[esi views ttl="1"]

البعث اليمني يتصدع بسبب ثورة سوريا والقانص يصف الثورة بالمؤامرة

يشهد حزب البعث الاشتراكي في اليمن صراعا وانشقاقا بين قيادات الحزب وشبابه الذين يؤيدون ثورة الشعب السوري، ويطالبون الرئيس بشار الأسد بالتنحي.

وزاد التصدع في الحزب مؤخرا إثر تجميد عضوية ثلاثة من قياداته على خلفية زيارتهم لإيران، ووجهت لهم اتهامات باستلام أموال منها، وتفاقم الصراع على شرعية تمثيل الحزب في ظل غياب الأمين القطري للحزب عبد الوهاب محمود منذ عامين، في رحلة العلاج إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وقال رئيس تحرير صحيفة "الأضواء" القيادي البعثي علي الأسدي -في حديث للجزيرة نت- إن ما يحدث في حزب البعث (قُطر اليمن) هو صحوة تنظيمية وقيمية، وامتداد لحركة احتجاجات واسعة بدأت في يناير/كانون الثاني الماضي وطالبت -وما زالت- بتغيير ومحاكمة القيادة القُطرية، لوقوفها العلني ضد إرادة الشعب السوري التواق للحرية والتغيير.

وأكد أن "دعم النظام السوري ضد شعبه تحت مسميات دعم الممانعة والمقاومة رهان خاسر، وضحك على الذقون، وانتحار سياسي محقق للنظام السوري وللقيادة القومية ولحزب البعث العربي الاشتراكي حاضرا ومستقبلا في سوريا واليمن".

وأضاف الأسدي "نحن مع مطالب الشعب السوري وحقه في الحرية والتغيير كما كان موقفنا في ثورة اليمن، لأنه لا يجوز أن نكون ثوارا في اليمن، وشبيحة في سوريا".

كما اعتبر أن على الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة القومية في حزب البعث في سوريا "أن يختار الآن إما خروجا مشرفا كما فعل الرئيس اليمني السابق، وإما القتل والسحل في شوارع دمشق كما كان مصير العقيد القذافي".

نفي
وفي المقابل، نفى رئيس مكتب العلاقات السياسية والخارجية في حزب البعث اليمني نايف القانص "وجود أي صراع داخلي في الحزب نهائيا"، وقال إن اللجنة المركزية لم تعقد، وانعقادها لا يتم إلا بدعوة من الأمين القُطري للحزب، أو بإجماع القيادة القُطرية.

واعتبر القانص -في حديث للجزيرة نت- أن ما يحدث هو عبارة عن خيال ووهم تتوهمه جهات محلية وإقليمية تحاول إحداث أي انشقاق أو تباين في الآراء داخل حزب البعث، "ولن تستطيع ذلك لأن البعثيين باليمن قيادات وقواعد مجمعون إجماعا كاملا على أن ما يحدث في سوريا هو عبارة عن تآمر ومعركة حق ضد باطل".

وبشأن الاتهامات الموجهة له بتسلم أموال من إيران، قال القانص إنه سيرفع هذه الاتهامات أمام القضاء، وسيطالب بالتعويض عما استهدفه وبعض أعضاء قيادة الحزب من تشهير.

وأضاف أن "حزب البعث له الحق في أن يلتقي مع أي حزب عربي أو دولي، ونحن التقينا في لبنان مع الحزب الناصري وحزب الله وكثير من الأحزاب، أما إيران فنحن تربطنا معها علاقة أخوة إسلامية".

وفيما يتعلق بازدواجية موقف حزب البعث الذي يؤيد الثورة الشعبية في اليمن ويقف ضد الثورة في سوريا، قال "ليس هذا موقفا ازدواجيا، بل هو موقف عربي أصيل"، وأشار إلى أن أحزابا يمنية مثل التنظيم الشعبي الناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية والحزب الاشتراكي كلها تؤيد موقفهم، وأن "ما يجري في سوريا هو عبارة عن مؤامرة ضد سوريا، باستثناء حزب الإصلاح الذي يرتبط أيديولوجياً مع توجه ثوار سوريا".

مواقف مزدوجة
ومن جانبه، رأى المحلل السياسي محمد الغابري -في حديث للجزيرة نت- أن المواقف المزدوجة لتلك الأحزاب تكشف أنها أحزاب واقعة في تبعية مطلقة لإيران، وتضبط مواقفها تبعا للبوصلة الإيرانية من زاويتيْ الانتماء الطائفي وكونها مصدرا للتمويل.

وأضاف الغابري أن "قصة حزب البعث في اليمن مع الانشقاقات لا تنتهي، ويبدو أنه في الطريق للأفول بعد التشظي، وموقفه من ثورة سوريا موقف تابع ومتعصب لقيادته".

وإلى ذلك، رأى السفير اليمني السابق في سوريا عبد الوهاب طواف -في حديث للجزيرة نت- أن حزب البعث الاشتراكي "انتهى في عقر داره، وأن فرعه في اليمن سينتهي أيضا".

وأضاف أن "الوطن العربي يتشكل من جديد وبخريطة سياسية وحزبية نابعة من نبض الشعوب الثائرة"، كما اعتبر أن "النموذج اليمني للحل السياسي لا يصلح في سوريا".

وعن مصير الأسد، أكد طواف أنه "إما أن يهرب بليل ويلجأ إلى إيران أو روسيا، أو يلقى مصيرا مشابها للقذافي، أو يغتال من مقربيه".

زر الذهاب إلى الأعلى