أكد متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية التزام الرئيس محمود عباس بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وذلك في وقت تتواصل فيه الانتقادات لتصريحه في مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية أنه يريد رؤية بلدة صفد التي ولد فيها، واستدرك أنه من حقه أن يراها لا أن يعيش فيها.
وقال المتحدث الرئاسي نبيل أبو ردينة في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن حق العودة واللاجئين "هي من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الإسرائيليين مثلها مثل الحدود والمياه"، وأضاف "نحن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي أقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن ولا جديد حول هذا الموقف".
وأضاف أن "الرئيس والقيادة الفلسطينية ماضيان في التمسك بالثوابت مهما فعلت إسرائيل وجهات أخرى حليفة لها من ألاعيب إعلامية لتغيير الصورة الحقيقية إلى صورة واهمة".
وتعليقا على الغضب الذي قوبلت بها تصريحات عباس للتلفزيون الإسرائيلي وصف أبو ردينة تلك الانتقادات بأنها "زوبعة تثيرها من وصفها بأنها جهات معروفة لاستثارة الرأي العام هدفها الانقلاب على الشرعية". وقال إن مقابلة تلفزيونية "لا تعني مفاوضات"، مشيرا إلى أن هدف تلك المقابلة كان التأثير في الرأي العام الإسرائيلي.
وشدد أبو ردينة على أن "عباس والقيادة الفلسطينية لن يقبلا بدولة ذات حدود مؤقتة، ومن يقبل بدولة مؤقتة هو الذي يتنازل عن حق العودة ويضرب الثوابت الوطنية ويتسبب بكارثة للأجيال الفلسطينية القادمة"، وذلك في إشارة إلى اتهامات عباس بهذا الصدد لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي تصريحاته للتلفزيون الإسرائيلي قال عباس إنه ليس له حق العيش في بلدة صفد التي ولد فيها وطرد منها وهو طفل واحتلتها إسرائيل خلال حرب 1948.
وذكر عباس أنه يؤمن بأن دولة فلسطين تقع ضمن الأراضي التي احتلت عام 1967 بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، أما باقي الأجزاء بما فيها صفد فهي أجزاء من إسرائيل وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
انتقادات واسعة
في غضون ذلك توالت الانتقادات من مختلف القوى الفلسطينية لتصريحات عباس التي رأت فيها أطراف فلسطينية كثيرة تنازلا عن حق عودة الفلسطينيين إلى الأراضي التي أجبروا على النزوح منها بالقوة منذ عام 1948.
فقد وصف رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية تصريحات عباس بأنها خطيرة، وتحرم ملايين الفلسطينيين من حق العودة لمدنهم وقراهم التي أجبروا على تركها بالقوة، وأكد أنه "ليس من حق أي شخص كائنا من كان، أن يتنازل عن حق الفلسطينيين بالعودة لوطنهم".
وردا على تصريحات عباس كتب عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) "تصريحات السيد عباس للتلفزيون العبري مؤسفة ومرفوضة، وهي لا تعبر عن شعبنا الفلسطيني بحال من الأحوال".
من جانبه قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن اقتصار فلسطين على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عند البعض ينم عن جهل كبير لحقيقة وطبيعة الصراع في فلسطين، مؤكدا تمسك حركته "بكل ذرة تراب في فلسطين التاريخية".
وأضاف شهاب "بالنسبة لنا يافا وصفد وحيفا وعكا والمجدل وباقي المدن الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 نطالب بها قبل قطاع غزة والضفة"، وشدد على أنه "لا أحد يستطيع أن يسقط هذا الحق، ولا أحد يستطيع أن يسقط حق العودة، وإن من يقولون غير ذلك إنما يريدون إسقاط هذا الحق، ولكننا لن نسمح لهم بذلك".
كما استنكرت عضو المكتب السياسي لالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار تصريحات عباس معتبرة أن هذا الموقف لا يعبر عن طموح وثوابت الشعب الفلسطيني.
حق الانتفاضة
من جهة أخرى استهجنت جرار تصريحات لعباس في نفس المقابلة قال فيها إنه لن يسمح باندلاع انتفاضة ثالثة، مشددة على أنه لا أحد يستطيع كبح جماح غضب الفلسطينيين واندلاع انتفاضة جديدة طالما أن الاحتلال موجود ومستمر في عدوانه وسياساته.
وأضافت جرار "المقاومة بكافة أشكالها كانت وما زالت هي وسيلة الشعب الفلسطيني في صراعه المرير ضد الاحتلال من أجل نيل حقوقه واستقلاله".
كما انتقدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة تصريحات عباس بشأن الانتفاضة، مؤكدة أن اندلاع أي انتفاضة يأتي لنداء الوطن والمقدسات، ولا يحتاج لإذن من أحد.
وشددت على أن فلسطين "من بحرها إلى نهرها" الوطن الفعلي لشعبنا الفلسطيني ومن حقه العودة إلى أرضه التي هجر منها غصباً بقوة الإرهاب الإسرائيلية، وأضافت أن "حق العودة لا يسقط بالتقادم ولا بالتفاوض، فأرض فلسطين وقف إسلامي لا يجوز التفريط أو التنازل عن شبر واحد منها".