arpo37

المعارضة السورية توحد صفوفها وتتفق على إنشاء اتلاف وطني

وقعت أطياف المعارضة السورية المجتمعة في العاصمة القطرية الدوحة، بالأحرف الأولى على تشكيل "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" بحيث يضم أطياف المعارضة السياسية والحراك الثوري والتشكيلات العسكرية بالداخل. وذلك بعد أيام من المفاوضات الشائكة.

وذكرت قناة الجزيرة عن مراسلها أن الائتلاف الجديد اتفق على تشكيل حكومة انتقالية بعد حصوله على الاعتراف الدولي. كما سيدعو الائتلاف إلى مؤتمر وطني عام عقب سقوط النظام السوري، ومن ثم يتم حل الائتلاف والحكومة. وأضاف المراسل أن المجلس الوطني السوريسيمثل بـ22 مقعدا من أصل ستين هو عدد مقاعد الائتلاف الجديد.

ويستمر النقاش اليوم بشأن تفاصيل هذا الائتلاف الجديد بحيث يشمل هيئة قانونية إضافة إلى مسألة توحيد المجالس العسكرية المقاتلة. كما سيختار المجتمعون رئيسا للائتلاف الجديد ونائبا له.

وقال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني للصحفيين في الدوحة "تم التوقيع بالأحرف الأولى وبالإجماع على اتفاق تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، مشيرا إلى أن توقيعا احتفاليا رسميا على الاتفاق سيتم مساء اليوم في الدوحة بحضور شخصيات عربية ودولية.

وقد تم الاتفاق على تشكيل هذا الائتلاف على أساس مبادرة تقدم بها المعارض البارز رياض سيف بدعم من واشنطن وعدة دول، وسينتج عنه هيئة قيادية تنفيذية للمعارضة وحكومة مؤقتة فضلا عن توحيد المجالس العسكرية في الداخل تحت لواء الائتلاف.

وكانت قوى المعارضة بدأت الخميس محادثات شائكة لتوحيد صفوفها، واصطدمت هذه المحادثات خصوصا بتحفظات المجلس الوطني السوري الشديدة الذي كان يرفض تجاوزه أو تصفيته ويخشى أن تكون المبادرة محاولة لتذويب المجلس -الذي يعد الكيان الرئيسي للمعارضة- داخل كيان جديد.

من جانبه قال المعارض السوري عن تجمع أحرار سوريا زياد أبو حمدان لوكالة الصحافة الفرنسية إن اللجان الفنية ولجنة الصياغة لا تزال تعمل على استكمال النظام الأساسي "للائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة"، مؤكدا أنه لم يعد يوجد أي خلاف الآن حول الاتفاق.

وأشار أبو حمدان إلى أنه يجري الآن البحث في نقطة الحكومة الانتقالية ما إذا ستكون بالتوافق أو بالانتخاب، كما تم الاتفاق -حسب نفس المصدر- على توحيد المجالس العسكرية تحت غطاء سياسي ووصف ذلك ب"الخطوة المهمة جدا لتوحيد المعارضة".

الاجتماع والضغوط
وكانت أطياف المعارضة السورية استأنفت صبيحة اليوم اجتماعاتها في الدوحة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل هيئة معارضة موحدة تقود المرحلة المقبلة من المواجهة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وعقد مندوبو فصائل المعارضة، ولا سيما المجلس الوطني السوري، جلسة محادثات بعد الظهر في أحد فنادق الدوحة.

وقال القيادي في المجلس الوطني السوري أحمد رمضان لوكالة الصحافة الفرنسية إن أهم نقاط الاتفاق لقيام ائتلاف بين المجلس الوطني وقوى المعارضة الأخرى هو "العمل على إسقاط النظام وعدم الدخول في أي حوار" معه، مشيرا إلى أن "الائتلاف سيعمل على توحيد المجالس العسكرية" التي تحارب جيش النظام داخل سوريا.

وجاء هذا الاتفاق بعد ضغوط عربية وغربية على المجلس الوطني السوري الذي كان يتحفظ على هذا الاتفاق، وفي هذا السياق قال القيادي في المجلس الوطني السوري سمير نشار إن "ضغوطا دولية هائلة" مورست على المجلس من أجل القبول بالاتفاق، مشيرا لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن المجلس طلب مهلة ساعات لدراسة بعض التفاصيل.

ولكن رياض سيف صاحب المبادرة نفى وجود ضغوط وقال "لا أعتقد هذا لكن لدى الإخوان مشكلة وقت فقد كانوا منشغلين بانتخابات قيادة جديدة للمجلس الوطني (انتهت مساء الخميس) في حين أن الأطراف الثانية تناقش الموضوع منذ يوم الخميس".

وذكرت مصادر من المعارضة السورية أن المسؤولين من قطر -الراعية للمحادثات- ومن دول أخرى مثل الولايات المتحدة وتركيا والإمارات، عقدوا لقاءات جانبية مع المعارضين للتقريب بين وجهات نظر المجلس الوطني السوري وباقي فصائل المعارضة المؤيدة لـ"هيئة المبادرة الوطنية السورية".

وكان الرئيس الجديد للمجلس الوطني جورج صبرة قال في وقت سابق في أول مؤتمر صحفي له بعد انتخابه، إن "المجلس الوطني أقدم من المبادرة السورية أو أي مبادرة أخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب إلى مشروع وطني وليس مطلوبا من أي جهة الانضواء تحت لواء جهة أخرى".

زر الذهاب إلى الأعلى