبادرة في صيغتها الأولى ورفضها وقبلناها في صيغتها الثانية ورفضها وقبلناها في صيغتها الثالث والرابعة والخامسة ولم يكن أمامه أي مخرج إلا أن يسير بحسب طلبه أن يوقع على هذه المبادرة التي كان يتصور أنها كانت ستحميه، ثم كان النتيجة أنها أخرجته من الحكم نتيجة الضغط الشعبي والثوري في المجتمع اليمني.
الإخوة في الخليج حريصون نحن جيران ومصلحتهم في استقرار اليمن وما قدموه من جهد الشعب اليمني كافة بكل القوى السياسية يشكرهم على جهدهم الذي بذلوه للحفاظ على السلم الاجتماعي في اليمن ومساهمتهم في إزاحة علي عبدالله صالح من الحكم.
كيف تقيمون الموقف الغربي الأوروبي من الثورة الشعبية السلمية؟
موقف محترم.. الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وقفوا موقف محترم من الثورة اليمنية وكان موقفهم ولا يزال منحازاً للثورة اليمنية.. ووقوفهم ضد علي صالح.
× لكن هناك من يقول أن أميركا لا تريد تغيير قيادات الحرس الجمهوري ويحيى وأنها مازالت تسيطر وتضغط على بعض القيادات في الحرس وفي القوات المسلحة؟
أنا أقول يجب أن نفرق بين التحليلات والتوقعات والإعلام وحقائق الأمور.. الحقيقة أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية مع ثورة الشعب اليمني ومع التغيير في الشعب اليمني ومع الحفاظ على مصالحهم في المجتمع اليمني.
هناك من يقول أن هناك صراعاً.. هل مصلحة اليمن أن يحدث صراع أميركي سعودي إيراني في الأراضي اليمنية؟
ليس من المصلحة وإن شاء الله لن يكون.. في بدايات لكن أن شاء الله هذه البدايات تنتهي بوعي كل اليمنيين وعقلائهم.
النظام السابق كان يخوف دائماً من القاعدة ويتهمكم بالقاعدة والإرهاب.. ما موقفكم أنتم من الجماعات المسلحة ومن تنظيم القاعدة؟
نحن كإصلاح موقفنا واضح أننا لسنا مع أساليب العنف في التغيير وإنما نحن نمارس النضال السلمي وهذه قناعتنا اليوم وغداً.
هل مازال الغرب يخاف من صعود الإسلاميين إلى السلطة أم أن الزمن زمن الإسلاميين؟
ليست القضية قضية زمن الإسلاميين ولكن أنا أؤكد لك أن الخوف عند كثير من السياسيين الأوروبيين والأميركيين.
أنتم في الإصلاح هل استفدتم من تجارب ماليزيا وتركيا ومصر وتونس، يقودها الإسلاميون؟
إن شاء الله الحكومة الحالية والحكومات القادمة تستفيد من التجربة التركية والماليزية من الناحية الاقتصادية، أما بقية القضايا الأخرى فبيننا وبينهم تباين كبير جداً ودافعهم غير واقع المجتمع اليمني.
أستاذ محمد هناك من يتساءل ما موقف الإصلاح من اتفاقيات وقعها صالح مع بعض الدول؟
يلتزمون بها بلا نقاش ما عدى اتفاقية الغاز، ما وقعه مع الدول الأخرى الإصلاح مثله مثل أي حزب آخر، حكومته اليوم المشكلة من حكومة الوفاق ملتزمة بكل الاتفاقيات الدولية التي وقعها النظام السابق.
× هل أعطاكم فوز الرئيس مرسي في مصر والنهضة في تونس، أعطاكم هذا تشجيعاً أنكم ستحكمون أنتم كإصلاح في المرحلة القادمة أم أننا نخشى أن يعود أحمد شفيق في اليمن؟
شفيق في اليمن غير موجود أصلاً. .قد تجاوزناه، ليس هناك أحمد شفيق في اليمن.
هناك من يقول أحمد علي عبدالله صالح؟
أحمد شفيق غير موجود في اليمن.. ولا يمكن بعد تقديم آلاف الضحايا وعشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين والمئات من المختطفين أن تكون النتيجة أن يأتي بجلادهم وقاتلهم لكي يحكمهم، أنا في تصوري أن هذه القصص الإعلامية هزلية.
؟ أستاذ محمد هل لدى الإصلاح مشروع حضاري سيحكم الأمة وسيحكم اليمن مستقبلاً
نحن لدينا برنامج سياسي وبرنامج الإنقاذ الوطني وفي برنامج الإصلاح الشامل في اليمن وضعناه قبل سنوات، نحن اليوم نسير نحو مستقبل جديد وواعد بإذن الله سبحانه وتع إلى ونحن سنقوم بعملية مراجعة لمشروع الإنقاذ الوطني مما يتناسب مع المرحلة الحالية وطموحاتنا كمشترك في المستقبل بإذن الله.
هل سيرشح الإصلاح بعض أعضائه في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
كما قلت لك لا يستطيع الإصلاح أن يتفرد بالحكم، لأنه يعتقد أن الرأي الجماعي في المشترك هو الذي يحكم رأي الإصلاح ورأي بقية القوى السياسية.
أستاذ محمد أخيراً كيف تنظر لمستقبل اليمن في ظل الثورة الشبابية السلمية وفي ظل غياب صالح؟
لا شك مستقبل أفضل بكثير مما عشناه وما نعيشه اليوم بإذن الله.
ما هي رسالتك للشعب اليمني وللبقية حول صالح؟
أنا أرجو من الجميع أن يتحلوا بالصبر والحكمة والحلم وأن يتحلوا بالأمل وأن يعقلوا أن الثورة قد حدثت وأن التغيير قد بدأ ولن يتوقف هذا التغيير حتى تحقق الثورة بإذن الله عز وجل كل أهدافها.. ونصيحتي لمن تبقى بجوار علي عبدالله صالح أن يعرفوا حقائق التاريخ وأن يتذكروا أنه ما من حاكم خرج من سدة الحكم وعاد من جديد، الأمر يحتاج منهم أن يرفقوا بأنفسهم من خوف التاريخ عليهم بشكل سلمي وأنا عندي أمل أن يتراجعوا ويعودوا إلى الصف الوطني.