أرشيف محلي

قيادات حراكية تروج لشائعة ضعف باعوم عقلياً

في وقت تسعى بعض قيادات الحراك الجنوبي على توحيد صف مكوناته من خلال التئامها في مؤتمر حوار جنوبي-جنوبي للخروج برؤية موحدة يمكن أن تتقدم بها مكونات الحراك السياسي في الشارع الجنوبي لمؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل، وفي ظل هذه المساعي لا تكاد بعض القيادات لمكونات أخرى في الحراك أن تفتأ من بذل قصارى جهدها لعرقلة هذا المؤتمر، والعمل على تفكيك أي تجمع لمكونات الحراك، حيث تعمل هذه القيادات وفق أجندات ترى فيها مكونات الحراك السلمي الجنوبي الأخرى أنها تخدم النظام السابق وبقاياه في السلطة.

وعلى هذا الصعيد فقد استبشرت العديد من مكونات وجماهير الحراك بعودة المناضل محمد علي أحمد إلى أرض الوطن بعد عودة القيادي في الحراك حسن باعوم من رحلته العلاجية، حيث يرى أنصار الحراك أن توافق هذه القيادات يخدم القضية الجنوبية، وما أن حصل التقارب في وجهات النظر لعديد من مكونات الحراك التي يقودها المناضل محمد علي أحمد وأخرى يقودها باعوم حتى جاءت عودة السفير أحمد عبدالله الحسني إلى أرض الوطن أيضاً، إلا أن نتائج هذه العودة جاءت عكس توقعات وأماني وأنصار وكوادر مكونات الحراك المختلفة، حيث لمست العدد من القيادات الوسطية في مكونات حراكية فور وصول السفير الحسني ومن خلال مشاركته في المهرجانين الأوليين في عدن ولحج، شعرت تلك الكوادر والقيادات هذه العودة ستكرس الانقسامات والانقشاقات داخل مكونات الصف الجنوبي بشكل عام والحراك بشكل خاص، حيث رأت تلك الكوادر أن خطاب الحسني وقيادات أخرى في بعض مكونات الحراك يختلف تماماً مع العديد من مكونات وتوجهات الحراك السلمي الجنوبي مثل جمعية المتقاعدين وهيئة الاستقلال والمجلس الأعلى ا لذي يقوده باعوم ودخل في خلاف مع السفير الحسني بسبب معارضة الأخير لموعد انعقاد المؤتمر الجنوبي-الجنوبي، الذي يسعى باعوم إلى عقده، مخالفاً للموعد الذي قد حدده مبدئياً المناضل/ محمد علي أحمد بين نهاية سبتمبر أو مع شهر أكتوبر.

السفير الجنوبي الذي جاء ليقول لأنصار الحراك بأنه الممثل الشرعي لعلي سالم البيض وأنه يعمل بالتنسيق معه – رغم الشكوك الدائرة حول حركة تاج التي يقودها والأموال التي تتلقاها الحركة من قبل أحد أقرباء رئيس النظام السابق "صالح"- سعى مؤخراً لإحداث شرخ في أواسط المكونات الحراكية التي تؤيد وتقف مع القيادي باعوم، ودفع بعض الشخصيات التي كانت محسوبة على المجلس الأعلى للحراك وتناصر باعوم، إلى توجيه انتقادات لاذعة لـ"باعوم" على لسان تلك القيادات، وأبرزهم السفير قاسم عسكر جبران، وذهبت بعض تلك القيادات إلى ما هو أبعد من الانتقاد لتشكك في القدرات العقلية للقيادي باعوم، وأنه – أي باعوم- لم يعد يدرك ماذا يعمل وأن حالته المرضية حرجة، كما ذهبت إلى الترويج لهذه الشائعة في أوساط الحراك تارة، واتهام باعوم بالعمل وفق أجندة سعودية تارة أخرى.

خلافات وانقسامات هذه القيادات في مكونات الحراك تجعل من القيادات المحسوبة على محافظتي لحج والضالع الحلقة الأضعف في ظل صراع تسيطر عليه عقلية تعمل بتسريبات الماضي بحسب ما يراه بعض أبناء المحافظات الجنوبية المنتمين للحراك، الذين يعتبرون التخلص من السعي وراء المصالح الشخصية والتخلي عن الزعامات الوهمية وحده الأمر الذي سيوحد صفوف ومكونات الحراك، للخروج بعد ذلك برؤية جنوبية يمكن أن تقدم في مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

زر الذهاب إلى الأعلى