اعلن علي بابا جان نائب رئيس الحكومة التركية "إن تصديق البرلمان التركي على مذكرة التفويض الخاصة بالسماح للحكومة القيام بعمليات عسكرية خارج البلاد، إنما هو من أجل الردع"، موضحاً أن هذا التفويض بمثابة رسالة قوية للنظام السوري.
وأضاف: "أن النظام السوري أعرب عن أسفه لوقوع الحادث الذي وقع عن عن طريق الخطأ كما يقولون"، مشيراً إلى أن اعتذارهم وأسفهم يجب أن يكون بالأفعال لا بالأقوال، وعليهم أن يعوا جيدا ما يقومون بعمله.
وتابع المسؤول التركي قائلاً: "إن الرد التركي المباشر على الهجمات التي تشنها المدفعية السورية على العديد من البلدات التركية جنوب شرق البلاد، يأتي في إطار قوانين الاشتباك التي يكفلها القانون الدولي لجميع الدول"، مناشداً النظام السوري بضرورة التحرك العاجل بغية السيطرة على الأوضاع، لافتا إلى أن القذائف السورية مازالت تتوالي داخل الحدود التركية، وان هدف بلاده الرئيس يتمثل في الحل السلمي لتلك الأزمة.
وأشار إلى التعنت الروسي الصيني الذي يتضح جليا عند اتجاه الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار يندد بسوريا، إذا أنهم يستخدمون حق الرفض "الفيتو"، موضحا أن الأمم المتحدة اصبحت عاجزة عن حل الأزمة السورية. وتابع قائلاً: "إن تركيا ستسعى من خلال التعاون مع المجتمع الدولي لحل مشكلة الحرب الداخلية في سوريا التي تعد مشكلة تهدد المنطقة بأسرها".
وردت مدفعية الجيش التركي فورا على مصادر النيران إثر سقوط قذيفة من الجانب السوري على بلدة أكشاكالا في جنوب شرق تركيا حيث قتل الأربعاء الماضي خمسة مدنيين في قصف مصدره سوريا، في ثاني واقعة من نوعها خلال خمسة أيام، لكن هذه المرة لم توقع القذيفة السورية ضحايا.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن رئيس بلدية أكشاكالا عبد الحكيم إيهان قوله "الحمد لله لم يسجل سقوط ضحايا، المدفعية (التركية) ردت فورا على مصادر النيران من سوريا".
وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن قذيفة مدفعية من الجانب السوري سقطت اليوم في حديقة قرب منشأة خاصة بمجلس الحبوب التركي -وهو مبنى عام أجلته السلطات مسبقا- على بعد مئات الأمتار من وسط البلدة حيث قُتلت أم وأبناؤها الأربعة يوم الأربعاء إثر سقوط قذيفة من الجانب السوري على منزلها.
وأوضحت قناة أن.تي.في التركية أن القذيفة التي أطلقت من سوريا سقطت قرب صوامع التخزين، مشيرة إلى أن الصوامع لحقت بها بعض الأضرار نتيجة الشظايا.
حالة هدوء
من جانبها ذكرت وكالة أنباء دوجان التركية أن أكشاكالا شهدت حالة من الهدوء منذ أن ردت تركيا يومي الأربعاء والخميس على القذائف الأولى التي أطلقت من سوريا، لكن القوات الحكومية السورية بدأت صباح اليوم في قصف المناطق الواقعة حول بلدة تل أبيض السورية.
وبينت الوكالة أن الجيش السوري أطلق قبل سقوط أحدث قذيفة على تركيا عدة قذائف مدفعية اليوم على منطقة قريبة من مبنى الجمارك السوري الذي يبعد نحو 300 متر عن الحدود ويخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية. وأضافت وكالة دوجان أن أنباء وردت عن سقوط قتلى في تلك الضربات وأن اثنين من المصابين السوريين نقلا عبر السياج الحدودي ثم إلى مستشفى في البلدة التركية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حذر سوريا يوم الجمعة من أن تركيا ليست بعيدة عن خوض حرب ضد دمشق إذا تعرضت بلده للاستفزاز، وكانت الحكومة التركية حصلت الأربعاء على موافقة البرلمان للقيام بعمليات عسكرية عبر الحدود مع سوريا إذا دعت الحاجة.
ومنذ الحادث الخطير الذي وقع الأربعاء، يرد الجيش التركي في كل مرة على النيران السورية التي تسقط في الأراضي التركية. وتحمل أنقرة جيش النظام السوري مسؤولية هذه الحوادث.
والحادث الذي وقع في أكشاكالا الأربعاء الماضي هو الأخطر بين دمشق وأنقرة منذ إسقاط المضادات الأرضية السورية طائرة تركية في يونيو/حزيران الماضي. وساهم الحادث في ارتفاع حدة التوتر وتأجيج مخاوف اتساع الأزمة السورية، وقد دان مجلس الأمن الدولي بشدة الخميس القصف السوري الذي امتد إلى تركيا، ودعا البلدين إلى ضبط النفس.