كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية اليوم عن رفض طلب تقدمت به إسرائيل إلى مصر لرفع مستوى العلاقات معها، وتجنب وزير الدفاع عبد الفتاح خليل السيسي الرد على مكالمات نظيره الإسرائيلي إيهود باراك.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي أجنبي على معرفة بالعلاقات بين القاهرة وتل أبيب قوله "العلاقات الحالية جامدة، والوضع السياسي في مصر حساس جدا، وهم لن يوافقوا على أي تغيير أو رفع للمستوى يتجاوز مستوى العلاقات الذي كان قائما في عهد مبارك".
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل "تبدي اهتمامها بتوسيع التعاون مع مصر وبرفع مستوى الاتصالات إلى المستوى الوزاري بين وزيري الدفاع الإسرائيلي مع نظيره المصري".
ونقلت عن مصادر إسرائيلية أن السيسي "لم يرد عدة مرات على مكالمات وصلت إلى مكتبه من مكتب باراك، الذي طلب الحديث معه. رغم أن السيسي يعرف جيدا القيادة الأمنية في إسرائيل، وباراك نفسه، إلا أنه غير معني بالحديث مع باراك بسبب الحساسية في مصر في كل ما يتعلق بإسرائيل".
كما ذكرت الصحيفة أن الخارجية الإسرائيلية تسعى أيضا إلى إجراء حوار على مستوى المديرين العامين، مضيفة أن مدير عام الخارجية رافي باراك "تقدم بطلب لمصر قبل نحو شهر لزيارة القاهرة ولقاء نظيره المصري، لكن المصريين لم يحددوا موعدا للقاء بدعوى أنهم الآن يحتفلون هناك بعيد الأضحى" مضيفة أنه "تم إلغاء أو تأجيل زيارة وفد مصري رفيع المستوى كان يفترض أن يصل إلى إسرائيل".
وحول طبيعة العلاقات القائمة بين الجانبين، قالت الصحيفة "إن جميع سفراء إسرائيل في مصر لم يفلحوا في تطوير العلاقات بين الدولتين، والتي تركزت أساسا على التعاون الأمني" مشيرة إلى أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية لم تنجح منذ محاولة اقتحام مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة وحتى الآن في العثور على مبنى جديد في السفارة، وعلم إسرائيل لا يرفرف في القاهرة".
أما عن أعضاء طاقم السفارة الإسرائيلية فقالت إنهم قلة ويعملون في مقر مؤقت ويمكثون في القاهرة ثلاثة أيام في الأسبوع فقط، دون زوجاتهم".
مخاوف
وكانت معاريف قد كتبت عقب تقديم السفير المصري الجديد لدى إسرائيل عاطف سالم أوراق اعتماده للرئيس شمعون بيريز أن سالم "يعلم ما يعلمونه عندنا وهو أنه لولا التهديدات بوقف مساعدة اقتصاد مصر لما حلم أحد بإرساله إلى تل أبيب" لكن الصحيفة لم تذكر أن تلك التهديدات أميركية بالطبع.
وذكرت الصحيفة أن السفير المصري الجديد "ليس مُعينا تعيينا شخصيا من قبل الرئيس محمد مرسي بل تم اختياره من قبل الحاكم العسكري المؤقت الذي تم إبعاده (المشير حسين طنطاوي)" مضيفة "لا تزال العلاقات معنا لم تستقر في القاهرة". وتدعو الصحيفة إلى الانتظار "إلى أن يستقر رأي الرئيس في مصر آخر الأمر على كيفية النظر إلى اتفاق السلام مع إسرائيل".
يُشار إلى أن هاجس إسرائيل هو التزام مصر ما بعد الثورة بمعاهدة السلام مستقبلا، فقد ذكرت الصحيفة أنه تزامن مع تقديم السفير الجديد أوراق اعتماده، دعوة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع إلى "الجهاد لتحرير القدس" وإشارته إلى أن "الصهاينة لا يفهمون إلا القوة".
ويُذكر أيضا أن مصر أول بلد عربي يبرم معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979 في إطار ما عرف باسم اتفاقية كامب ديفد، بيد أن العلاقات بين الطرفين دخلت مرحلة من التوتر إثر سقوط نظام الرئيس حسني مبارك وما أعقب ذلك من حوادث دامية على الحدود، فضلا عن المخاوف من بروز التيار الإسلامي في مصر. وأبدت إسرائيل قلقا بشأن معاهدة السلام بعد انتخاب مرسي رئيسا للجمهورية.