arpo37

دعوات لتحرك دولي لتجريم الإساءة لرموز الدين الإسلامي

طالبت هيئات إسلامية بارزة بتحرك دولي لتجريم الإساءة للأنبياء. واعتبر المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ "أن المحاولة الإجرامية البائسة بنشر الفيلم المسيء للنبي (صلى الله عليه وسلم) لن تضر الجناب النبوي الكريم بشيء ولا الدين الإسلامي كذلك".

لكنه شدّد على "أن استنكار المسلمين لهذه المحاولة الإجرامية يجب أن يكون وفق ما شرعه الله عز وجل، محرماً أن يأخذوا البريء بجريرة المجرم الآثم، ويعتدوا على معصوم الدم والمال، أو يتعرضوا للمنشآت العامة بالحرق والهدم".

وناشد دول العالم والمنظمات الدولية "التحرك لتجريم الإساءة للأنبياء والرُسل". كما طالب الأزهر الشريف الأمين العالم للأمم المتحدة بان كي مون ب "إصدار قرار دولي يقضي بعدم المساس برموز الدين الإسلامي ومقدساته".

في غضون ذلك، كررت ليبيا تلميحها إلى تورط تنظيم "القاعدة" في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي، والذي أدى إلى مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين أعيدت جثامينهم إلى واشنطن مساء أول من أمس بحضور الرئيس باراك أوباما.

وقال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف أمس السبت إن الهجوم على القنصلية الليبية في بنغازي الثلاثاء كان "مدبرًا ومخططاً له"، مشيرًا إلى احتمال تورط القاعدة و إلى وجود "عناصر اجنبية" في ليبيا التي قال إنها لن تسمح بتنفيذ اجندات اجنبية على اراضيها مستبعدًا "صوملة أو افغنة" بلاده.

ولم يستبعد المقريف تورط تنظيم القاعدة في الهجوم على القنصلية الاميركية، مقرًا بوجود "ثغرات أمنية" في مؤسسات البلاد ووعد بتلافيها معتبرًا أن وصول جنود اميركيين لتأمين البعثة الاميركية في طرابلس امر عادي بعد مقتل السفير الاميركي كريس ستيفنز في الهجوم الدامي الذي استهدف مساء الثلاثاء القنصلية الاميركية في بنغازي.

وقال المقريف لوكالة الأنباء الفرنسية: "هناك تدبير. لم تكن هناك مظاهرة سلمية ومن ثم انقلبت إلى عمل مسلح أو عدوان أو اعتداء. لقد كانت من الاول مدبرة على هذا النحو، ثم أن الهجوم نفسه والطريقة التي تم بها العدوان .. مرة واثنتين، وبعد عدة ساعات .. وهذا يؤكد أن هذا الامر كان مدبرًا ومخططًا له للوصول إلى هدف معين".

وذكر بأن الهجوم "جاء في هذا التوقيت وهو الحادي عشر من ايلول (سبتمبر)" تاريخ هجمات القاعدة على الولايات المتحدة في 2001. وقال المقريف "لا استبعد اننا سنكتشف اشياء تربط بين القاعدة وهجوم القنصلية الاميركية".

واقر المسؤول الليبي بأن "هذه الحادثة نبهت السلطات الليبية إلى ثغرات موجودة في عملها الامني من خلال مختلف الاجهزة، مضيفاً "لعل هذا سيكون حافزًا ودافعاً إلى أننا سنضبط أداء هذه الأجهزة ونسد كل الثغرات الموجودة في ادائها .. وهذا أمر بالنسبة لنا في غاية الاهمية".

واشار في هذا السياق بالخصوص إلى مخاوف عند الناس ناجمة عن بقاء ثوار قاوموا نظام معمر القذافي خارج سيطرة مؤسسات الدولة وما قد ينجم عن ذلك من فوضى، غير انه رد ذلك إلى تقصير من السلطات.

