اعتبر الخبير في الشؤون الفلسطينية والعربية المصري الدكتور سمير غطاس أن الأوضاع في سيناء مرشحة للمزيد من تفاقم العنف، مرجعاً ذلك لعدة أسباب منها تورّط الحرس الثوري الإيراني في عمليات تهريب السلاح إلى مصر، وتبعات مثل هذا التسييس.
وفي دراسة أعدها لمعهد العربية للدراسات والتدريب شرح د. غطاس أن تطوراً نوعياً طرأ على عمليات تهريب السلاح إلى مصر، مضيفاً أن هذا الأمر لا يتعلق فقط بالكميات الهائلة من الأسلحة التي تتدفق عن طريق التهريب إلى مصر، رغم ما تنطوى عليه الكمية من مؤشرات.
وحذر من أن الخطورة تنبع من التسييس الذي تصطبغ به عمليات تهريب الأسلحة بعد أن تسلّم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني المسؤولية المباشرة عن تهريب السلاح من السودان وليبيا إلى مصر.
اعتراف البشير بتهريب السلاح من السودان
وكان الرئيس السوداني عمر البشير اعترف في مقابلة صحافية نشرتها جريدة "الخليج" الإماراتية في 27 ابريل/نيسان 2012، بحقيقة وجود عمليات منظمة لتهريب السلاح إلى مصر، مؤكداً أنه لا يستطيع أن يمنعها.
وذكّر غطاس بأن إسرائيل قصفت مواقع وقوافل تهريب الأسلحة داخل السودان أربع مرات على الأقل، فيما تضمن تقرير نشرته جريدة "الأهرام" المصرية في الأول من أغسطس/آب 2012 خبراً يفيد بأن الطيران الحربي المصري تولى هو الآخر قصف قافلة أخرى لتهريب السلاح من السودان إلى مصر، وأن مصر أبلغت السودان غضبها من استمرار عمليات تهريب السلاح هذه.
وشدد على أن ما يضاعف من خطورة عمليات تهريب الأسلحة المسيّسة هو التركيز في الآونة الأخيرة على تهريب أسلحة نوعية وثقيلة إلى داخل مصر للجماعات الممولة والموالية لإيران.
التهديد بإعادة احتلال سيناء
واعتبر أن من شأن استخدام هذه الأسلحة في سيناء بالذات تزويد إسرائيل بما يلزمها من ذرائع لتوريط مصر في الحرب الإقليمية القادمة، وقال إنه ورغم محدودية الخسائر التي لحقت بإسرائيل من عمليات هذه الجماعات في سيناء فإنها تتذرع بها لإطلاق حملة دعائية حول انتشار تنظيم القاعدة وجماعات الجهاد العالمي في سيناء.
وتوقع غطاس أن تتذرع إسرائيل بهذه العمليات لتنفيذ سياسة ما يسمّى "المطاردة الساخنة" خلف الحدود داخل سيناء بدعوى عجز القوات المصرية عن وقف مثل هذه العمليات، محذراً من أن الأمر قد يصل إلى التهديد بإعادة احتلال سيناء أو احتلال شريط حدودي لإقامة منطقة عازلة.
كما تطرق إلى سيناريو تلتقي فيه مخططات كل من إيران وإسرائيل ويعمل على توريط مصر في الحرب الإقليمية التي يمكن أن تنشب على خلفية النزاع بينهما، معتبراً أنه من الممكن أن تكون الجماعات السلفية الجهادية في سيناء الأداة التي توفر الذرائع لتوريط مصر في مثل هذه الحرب.