arpo28

باعوم: لا نريد من البيض ان يتحول من عميل للشيوعية إلى عميل للشيعة (تقرير)

أبدى عدد كبير من المراقبين والمتابعين لما يدور على الساحة الجنوبية استغرابهم الشديد للإتساع المطرد للانشقاقات والانقسامات والخلافات التي تعصف بالمجلس الأعلى للحراك الجنوبي بسبب الصراع المحموم والتنافس المثير للجدل بين قياداته التي ظلت وعلى مدى الخمس السنوات من عمر الحراك الجنوبي تخفي تلك الصراعات والانقسامات وتتستر خلف شعارات وعبارات أثبتت التجارب والأيام بأنها مجرد شماعة تتخذها تلك القيادات لاستغلال حماس الجماهير في كافة ساحات ومدن الجنوب والزج بها في أتون الفوضى والعنف وحرف مسار قضية أبناء الجنوب عن مسارها الصحيح وتشويه صورة الحراك الجنوبي خدمة لرغبات ونزوات تلك القيادات المهووسة بحب الزعامة والقيادة وخدمة لمشاريع شاءت الأقدار بأن تتكشف خيوطها في وقت يرى الكثير من المتابعين والمراقبين بأن ثمة متسعاً من الوقت أمام أبناء الجنوب للإمساك بزمام قضيتهم وكبح جماح قيادات لم يجنِ أبناء الجنوب من وراءها إلا الفوضى والدمار والوعود الكاذبة والسير نحو المجهول.

وألقت موجة الخلافات التي تكاد تعصف بمستقبل القضية الجنوبية بظلالها على الشارع الجنوبي وفعالياته الجماهيرية في كافة مدن ومحافظات الجنوب.. حيث عبرت عدد من تكتلات الجنوب ونشطاء الحراك الجنوبي عن تذمرهم وسخطهم وتأسفهم لما وصلت إليه فعاليات الحراك من ضعف الحشود وصمت الكثير وتراجع كثير من الشباب وعدم تفاعلهم مع الثورة الجنوبية خاصة في مثل هذه الأيام، في حين يرى البعض أن الثورة الشبابية قد سحبت البساط من تحت قيادة الحركة.

وبالنظر إلى الفعاليات التي أقامها الحراك خلال الأيام القليلة الماضية في كل من عدن وحضرموت وشبوة وردفان والضالع والحوطة، فقد لوحظت بأنها فعاليات ضعيفة تخلفت عن حضورها جميع قيادات الحراك بشكل يدعو للتساؤل والاستفسار, ومما يثر إلى الدهشة والاستغراب هو ما حصل في محافظة شبوة خلال فعالية يوم المعتقل الجنوبي التي يقيمها الحراك كل يوم خميس من كل أسبوع, حيث نشبت خلافات حادة بين قوى مكونات الحراك الجنوبي بمحافظة شبوة في فعالية أسبوعية اعتادوا القيام بها كل خميس وطغى عليها الصراع المناطقي..

وقال شهود عيان ممن شاركوا بالفعالية انه ولأول مرة ترفع صور قيادات رابطة أبناء اليمن الجفري ومحسن بن فريد في فعالية الحراك الجنوبي بمحافظة شبوة وكان العشرات من نشطاء الحراك قد قاموا برفع صور البيض وباعوم والعطاس وعلي ناصر ومحمد علي احمد والنوبة واستثني من ذلك صورة صالح عبيد احمد الضالعي، فيما أبدى رئيس هيئة الاستقلال العميد ناصر علي النوبة اعتراضه على رفع صورته وقال النوبة: إن نضاله السلمي هو من اجل استقلال وطنه وشعبه وليس من اجل رفع صوره (وأنا لست كالبيض الذي يرسل بالدولارات من اجل رفع صوره).

حيث برر الكثير من الناشطين ان سبب الضعف والتقهقر تتحمله القيادات المتصارعة على عقد المؤتمر الجنوبي وان هذه القيادات لا يهمها معالجة القضية الجنوبية بقدر ما يهمها حب الزعامة وجعل الحراك في مرحلة صراع داخلي خدمة لأجندة مشبوهة، وسعي معظم تلك القيادات للظهور بأنها هي من تسيطر على الشارع دوناً عن غيرها.

ووفقاً لمتابعين لتطورات نشاط الحراك الجنوبي بتوجهاته كافة، فإن استقطاباً حاداً وخصومة سياسية تتزايد مع استعداد أطراف في الحراك الجنوبي عقد مؤتمرات منفردة، تسعى كل منها إلى تمثيل الجنوب، وبعضها يسعى لإقصاء كل من لا يتفق ورؤاها، خاصة التيار الذي يتبنى خيار الانفصال في الحراك الذي يبدو متشدداً في توجهه، وهو الآخر يعاني شبح الانقسام بعد بروز بوادر للانشقاق بين زعيميه علي سالم البيض المقيم في الخارج وحسن أحمد باعوم في الداخل، حيث يسعى الأول إلى عقد المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للحراك في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بينما يسعى الثاني إلى عقد المؤتمر في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري، بعد اختلاف على تمثيل الأعضاء فيه، ما يعني أن مؤتمرين سيعقدان باسم المجلس الأعلى للحراك، فيما ترددت أنباء غير مؤكدة عن احتمال عودة البيض إلى عدن قبيل منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ويأتي التحضير للمؤتمرات الجنوبية قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل المزمع عقده في نوفمبر/تشرين الثاني العام الجاري وفقاً للمبادرة الخليجية، وهو المؤتمر الذي تعلق عليه الأوساط الوطنية والإقليمية والدولية الآمال لوضع الحلول لمشكلات اليمن.

وبلغت حدة الصراعات بين فصائل الحراك ذروتها بتبادل الاتهامات فيما يخص المؤتمر الجنوبي, حيث رفضت قناة (عدن لايف) ووسائل الإعلام الجنوبية التي يشرف عليها البيض من مواكبة تغطية الفعاليات التي يدعي لها حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك ولأول مرة يتحول خطاب باعوم من خطابات ثورية إلى خطابات سرد تاريخي للمرحلة الماضية التي عاشها الجنوبيون ما قبل عام 90 م ففي مدينة حوطة لحج استعرض باعوم الأخطاء السياسية والصراعات في الجنوب وأسهب الحديث في قضية الطائرة التي تم تفجيرها بكوكبة من الدبلوماسيين الجنوبيين وقضية قتل قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي ومواقف كثيرة يوضح فيها باعوم عن بعد ان علي سالم البيض متورط في هذه الجرائم وفي وادي حضرموت استحضر باعوم قضية العلاقة الوطيدة التي جمعت عبدالفتاح اسماعيل وعلي سالم البيض وقال باعوم في مخيم الشهيد الجنوبي بوادي حضرموت (عبدالفتاح اسماعيل كان ماسك نقاط ضعف على البيض وكان البيض ينقاد انقياد الجمل المخزوم).

وأضاف باعوم لا نريد من البيض ان يتحول من عميل للشيوعية إلى عميل للشيعة الإيرانية وبالمقابل شن البيض أيضاً حملة مضادة لتحركات باعوم ونشاطه من خلال توقيف المتابعة الإعلامية من قناة عدن لايف ومنع أتباعه من حضور أي فعالية يتزعمها باعوم.

زر الذهاب إلى الأعلى