دعا تحالف قبائل اليمن جميع القبائل اليمنية للاصطفاف حول القضايا الوطنية والتحلي باليقظة "والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد الوطن من بقايا النظام السابق والمخربين والمفسدين بغرض تفتيت النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية وعرقلة مسيرة الثورة والحوار الوطني".
كما دعا جميع أبناء الشعب اليمني بالتوجه نحو البناء والتنمية والمساهمة مع الدولة في بسط نفوذها على كافة أرجاء الوطن ودعم جهود حكومة الوفاق الوطني للخروج باليمن من الصعوبات التي تمر بها.
كما دعا التحالف إلى نبذ المناطقية والعصبية ومحاربة الظواهر السلبية "مثل تخريب خدمات الكهرباء والغاز والنفط وقطع الطرق وإخافة السبيل والثارات والنزاعات المسلحة وكل ما يسيء إلى سمعة اليمن واليمنيين".
وعقد مجلس شورى تحالف قبائل اليمن اليوم السبت بالعاصمة صنعاء اجتماعه الموسع تحت شعار "القبيلة.. حضارة وبناء" بمشاركة أكثر من 600 شخصية من مشائخ ووجهاء وأعيان اليمن وبحضور أعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وجمع من رجال الصحافة ووسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية.
وكان من أهم أهداف الاجتماع، حسب التسريبات السابقة، حشد القبائل لمساندة الدولة على بسط سيطرتها على كامل الأراضي، وخصوصاً في محافظات شمال الشمال التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون، والتي تسعى القبائل إلى تنسيق جهودها مع السلطة لوقف التمدد المسلح ومساندتها في استعادة السيطرة..
وحث شورى التحالف في بيان صادر عنه جميع أبناء الشعب اليمني للعمل على استكمال كافة أهداف الثورة الشعبية الشبابية السلمية وفاء لدماء الشهداء والجرحى وتضحيات اليمنيين. وأعرب عن تقديره لجهود رئيس الجمهورية في إحداث عملية التغيير المنشودة، وطالبه باستكمال بقية مهام المرحلة الإنتقالية بما يحقق أهداف الثورة السلمية.
ودعا تحالف قبائل اليمن الذي يعتبر أكبر تجمع قبلي في اليمن حكومة الوفاق الوطني إلى القيام بواجبها تجاه أسر شهداء وجرحى ومعاقي الثورة.
وطالب بسرعة إجراء التحقيقات في الجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق خلال عامي 2011-2012م في حق شباب الثورة ومسيراتهم السلمية وأنصار الثورة في مختلف المحافظات.
كما طالب التحالف بإشراك القيادات الوطنية والقوى الفاعلة في عملية الحوار الوطني ورفض استبعاد العلماء والمشايخ والأكاديميين والشباب، مؤكدا على العمل من أجل الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه وعدم المساس بالثوابت الوطنية أو التنازل عن أي هدف من أهداف الثورة.
وطالب التحالف بإعطاء القضية الجنوبية ما تستحقه من الإهتمام في مؤتمر الحوار الوطني باعتبارها مدخلاً لمعالجة العديد من القضايا الوطنية وبما يكفل الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، ومعالجة مشكلة صعدة وإعادة إعمارها بما يكفل عودة كافة النازحين وبسط نفوذ الدولة على كافة مديرياتها وإيقاف سفك الدماء ونهب الأموال التي تقوم بها العناصر الحوثية وعلى جماعة الحوثي ترك السلاح والعنف والانخراط في عملية الحوار الوطني.
كما طالب الدولة ببسط نفوذها على كافة المحافظات وتفعيل ودعم السلطة المحلية والاجهزة الامنية والمناطق العسكرية بما يحقق ترسيخ دعائم الامن والاستقرار في الوطن.
