عقد الرئيس عبدربه منصور هادي لقاء مع أعضاء مجلس النواب اليمن في دار الرئاسة ، مؤكداً أن هناك من لا يزالون يمارسون " التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب اليمني تلك الإرادة التي ذهبت إلى خيار السلام والوئام والبناء والتبادل السلمي للسلطة"..
وتحدث الرئيس في اللقاء الذي عقد قاعة المؤتمرات والاحتفالات بدار الرئاسة.بهذه المناسبة.. وقال "تقريبا هذا هو اللقاء الأول بعد أداء اليمين الدستورية في المجلس في شهر فبراير الماضي بعد اجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة، ولا شك انكم تتذكرون جميعا كيف كان وضع اليمن مقسم والطرق مقطعة والكهرباء غير موجودة والمشتقات النفطية معدومة والمحافظات في وضع أمني مختل ومحافظة ابين واجزاء من محافظة شبوة تحت سيطرة الارهاب، فكان من الصعب ان نلتقيكم قبل ان ننجز الكثير وخصوصا مما وعدت به في خطابي في مجلس النواب بعد أدائي اليمين الدستورية مباشرة".
وأضاف الأخ الرئيس "وبعد ان وعدتكم ووعدت اليمن كلها اليوم أصبحت محافظة أبين بيد الدولة بعد القضاء على الوجود الإرهابي هناك والأجزاء الأخرى من شبوة التي كان فيها وجود إرهابي لتنظيم القاعدة، والتي كانوا يسمونها إمارات إسلامية، كما وان الطرق قد فتحت والكهرباء تعمل وتوفير المشتقات النفطية موجودة وأنهينا الانقسامات في أمانة العاصمة وعملنا أيضا من اجل توفير مرتبات الدولة وحاجيات التشغيل."
وأشار إلى ان الوضع بعد حادثة تفجير جامع دار الرئاسة في شهر يونيو 2011 كانت فيه كل وسائل الدولة منعدمة فلا حكومة ولا سلطات وحاولنا بكل الجهود المخلصة والمؤمنة بأهمية امن واستقرار واستبباب الامن في اليمن أن نتحرك وكان كل شي على ما يرام مع العلم ان الشركات التي كانت تعمل في المجالات النفطية وغيرها قد رحلت تحت تصور ان اليمن قد دخل في حرب اهلية ولكننا تمسكنا بزمام مظهر الدولة".
وفي هذا الصدد أعرب الرئيس عبدربه منصور هادي عن تقديره "الكبير وشكره الجزيل للموقف الوطني النبيل الذي أظهره أعضاء مجلس النواب في وقوفهم إلى جانب تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة لأنها مثلت المخرج الأوحد والأفضل لليمن من أجل الخروج من دوامة الازمة الطاحنة وحصلت على موافقة مجلس النواب الذي فكر بعقلية وطنية رائعة من اجل خروج اليمن بافضل الطرق وانسبها حتى لا يذهبوا إلى حرب أهلية، وكان مجلس النواب ومن اجل هذه المسؤولية قد توحد وتجاوز الانقسامات التي كانت حاصلة من اجل المصادقة على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة".
وكرر الرئيس شكره للموقف الذي تبناه مجلس النواب، وقال "إن ذلك الموقف كان هو المطلوب وقد مثل انحياز كامل لمصلحة الوطن العليا والحفاظ على النهج الديمقراطي والخروج الآمن باليمن إلى بر الأمان".
وأضاف الأخ الرئيس "بعد ذلك كانت الأفكار تتجه إلى كيفية اجراء الانتخابات المبكرة والاوضاع بكل جوانبها المعيشية والاقتصادية والامنية والسياسية شبه متلاشية تماما، ولا توجد أي مقومات لعمل شيء بذلك الحجم المطلوب".
وعبر الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي عن بالغ التقدير والشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، قائلا "كانت المدة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية تسعين يوما لاجراء الانتخابات فاضطررت للاتصال باخي خادم الحرمين الشريفين ان يمدنا بمساعدة وعون من اجل ان نتجاوز هذه المرحلة الدقيقة والصعبة تتمثل بالنفط ومشتقاته.. فوجه مشكورا بإعطائنا ما يكفي للوصول إلى يوم الانتخابات الرئاسية من المشتقات النفطية وكان ذلك عونا مهما واساسيا في تجاوزنا تلك المرحلة الدقيقة ومضت الانتخابات وكانت فعلا معجزة حقيقية حين خرج الناس بالملايين يتوقون للخروج من الازمة والظروف الصعبة إلى بر الامان عن طريق الانتخابات الرئاسية المبكرة".
وتابع الأخ الرئيس "كان العالم مندهشا كيف ان اليمنيين تغلبوا على جراحاتهم وذهبوا إلى الانتخابات مغلبين مصلحة الوطن العليا بحكمة ونباهة، وكان لمجلس النواب تلك المواقف المشرفة وكان ذلك استشعارا اكيدا للمسؤولية الوطنية التاريخية، وسيسجل لهم التاريخ تلك المواقف وبفضل ذلك الاصطفاف والتعاون أمكن لليمن انجاز المرحلة الاولى من المبادرة الخليجية بنجاح تام".
