ألقى كوفي عنان، عقب الإعلان عن استقالته من منصبه كمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا، باللوم على الانقسام في مجلس الأمن الدولي في تعقيد مهمته.
وقال عنان في مؤتمر صحفي في جنيف بسويسرا إنه "بذل ما في وسعه" لكن "التحرك العسكري على الأرض وانعدام الاجماع في مجلس الأمن الدولي أثرا بشكل جذري على فعالية المهمة التي أخذها على عاتقه".
كذلك، أعرب عنان عن أسفه لعدم "تلقي الدعم الكامل الذي تتطلبه المهمة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن استقالة كوفي عنان من منصبه موضحا أنه أبلغه رسميا بنيته عدم الموافقة على تجديد تفويضه بالمهمة الموكل لها بعد انتهائها في 31 من أغسطس / اب الجاري.
كما أبلغ عنان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بقرار الاستقالة.
أسف عميق
وكان عنان قد تولى مهمة الوساطة في سوريا في 23 فبراير / شباط الماضي ولكن خطته التي تضمنت 6 بنود لحل الأزمة في سوريا لم تجد طريقها إلى التطبيق.
وأعرب بان كي مون في بيان رسمي عن "امتنانه العميق للجهود الشجاعة التي بذلها عنان وتصميمه" مبديا "أسفه العميق" لقراره بإنهاء مهمته.
وأوضح الأمين العام للمنظمة الدولية أنه بدأ مشاورات مع الأمين العام للجامعة العربية من أجل " الإسراع في تعيين خلف لعنان يستطيع مواصلة جهود السلام ".
وأكد بان كي مون أن الأمم المتحدة تظل " ملتزمة ببذل جهود دبلوماسية لوضع حد للعنف في سوريا" وفي الوقت ذاته أعرب عن أسفه لكون " الانقسامات المستمرة داخل مجلس الامن اصبحت عائقا امام الدبلوماسية وجعلت تحرك اي وسيط اكثر صعوبة".
وأضاف أن " دوامة العنف تتواصل في سوريا بشكل مأسوي" مشيرا إلى أن الحكومة وقوات المعارضة لا يزالان يبديان تصميمهما على تصعيد العنف.
ردود فعل:
وسارع المبعوث الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين إلى التعبير عن أسف موسكو لقرار عنان بالتخلي عن مهمته.
وقال تشوركين "نتفهم قراره" مضيفا "ونأسف انه اختار ان يفعل ذلك. ما زال لديه شهر واتمنى استخدام هذا الشهر بكفاءة قدر الامكان في ظل تلك الظروف الصعبة".
أما الولايات المتحدة فقالت إن قرار استقالة عنان ترجع إلى رفض روسيا والصين دعم القرارات التي تستهدف الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إن "استقالة عنان تكشف اخفاق روسيا والصين في دعم قرارات مجلس الامن الدولي الجادة ضد الاسد".
وأضاف كارني أن " الرئيس باراك اوباما يقدر قيام عنان بدور المبعوث لسوريا وجهوده للقيام بعملية انتقال سلمي وسط القتال المرير بين القوات السورية والمعارضة".
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن استقالة عنان من منصبه كموفد دولي وعربي في سوريا "تظهر المأزق المأسوي للنزاع في هذا البلد".
كما أعربت دمشق عن "اسفها" لاستقالة عنان بحسب بيان لوزارة الخارجية السورية.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الوزارة قولها ان "سوريا تعرب عن أسفها لنبأ استقالة المبعوث الأممي كوفي انان وطلبه عدم تمديد مهمته".
وأضاف البيان أن " سوريا طالما أعلنت وبرهنت عن التزامها التام بخطة عنان لكن الدول الساعية لزعزعة استقرار سوريا هي التي عرقلت وما زالت تعرقل تنفيذ
المهمة".