أجرى الرئيس عبدربه منصور رئيس الجمهورية الأربعاء عددا من اللقاءات ضمن زيارته للعاصمة البلجيكية بروكسل. وأستقبل في مقر اقامته سفراء دول الخليج العربي لدى الاتحاد الأوربي، وبحث معهم عدد من المسائل ذات الصلة بالأوضاع في اليمن والمسار السياسي وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وما تم إنجازه خطوات في سبيل تنفيذ المرحلة الأولى منها والولوج الي المرحلة التالية المتمثلة بالأعداد والتهيئة للحوار الوطني المرتقب .
وتطرق النقاش إلى الدعم للمرحلة الراهنة في اليمن وجهود دول الخليج في مؤازرة اليمن علي مختلف الأصعدة وفي مقدمة ذلك دورها في الوقوف الي جانب اليمن خلال الأزمة والإشراف على سير العملية السياسية الجارية في البلاد.
وتناول النقاش ايضا طبيعة جولة الرئيس عبدربه منصور الخارجية ونتائجها ونتائج إجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك.
وقد عبر سفراء دول الخليج عن سعادتهم بلقاء االرئيس .. مؤكدين أنهم سيبذلون كل جهودهم لدى الإتحاد الأوربي لتقديم الدعم السياسي والاقتصادي الكامل لليمن.
كما التقى الرئيس عبدربه منصور هادي في مقر الاتحاد الاوروبي بالبارونة كاثر أشتون الممثل الاعلى للشئون الخارجية والسياسات الأمنية في الإتحاد الأوروبي .
وجرى خلال اللقاء استعراضا عاما للأوضاع في اليمن من النواحي السياسية والأمنية علاوة علي المسار السياسي الجاري في اليمن وكذا ما تم أنجازه وفقا للمبادرة الخليجية .
وأكدت البارونة كاثر اشتون دعم الإتحاد الاوروبي لليمن وللمرحلة التي يقودها الرئيس هادي وكذا مساندة الإتحاد لتنفيذ خطوات المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية علاوة على دعمه للرئيس هادي لمواجهة التحديات والدفع باليمن إلى واقع افضل .
كما التقى الرئيس هادي في مقر الإتحاد الأوربي برئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو.
وجرى في اللقاء التباحث على جوانب دعم العملية السياسية الجارية في اليمن وفقا للمبادرة الخليجية بالإضافة الي الدعم الكامل من النواحي الاقتصادية ومساندة اليمن من اجل تجاوز الأوضاع الصعبة
هذا وقد عقد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس المفوضية الأوربية مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب اللقاء، عبر فيه الأخ رئيس الجمهورية عن سعادته ان يكون اليوم هنا في مقر الاتحاد الاوروبي، مؤكدا ان الدعم الاوروبي لليمن يعتبر مهما جدا لكون اليمن يعيش ظروف صعبة ومعقدة .
وقال الرئيس: "انتم تعرفون جميعا أن اليمن ذهب إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووقع عليها وفي ضوء ذلك تم تشكيل حكومة من المعارضة ومن الحزب الحاكم خمسين في المائة بخمسين في المائة، ورئيس الوزراء يكون من المعارضة، ثم بعد تسعين يوما اجرينا انتخابات رئاسية مبكرة وتم انتخاب رئيس الجمهورية ليتولى قيادة اليمن خلا المرحلة الانتقالية والتي مدتها سنتين" .
وتابع: "وفي هذه المرحلة سيتم اجراء حوارا وطنيا بمشاركة جميع القوى السياسية الموجودة في اليمن لتناقش على طاولة مستديرة كل القضايا اليمنية بما في ذلك القضية الجنوبية والمشكلة في صعدة وقضايا تهم الشباب والمرأة ".. مبينا انه سيشارك في هذا الحوار جميع الاطراف بما فيها الاحزاب التي لم توقع على المبادرة الخليجية وكذلك منظمات المجتمع المدني .
واشار رئيس الجمهورية إلى انه تم تشكيل لجنة للتحضير للحوار الوطني وهي الان مستمرة في عملها تمهيدا لبدء الحوار الوطني قبل نهاية العام الحالي ، موضحا ان الحوار سيستمر ما يقارب الخمسة شهور إلى مايو القادم .
وقال :"إن هذا الحوار سيخرج بمنظومة حكم جديدة فيها دستور جديد وتجسيد اهداف ومبادئ الحكم الرشيد ".. متمنيا من الأصدقاء في الاتحاد الاوروبي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ودول مجلس التعاون الخليجي بان يدعموا اليمن بسخاء حتى يخرج من الوضع الصعب الذي يعيشه حاليا .
ولفت إلى ان اليمن "اذا لم ينجح في ترجمة المبادرة الخليجية وانجاح العملية السلمية الجارية حاليا سوف يذهب إلى حرب اهلية، واذا ذهب اليمن إلى حرب اهلية ستكون مشكلة على اليمن والمنطقة والعالم".
وذكر بان اليمن يواجه حروبا وليست احداث عادية كما حدث في بعض دول الربيع العربي وعلى وجه خاص في تونس أو مصر .
وقال:" اليمن يواجه حروب مع القاعدة والقراصنة في خليج عدن وهناك مشاكل كثيرة في مقدمتها مشكلة الفقر، إلى جانب أنه يوجد في اليمن حاليا ما يقارب من مليون ومائتين الف نازح من الصومال، كما أن لدينا نحو ستة ملايين من الشباب الذين اعمارهم تتراوح مابين خمسة عشر سنة واقل من عشرين سنة وكذا ستة ملايين شباب من العاطلين عن العمل، واكثر من ستمائة الف جامعي من خريجي المعاهد العليا الذين تخرجوا ما قبل عشر سنوات وهم إلى اليوم بدون عمل ".
