وسام الحسن يصفه رفاقه بأنه "رجل المهمات الصعبة"، قُتل يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2012 في انفجار ضخم بالعاصمة اللبنانية بيروت، وهو ضابط سني برتبة عميد يرأس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ولعب دورا بارزا في كشف عمليات واغتيالات في لبنان يُتهم فيها النظام السوري.
عاد الحسن (47 عاما) من باريس في الليلة التي سبقت اغتياله، ولم يعرف بعودته إلا أشخاص قليلون جدا بحسب مسؤولين في قوى الأمن الداخلي، إذ كان الحسن يلتزم بكثير من الحذر في تنقلاته لأنه كان يعرف أنه مستهدف، وهذا ما دفعه لإرسال عائلته إلى العاصمة الفرنسية لحمايتها من أي خطر.
مربوع القامة، مع شارب صغير في وجهه الباسم غالبا، لم يكن وسام الحسن يشاهَد إلا في المناسبات الرسمية، وقد ظل رغم الإنجازات الأمنية التي حققها على رأس فرع المعلومات، ورغم الحملات الإعلامية التي تعرض لها من خصومه، بعيدا عن الضوء إجمالا.
ولعل أبرز هذه الانجازات كشفه أخيرا مخططا للقيام بتفجيرات في مناطق لبنانية عدة، اتهم فيه النظام السوري والوزير اللبناني السابق الموقوف حاليا ميشال سماحة.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن الحسن قتل لأنه "أوقف ميشال سماحة، ولأنه من الأشخاص القلائل الذين لا يخافون أحدا في عملهم".
شبكات إسرائيل
وكان للحسن وفرع المعلومات دور مهم أيضا في كشف شبكات تجسس لحساب إسرائيل، ومجموعات متطرفة تخطط لتفجيرات في لبنان.
ويقول عنه ضباط في قوى الأمن الداخلي بأنه "رجل المهمات الصعبة"، بينما وصفته صحف لبنانية بأنه "الرجل القوي".
ولد الحسن في أبريل/نيسان 1965 في منطقة الكورة شمال لبنان، وانضم إلى معهد قوى الأمن الداخلي عام 1983، وهو متزوج وله ولدان.
كان مدير المراسم التابع لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لدى اغتيال هذا الأخير في عملية تفجير ضخمة وسط بيروت في فبراير/شباط 2005، وكان من المقربين منه، ولا يزال قريبا من نجله سعد الحريري أبرز زعماء المعارضة الحالية.
تعرض خلال السنتين الأخيرتين لحملات عنيفة من خصوم الحريري المتحالفين مع دمشق في لبنان. ورقي قبل أشهر إلى رتبة عميد، ثم رقي إلى رتبة لواء بعد مقتله.
اتهمت قوى 14 آذار (المعارضة) النظام السوري باغتيال الحسن، مؤكدة أن ذلك لن يثنيها عن مواقفها الرافضة للتدخل السوري في لبنان والداعمة للمعارضة في سوريا.
شكل الراحل مع الرائد وسام عيد -الذي اغتيل سابقاً- ثنائياً بارزاً في عملية التحقيقات في حادث اغتيال رفيق الحريري، وأظهر تعاوناً جاداً مع التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، وكشف عن أدلة وضعت سوريا وحزب الله المؤيد للنظام السوري وإيران في دائرة الاشتباه.
عمله وإنجازاته
عمل العميد وسام الحسن مديرا للمراسم في رئاسة الحكومة في عهد رفيق الحريري. وفي عام 2006 عين رئيسا لشعبة المعلومات التابعة للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
تمكن خلال الفترة ما بين 2006 و2010 من توقيف ما يزيد على 30 شبكة تتعامل مع إسرائيل.
وكان الحسن أبرز الشخصيات المرشحة لتولي منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي.
وقد تمكن من كشف مخطط التفجيرات والاغتيالات في منطقة الشمال والذي أوقف بسببه الوزير السابق ميشال سماحة.
وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2012 غيبته عملية الاغتيال عن ولديه وزوجته آنا الذين يعيشون في باريس حاليا.