نقلت وكالة "رويترز" يوم الخميس 1 نوفمبر/تشرين الثاني أن عدد ضحايا إعصار "ساندي" في الولايات المتحدة ارتفع إلى 80 قتيلا على الأقل. وكان قد ذُكر في وقت سابق عن وقوع 72 قتيلا.
وتشير المعطيات الأخيرة إلى ان 82 شخصا لقوا مصرعهم نتيجة إعصار ساندي، وذلك استنادا إلى المعلومات الجديدة حول القتلى في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي.
وتحتل نيويورك المرتبة الأولى في القائمة السوداء، حيث يصل عدد القتلى فيها إلى 42 شخصا، وتليها نيوجيرسي بـ12 قتيلا. وارتفعت حصيلة ضحايا إعصار "ساندي" في ميريلاند إلى 9 قتلى.
ومن بين ضحايا هذا الإعصار المدمر سكان ولايات ببنسلفانيا وفيرجينيا الغربية وكونيتيكت وفيرجينيا وكارولينا الشمالية. وتعتبر ولايتا نيوجيرسي ونيويورك من الولايات الأكثر تضررا بهذا الإعصار الاستوائي.
ولم يلحق "ساندي" ضررا بالغا بولاية كولومبيا الا انه قطع اسلاك خطوط الكهرباء، ما أدى إلى بقاء حوالي 400 ألف شخص في واشنطن وميريلاند وفيرجينيا من دون كهرباء على مدار يومين.
وبعد تعليق حملته لليوم الثالث على التوالي للإشراف على عمليات الإغاثة من الكارثة رغم اقتراب موعد الانتخابات، أكد أوباما -الذي رافقه الحاكم الجمهوري لنيوجيرسي كريس كريستي- وقوفه إلى جانب المنكوبين ودعمه لهم.
ورفض أمام مجموعة من الأشخاص -الذين تم إجلاؤهم إلى أحد الملاجئ- أي بيروقراطية، مؤكدا العمل "بحيث تحصلوا على المساعدات بأسرع ما يمكن". وكان أوباما جال في وقت سابق الأربعاء على متن مروحية برفقة كريستي فوق الساحل الأطلسي للولاية المتضررة من العاصفة.
وأخذت مظاهر الحياة تعود إلى حالتها الطبيعية ببطء أمس فيالساحل الشرقي بعد انحسار العاصفة، بيد أن أكوام الدمار والحطام التي خلفتها وراءها أوضحت أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لإنجازه.
وفيما كانت العديد من البلدات والمدن على الساحل الشرقي مشلولة بعد مرور العاصفة ساندي الاثنين، استأنفت الحافلات خدمتها في شوارع نيويورك وأعلن الحاكم أندرو كومو أن حركة قطارات الأنفاق ستستأنف على نطاق ضيق اليوم الخميس.
عودة الحياة
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة المشغلة لقطارات نيويورك التي يستقلها أكثر من خمسة ملايين شخص يوميا، إن 14 خطا من خطوط القطارات الـ23 تعمل غدا بشكل طبيعي على أن يتم تشغل الخطوط الباقية خلال الأيام المقبلة.
أما مطار لاغوارديا الوطني فقد أعلنت هيئة إدارة مطارات نيويورك أنه يستأنف العمل بشكل "محدود" الخميس. ويشير آخر إحصاء إلى أن 19500 رحلة ألغيت بسبب ساندي.
كما فتح مجلس الأمن الدولي أبوابه مجددا بعدما شملته الفيضانات من "ايست ريفر".
ورغم هذا التحسن فإن أقساما كبرى من نيويورك بينها ناطحات سحاب عدة في مانهاتن بقيت من دون كهرباء في حين لا تزال المدارس مغلقة لبقية أيام الأسبوع.
وقرر مستشفى بيلفيو شرقي مانهاتن أمس إجلاء المرضى الـ500 المتبقين فيه بسبب الأضرار التي ألحقتها به العاصفة. وتعد هذه المستشفى الثانية التي تنقل مرضاها إلى مستشفيات أخرى بعدما قامت عناصر من قوات الحرس الوطني بنقل عشرات المرضى من مستشفى نيويورك الجامعي.
والحملة الانتخابية التي علقت خلال أيام العاصفة، استؤنفت في مراحلها الأخيرة استعدادا لانتخابات 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
الانتخابات مجددا
واستأنف المرشح الجمهوري مت رومنيحملته في ولاية فلوريدا التي تعتبر من الولايات الحاسمة، وقال أمام حشد ضم حوالي ألفي شخص في مطار في تامبا "إذا كان لديكم دولار أو اثنان إضافية، رجاء تبرعوا بها وأبقوا الناس الذين تضرروا من العاصفة في أفكاركم وصلواتكم".
في الأثناء قالت وزارة الطاقة الأميركية إن ثلاثة مفاعلات للطاقة النووية في شمال شرق البلاد ظلت مغلقة في أعقاب العاصفة ساندي.
كما قالت الوزارة إن ستة ملايين شخص من عملائها لا يزالون من دون كهرباء في تلك المنطقة التي غمرتها المياه. ويوجد نحو ثلثي هؤلاء في نيوجيرسي ونيويورك. وأضافت أنه بالإضافة إلى المحطتين النوويتين في نيويورك والثالثة في نيوجيرسي التي تم إغلاقها، هناك محطتان أخريان تعملان بطاقة تشغيل مخفضة.
وانتشر حوالي عشرة آلاف عنصر من الحرس الوطني في الولايات المنكوبة لمساعدة السلطات المحلية على إجلاء الناجين العالقين وإزالة الأنقاض وتقييم الأضرار من الجو، كما أعلنت وزارة الدفاع (بنتاغون).
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الأضرار الناجمة عن العاصفة ساندي تتراوح بين سبعة و15 مليار دولار.