ذكرت مصادر قريبة من القصر الرئاسي أن اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء كشفت (لعبة سياسية) وصفت ب(الكبيرة) الهدف منها إحراج الرئيس عبدربه منصور هادي وتعكير علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية، ومحاولة إعاقة رحلته لواشنطن نهاية الشهر الجاري.
وقالت ل(القدس العربي) ان 'اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء لعبة سياسية مكشوفة، أماطت اللثام عمن يقفون وراءها، وكشفت استغلالهم للأوضاع التي تمر بها البلاد والمنطقة'.
واكد أن هذه اللعبة لم تنطل على أحد واتضحت منذ الوهلة الأولى 'وهو ما دفع بالرئيس هادي إلى الاسراع في اعلان أسفه عما حصل واعتذاره للرئيس والشعب الأمريكي وقوبل باستجابة سريعة من باراك أوباما وأفسد هذا على مرتكبي هذه الأحداث فرحتهم'.
وكان هادي أعرب عن بالغ الأسف لما حدث امس الأول من اعتداء على السفارة الأمريكية في صنعاء، واتهم ضمنيا مجموعات سياسية وصفها ب(الغوغائية).
وشكل هادي لجنة تحقيق عليا برئاسة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ووزير الداخلية اللواء الركن عبدالقادر قحطان، للشروع الفوري في التحقيق فيما جرى لمعرفة المتسببين بذلك ومن يقف وراءها، خاصة في ظل اتهامات لبعض القادة الأمنيين الذين قيل أنهم قصّروا في واجبهم أو تواطؤوا مع المتظاهرين وربما أصدروا تعليمات للجنود بعدم منع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى السفارة.
وذكرت مصادر إعلامية أمس أن لجنة التحقيقات باشرت عملها بالتحقيق مع بعض الجنود والقادة الأمنيين المكلفين بحماية السفارة الأمريكية للوصول إلى حقيقة ما يدور من اتهامات (جزافية) ضد بعض القادة الأمنيين أو المؤسسات الأمنية.
وقال مصدر حكومي يمني 'انه يتم التحقيق في بلاغات تتهم قيادات أمنية والحوثيين بالترتيب للاعتداء على السفارة الأمريكية في صنعاء الخميس'، وفقا لما نقلته صحيفة (اخبار اليوم) المقربة من قائد الجيش المناصر للثورة الشعبية اللواء الركن على محسن الأحمر.
وقالت الصحيفة 'إن قوات الأمن التي تحيط بمقر السفارة تنحت جانباً، حيث سمحت للمتظاهرين بتجاوز الحاجز الأمني والدخول إلى المنطقة المحيطة بالسفارة، حيث رشق المتظاهرون المبنى بالحجارة وأحرقوا إطارات مستعملة كما حطموا نوافذ المكاتب الأمنية خارج مقر السفارة'. ونسبت إلى عدد من المتظاهرين قولهم ان الجنود قالوا لهم 'أدخلوها بسلام آمنين'.
مشيرة إلى أن كتيبة من الأمن المركزي المكلفة بحراسة السفارة الأمريكية اختفت فجأة بأطقمها العسكرية وسياراتها المدرعة قبيل وصول المظاهرة الاحتجاجية إلى محيط السفارة.
وكان المئات من المتظاهرين اليمنيين اقتحموا أمس الأول مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء احتجاجاً على فيلم أمريكي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقاموا بنهب محتوياتها وتكسير السيارات التي كانت في مواقفها الداخلية والخارجية. '
وشهد الجمعة مظاهرة محدودة العدد والجمهور، حاولت الاقتراب من مقر السفارة الأمريكية بصنعاء غير أن قوات حكومية كثيفة منعتها من الاقتراب من محيط السفارة ومنعتها من الاقتراب إلى أي منطقة قريبة منها، وقامت القوات الحكومية بإطلاق النار في الهواء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ومنعهم من التحرك نحو محيط السفارة.
وكانت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية دعت إلى الاحتشاد الجماهيري في ساحات الثورة بكافة المدن اليمنية لأداء صلاة الجمعة والتنديد بالفلم المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، غير أنها طالبت المتظاهرين بعدم التوجه نحو السفارة الأمريكية، على عكس جماعة الحوثي التي دعت إلى مظاهرة عصر أمس نحو السفارة الأمريكية بصنعاء ولم يتمكن أنصارها من الوصول إلى مقر السفارة إثر الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت قد فرضت على المنطقة.
في غضون ذلك كشفت مصادر وثيقة الاطلاع ل(القدس لعربي) عن وصول طائرة أمريكية إلى مطار صنعاء الدولي قادمة من البحرين تقل على متنها أكثر من 150 جندياً من قوات المارينز الأمريكية للاسهام في حماية سفارة واشنطن بصنعاء عقب اقتحامها الخميس من قبل متظاهرين، خاصة إثر فقدان الثقة بقوات الأمن اليمنية.
وتوقعت السفارة الأمريكية بصنعاء المزيد من الاحتجاجات ضدها وأبلغت رعاياها أنها ستوقف خدماتها القنصلية يوم السبت، وأرجعت ذلك إلا أن الوضع الأمني في محيط السفارة لايزال غير مستقر. '