أرشيف محلي

شخصيات قبلية واجتماعية: هيكلة الجيش ستقطع الأذرع الإيرانية في اليمن

أكدت شخصيات قبلية واجتماعية أن كبح النفوذ الإيراني في اليمن يتطلب الإسراع في هيكلة الجيش وإعادة ترتيب البيت الداخلي اليمني على أسس وطنية قوية ترى الأولوية للوطن.

وقال الشيخ أمين العكيمي شيخ مشايخ بكيل همدان في اليمن، وعبدالقادر القيري القيادي في حزب الإصلاح، في ندوة نظمتها «عكاظ»، ناقشت أبعاد ومخاطر التدخل الإيراني في اليمن، إن التدخل الإيراني في شؤون اليمن بلغ حدودا لا يمكن السكوت عنها، وإن جزءا من مسؤولية هذه التدخلات تقع على عاتق اليمنيين أنفسهم.

وأضافا: إن ما يجري في سورية اليوم من صراع، هو أهم عوامل كبح السيطرة الإيرانية في المنطقة، لافتين إلى أن انتصار الثورة السورية ستحطم الوجود الإيراني في المنطقة... فإلى تفاصيل الندوة:

بداية هذه الندوة استعان الشيخ العكيمي، بالعديد من الجوانب التاريخية في التدخل الإيراني، ورأى أن إيران حاولت منذ سقوط الشاه ووصول الخميني إلى الحكم في العام 1979؛ حاولت أن تصدر ثورتها إلى الدول الخارجية، وكان نتيجة هذه المحاولات، الصدام مع الرئيس العراقي الرحل صدام حسين.

واقترح الشيخ العكيمي في ندوة «عكاظ» آليات عدة لمواجهة هذا المد الإيراني، داعيا إلى المزيد من الوضوح والصراحة في التعامل مع المد الإيراني، ومن هذه المقترحات صياغة رؤية خليجية معينة بالتعاون مع بعض القيادات السياسية اليمنية، تعمل على منع أي محاولات إيرانية للدخول إلى الساحة السياسية أو الدينية في اليمن.

وأشار إلى أن الساحة اليمنية السياسية أخذت شكلا جديدا بعد الثورة اليمنية، والانتقال السلمي للسلطة ووصول عبدريه منصور هادي إلى الحكم، لا فتا إلى أن القبيلة انخرطت بشكل كبير في العمل السياسي، لذا يجب استغلال هذه القوة من أجل وحدة اليمن ومنع الطريق على إيران من التغلغل في البلاد.

وأكد العكيمي على ضرورة التنسيق مع المملكة في الاتجاهات كافة، كونها تدرك أن استقرار اليمن ووحدة أبنائه، هو الضامن الوحيد لمنع التدخلات الخارجية والعبث بأمنه.

ولفت إلى أن إيران أخذت في الآونة الأخيرة استمالة بعض شيوخ القبائل من الناحية المادية، كما أن إيران باتت تتقرب أكثر فأكثر إلى بعض الفئات الاجتماعية وتتلمس مشكلاتهم، وهو ما اعتبره أحد أنواع الخبث الإيراني.

أما القيادي في حزب الإصلاح اليمني عبدالقادر القيري، حلل آلية الدخول الإيراني إلى المناطق اليمنية، ورأى أن إيران تحاول استغلال العامل الديني في التدخل بشؤون اليمن، وهي تعمل بطريقة فكرية مذهبية منظمة، "لذلك علينا في اليمن أن نحارب التغلغل الفكري الإيراني في اليمن، وليس بالطرق العسكرية".

ونوه القيادي القيري أن التغلغل الإيراني في اليمن يكون في المناطق الأكثر جهلا والفقيرة، كما يحدث في صعدة وبعض مناطق الجوف، مستدركا: إنه يجب أن نرفع من مستوى التوعية والتعليم في هذه المناطق.

وكشف القيري عن ما وصفها بالأذرع الإعلامية المنتشرة في اليمن والتي تعمل بالتنسيق مع قيادات سياسية يمنية، لتوطيد النفوذ الإيراني، متهما بعض الشخصيات النافذة من النظام القديم بدعم الوجود الإيراني في اليمن، مؤكدا أن إيران تستقطب الشخصيات الضعيفة من الناحية الوطنية والمالية.

وحول الأسلوب الذي يتبعه أتباع النظام الإيراني في اليمن، أوضح القيري أن الحوثيين، كانوا يعملون على إثارة الفتنة خلال الثورة اليمنية، متابعا القول: إنهم كانوا يدعون الشباب للخروج في المظاهرات ولا يشاركون فيها، ويحرضون الشباب على مواجهة الجيش ويتنصلون من هذه المظاهرات.

وأكد أن المشكلة الحقيقية في الحوثيين، مشكلة وطنية في المقام الأول، إذ أن الولاء بالنسبة لهم للمذهب وليس للوطن، متابعا القول: من هذه النقطة يمكن تفسير ارتباط الحوثيين بطهران على حساب مصلح اليمن.

واستطرد القيادي في حزب الإصلاح، في شرح الطريقة التي أوصلت الحوثيين إلى هذه الحالة من حالة الانتشار في اليمن، مبينا أن ثمة عناصر حوثية تذهب إلى إيران وتتلقى التدريبات والدروس الدينية ومن ثم تعود إلى اليمن لتنفذ هذه الأجندة.

وكشف أن إيران تحرص على عدم ظهور الحوثيين كعملاء لها في اليمن، موضحا أنه حتى عندما يزور الحوثيون طهران، فإن السلطات الإيرانية لا تتخذ الإجراءات القانونية على جوازات سفرهم وتضع ختم الدخول، ومن ثم يعود هؤلاء إلى اليمن ولا يبدو أنهم زاروا طهران وتلقوا التعليمات والتوجيهات من الجهات الدينية والسياسية.

زر الذهاب إلى الأعلى