وجدد التحالف مطالبته بإقالة بقايا القيادات العسكرية والأمنية المحسوبة على النظام السابق وبما يمكن حكومة الوفاق الوطني من دمج القوات المسلحة والأمن تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية، والاسراع بهيكلة مؤسسة الجيش والأمن على أسس وطنية تمنع استخدام أي من هاتين المؤسستين مستقبلاً لصالح فئة أو عائلة أو منطقة.
وفيما أعرب التحالف عن شكره وتقديره لجهود الأشقاء والأصدقاء وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية الشقيقة في تجنيب اليمن مغبة الدخول في حروب داخلية ووقوفهم إلى جانب خيارات اليمنيين في التغيير، طالب رعاة المبادرة الخليجية ومجلس الأمن باستكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك التسليم الكامل للسلطة.
وحيا تحالف قبائل اليمن كافة ثورات الربيع العربي العظيمة التي أسقطت الأنظمة الديكتاتورية المستبدة "ويشد على أيادي الشعب السوري البطل الذي يناضل من أجل التخلص من نظام الأسد الإجرامي ويقدم التضحيات تلو التضحيات من أجل غد مشرق تسود فيه قيم الحرية والعدالة والتداول السلمي للسلطة".
وناشد جامعة الدول العربية والهيئات والمنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة بالعمل على إيقاف حمام الدم السوري وجرائم قتل النساء والأطفال من قبل عصابات الأسد وأعوانه وتقديم كل المسئولين عن الانتهاكات في سوريا إلى محاكمة عادلة.
وأكد على حق الشعب الفلسطيني في التحرر من الاستعمار الصهيوني الغاشم ونيل استقلاله وبناء دولته على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، ويدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته الأخلاقية إزاء استمرار الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني البطل وما يجري في غزة من حصار ظالم يتنافى مع كافة الأعراف والمواثيق الدولية.
ودان عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تتعرض له الأقلية المسلمة في ميانمار ويدعو منظمة التعاون الإسلامي إلى التحرك العاجل والسريع لوضع حد لتلك الممارسات اللاإنسانية ضد مسلمي الروهانجيا.
وأعلن عن تأسيس تحالف قبائل اليمن في (30 يوليو 2011م) ويعد أحد مكونات الثورة الشعبية السلمية في اليمن.. وهو تحالف قبلي مستقل يسعى لتوحيد الرؤى القبلية وبناء الدولة المدنية الحديثة.. ويرأس التحالف الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر.
وفي كلمة ألقاها في إفتتاحية الإجتماع قال الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر -رئيس تحالف قبائل اليمن- إن على جماعة الحوثي والحراك الانفصالي وكذا القاعدة عدم وضع شروط مسبقة لإجهاض العملية السياسية الهامة، داعيا هذه الجماعات إلى نبذ العنف وسفك الدماء البريئة واللجوء إلى طاولة الحوار والانخراط في العملية السياسية.
وطالب الشيخ الأحمر جميع قبائل اليمن بالوقوف ضد ما أسماها الظواهر السلبية من قطاعات قبلية وثأرات، وقال إن على قبائل اليمن أن يركزوا جهودهم على جلب مشاريع التنمية الأساسية لمناطقهم التي لعب النظام السابق باحتياجاتها التنموية وأخضعها لمعايير حزبية ومناطقية ما أنزل الله بها من سلطان.. حد تعبيره.
وأكد أن اليمنيين يعيشون اليوم في "مفترق طرق فإما أن يمضوا جميعاَ إلى بر الأمان أو يعود الزخم الثوري ويتحرك جميع أنصار الثورة الشعبية السلمية"، مشيراً إلى أن أنصار الثورة الشعبية السلمية هم الغالبية العظمى من أبناء اليمن مقابل "أنصار الماضي بكل سلبياته". مؤكدا أن الشعب اليمني سيحسم خياراته بكل طلائعه الثائرة.. وقال إن الشعب مستعد للمزيد من التضحيات من أجل تحقيق كل أهداف الثورة الشعبية السلمية.
