أرشيف محلي

باعوم يقول إنه يناضل لتحرير الجنوب من الاحتلالين اليمني والثقافي الأسود منذ نصف قرن (بيان)

اعتبر الزعيم الحراكي في جنوبي اليمن حسن أحمد باعوم أن الحلم قد تحقق "في انعقاد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي أقر "وثيقة الاستقلال" لأول مرة منذ نصف قرن"...

جاء ذلك في بيان هام له حصل نشوان نيوز على نسخة منه، اعتبر فيه أن الاحتلال للجنوب بدأ بثورة التحرر من الاستعمار البريطاني، أو هذا ما يفهم من حديثه عن نصف قرن من النضال لأجل إقرار وثيقة الاستقلال..

وهاجم رئيس المجلس الأعلى للحراك الحزب الاشتراكي اليمني ضمناً وقال: كان خوفي من الأحزاب التي (تدعو ل) يمننة الجنوب أكثر خوفا من الاحتلال اليمني، فالاحتلال اليمني لابد له من نهاية وسيطرد من وطني شر طردة، ولكن ظل الخوف من أعادة ثقافة الماضي اللعين، ثقافة الاقصاء والإشاعة ومحاكم التفتيش وغيرها. فتركز نضالي في طرد الاحتلالين، الاحتلال اليمني، والاحتلال الثقافي الأسود".

بسم الله الرحمن الرحيم
”من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "صدق الله العظيم
بيان سياسي هام صادر عن رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب إلى الشعب الجنوبي الأبي
بيان صادر كمقدمة لاجتماع هيئة رئاسة المجلس الأعلى للحراك والهيئة التنفيذية والجمعية الوطنية الذي سيعقد بعد مناسبة عيد الأضحى المبارك.

يا أبناء الجنوب الأحرار
أنه زمن التحرر، أنه زمن طرد الاحتلال اليمني من الجنوب، فلم يبق لأحد منا، في هذا الزمن أن يجد في يومه المشحون بالجراح حيزا شخصيا يستقل بآلامه وأحزانه عن آلام الوطن وأحزانه... وأقول لكم أخواني وأبنائي وأهلي أنه لم يبق لجرحي النازف هذه الأيام أن يكون له ألم خاص منفرد عن ألمكم وجراحكم وألم الوطن وجراحه، لهذا جئتكم إلى عدن مسرعا لأشارككم الأمجاد والشموخ، وتحقق حلمنا في انعقاد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي أقر " وثيقة الاستقلال" لأول مرة منذ نصف قرن... ولكي أقول لكم أنه لا حدود تفصل بين جرحي وبين جراحكم المشحونة بالثورة السلمية العارمة من أجل التحرير والاستقلال.

أبنائي الشباب وأهلي في عدن وفي كل شبر ثائر في الجنوب
اليوم لم يبق لي من عمري إلا تضميد جراحكم قبل جراحي، فهناك منكم من قد حمل شرف الاستشهاد تحت رأيه الاستقلال... وأصبحت قطرات دمه ضوء المشعل العظيم الذي أوقدته دماء الشهداء، فأنتم المشعل الذي لابد أن يظل متوقدا... ولا تعتقدوا أن هناك من يأتي ليحرركم من أي دولة كانت عربية أو اسلامية أو أجنبية، فأنتم المعنيين فقط بتحرير أرضكم.

أنكم يا أبناء الجنوب الأحرار تعبرون عن الضمير المناضل لشعب يرفض الهوان والإذلال... أنها أيام تصنع بدمائكم الزكية، وستظل محفورة في الذاكرة والتاريخ... فلنا في تاريخنا في مقاومة المحتلين ما يعطينا الأمل في أن تجربة شعبنا التي حاول الاحتلال اليمني الهمجي أن ينال من تجذرها في أعماق الأرض سوف لا تقل غنى وتنوعا عن تجربة أجدادنا الذين طهروا أرضنا من دنس الاحتلال البريطاني.

