شهدت مدينة ريده بمحافظة عمران شمالي اليمن ظهر اليوم رحيلاً جماعياً لمئات من مسلحي الحوثي، إثر وساطة قبلية، وبعد يومين من المواجهات مع أبناء القبائل ومقتل العديد من عناصرهم والمواطنين..
وكان الحوثيون قد تسللوا إلى المدينة واتخذوا من أحد مساجدها وبعض المنازل المحيطة به أوكاراً لقنص واستهداف المواطنين، وقتل ما لا يقل عن 6 من أبناء ريدة، على رأسهم خطيب أحد الجوامع الأستاذ أمين علي مسلي الذي قتل بعد دخولهم المدينة قبل ظهر الجمعة الماضية.
وقالت مصادر مطلعة في المنطقة إن الانسحاب جاء اليوم إثر وساطة قبلية وسياسية على رأسها الشيخ محمد بن عبدالله بدر الدين عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح وشيخ قبيلة عيال يزيد والنائب البرلماني الشيخ عبدالله بدر الدين رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عمران والشيخ محمد يحيى الغولي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني والشيخ محسن العموش شيخ منطقة حمده بمديرية ريده والشيخ حامد ناجي منصور أحد القيادات الشبابية التي انضمت للثورة من مديرية عيال سريح والشيخ أمين فراص والشيخ عبد الغني اللهيم رئيس فرع المؤتمر بمديرية ريده ورجل الاعمال الشيخ راجح الجابري وعدد من مشايخ واعضاء محليات ووجهاء قبيلتي عيال سريح وعيال يزيد.
وقالت المصادر أن الوساطة وصلت إلى حل يقضي بمغادرة كل مسلحي الحوثي القادمين إلى مديرية ريده وهو الأمر الذي قبل به اتباع الحوثي مقابل شرط أن يضمن لهم الوسطاء وقبائل المنطقة الخروج الآمن والمرور في الطريق العام نحو مناطقهم التي قدموا منها دون اعتراض بعد ان كانت القبائل قد فرضت عليهم منذ ليلة السبت حصاراً مطبقاً في الجامع الذي كانوا يتحصنون به وبعدد من المنازل المجاورة التي اقتحموها للتمركز فيها وقنص أبناء المدينة من منارة الجامع ومنازلهم التي اقتحمت عنوة من قبل الميلشيات الوافدة وقتلوا خلالها أكثر من ستة قتلى وعدد من الجرحى من ابناء مدينة ريده.
وكانت جهود لجنة الوساطة التي استمرت يومين قد أشرفت ظهر اليوم على مغادرة مسلحي الحوثي ورافقتهم بناءً على طلبهم حتى خرجوا من مدينة ريدة وتم تسليم وتبادل الأسرى الذين تم احتجازهم من الطرفين والإشراف على إخلاء وتسليم البيوت التي اقتحمها مسلحي الحوثي بحضور وإشراف لجنة الوساطة.
جدير بالذكر أن دخول مسلحي الحوثي إلى مدينة ريده الجمعة الماضية جاء بعد أسبوع من تداعيهم مع عدد من عناصر النظام السابق بينهم قيادات في السلطة المحلية بعمران إلى منطقة خالية من السكان والمنازل تقع في حدود مديريتي ريده وخارف محافظة عمران لما قالوا انه تعبيراً عن رفض قرارات التعيين التي أصدرها رئيس الجمهورية التي قضت بتعيين محافظ ومدير امن جدد لمحافظة عمران، ثم نزعوا تجمعاتهم بعد طلب اهالي المنطقة، وانتقلوا فجأة إلى مدينة ريده مسلحين وقاموا بالاقتحام وقطع الطرقات بجوار جامع عويدين وقتل المواطنين ما أدى إلى تصاعد وتوتر كبير في المدينة والمناطق المجاورة.