أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن الاجتماع الرابع لأصدقاء اليمن الذي عقد أمس الخميس في مدينة نيويورك الأمريكية كان ناجحاً، حيث تم فيه مناقشة كافة القضايا المتصلة بتطورات الاوضاع على الساحة اليمنية وكذا سير عملية الانتقال السلمي للسلطة في اليمن وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والعوائق التي تقف امامها.
وأشار رئيس الجمهورية في مؤتمر صحفي عقده مع وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ في ختام الإجتماع أن المبادرة الخليجية التي وقعت عليها القوى السياسية في اليمن، وآليتها التنفيذية التي حددت مرحلتين الأولى تشمل الانتقال السلمي والسلس للسلطة قد تم تنفيذها، فيما المرحلة الثانية التي تشمل الإعداد والتحضير للحوار الوطني جاري العمل على تنفيذها حاليا وتم تشكيل لجنة فنية للاعداد والتحضير للمؤتمر .
وأعرب الرئيس عن أمله في أن يبدأ المؤتمر قبل نهاية هذا العام على أن يستمر إلى شهر مايو من العام القادم ويناقش كل القضايا اليمنية ومنها الدستور الجديد لليمن ومبادئ الحكم الرشيد.
وأوضح أنه يجري حالياً العمل على إعادة هيكلة مؤسستي القوات المسلحة والأمن .. لافتا إلى أن هذه الهيكلة بدأت وستتواصل خلال المرحلة الانتقالية وستستمر بعد هذه المرحلة بما يكفل بناء جيش وطني على مرتكزات مؤسسية بحيث لا يكون تابعا لأسره أو أفراد معينين.
وأشار الرئيس إلى أن اليمن واجهت ثلاث أزمات سياسية وأمنية واقتصادية.. مبينا أن المبادرة الخليجية طرحت الأسس والمبادئ للخروج من الأزمة السياسية، فيما يتم الان العمل على حل الأزمة الامنية والقضاء على القاعدة ومواجهة القرصنة في خليج عدن.
وقال :" نواجه عدة اتجاهات في الجانب الأمني نواجه انقسامات في الجيش ونواجه انقسامات في الامن ".. مبينا أن المعالجات في هذا الشأن تسير الآن بطرق ممتازة بما في ذلك إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بحيث تبنى على أسس وطنية وتكون لليمن جميعاً.
وأضاف :" وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي كان هناك مؤتمرين للمانحين في الرياض مؤتمر في مايو ومؤتمر في الـ4 من سبتمبر الجاري ووصلت التعهدات المعلنة فيهما لدعم اليمن إلى ستة مليارات و400 مليون دولار، واليوم في إجتماع اصدقاء اليمن بنيويورك كانت التعهدات المعلنة تتجاوز 4ر1 مليار ريال" معبرا في هذا الصدد عن شكره وتقديره للدول والمنظمات التي اعلنت تعهدات لدعم التنمية في اليمن خلال هذا الإجتماع ومنها فرنسا التي تعهدت بتقديم مبلغ "80" مليون دولار وتركيا التي تعهدت بمائة مليون دولار .
وأعتبر رئيس الجمهورية ان تقديم الدول والمنظمات المانحة هذا الدعم لليمن سيساعد في إنجاح عملية الانتقال السلمي للسلطة والمرحلة الانتقالية لكون المشكلة الاقتصادية في اليمن تشكل 70 بالمائة من التحديات الماثلة في الوقت الراهن، موضحا في هذا الخصوص أن 70 بالمائة من السكان أعمارهم ما دون 35 عام، وستة ملايين من الشباب أعمارهم أكثر من 15 سنة وأقل من 28 سنة، فضلا عن وجود نحو ستمائة ألف طالب جامعي تخرجوا قبل عشر سنوات وهم الآن بدون عمل وهذه مشاكل كبيرة بجانب العراقيل الكثيرة الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وتابع الرئيس قائلاً :" نحن نشكر المجتمع الدولي ونشكر المملكة المتحدة ووزير خارجيتها وكذا المملكة العربية السعودية والدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن وكذا دول مجلس التعاون الخليجي والذين وقفوا مع اليمن وحرصوا على أن لا يذهب اليمن إلى حرب أهلية".
وأشار أن اليمن لو كان انزلق إلى حرب أهلية فأن مخاطر ذلك ستكون كبيرة وآثارها وتداعياتها لن تقتصر على اليمن فحسب بل ستطال المنطقة والعالم.
وتابع :" ولهذا وقف العالم إلى جانب اليمن لكون الموقع الاستراتيجي لليمن يجعل أي اضطرابات فيه تشكل خطرا على المنطقة وعلى العالم ولذلك وقف العالم إلى جانب اليمن من أجل تجنيبه مخاطر الإنزلاق إلى حرب اهلية وبذلوا جهودا مكثفة لكي تحل أزمته بالطرق السلمية وعبر التبادل السلمي للسلطة وهذه تجربة تحدث لأول مرة في الوطن العربي ".
وأختتم الأخ الرئيس حديثه في المؤتمر بالقول :"ورغم أن الإنتخابات جرت والعاصمة مقسمة إلى ثلاثة اقسام وكان الناخبون والناخبات يمرون إلى صناديق الإقتراع من بين المتارس إنطلاقا من استشعارهم لمسؤولياتهم الوطنية الا ان هذه الانتخابات حققت النجاح المنشود الأمر الذي عكس أن 95 بالمائة من الشعب اليمني لا يريدون أن يذهب بلدهم إلى الحرب الأهلية وأنهم يدركون أن هذه الحرب ستكون كارثه عليهم وعلى البلد والمنطقة والعالم بشكل عام".