يا أبناء الجنوب الأبطال، ايها الشباب والشابات
لقد حاولت أن أواجه الأفكار الأممية وأحقادها في الماضي، وحاولت أن أصحح الخط الوطني لنظام الجنوب السابق بعد الاستقلال الأول، ولكن كان مصيري السجون والمنافي، وأنا أعتبر هذا المصير أقل مصير واجهته إذا قارنته بالنهاية المفجعة التي أصابت رفاق دربي في النضال على مدى 23 عاما(1967-1990م). ومن جديد وجدت أن شعبي قد وقع في فخ الوحدة الكاذبة مع اليمن عام 1990م فحملت سلاحي عام 1994م دفاعا عن وطني، ولولا إصابتي عام 1994م ما خرجت من أرضي الحبيبة الجنوب. ثم عدت بعد أشهر ورفضت أن أعيش في فنادق خمسة نجوم بينما شعبي يقتل ويسلب ويهان، وهكذا بدأت رحلتي الطويلة معكم من أجل تحرير أرضي. نعم كانت رحلتي من أجل التحرير والاستقلال طويلة ومضنية، وكان خوفي من الأحزاب التي يمننة الجنوب أكثر خوفا من الاحتلال اليمني، فالاحتلال اليمني لابد له من نهاية وسيطرد من وطني شر طردة، ولكن ظل الخوف من أعادة ثقافة الماضي اللعين، ثقافة الاقصاء والإشاعة ومحاكم التفتيش وغيرها. فتركز نضالي في طرد الاحتلالين، الاحتلال اليمني، والاحتلال الثقافي الأسود.

وها أنا أبنائي، فقد تركت لكم "وثيق الاستقلال" التي قضيت من أجلها عمري، حيث كنت أحلم أن تكون لوطني الجنوب وثيقة خاصة به بعيدا عن النضال المشترك والحزبية المشتركة مع اليمن، وها هو أملي يتحقق فقد أقرت في المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب " وثيقة الاستقلال الحقيقية"، ولم يستطع أحد أن يخطفها اليوم منا وكان ذلك بفضل الله ثم بفضل الرجال الأحرار الذين عشت معهم السجون والمحاكم والمنافي، فتمسكوا بها فهي محل الإجماع الوطني داخل المجلس الأعلى للحراك... وهي المنقذ لكم من ثقافة الماضي.

ونحن نعيش انتصارات المؤتمر الوطني الأول في العاصمة عدن كنا على يقين أن الاحتلال اليمني الهمجي الذي كان يبعد عدة أمتار من مكان انعقاد المؤتمر سيرتكب مجزرته الجديدة ضد شعبنا الأعزل. وبعد يوم واحد من اختتام مؤتمر" وثيقة الاستقلال". فأستشهد الأخوة عبدربه الجرادي وشوقي الصبيحي، وأختطف القائد الوطني الصادق عميد أسرى الحرية والاستقلال بجاش الأغبري وأبنه ورفاقه. هذا الرجل البطل الذي كان مثل رفيق دربه أحمد عمر العبادي المرقشي، البطل الأول كان حاميا للمؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك في عدن، والبطل الثاني كان حاميا لمنزل وأسرة صحيفة " الأيام " في صنعاء... وهما اللذان خاضا معارك الشرف والبطولة دفاعا عن شعب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي. وها هم بجاش الصبيحي والعبادي المرقشي والشيخ بنان وفارس الضالعي وغيرهم في سجون الاحتلال اليمني يواجهون تهما كيدية ومحاكمات صورية. فمنذ عامين عاد بجاش من سجون الاحتلال التي قضى فيها شبابه( 16 عاما)، عاد إلى تراب وطنه الجنوب الذي يقدسه، وأختطف مرة أخرى من قبل قوات الاحتلال وعاد إلى زنازين القهر والظلم والبطش فلا تصمتوا أيها الشباب والشابات واجعلوا يوم الاسير يوما لهؤلاء الأبطال، وأدعوكم أن ترفعوا في ساحات النضال التحرري اليومي صور الشهداء وصور هؤلاء الأبطال بدلا عن صورتي.

