قال رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان، إن حياة الرئيس السوري بشار الأسد السياسية قد انتهت، واصفاً إياه ب "اللاعب الثانوي" في الحرب الداخلية في سوريا، مؤكداً عزم حكومته على الإستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن أردوغان قوله في مقابلة تلفزيونية أمس الجمعة، إن حياة الأسد السياسية إنتهت، مضيفاً إن "الأسد حالياً لا يعمل كسياسي، وإنما كلاعب أو ممثل ثانوي في الحرب الداخلية في سوريا".
وقال إن الرئيس السوري بات "لا يعي ما يقول، حين يحمل تركيا مسؤولية الدم المراق في سوريا"، مضيفاً أن "تركيا تقف إلى جانب الشعب السوري، وليس إلى جانب نظام بشار الغاشم. الشعب السوري شعب شقيق لنا".
وانتقد أردوغان بشدة موقف "حزب الشعب الجمهوري" التركي من سياسة الحكومة التركية تجاه الأزمة السورية، مستنكراً وصف المساعدات الإنسانية بأنها تسليح للمعارضة، ومؤكداً على عزم حكومته على الإستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري.
واستنكر ما ذكره بعض نواب المعارضة بأن "بعض الخطوات غير الأخلاقية والأعمال غير المشروعة، يقدم عليها الوافدون من سوريا في محافظة هاتاي"، لافتاً إلى أن محافظ هاتاي نفى هذه الإدعاءات.
وأضاف "عوضاً عن دعم الحكومة الحالية في تركيا، يدعمون بشار الأسد، ويغضبون حين أصفهم بأنهم 'بعثيون'، يرفعون صور بشّار في اجتماعاتهم، ويبعثون برسائل إليه بأن الشعب التركي إلى جانبه".
وأوضح أن الشعب التركي يؤيد سياسات الحكومة التركية بنسبة 49%، و14% يعارضونها، والبقية مترددون وفقاً لاستطلاعات رأي أجريت بطلب من الحكومة، حول ما إذا كان على تركيا أن تتدخل في سوريا في حال حدوث مستجدات تهدد أمنها، مشدداً على أنه "إذا استمر البعض بدعم بشار في وسائل إعلام معينة، فإن المسألة قد تصل إلى هذه النقطة".
وتطرق رئيس الوزراء التركي إلى كلمة الرئيس المصري محمد مرسي، في قمة دول عدم الإنحياز في طهران، فوصفها بأنها "ذات مغزى"، مشيراً إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيّد علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لم يتطرقا إلى الموضوع لا قبل الكلمة ولا بعدها، لأنه "لم يكن بمقدورهما أن يقدّما أي دفاع عن موقف إيران".
وقال إن مكانة مصر في المنطقة معروفة، مضيفاً "بدا واضحاً جداً أننا نتقاسم مع مصر الأفكار نفسها".
ورأى رئيس الحكومة التركية أن إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا تتطلب إقامة منطقة حظر جوي أولاً، وهو ما يستدعي قراراً دولياً من مجلس الأمن.
وقال "لا يمكن الإعلان عن منطقة عازلة من دون الإعلان أولاً عن منطقة حظر جوي. هذه مخاطرة جديّة. على مجلس الأمن تبني هكذا قرار. نحن لا نأخذ هكذا خطوة من دون تبني مجلس الأمن القرار".
وأضاف "ينبغي أولاً إعلان المنطقة، منطقة حظر جوي، وبعدها يمكننا أن نتخذ خطوة المنطقة العازلة".
وأشار إلى وجود ما يزيد عن 80 ألف لاجئ سوري حالياً في تركيا.