بعد مقتل الإمام اليمني، الأميركي المولد، أنور العولقي الذي كان على رأس قائمة المطلوبين في قضايا الإرهاب بوصفه "الملهم الروحي لتنظيم القاعدة في أميركا"، كشفت صحيفة دنماركية أن عميلاً دنماركياً مزدوجاً لعب دور "الخطّاب" بين الشيخ اليمني وبين عروس شقراء من كرواتيا للإيقاع بالأول وتصفيته. وعلى رغم فشل الخطة مبدئياً، إلا أنها أدت، وفقاً للصحيفة ومزاعم العميل الدنماركي، إلى زرع جهاز تعقب لدى العولقي وقتله.
وبحسب صحيفة "يولاندس بوستن" الدنماركية، بدأت قصة الاغتيال حين اتصل مارتن ستورم بالاستخبارات الدنماركية في أواخر عام 2006 وعرض عليها خدماته بصفته مقيماً في اليمن ومخالطاً للأوساط الاسلامية المتطرفة، ما جعله بالتالي يحوز على ثقة العولقي. ومن ثم أبلغت الاستخبارات الدنماركية نظيرتها الأميركية عن ستورم، وأصبح هذا العميل نقطة اتصال لمساعدة الأميركيين على تحديد مكان العولقي وتلقى 250 ألف دولار لقاء "خدمته".
وقال ستورم لصحيفة "يلاندس بوستن" في سلسلة مقابلات مطولة إنه، وفي أحد لقاءاته مع العولقي في مخيم صحراوي في محافظة شبوة عام 2009 ، سأله اذا كان يعرف امرأة غربية يمكنه الزواج منها. وكان للعولقي، وفقاً لحديث ستورم، زوجتان عربيتان تعيشان في صنعاء، وأراد أن يتزوج من امرأة بيضاء مسلمة تكون رفيقة له في المناطق القبلية النائية.
وبدأت رحلة البحث عن عروس للعولقي عن طريق صفحة "فايسبوك"، ومنها عثر ستورم على امرأة كرواتية مسلمة تدعى "أمينة" تبلغ من العمر 36 عاماً، والتقاها في فيينا في نيسان (أبريل) عام 2010. تبادل العولقي مع أمينة فيديوهات للتعرف على بعضهما بعضاً، وقد تميز فيديو العولقي للكرواتية بأنه اختار خلفية تظهر لوحة لورود برتقالية. لكن فاطمة الكرواتية، تبدو في الفيديو الخاص بها خجولة إذ قالت إنها تشعر بأنها متوترة و"خرقاء" وهي تسجل. ولكنها سجلته مرغمة كي يتعرف العولقي على شكلها. وبعد ذلك بشهرين، بحسب ستورم، سافرت العروس إلى صنعاء دون أن تدري بوجود شريحة في حقيبتها تتيح لـ"سي آي اي" تحديد مكان الإمام اليمني بغرض تصفيته.
وبحسب ستورم، فشلت هذه الخطة لأن المرأة غادرت صنعاء للانضمام إلى العولقي، تاركة الحقيبة وفيها شريحة الترصد في صنعاء. وعلى رغم رفض وكالة الاستخبارات الدنماركية التعليق على أقوال ستورم، إلا أن الأخير يصر على أن مقتل العولقي بغارة نفذتها طائرة بدون طيار في نهاية أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، كان نتيجة جهوده في تعقب العولقي باستخدام جهاز تعقب. ويقول ستورم إن الأميركيين لا يريدون الاعتراف بأن عميلاً للمخابرات الدنماركية، هذا البلد الصغير، هو الذي قاد إلى الكشف عن مكان العولقي، وبالتالي تصفيته.