على الرغم من التنظيم المتميز الذي تحظى به شعيرة الحج كل عام، وبأقل الخسائر، إلا ان تعطل إحدى قاطرات قطار المشاعر لعدة ساعات، حرك عددا من الخلايا النائمة لمهاجمة السعودية وان كانت الاهداف مختلفة.
أمر أمير مكة المكرمة خالد الفيصل بتشكيل لجنة بشكل عاجل لتبحث في اسباب هذا التعطل المؤقت، الذي قالت مصادر اعلامية ان سببه فوضى حجاج غير نظاميين بينما استمر القطار ناقلا أكثر من نصف مليون راكب خلال يوم امس.
لم تسجل إصابات بشرية خطيرة سوى عدة حالات اختناق لم تتجاوز 30 حالة رغم ان رسائل إلكترونية حاولت تضخيم العدد، متحدثة عن وفيات لم تحدث إلا في مخيلة من أطلق الشائعات لا غير.
وقال مسئول في اللجنة التي شكلها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة للتحقيق في أسباب التأخير الذي حدث لمجموعة من الحجاج عند بوابة محطة القطار رقم 1 و3، إن الأسباب الأولية لتأخر القطار تكمن في دخول أكثر من 150 ألف حاج من الحجاج المخالفين المفترشين إلى محطة القطار، لا يحملون تذاكر دخول، مما تسبب في ارتداد الحجاج النظاميين وتراكمهم أخيراً داخل المحطات وحدوث التزاحم والتدافع.
واضاف في تصريح بثته وكالة الانباء السعودية "إن اللجنة باشرت مهام التحقيق فور تلقي توجيهات أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية، وان ما حدث بسبب ارتداد الحجاج وتراكمهم في المحطة مما أجبر المسؤولين على إيقاف القطار وتفويج الحجاج لمدة 90 دقيقة، وهو ما تسبب أخيراً في تأخير تفويج الحجاج النظاميين، كما أضطر المسؤولين أيضاً إلى نقل كامل العدد للحجاج البالغ 680 ألف".
و بدأت الجهات السعودية المسئولة التحقيق في حادث تأخر قطار المشاعر يوم الوقوف بعرفة، تنفيذا لتوجيهات الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية الذي أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الحادثة التي تعد الأولى من نوعها منذ بدء تشغيل قطار المشاعر العام الماضي.
وكشف مسئول بوزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية سبب أزمة التكدس بقطار المشاعر التي أدت إلى تأخر القطار عن موعده وإصابة 36 حاجا، عند محطة قطار عرفة رقم 3 عند البوابة رقم 3.
وقال المهندس فهد أبو طربوش، مدير عام مشروع قطار المشاعر المقدسة في تصريح له إن أكثر من 160 ألف حاج غير مصرح لهم بركوب قطار المشاعر ولا يحملون تذاكره، تسببوا في فوضى عارمة عند بوابات المحطة، حين رفضوا المغادرة، إلا بنقلهم إلى مشعر مزدلفة، ما تسبب في تأخير كبير لتفويج الحجاج، وتدافع نتج عنه إصابة 36 حاجا، أغلبيتهم من النساء وكبار السن.
وقال المهندس فهد أبو طربوش، "في يوم وقفة عرفات فوجئنا بآلاف الحجاج غير النظاميين وغير المصرح لهم بالنقل عبر عربات القطار الـ204 والموزعة على 17 قطارا، الذين افترشوا البوابات ورفضوا مغادرتها إلا بنقلهم إلى مشعر مزدلفة".
ونقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية اليوم عن أبو طربوش، قوله إنهم باتوا مجبرين على نقل أولئك الحجاج، خاصة الذين افترشوا طريق رقم (3) في مشعر عرفة الواقعة عليه البوابات.
وأدارت السعودية أكثر من عشرين موسم حج دون حوادث تذكر.
إلى ذلك، أعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، أن قطار المشاعر الذي قامت المملكة ببنائه بتكلفة بلغت أكثر من 7 مليارات دولار، ساهم هذا العام في نقل 24% من عدد الحجاج الذين أدوا فريضة الحج والبالغ عددهم رسميا حوالي 3 ملايين حاج.
وأوضح اللواء منصور التركي أن مهمة تصعيد أكثر من ثلاثة ملايين ومائة وستين ألف حاج إلى عرفات يوم الجمعة، تمت بنجاح.
وأشار التركي، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الثالث لأعمال الحج لهذا العام الذي عقد في مقر الأمن العام بمنى، إلى أن 15% من حجاج يوم التروية الذين اتجهوا إلى عرفات من اليوم الثامن تم تصعيدهم في ظروف مثالية وكانت الطرق خالية صباح الجمعة، باتجاه عرفات.
وأفاد بأن هناك بعض الحجاج تأخروا في التوجه إلى عرفات، مرجعًا ذلك إلى اختيار الأوقات التي يتوجهون فيها إلى عرفات.
وأوضح أنه تم تنفيذ نفرة الحجاج من عرفات إلى مزدلفة واستخدمت جميع وسائل النقل المتاحة وكان المشي يمثل الدرجة الأولى والجميع شاهد الكثافة العالية من المشاة على الطرق التي تربط مشعر منى بمزدلفة ثم عرفات ذهابا وإيابا.
وأشار إلى أن القطار ساهم في نقل عدد كبير من الحجاج، حيث كان من المقرر أن ينقل 24 بالمائة من الحجاج لكن النسبة فاقت ذلك بكثير، وقال إن «بقية الحجاج تم نقلهم عبر نظام النقل بالترددية أو أسلوب النقل التقليدي الذي يعتمد على النقل بنظام الرد الواحد والردين».
وكان وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، الأمير أحمد بن عبد العزيز، قد أعلن وصول أكثر من1.7 مليون حاج من الخارج لأداء فريضة الحج هذا العام، مشيرا إلى أن عدد الحجاج القادمين لهذا العام نقص عن العام الماضي بنسبة 40% تقريبا .
يذكر أن السعودية وقّعت منتصف يناير الماضي عقد المرحلة الثانية من قطار الحرمين البالغة تكلفته حوالي 88.22 مليار دولار، بعد أن رسا تنفيذه على ائتلاف يضم شركات إسبانية وسعودية.