واعتبر الشيخ الأحمر الجمع بين الحصانة وممارسة العمل السياسي "جريمة كبرى تعاقب عليها كافة القوانين والأعراف الدولية"، وقال: "إذا كان من المٌحرم شرعا وقانونا الجمع بين الأختين في الزواج فأن الجمع بين الحصانة والعمل السياسي أيضا مُحرم في القوانين والأعراف الدولية"، ملمحاً إلى ما سيترتب على ذلك الجمع من تخريب لحياة الناس، داعياً باسم تحالف قبائل اليمن إلى إلغاء الحصانة الممنوحة لصالح ورموز نظامه "لعدم التزامه بمقتضيات تلك الحصانة وتحقيقاً لمبدأ العدالة والمساءلة"، مؤكدا أنه "لا توجد مسؤولية بدون مساءلة لا في الأديان السماوية ولا القوانين الوضعية".
وخاطب الشيخ الأحمر أعضاء مجلس الشورى: "كونوا رُسل السلام والوئام وساهموا مساهمة ايجابية في مشاكل المجتمع وتعاونوا وجميع القبائل مع الدولة لمساعدتها في بسط نفوذها من اجل ترسيخ الأمن والاستقرار ومحاربة كل عمليات التخريب".
وقال إن على القيادة السياسية ولجنة الحوار الوطني فتح الباب لمشاركة الجميع دون استثناء "ما دامت لغتهم بعيدةً عن البارود"، وأضاف: ينبغي أن يكون الشباب الذين كان لهم السبق في النزول إلى الميادين وقدموا التضحيات الجسيمة التمثيل الواسع في الحوار مؤكدا أنهم الشريحة الأكثر عددا اليوم وفي المستقبل سيكون لهم الدور البارز".
وقال رئيس تحالف قبائل اليمن إن "ثورة فبراير السلمية مثلت منعطفا مهما وبداية جديدة لعهدٍ جديد لكل أبناء اليمن وشكلت محطة لتصحيح كل الاختلالات والاعوجاجات التي ورثناها من الماضي البائس".
وألقى عضو اللجنة التنظيمية لثورة الشباب الشعبية السلمية الدكتور وسيم القرشي كلمة شباب الثورة أشاد فيها بدور القبيلة في الثورة اليمنية وحمايتها للاعتصامات في مختلف ساحات وميادين التغيير. وتطرق إلى دور النظام السابق في تشويه القبيلة ومحاولة طمس العادات الحميدة وزرع الفتن والعداوة والبغضاء ولصق التهم التي لا تمت للقبيلة بصلة بسبب ممارسات ضعاف النفوس ممن اشتراهم النظام السابق بماله، ونوه إلى بروز دور القبيلة المشرق في الثورة الشعبية السلمية –بحسب البيان.
فيما ألقى القيادي في أحزاب اللقاء المشترك يحي منصور ابو أصبع كلمة الأحزاب والقوى السياسية أشار فيها إلى ضرورة تهيئة الأوضاع للحوار الوطني بدمج القوات المسلحة والأمن تحت قيادتي وزارة الدفاع والداخلية، مشيدا بتوجه القبائل اليمنية نحو الحياة المدنية ومساهمتها في الثورة الشبابية السلمية.
وفيما تم إفتتاح المقر الرئيسي للتحالف بالعاصمة صنعاء.. عقد مجلس شورى تحالف قبائل اليمن جلسة العمل الأولى وتم خلالها انتخاب هيئة رئاسة المجلس. وأسفرت عملية الانتخاب عن فوز الشيخ صلاح باتيس رئيسا لمجلس الشورى والشيخ يحي محمد منصر نائبا للرئيس والشيخ عبدالخالق بن شيهون نائبا ثانيا. كما تم انتخاب الشيخ تركي بن أحمد الشايف أمينا للسر والشيخ محمد مقبل الحميري مساعدا لأمين السر والشيخ صلاح التهامي مساعد ثان لأمين السر.