يا أبناء الجنوب الأحرار
أننا يمكن وصف المرحلة التي يمر بها الجنوب اليوم بأنها مرحلة انتقالية مفتوحة على احتمالات وممكنات شتى، من هذه الاحتمالات : محاولة دفن اليقظة الشعبية الجنوبية من خلال تضخيم بعض التباينات داخل الحراك وتخويف شرائح المجتمع الجنوبي التي بدأت تدخل الحراك الجنوبي بقوة وكذلك محاولة بعض الأحزاب اليمنية رفض إقرار وثائق المجلس الأعلى للحراك في مؤتمر وطني عام حتى يسهل علي هذه الاحزاب تفريغ الساحة النضالية الجنوبية لعدة وثائق ومكونات من خلال بث الإشاعات المغرضة ضد الحراك وإظهاره بمظهر الغير قادر على إدارة العملية التحررية الحالية، ومنها رفض أي مشروع وطني مكتوب ك" وثيقة الاستقلال" الوثيقة التاريخية التي كتبت بدماء الشهداء والجرحى وتمسكت بهوية شعبنا (الجنوب العربي)، عملت أحزاب المشترك ذلك حتى يظل الحراك الجنوبي خاضعا لبرامجها السياسية، وحتى لا نحدد مسبقا في أي اتجاه نسير، وفي أي اتجاه يمكن أن يذهب هذا النضال الوطني التحرري... ولكن هيهات أن يمرر لهم ذلك فقد أكد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب أنه لا استقلال بدون هوية ولا هوية بدون استقلال.

أيها الشعب الجنوبي المناضل من أجل تحرير أرضك
أننا نناشد أخوتنا السائرون على درب التحرر الوطني أن نجلس معا لنناقش وسائل نضالنا لطرد هذا الاحتلال البربري البغيض، ومن أجل أيجاد مجال سياسي أو لحمة سياسية واحدة لا تنشد إلا التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، أو حقل سياسي مشترك بين جميع مكونات الحراك وبين جميع المناضلين، وشرائح المجتمع ومصالحها وتعبيراتها الاقتصادية والثقافية والسياسية، ولاسيما بين القوى المشتركة بالأهداف (الاستقلال واستعادة الدولة)،وتوكيد حقيقة أن مشروعية قيادة الحراك هي ذاتها مشروعية الشعب الجنوبي... والمعادل الوطني لهذا العمل السياسي المشترك هو أما " تحالف أو تنسيق أو عمل جبهوي "، والمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب على استعداد كامل للحوار مع أي جنوبي ينشد التحرير والاستقلال، وكما أكدنا في وثائق المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك أن شرعية نضال كل مواطن أو مكون جنوبي تنطلق من انتمائه لوطنه الجنوب العربي، وهذه الشرعية مرتبطة بالانتماء للأرض، وقد أكدنا وفي وثيقة الاستقلال التي أقرت في المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب أن المجلس الأعلى للحراك هو الممثل الشرعي ولكن ليس الوحيد. وانطلاقا من كل ذلك علينا اليوم أن نخوض معركة الاتفاق والتوافق وفق رؤية وطنية تحررية واحدة وقيادة واحدة تضم كافة قوى الاستقلال أو عمل تحالف أو تنسيق أو عمل جبهوي ينتج عنه "ميثاق شرف وطني للعمل السياسي " فالميثاق " هو "عقد اجتماعي" بين عدت قوى وطنية تنشد التحرير والاستقلال، ونتمنى أن تتشابك الأيدي وندخل معا مؤتمر جنوبي- جنوبي تحت راية التحرير والاستقلال واستعادة الهوية واستعادة الدولة.
والله سبحانه وتع إلى هو الموفق.

حسن أحمد باعوم – رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب

زر الذهاب إلى الأعلى