دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أمس، إلى بداية جديدة في المساعدات الألمانية لليمن، واعترفت للصحافيين عقب لقائها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، في برلين، بأن المساعدات التي كانت تقدمها ألمانيا إلى اليمن خلال العقود الماضية لم تسفر عن تحسينات في الغالب.
وقالت ميركل: «اكتشفنا اليوم أنه لم يتم تنفيذ الكثير من المشروعات. نريد بداية جديدة، ونريد أن نقول، بوضوح، إننا نريد المساعدة في مجالات التعليم والمياه والصرف الصحي».
وأضافت: «من المهم جدا أن يحظى كثير من شباب اليمن بفرصة للتطور، لأن الديمقراطية لن تكون جذابة للناس إذا ما كانوا يعانون الجوع أو لا يستطيعون الحصول على فرصة التعليم. ينبغي أن يتواكب التغيير السياسي مع توفير فرص للشباب».
وتأتي زيارة هادي إلى ألمانيا في إطار جولة خارجية، تشمل الولايات المتحدة وأوروبا، لحشد دعم مالي لبلاده التي تعاني أوضاعا شديدة السوء.
إلى ذلك، أعربت كاثرين أشتون، الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان، أمس، عن «قلق» الدول الـ27 حيال ما سمته «محاولات إفشال المرحلة الانتقالية الحساسة في اليمن».
وأشارت أشتون إلى أنها نقلت للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، خلال اجتماع عقداه أول من أمس لبحث الوضع في البلد العربي، دعم الاتحاد الأوروبي للجهود التي يقوم بها لتنفيذ الإصلاحات «عبر مرحلة انتقالية سلمية ومنظمة، تؤدي إلى مستقبل أفضل لليمن وشعبها». وأوضح البيان أن اللقاء بين أشتون وهادي تناول الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها الحكومة اليمنية. وأكدت المسؤولة الأوروبية أن الاستقرار والأمن والاستثمارات أمور مرتبطة بعضها ببعض، وشددت على أن الاتحاد الأوروبي سيفي بتعهداته السياسية والمالية مع اليمن. واعتبرت أن اليمن يمر بوضع «استثنائي يتطلب مستويات استثنائية من المساعدة». وأضافت أن بروكسل مستعدة للمساعدة في تطوير الاستراتيجية التي يتبناها الرئيس هادي منذ توليه منصبه.
وقال الرئيس اليمني إن بلاده تمر بظروف صعبة للغاية، وحذر من أن عدم نجاح تطبيق المبادرة الخليجية التي جرى الالتزام ببنودها حتى الآن يعني أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية، سيكون لها تداعيات على اليمن والمنطقة والعالم بأسره. وطالب الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي بدعم اليمن حتى يخرج من الوضع الحالي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية، ذكر هادي المراحل التي شهدها اليمن بعد أن وقع على المبادرة الخليجية وآلياتها منذ إجراء الانتخابات الرئاسية، وبداية المرحلة الانتقالية لمدة عامين التي سيجري خلالها حوار وطني لجميع القوى السياسية لمناقشة كل القضايا، بما فيها ملف «الحراك» في الجنوب، وصعدة، والشباب، والأحزاب التي لم تشارك في المبادرة الخليجية ومنظمات المجتمع المدني. وأشار الرئيس اليمني إلى أن هناك لجنة للتحضير للحوار الوطني الذي سينطلق قبل نهاية العام الحالي ويستمر حتى مايو (أيار) المقبل.
وأعرب عن أمله أن يخرج الحوار الوطني بمفهوم حكم جديد ودستور جديد فيه كل أهداف ومبادئ الحكم الرشيد، وطالب بدعم الجميع لليمن، لأن الوضع في بلاده يختلف عن الوضع في بلدان أخرى شهدت الربيع العربي مثل مصر وتونس. وأضاف أن اليمن يواجه حربا مع تنظيم القاعدة وحربا مع القراصنة في خليج عدن، فضلا عن مواجهة الفقر والبطالة. وأشار إلى وجود مليون و22 ألف شخص صومالي لجأوا إلى اليمن، وأن هناك في اليمن 6 ملايين شاب أقل من سن 28 عاما يهانون بسبب غياب فرص العمل. وأشار أيضا إلى أن 600 ألف جامعي يبحثون عن فرصة عمل منذ عشر سنوات.
من جهته، تعهد رئيس المفوضية الأوروبية في رسالة واضحة لعبد ربه بالتزام المؤسسات الأوروبية تقديم كل الدعم لليمن، ومساعدته على الانتقال إلى الديمقراطية وتحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية. وأشار باروسو إلى أن «الرئيس اليمني اطلع على التحديات التي تواجهها البلاد، وسيعمل الاتحاد الأوروبي على تقديم كل الدعم المالي والاقتصادي لتنفيذ برامج تخدم مصلحة اليمن، من أجل الاستقرار الأمني والديمقراطية والمساواة وحقوق المرأة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وسيادة القانون». وأجرى الرئيس اليمني في بروكسل محادثات مع عدد من قيادات المؤسسات الاتحادية، ومنهم مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية، وهرمان فان رومبوي رئيس مجلس الاتحاد، وكاثرين أشتون منسقة السياسة الخارجية الأوروبية.