اعتبر رئيس المنتدى العربي للدراسات الباحث نبيل البكيري ، إحياء جماعة الحوثي لما يسمى بعيد الغدير، إعلان حرب على اليمن وتحدياً صارخاً لإرادة اليمنيين ونظامهم السياسي.
وقال نبيل البكيري في تصريح لـ"أخبار اليوم": لاشك أن احتفائية الغدير ليست سوى احتفائية سياسية، وظاهرة جديدة على المجتمع اليمني عموماً و الزيدية كمذهب تحديداً، تلك التي يدعي الحوثي تمثيلها، والنطق باسمها، هذا عدا عن أن الاحتفالية بهذا الشكل المستفز بالسلاح و العنف هي بمثابة إعلان حرب و تحد صارخ لإرادة اليمنيين ونظامهم السياسي الجمهوري الذي ارتضوه خياراً لا رجعة عنه منذ خمسين عاماً.
وأحيت جماعة "الحوثي" أمس السبت، ما يعرف لدى الجماعة ب"عيد الغدير" المستمد من طقوس تحييها إيران، كما قامت باستحداث نقاط تفتيش في عدد من شوارع العاصمة صنعاء.
وأشار البكيري – وهو باحث في شؤون الجماعات المسلحة- إلى أن الاحتفال بالغدير لا يعدو كونه احتفاء بمناسبة سياسية متلفعة بعقيدة كاذبة، لا تكتفي بكذبها وتدليسها على ألسنة الرواة والمحدثين، بل الأخطر فيها أنها تريد تحريف دين بكامله وتحوله إلى إرث عائلي أسري سلالي،، يصور أن الله ما خلق الكون وأرسل الرسل وختم الرسالة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا من أجل الإمام علي وذريته، وهذا تناقض فاضح مع كبريات مقاصد الدين والتشريع حد قوله البكيري- رئيس المنتدى العربي للدرسات-.
وحسب البكيري فإنه من حق أي طرف كان أن يحتفل بما أراد من مناسبات وشعائر تخصه ومذهبه، ولكن ليس لهذا الطرف أن يحتفي بإرث عقائدي يسعى لتحقيقه والعودة باليمن قروناً إلى الخلف من المعاناة؛ "الظلم والقهر والاستبداد والاستحمار" باسم الله والدين والإسلام.
وقال البكيري: الغريب والعجيب في الأمر كله، هو أن هذه الاحتفالية التي يقولون أنها احتفائية بعيد الولاية للإمام علي هي تضرب وتثلم من مكانة الإمام علي و شخصيته الكارزمية العظيمة، بتصويره على أنه كان إنساناً جباناً وخوافاً لم يجرؤ على الدفاع عن حقه في الولاية والحكم، وأنه اضطر أن يعيش جزءاً من حياته كمنافق يضمر ما يؤمن به، وحاشا وكلا أن يكون الإمام علي بهذه الصورة التي يروجونها في هذه الاحتفالية السياسية، التي يريدون من خلالها أسر قلوب الجهلة ليتعاطفوا معهم في تحقيق مصالح دنيوية قذرة، لا يستطيعون تحقيقها إلا تحت ستار الدين والمذهب.
وعمد الحوثيون على استحداث نقاط تفتيش في عدد من شوارع صنعاء، فيما شددت السلطات اليمنية من إجراءاتها الأمنية في عدد من المحافظات، خصوصاً في العاصمة صنعاء، تحسباً لأي حوادث قد تشهدها احتفالات الغدير.
ووزعت جماعة الحوثي أسلحة وأموالاً على زعماء قبائل ووجاهات عشائرية واجتماعية وفضت إتاوات ومبالغ مالية على المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها من أجل إنجاح احتفالات الغدير وحشد جموع غفيرة من المواطنين في توجه لاستعراض القوة.
ونقل المصدر عن مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي وزعت الأسلحة والأموال على زعماء قبائل ووجاهات عشائرية في توجه يرى فيه "استعراض عضلات" وبعث رسائل تتراوح بين تحدي الأطراف الداخلية المناوئة للحوثيين ورسائل خارجية مطمئنة للحلفاء، خصوصاً إيران التي تتهمها السلطات اليمنية بتقديم كافة أنواع الدعم المادي والعسكري والسياسي للحوثيين.