يشتكي الصيادون في الصومال من سفن إيرانية تجوب المياه الصومالية من أجل ممارسة الصيد، في عملية وصفها الصيادون بأنها خرق للقانون واستغلال غير شرعي للثروة السمكية في البلاد.
وقد لاحظ الصيادون وجود 300 سفينة صيد إيرانية تمارس مهنة الصيد بين قرية جرعد ولاسقوري ضمن القرى المحاذية للشريط الساحلي في مناطق بونتلاند (شمال شرق الصومال)، وهي عملية وصفها المعنيون بأنها نهب منظم للثروة السمكية الصومالية.
وبعد تزايد الشكوى من عملية النهب المنظم التي تمارسها الأساطيل البحرية الإيرانية، نظمت رابطة صيادي مناطق بونتلاند الصومالية اليوم مؤتمرا صحفيا للحديث عن جانب من معاناة الصيادين من تحركات سفن الصيد الإيرانية التي تمارس عملية نهب الثروة السمكية في الصومال.
تدخل صارخ
وقال محمد عبدي شروع نائب رئيس رابطة صيادي مناطق بونتلاند في تصريح للجزيرة نت، إن سفن الصيد الإيرانية بدأت ممارسة الصيد غير الشرعي في المياه الصومالية منذ أربع سنوات.
وأوضح شروع أن تصعيدهم للقضية يأتي ردا على ما تمارسه السفن الإيرانية، وبعد أن ضاق الصيادون ذرعا بممارسات هذه السفن التي تمارس الصيد في مسافات قريبة جدا من الساحل البحري، وهو ما اعتبره شروع دخولا صارخا في المياه الصومالية.
وذكر شروع أن رابطته تخشى من أن يتطور الأمر ويأخذ مسارا آخر، إذ إن السفن الإيرانية تحمل أسلحة فتّاكة، وهي سفن مستعدة لخوض معارك مسلحة مع الصيادين الذين لا يملكون -حسب ما ذكر شروع- أسلحة كافية للدفاع عن مياههم التي تتعرض لانتهاكات واسعة من قبل أساطيل أجنبية تستغل ثروتهم السمكية.
وناشد العالم "المساهمة في إنقاذ ثروتنا السمكية، لأن السفن الإيرانية التي تصطاد في المياه الصومالية وجدت فرصة مواتية لنهب الثروة، وذلك في ظل غياب شبه كامل لحكومة صومالية فاعلة تقوم بمهمة الدفاع عن المياه الصومالية".
أما الصياد آدم إبراهيم محمد فيقول إن السفن الإيرانية الموجودة قرب قرية لاسقوري الساحلية قامت بسحب شباك السمك التابعة له، وذكر أن السفينة الإيرانية لم تكتف بالسحب فقط بل إنها أطلقت عليه وابلا من الرصاص، ولكنه لم يصب بأذى.
وذكر إبراهيم للجزيرة نت أنه يعمل في مهنة الصيد منذ عشرين سنة، ولم يلاحظ طيلة هذه المدة وجود سفن أجنبية تصطاد جنبًا إلى جنب مع قوارب الصيد الصومالية بهذا القدر الذي يشاهده الآن، رغم أنه كان يسمع بوجود أساطيل تهددهم طيلة السنوات الأخيرة.
وأضاف "منذ شهرين لم أعمل بسبب سحب شباك السمك التابعة لي، مع العلم بأن مهنة الصيد هي مصدر رزقي الوحيد، وأناشد الحكومة طرد السفن الإيرانية التي تمنعنا من ممارسة الصيد".
سرقة منظمة
ودقت غرفة التجارة والصناعة في بونتلاند ناقوس الخطر بسبب ما تتعرض له المياه الصومالية من تدخل أجنبي واضح، ووصفت عمليات نهب الثروة السمكية التي تمارسها الأساطيل البحرية بأنها "سرقة منظمة" للثروة السمكية الصومالية.
وفي اتصال هاتفي أجرته الجزيرة نت مع رئيس غرفة التجارة والصناعة في بونتلاند سعيد حسين عيد أفاد أن الثروة السمكية الصومالية معرضة للخطر، وأن السفن الأجنبية التي تمارس النهب ليست بسفن إيرانية فقط، مشيرا إلى وجود سفن أجنبية أخرى في المياه الصومالية.
واعتبر عيد أن ما تقوم به تلك السفن ضربة حقيقية لاقتصاد البلاد، وذكر أن مصنع حابو للأسماك ومصنع لاسقوري يواجهان معاناة حقيقية جراء عمليات النهب المنظم للثروة السمكية في البلاد.
وقال إن على الحكومة الصومالية وحكومة بونتلاند السعي من أجل طرد السفن الأجنبية من المياه الصومالية، وضمان عدم عودتها مرة أخرى حتى ينتعش الاقتصاد وتعود الحياة تدريجيا لقطاع تجارة الأسماك في الصومال.