واستطرد الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي "اليوم ونحن نلج المرحلة الثانية علينا جميعا بذل الجهود الوطنية المخلصة والحثيثة من اجل تهيئة الظروف الكاملة والاجواء الملائمة للوصول إلى طاولة الحوار الوطني الشامل كخيار وطني لحل كافة المشاكل والملفات والقضايا العالقة بكل اشكالها وصورها وأنواعها."
وأشار الأخ الرئيس إلى اننا اليوم أمام مرحلة جديدة والمطلوب من المجلس التعاطي الوطني مع الأولويات الملحة بتكاتف واصطفاف وتجاوز مفهوم سلطة ومعارضة داخل المجلس باعتبار الجميع أمام مسؤولية إخراج البلد إلى بر الأمان.
وشدد الأخ الرئيس على ان اليمن أمانة في أعناق سلطة الدولة والسلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية واللجنة العسكرية والأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية والقوى الاجتماعية الوطنية الخيرة ومنظمات المجتمع المدني، لإخراج اليمن من دوامة الظروف الصعبة والأزمات المتلاحقة إلى بر الأمان، وعلى الجميع فتح صفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها جميعا اليمن الجديد ومن اجل منظومة الحكم الجديدة القائمة على النهج الديمقراطي والدولة اليمنية الحديثة ليس فيها ظالم ولا مظلوم.
ولفت الرئيس عبدربه منصور هادي إلى أن المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة واضحة كل الوضوح وما علينا الا السير في تنفيذ بنودها حتى النهاية.
ونبه ا الرئيس بقوله "للأسف البعض ما زال لا يفهم المبادرة أو يتظاهر بانه لا يفهمها ولا يزالون على النهج السابق، ويمارسون التحريض والعرقلة ومنافسة إرادة الشعب اليمني تلك الإرادة التي ذهبت إلى خيار السلام والوئام والبناء والتبادل السلمي للسلطة، ونبذ الاحتراب والشقاق والخلاف، وعلى تلك الفئة ان تستوعب اننا في مرحلة جديدة وسيسجل التاريخ كل المواقف هذه وتلك والتاريخ لا يرحم".
وطالب الأخ الرئيس بالكف عن التسريبات الإعلامية والصحفية المغلوطة في مختلف وسائل الإعلام، مؤكدا ان اليمن بحاجة إلى الجهود الوطنية المخلصة من اجل الوصول إلى محطة الانتخابات الرئاسية القادمة في الحادي والعشرين من فبراير 2014.
وخاطب الأخ الرئيس أعضاء مجلس النواب قائلا "نود ان يكون الجميع بعيدا عن التفكير بدائرته لنفسه، بل نريد ان تكون الدائرة كلها هي سلامة وامن واستقرار اليمن باعتبارنا جميعا قيادة استثنائية لمرحلة استثنائية وفي ظرف استثنائي للخروج باليمن إلى بر الامان، ولا نريد لاحد ان يكون باحثا عن دعاية أو إغراء في دائرته.
وقال الأخ الرئيس مازحا "قد أخذتم عشر سنوات وهي فترة قياسية لم يسبق لها مثيل.. ونتصور نفسنا جميعا فريق واحد لمسؤولية واحدة تاريخية هدفها الكبير الوصول بأمان إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، وسيكون همي وهمكم جميعا هو الحفاظ على الأمن والاستقرار والوحدة حتى تحقيق تلك الغايات".
وتطرق رئيس الجمهورية إلى عدد من القضايا المحورية.. مؤكدا بالقول " نريد ان تمضي الامور كلها بسلاسة، وتبادل حقيقي للسلطة ، كما حصل بيني وبين الرئيس السابق علي عبدالله صالح في هذه القاعة" .. لافتا إلى ان الهم الاكبر لديه هو الحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن.
وكان رئيس مجلس النواب الأخ يحيى على الراعي قد تحدث قائلا "باسمي وباسم زملائي أعضاء مجلس النواب جميعا نشكر فخامة الأخ الرئيس على الدعوة ونبارك له بعيد الفطر المبارك والعمرة ونقول للجميع نحن في مجلس النواب نؤكد الوعد للرئيس اننا يد واحدة وصف واحد مع البلد وملتزمين بكل ما يصل إلينا في مجلس النواب وكلنا جميعا مع فخامة الأخ الرئيس ونتمنى ان نكون عند حسن ظنه وسننفذ كل ما هو مطلوب منا وما يحال إلينا من اجل مصلحة البلد وفي كل ما يهم البلد نحن معه ومع فخامة الرئيس حتى تنفيذ كامل بنود المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة".
حضر اللقاء نائبا رئيس مجلس النواب، حمير عبدالله الأحمر، ومحمد علي سالم الشدادي.