قالت مصادر سياسية يمنية مطلعة إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رفض استقبال مبعوث الرئيس الإيراني أحمدي نجاد احتجاجا على التدخلات الإيرانية في الشؤون اليمنية.
وكان مبعوث نجاد, نائب وزير الطاقة الإيراني مسعود حسيني قد غادر العاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس الاثنين بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام دون أن تثمر عن استقبال الرئيس هادي للمبعوث الذي التقاه وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي وتسلم منه الرسالة الخطية التي كان يفترض أن يسلمها مباشرة للرئيس اليمني.
ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" فقد جرى خلال لقاء الوزير القربي بالمبعوث حسيني "تسليم الدعوة الموجهة للرئيس عبدربه منصور هادي من الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمشاركة في قمة عدم الانحياز المقرر عقدها في العاصمة الإيرانية طهران في أغسطس/آب القادم".
وأشار مصدر مطلع لـ"العربية.نت" إلى أن زيارة المبعوث الإيراني فشلت في احتواء رد الفعل اليمني الغاضب على التدخلات الإيرانية والتي بلغت ذروتها بكشف المخابرات اليمنية لخلية تجسس تعمل منذ 7سنوات لمصلحة إيران ويقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني.
وفي تعليق لـ"العربية.نت" قال السياسي اليمني والخبير في الشؤون الإيرانية, عبد الباسط الشميري إن إيران شعرت بخطورة موضوع خلية التجسس وأرسلت مبعوث نجاد نائب وزير الطاقة.
وأوضح الشميري أن هذه الخطوة الإيرانية تدل بوضوح على أنها غارقة في المشهد اليمني ومتورطة من خلال خلية التجسس التي كشفتها المخابرات اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية، مبينا أن إيفاد المبعوث جاء تحت عطاء رسالة للرئيس اليمني تتضمن دعوته لحضور قمه عدم الانحياز وهذا أمر مخالف تماما للغرض الجوهري الذي جاء من أجله.
وأضاف الشميري "إيران تشعر الآن أنها تفقد أهم أدواتها في المنطقة وهو نظام الأسد وبالتالي تحاول أن تغرق أكثر وأكثر في المشهد اليمني وتعمل على أن يكون لها حضور قوي في اليمن وفي القرن الإفريقي.
وتابع الخبير اليمني في الشؤون الإيرانية: إيران واقعة في وضع مأزوم، والتحذير الذي أطلقه الرئيس هادي مؤخرا كان قويا وشديد اللهجة، وإجراءات الرد التي تحدث عنها هادي تجاه استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لليمن من المرجح أنها لن تتوقف عند مسألة العلاقات الدبلوماسية وسحب السفير.
وإنما رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي باعتبار أن التدخلات الإيرانية تندرج في إطار "تحركات أطراف معرقلة للمبادرة الخليجية" وفقا لما تضمنه قرارا مجلس الأمن رقم 2014 ورقم2051 بشأن التسوية السياسية في اليمن.
يشار إلى أن السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين كان قد كشف مؤخرا في تصريحات صحافية عن أن النشاط الملحوظ لإيران على الساحة اليمنية لم يتوقف فقط عند دعم الحوثيين وفصائل متطرفة في الحراك الجنوبي تنادي بالانفصال، وإنما امتد إلى دعم بعض أنشطة القاعدة.