من جانبه رحب رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو في كلمته بالرئيس عبد ربه منصور هادي .. مهنئاً اياه على انتخابه في فبراير الماضي .
واثنى رئيس المفوضية الاوروبية على جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادته الشجاعة لليمن خلال الأوقات العصيبة .
وقال: "نعلم جيداً أن الطريق أمامكم شاق لكننا نؤكد أنكم لستم وحيدين في هذا المسار، وسنكون داعمين لجهودكم " .
وعبر رئيس المفوضية الأوروبية عن سعادته البالغة للحرص الذي ابداه الرئيس هادي لزيارة أوروبا وإدراجها ضمن أولوياته .
وأردف: " نعتبر هذه الزيارة لحظة تاريخية مهمة، وفرصه لنا لكي نجدد إشادتنا بجهود الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني في اليمن وما يقومان به من مهام ودور رائع رغم التحديات المعقدة" .
وأكد باروسو دعم الاتحاد الأوروبي بشكل كامل لعملية الانتقال السلمي والمنظم في اليمن ، معتبرا هذه العملية مرحلة تحول سياسي هامة تتجاوب مع تطلعات الشعب اليمني المشروعة لمستقبل أكثر أمناً وسلاماً وديمقراطية وازدهاراً .
وأشار إلى أنه تم إحراز تقدم ملموس منذ أن تولى الرئيس هادي مقاليد الحكم في اليمن أواخر فبراير الماضي .. مرحباً بالقرار الرئاسي لتشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار والخطوات المنجزة في هذا الجانب تمهيدا لتدشين الحوار الوطني خلال الفترة القليلة القادمة.
وقال :" يعتبر مؤتمر الحوار جزء لا يتجزأ من أدوات المرحلة الانتقالية الشاملة وبقيادة يمنية، و هذه هي الخطوات الصحيحة وفي المسار الصحيح ".
وأضاف: "من هنا أرغب في إرسال رسالة واضحة لكل الأطراف والأحزاب والقوى السياسية في اليمن بُغية دعوتها للقيام بدور بناء خلال عملية الإصلاحات التي ستشهدها البلاد وكذا الالتزام بالمبادرة الخليجية آليتها التنفيذية التي وقعت عليها في الرياض والحرص على العمل سوياً في سبيل مستقبل زاهر لليمن".
وأستطرد رئيس المفوضية الأوروبية قائلا :" سيدي الرئيس، نؤكد لكم اليوم إرادتنا السياسية القوية المساندة لجهودكم ومشاركتنا الفعالة لحماية طريق اليمن نحو الديمقراطية ".
وتابع :" لقد أعربنا عن تأييدنا القوي للمرحلة الانتقالية عبر تخصيص تعهدات مالية.. موضحا أن الاتحاد الاوروبي أعلن في الرابع من شهر سبتمبر الماضي حزمة مساعدات لليمن خلال مؤتمر المانحين في الرياض بـ170 مليون يورو للفترة 2012 -2014 بهدف دعم الاحتياجات العاجلة والضرورية في اليمن على المدى القصير وعلى وجه خاص في قطاعات الحكم الرشيد والرعاية الاجتماعية والصحة والأمن الغذائي".
ومضى قائلاً:" كما خصصنا 40 مليون يورو من تلك المساعدات لمعالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة في 2012 بما في ذلك مجابهة مظاهر سوء التغذية والنازحين والأمن الغذائي" .
ولفت باروسو إلى أهمية تطوير آلية شراكة بين الحكومة اليمنية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان نجاح البرامج المشار إليها أنفاً وبمايسهم في تحقيق الاهداف المنشودة وكذا ينعكس باثار ايجابية لتطوير مساعدات الاتحاد الأوروبي مستقبلا .
وقال :" ومن المهم أيضا أن يتبنى اليمن أجندة إصلاحات مبرمجة ومهيكلة ".. مضيفا :" ومن أجل المستقبل نحن مستعدون لدعم اليمن خاصة في مجال تأمين حقوق الإنسان والحريات الأساسية وإصلاح إدارة المالية العامة ومكافحة الفساد" .
وتابع قائلا: " ندرك أن الرحلة بدأت الآن في عدد من الدول التي تأثرت بالربيع العربي.. وقد تكون هنالك انتكاسات ولكننا نراهن على الديمقراطية وسنظل متيقظين ضد أولئك الذين يسعون إلى إعاقة مسيرة الديمقراطية أواختطاف العملية الانتقالية".
ومضى رئيس المفوضية الأوروبية قائلا: "نعلم جيداً حجم التحديات الصعبة التي تواجه اليمن وأن هذا البلد يواجه مخاطر وتهديدات لا توجد في أي مكان آخر".
وأردف :" ولكننا ندرك في نفس الوقت أن الخيارات الآخرى هي الأكثر صعوبة وتعقيداً بل أنها خيارات ستكون مؤلمة للشعب اليمني".
وتابع قائلا :" ولهذا السبب أرغب مجدداً تكرار تبريكاتنا وتهانينا للشعب اليمني لاختياره المضي قدماً في مسار التحول والتطور والإصلاح " .
وأختتم رئيس المفوضية الأوروبية كلمته بالقول:" نؤكد لكم يا سيدي الرئيس، إن الاتحاد الاوروبي يقف إلى جانب اليمن، قيادة وحكومة وشعباً وأن أصدقاء اليمن سيغتنمون هذه الفرصة التاريخية لدعم مستقبل أكثر إشراقاً لليمن، ونجدد تقديرنا لجهودكم ومتابعتكم واهتمامكم ".