واوضح "ان بعض الثوار لم ينضموا إلى مؤسسات الدولة، دعني أقولها بصراحة لم يكن هناك مشروع متكامل ومدروس لاستيعاب الثوار وفتح المجالات والفرص أمامهم للدخول في هذا المجال أو ذاك، ليس هناك مشروع أقر من قبل المجلس الوطني الانتقالي أو الحكومة الماضية، فاللوم ليس على الثوار في هذا الامر".

من جانبه، ربط تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في شكل غير مباشر بين قتل السفير الأميركي في ليبيا وبين قتل الأميركيين القيادي في التنظيم "أبو يحيى الليبي" في وزيرستان في حزيران (يونيو) الماضي. وقال في بيان إن "وفاة الشيخ أبو يحيى الليبي أثارت الحماسة والعزم في نفوس أبناء عمر المختار للانتقام ممن سخروا من نبينا". وحض التنظيم المسلمين على مهاجمة وقتل الديبلوماسيين الأميركيين وطرد بعثاتهم من البلدان المسلمة.

وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أن الولايات المتحدة تقوم حالياً بإرسال المزيد من الجواسيس وعناصر "المارينز" وطائرات التجسس بلا طيار إلى ليبيا في محاولة لتسريع البحث عن قتلة السفير ورفاقه، وبينهم إثنان من العناصر السابقين في قوات النخبة البحرية "نيفي سيلز". لكن الوكالة أوردت أن التحقيق في الجريمة معقد بسبب الفوضى في صورة الأجهزة الأمنية الليبية في مرحلة ما بعد الثورة وبسبب الإمكانات المحدودة لأجهزة الاستخبارات الأميركية والليبية.

معدو الفيلم المسيء للاسلام من اتباع الكاهن القبطي زكريا بطرس

ذكرت صحيفة اميركية أن الاشخاص الثلاثة الذين تم التعرف عليهم وشاركوا في اعداد فيلم "براءة المسلمين" الذي استدعى موجة ادانة في العالم الاسلامي هم من اتباع الكاهن القبطي زكريا بطرس المعروف بمواقفه المعادية للاسلام.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن زكريا بطرس ادخل السجن عدة مرات في مصر لمحاولته استمالة مسلمين إلى الديانة المسيحية، بحسب ما اوردت الصحيفة.

وبعد أن غادر مصر استقر زكريا بطرس بادئ الامر في استراليا، ثم عاد واستقر مع مطلع العام 2000 في الولايات المتحدة.

وبحسب بطرس، فإن مواقفه العلنية بازدراء الاسلام كلفته صدور فتوى من القاعدة تحدد جائزة مالية لمن يقتله قدرها 60 مليون دولار.

واعلن نجله بنجامين للصحيفة أن والده، الذي يتوارى عن الانظار "لأن حياته في خطر" لا يظهر في مقابلات صحافية. ودافع بنجامين عن الفيلم معتبرًا أنه "يقول الحقيقة عن الاسلام".

وكان نقولا باسيلي نقولا، القبطي المصري الاصل والمخرج المفترض لفيلم "براءة المسلمين"، الذي يعيش في لوس انجلوس، اعرب علنًا في 2010 اثناء تواجده في السجن لادانته بالاحتيال المالي عن اعجابه بزكريا بطرس.

وبحسب الصحيفة، فإن منتج الفيلم هو القبطي جوزف نصر الله وهو يترأس جمعية "ميديا فور كرايست" (الاعلام لاجل المسيح) ومقرها قرب لوس انجلوس، التي تحمل على موقعها على شبكة الانترنت رابطاً لموقع الاب بطرس.

اما الشخص الثالث الذي اقر بمشاركته في الفيلم فهو ستيف كلاين المعروف بأنه ناشط معادٍ للاسلام. وكلاين محارب قديم شارك في حرب فيتنام، وله كتاب "هل الاسلام متوافق مع الدستور؟" الذي نشر في 2010 يقول فيه إنه "صديق مقرب" لزكريا بطرس.

من جهتها دانت الكنيسة القبطية الفيلم المسيء للاسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى