أقيم بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء اليوم احتفال بمناسبة مرور عام على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في اليمن المزمنة بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوةورئيس مجلس الشورى عبدالرحمن محمد علي عثمان وأمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني والمبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر وعدد من الوزراء والمسؤولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى.
وفي الاحتفال ألقى الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية كلمة، أعرب فيها عن أحر التهاني والتبريكات بمناسبة مرور سنة على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي شكلت البداية الحقيقية للخروج من دائرة العنف واحتمالات الحرب الأهلية الطاحنة التي كانت نذرها ومقدماتها تلوح في الأفق.
وقال:" لا شك بأننا جميعا عايشنا ونتذكر تلك الفترة الصعبة التي مرت بها بلادنا عندما كانت العاصمة صنعاء مقسمة إلى ثلاث مناطق نفوذ و كانت بالفعل قد بدأت المواجهات المسلحة داخل العاصمة وفي مدينة تعز كما كان يؤشر بقوة على إمكانية اتساعها في بقية المحافظات".
وأضاف:" كان هناك الكثير من القضايا الشائكة التي كان من السهل أن تتحول إلى مواجهات مسلحة أي أن البلاد كانت مرشحة وبقوة للتحول إلى نموذج ربما أسوأ من النموذج الصومالي إضافة إلى أن الخدمات كانت قد وصلت إلى أسوأ حالاتها، فالكهرباء شبه معدومة المشتقات النفطية والإعمال التخريبية كانت قد وصلت إلى ذروتها، وبالإضافة إلى تفجير أنابيب النفط والغاز وخطوط الكهرباء، وانتشرت أعمال السرقة والتقطعات وبرزت مشكلات الانفلات الأمني بأخطر صورها ".
وتابع الأخ الرئيس :" ليس من المبالغة القول بأن تلك الفترة كانت من أخطر الفترات التي مرت بها بلادنا على الإطلاق في تاريخها المعاصر،ومن هنا تأتي أهمية الوقوف والتأمل في هذه المناسبة، مناسبة التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي كانت بمثابة طوق النجاة الذي جنب اليمن الدخول إلى المصير المجهول ".
وقال:" لقد استشعرت كل القوى الوطنية خطورة تلك الأوضاع المتردية وقدمت تنازلات كبرى حقناً للدم اليمني الغالي وحرصا على استقرار وامن ووحدة اليمن مما مهد الطريق للقبول بالمبادرة الخليجية والتوقيع عليها في 23 نوفمبر 2011م ومثلت التجربة اليمنية حالة فريدة بالنسبة للدول التي هبت عليها رياح التغيير ".
وبين أن الحكمة اليمانية تجلت في أبهى صورها واستطاع اليمنيون السيطرة على الرياح وعواصف التغيير بفضل من الله أولا ثم بجهود الأشقاء والأصدقاء وعلى رأسهم الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي بذل جهودا كبيرة لتجنيب اليمن ذلك المصير المأساوي.
واستطرد قائلا :" لم يقتصر دور الأشقاء على تقديم المبادرة الخليجية بل أنهم ساندوا اليمن وساعدوا على مستوى تزويده بالمشتقات النفطية خلال تلك المرحلة والمساعدات الغذائية، كما لا ننسى دور أصدقائنا من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الأوروبية وسائر الدول الصديقة التي ساندت المبادرة الخليجية وأجمعت بشكل غير مسبوق على رعاية اليمن وتجنيبه ويلات الصراع وأصرت في حالة إجماع دولي وإقليمي نادر من خلال قراري مجلس الأمن 2014و2051 على توفير كل عوامل النجاح للمبادرة الخليجية حتى أصبحت بنودها حقيقة واقعة وملموسة ".
وأعرب الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي عن الشكر والتقدير للأشقاء والأصدقاء باسمه شخصيا وباسم الشعب اليمني وكافة مؤسساته حيث ستظل تلك المواقف محل تقدير واعتزاز في الذاكرة الوطنية.
وأضاف :" وبتوقيع المبادرة وآليتها التنفيذية دخل اليمن مرحلة جديدة تتسم بالعمل على بناء حاضر ومستقبل جديد لهذا البلد الذي عانى الكثير، فقد تشكلت حكومة الوفاق الوطني وأنجزت برنامجها وحظيت بموجبه على ثقة نواب الشعب، كما سرنا نحو الانتخابات الرئاسية المبكرة لننجز أول عملية تداول سلمي للسلطة في تاريخ اليمن المعاصر والذي تحملنا بموجبها مسؤولية قيادة الوطن في تلك الفترة الصعبة والاستثنائية في ظل إقبال شعبي على التصويت منقطع النظير أصاب كل المراقبين بالذهول نتيجة لما رأوه من إرادة شعبية يمنية قوية للجنوح نحو السلم وانجاز عملية التغيير بوسيلة حضارية راقية من اجل استكمال السير نحو تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية والشروع في تحقيق آمال وتطلعات الشعب في التغيير والبناء والإصلاح".
وتابع الأخ الرئيس قائلا :" كانت أهم الأولويات بالنسبة لنا تتمثل في نزع فتيل الصراع ووقف المواجهات العسكرية التي كانت قد اندلعت هنا وهناك وتوفير الخدمات المعدومة من مياه وكهرباء ومشتقات نفطية وفتح الطرق للمواطنين وإزالة مظاهر الحرب المتمثلة في المتاريس والخنادق التي قسمت العديد من المدن والعمل على إعادة التوازن السياسي والاقتصادي والأمني لحياة المواطن".
وأوضح أن حكومة الوفاق قد نجحت نجاحا باهرا بالنسبة للظرف الاستثنائي البالغ الخطورة الذي جاءت فيه ونحثها على مزيد من الإنجاز والعمل بروح الفريق الواحد وتغليب المصالح الوطنية على ما عداها من مصالح ضيقة فالظرف الحالي لا يحتمل المزيد من المماحكات والمكايدات والمواجهات الإعلامية التي تعتبر من العوامل المعيقة للتسوية السياسية والمحبطة لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية خاصة أننا لا بد أن نعمل على تهيئة الأجواء والمناخات الصحية والاستحقاق الوطني الهام المتمثل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يعول عليه أبناء شعبنا وأشقائنا وأصدقائنا لرسم معالم المستقبل المشرق بإذن الله.
وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على الالتزام بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها المحدد، كما جدد الدعوة لإطراف العمل السياسي على الحوار الصادق والمخلص باعتباره السبيل الأمثل لتجاوز الصعاب وحل الخلافات القائمة.
وقال :" لنشمر على السواعد معا صوب المستقبل يحدونا الأمل والإرادة الصلبة لاستكمال مسيرة البناء والإعمار على كل المستويات، وان نهج الوفاق الذي ارتضيناه خيارا لا بديل عنه سيظل ملزما للنهج الديمقراطي ليقود الوطن صوب آفاق التقدم والازدهار والنماء بعزيمة كل أبنائها الشرفاء عزيمة المحبين لأوطانهم المؤمنين بقضاياهم المتطلعين للمستقبل الواعد والوضاء ذلك هو رهاننا، رهاننا على كل رجالات وأبناء هذا البلد الشرفاء والمخلصين لان الوطن لم يعد يحتمل مزيد من الأزمات وهو ما يجعلنا ندعو الأحزاب السياسية وبالذات الموقعة على المبادرة الخليجية على طي الخلافات والارتقاء بعلاقتها إلى المستوى الذي يليق بالثقة التي منحها لهم أبناء الشعب اليمني.
وأضاف:" نتطلع بأن تعمل الأحزاب خلال المرحلة القادمة على توفير كل عوامل الانسجام والتوافق والتناغم فيما بينها لينعكس ذلك إيجابيا على أداء الحكومة وأعمال مؤتمر الحوار الوطني خاصة إذا أدركنا حجم التحديات الجسيمة والتراكمات وعلى رأسها مشكلة الإرهاب التي استغلت أزمته الطاحنة التي مرت بها البلاد أسوأ استغلال وسعت إلى التوسع والسيطرة ونشر الدمار وثقافة العنف وتهديد الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة وما ترتب على ذلك من أضرار بالغة على حياة مواطنينا واستقرارهم وأمنهم المعيشي وعلى الاقتصاد الوطني ".
وأردف الأخ الرئيس قائلا :" لكننا ماضون بعزيمة لا تلين للقضاء على هذه الآفة واستئصال شأفتها وقد حقق أبطال قواتنا المسلحة والأمن بمشاركة الشرفاء من أبناء الوطن انتصارات هامة على مختلف الجبهات ونحن عازمون على تطهير البلاد والتفرغ لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية كونها المشكلة الأساسية التي تولد عنها معظم ما نعانيه من مشاكل وصعوبات ".
وقال :" على الرغم من أن أكثر الأولويات إلحاحا هو تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية فإن عجلة الإصلاحات في الجهاز المدني قد بدأت وقد شرعت الحكومة في تجفيف بؤر الفساد ومنابعه، كما أننا وبهدف تهيئة الأجواء لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل قد بدأنا في توحيد قيادات القوات المسلحة وسوف نبدأ قريبا في إعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية وبما يكفل إنهاء الانقسام وجعل هذه المؤسسة الوطنية لا تتبع حزبا أو قبيلة أو أفرادا ويكون ولائها لله والوطن والشعب".
وأضاف الأخ رئيس الجمهورية :" لقد تحملنا مسؤولية قيادة الوطن في ظرف استثنائي ومرحلة صعبة وفي ظل اقتصاد منهار بكل ما تعنيه الكلمة وقد كان التحدي الاقتصادي وما يزال من اكبر التحديات التي واجهتنا ولذلك فقد حرصنا على جلب الدعم والمعونات من الأشقاء والأصدقاء وقد تكللت هذه الجهود بالنجاح الكبير الذي فاق توقعاتنا لمؤتمري المانحين وأصدقاء اليمن في الرياض ونيويورك في جلب تعهدات مالية بما يقارب ثمانية مليارات دولار؛ الأمر الذي سيساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وإنعاش التنمية وتوفير فرص العمل وتحسين أسعار صرف العملة اليمنية بالرغم من كل التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية ".
وأكد رئيس الجمهورية المضي في طريق الوفاء والالتزام تجاه الوطن والشعب لإخراجه إلى بر الأمان وذلك باستكمال تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية التي قطعنا فيها مرحلة جيدة رغم العوائق والصعوبات التي اعترضت طريق تنفيذها.
وأعلن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في ختام كلمته باسم الشعب اليمني منح وسام الجمهورية للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، ووسام 22 مايو للوحدة اليمنية لامين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر لما قاموا به وما بذلوه من جهود جبارة طوال العام الماضي لتجنيب اليمن ويلات الصراع وإنجاز المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وإصدار قراري مجلس الأمن 2014و 2051 اللذان أكدا بما لا يدع مجالا للشك على وحدة وامن واستقرار اليمن وتوفير كل الضمانات لإنجاحها من خلال استمرار متابعتهم الحثيثة للخطوات التنفيذية في مرحلتها الأولى وهو ما يجعلنا نحثهم أيضا على الاستمرار في ذات الجهود الحثيثة لإنجاح المرحلة الثانية من المبادرة..
مؤكدا أن هذا التكريم الرمزي من الشعب اليمني والقيادة والحكومة في الجمهورية اليمنية، تعبيرا عن التقدير لكل الأشقاء والأصدقاء الذين لم يبخلوا بأي جهد لتوفير كل عوامل الأمن والاستقرار لليمن والوصول به إلى بر الأمان.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون " يسعدني جدا أن أكون معكم اليوم بعد عام تقريبا من التوصل إلى الاتفاق التاريخي للانتقال السلمي للسلطة في اليمن ".
وأضاف .. فخامة الرئيس حضرات الوفود قبل أن أتحدث عن هذه المناسبة الجليلة أود أن أشكركم بعميق الامتنان على هذا الشرف الذي أسبغتموه عليا وأن أقبل هذا الوسام بتواضع مدركا أنه تحية وإكرام للأمم المتحدة وأشكرك فخامة الرئيس على ذلك من عميق قلبي وأنا أثق في قيادتك المستمرة لرسم طريق صعب جدا يقع أمامنا و لك أن تثق فيَ وفي الأمم المتحدة وفي مبعوثي الخاص السيد جمال بن عمر وفريقه، وفي فريقنا المقيم في الأمم المتحدة، و السيد جمال بن عمر معكم جنبا إلى جنب .
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة قائلاً" إن اليمن مجتمع متعدد متنوع يتمتع بتاريخ وثقافة مدهشة في ثراها وغناها وهو بلد نشط يستحق فيه الشعب الإزدهار والاستقرار والأمن ، وقبل عام واحد فقط اقترب اليمن بشكل خطير من النزاع الواسع .
ولفت قائلا " لقد كانت حركات الشباب في الساحات تطالب بالتغيير السلمي وكانت الشوارع في صنعاء والمدن الرئيسية الكبرى مسرحا للواجهات العسكرية بما في ذلك القصف المدفعي وفي كافة أرجاء البلاد كان النزاع والاضطراب في تصاعد وكانت الحرب الأهلية تلوح في الأفق مع ما في ذلك من تبيعات لأمن المنطقة بأسرها، أما اليوم فقد عاد الهدوء إلى معظم أرجاء البلاد وأصبح بإمكان المواطنين العاديين الذين عانوا أولا وقبل سواهم وأكثر من سواهم أثناء فترة الاضطرابات أصبح بإمكانهم الآن مواصلة أعمالهم".
وأردف قائلا" فخامة الرئيس هادي إن هذا التحول كان بفضل الحكمة والشجاعة التي أظهرتها في تولي القيادة أثناء المرحلة الانتقالية ، وأهنئك على التأييد القوى الذي تلقيته في انتخابات شباط فبراير ،وأثني على جهود مجلس التعاون للدول الخليجي العربي وعلى الأمين العام الدكتور الزياني ، وكذا بمبادرة المجلس التي بدأت في وقت سابق من العام الماضي" .
وثمن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة الدور البناء الذي لعبه أعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة خاصة الدول الخمس دائمة العضوية والتي تحدثت بصوت واحد في معالجة هذه الأزمة وكذلك على جهود الأوساط الدبلوماسية في صنعاء ..
وقال " أنا مسرور للدعم المالي والسياسي الذي قدمه أعضاء مجموعة أصدقاء اليمن لهذا البلد وقد حضرت اجتماعهم المهم الذي أنعقد في سبتمبر بنيويورك ، وأود الأعراب عن تقديري لمستشاري الخاص السيد جمال بن عمر وإلى فريقه الذين لعبوا دورا مهما في مساعدتكم على التوصل إلى اتفاقية نقل السلطة والذين يساعدونك الآن في تنفيذها".
وأضاف بان كي مون" إن اتفاقية نوفمبر لنقل السلطة ساعدت في التغلب على وضع الجهود السياسي في البلاد وتخفيف وتفكيك المواجهات العسكرية في صنعاء وأجزاء أخرى في البلاد ولكن كما أتضح أيضا وبعد سنة من ذلك لم يكن التوقيع على الاتفاقية بحد ذاته نهاية للأزمة، هذه الاتفاقية مهمة لأنها توفر خارطة طريق واضحة للتحول الأعمق الذي بدأت البلاد تخوضه فكلما واجه مجتمع ما انقساما ووقف على شفير النزاع المدني تزداد الضرورة للعودة إلى الحكمة والاحترام المتبادل والتفاعل السلمي و هذه هي المبادئ التي تسلحتم بها والتي تواصلون إظهارها".
وتابع الأمين العام " إن الحريات المبينة في الاعلان العالمي لحقوق الإنسان لها أهمية مباشرة هنا أيضا ، و كما ينص البيان بأنه يجب أن تكون أرادة الشعب هي أساس سلطة الحكومة وحيثما انفصلت الصلة بين الحكومة والمحكومين فإنه يجب ومن الضروري تجديد التوافق الدستوري الذي بنيت عليه الدولة وأنتم الآن تبدؤون علمية حوار وطنيا في غاية الأهمية ويجب أن تكون هذه العملية مفتوحة للجميع بما في ذلك أولئك الذين طالبوا وتحركوا لصالح التغيير في الشوارع ولممثلي كل مناطق البلاد بما في ذلك من يواجه منهم تحديات جسيمة كما يجب أن تقود العملية أيضا إلى نتائج ذات مغزى يمكنها أن تستعيد الثقة في الدولة وأن تضمن أن مؤسساتها تعمل على أساس سيادة القانون ".
وأردف بان كي مون " أي انتقال نحو الديمقراطية يتطلب تفاعلا مفتوحا مع الماضي و اتفاقية نوفمبر تبين وبشكل صائب الحاجة إلى العدالة الانتقالية وإلى المصالحة الوطنية وأُأكد لكم أن المرحلة الانتقالية لا يمكن أن تجري فقط علي يد نصف المجتمع أذ يجب أن تلعب النساء دورا بارزا وذا مغزى في أي عملية للتغير والتحول وما بعد ذلك أيضا ومن الضروري احترام وجهات نظر وتطلعات شباب اليمن حيث يجب أن لا نغفل أن الشباب هم الذي وقفوا في طليعة من طالب بالتغيير.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة قائلا " إن المراحل الانتقالية صعبة دائما واليمن يواجه تحديات عميقة والأمم المتحدة تعمل بجد ودأب مع الشركاء الآخرين للمساعدة في التغلب على الأزمة الإنسانية الراهنة ".
مشيرا إلى إن شبح التطرف العنيف والإرهابي لم يختفي بعد وأن هناك مهام أخرى في غاية الأهمية بما في ذلك إصلاح القوات المسلحة التي تظل حاجة قائمة .. وقال " ليس من السهل لمن أعتاد على السلطة أن يدرك أن من الضرورة الآن أتاحت متسع لجهات فاعلة وأطراف فاعلة أخرى جديدة في الساحة السياسية من الرجال و النساء وستواصل الأمم المتحدة دعمها لكم لتغلب على كل هذه التحديات وبدأ مرحلة سلمية جديدة لكل أبناء اليمن".
ونوه الأمين العام إلى أهمية العمل كفريق واحد وقال " دعونا نعمل سويا وجميعا رجالا ونساء، شبابا وشيوخا لأنه يمكننا أن نحيا في مجتمع مزدهر يتمتع بحقوق الإنسان وكرامة الإنسان ".
فيما عبر أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني في كلمته عن اعتزازه بالتكريم .
وقال " إن هذا التكريم يعد تكريما لكافة أبناء دول مجلس التعاون الخليجي وجهد اخوانكم وزراء الخارجية وتوجيهات قادة دول المجلس وحرصهم على استقرار وأمن ووحدة وازدهار اليمن" .
ونقل الزياني تحيات وزراء خارجية دول المجلس وتقدير قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لليمن قيادة وحكومة وشعبا وتمنياتهم بمزيد من الأمن والاستقرار ودوام التقدم والتطور والإزدهار ويحدوهم الأمل بأن اليمن السعيد سيظل سعيداً بعون الله وقوته وبجهود أبنائه الأوفياء وحكمة شعبه المعهودة .
وأكد استمرار مجلس التعاون في دعم ومساندة مسيرة اليمن وشعبه نحو الاستقرار والسلام والتنمية .
وقال " نحتفل اليوم بمرور عام على توقيع المبادرة الخليجية التي جنبت اليمن خطر الانزلاق إلى حرب أهلية مدمرة ومنع تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في اليمن بل وحققت حلا سياسيا أدى ولله الحمد إلى انتقال السلطة بشكل سلمي وحضاري ووضعت اليمن على طريق المستقبل المأمول بإذن الله " .
وأضاف " لقد مر عام على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكان عاماً حافلاً بالانجازات والخطوات البناءة داخليا وخارجيا فعلى الصعيد الداخلي تم إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وتشكيل لجنة الشئون الامنية والعسكرية وإزالة كافة مظاهر التوتر والحواجز الأمنية وهي خطوات هامة أعادت الأمل إلى أبناء الشعب اليمني وجددت ثقة العالم في قدرة اليمن وشعبه على النهوض من جديد وتجاوز آثار الأزمة " .
وتابع " وعلى الصعيد الخارجي تم عقد عدة اجتماعات لأصدقاء اليمن في الرياض ولندن ونيويورك وعقد مؤتمر المانحين في الرياض والتي تم فيها تأكيد الدعم السياسي لليمن وحشد موارد مالية بلغت نحو ثمانية مليارات دولار تحملت دول المجلس النصيب الاكبر منها وأنجزت الحكومة اليمنية البرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية للفترة الانتقالية 2012م إلى 2014م " .
وأشار أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى أنه تم الاتفاق على تمويل هذا البرنامج عن طريق التعهدات المالية التي قدمت في مؤتمر المانحين .. منوها بأنه يجري العمل حاليا على تخصيص تلك التعهدات للمشاريع المناسبة القابلة للتنفيذ خلال هذه الفترة, بالإضافة إلى المباحثات التي عقدت بين دول مجلس التعاون والجمهورية اليمنية وأسفرت عن الاتفاق على استئناف العمل في تنفيذ المشاريع التي توقف تنفيذها بسبب الازمة وبدء تنفيذ مشاريع تنموية أخرى سبق الاتفاق عليها خلال العام الحالي تبلغ قيمتها أكثر من سبعمائة وخمسين مليون دولار يتم تمويلها من التعهدات المالية التي تم تقديمها قبل نشوب الأزمة .
وأكد أن مجلس التعاون الخليجي يتطلع إلى بدء مؤتمر الحوار الوطني المرتقب آملين أن يكون منطلقا لبحث وتدارس مختلف القضايا والملفات والمشاكل السياسية والأمنية والاجتماعية بكل شفافية وموضوعية وصولا إلى رؤية سياسية واحدة يشارك في وضعها كل اليمنيين لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في بناء دولة مدنية حديثة وتحول دون تكرار الأحداث المؤلمة التي عاشتها اليمن .
وأعرب عن شكر وتقدير مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتقديرهم لكافة القوى السياسية اليمنية التي ساندت وساطة دول مجلس التعاون عبر دعم المبادرة الخليجية وأبدت حساً وطنياً عالياً ووعيا كبيرا لوضع حد لتلك الأزمة التي نشعر الآن وبكل فخر أن الشعب اليمني قد تجاوزها بكل ثقة وعزيمة وإرادة قوية ساعيا إلى مستقبل أفضل وحياة حرة كريمة .
كما أشاد الدكتور الزياني بجهود الأمم المتحدة ممثلة بالأمين العام بان كي مون والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن جمال بن عمر وسفراء دول مجلس التعاون وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي في صنعاء، مثمناً الجهود المخلصة التي بذلوها جميعاً لإنجاح التسوية السياسية وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية.
إلى ذلك ألقى مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر كلمة في المناسبة أكد فيها أن من يستحق هذا التكريم هم القادة السياسيين اليمنيين الذين تحملوا مسؤوليتهم بشجاعة وعلى رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي فهم من تحملوا مسؤوليتهم بشجاعة لإنقاذ اليمن من مخاطر الحرب الأهلية، وقال:" إن احتفال اليوم كذلك هو تكريم للشباب الذين كان لهم الفضل ببدء مسيرة التغيير وهم من أوصلونا إلى هذا اليوم.. أتطلع الآن في أرجاء هذه القاعة بهذه المناسبة البهيجة وأشعر أننا قطعنا سوية شوطا طويلا ومهما وما انجزناه هو ما يجمعنا اليوم للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتوقيع اتفاقية نقل السلطة في اليمن ولن يكون الطريق نحو توقيع الاتفاقية معبدا بل تتطلب جهدا ومثابرة وشجاعة من جانب كل من شارك في نقل اليمن من واقع الصدام والمواجهة إلى فضاء الحوار والتوافق وبالرغم مما حققناه فان ما تطلب منا أن ننجزه كبيرا وتقف دونه صعوبات عديدة ولكننا على ثقة بان جهودنا المشتركة لدعم أبناء اليمن المتطلعين إلى مستقبل أفضل سوف يكلل بالنجاح في الأخير".
وأضاف:"دعونا نتأمل قليلا في الشوط الذي قطعناه في فبراير من العام الماضي حيث قامت فئات واسعة من الشباب المطالب بالتغيير باكتساح الساحات في كل ركن من أركان اليمن وتلى ذلك ما نعرفه جميعا من تجاذبات وصدامات وفقدان للأمن وغير ذلك مما وضع اليمن على شفير حرب أهلية شاملة وقدم بذلك مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقيادة الدكتور عبداللطيف الزياني ما في وسعة لإخراج اليمن من الطريق المسدود وإعادة السلم المفقود للبلاد ونحن جميعا نشعر بالامتنان العميق لجهوده وجهود السفراء المعتمدين في صنعاء التي لم تعرف الكلل لإنجاح المبادرة الخليجية ومع استمرار الوضع على ما كان عليه قرر الأمين العام للأمم المتحدة ببذل مساعيه الحميدة وطلب مني التوجه إلى صنعاء ثم في أكتوبر من العام الماضي أيد مجلس الأمن هذه الجهود باعتماد القرار 2014 وقد تطلب منا الأمر ثمان زيارات طويلة عملنا خلالها بجهد حثيث مع زملائنا في مجلس التعاون الخليجي ومع الشركاء الدوليين لكسر الجمود وإيجاد مخرج وتوصلنا في الأخير إلى التوقيع على الاتفاقية في الرياض خلال احتفال ترأسه خادم الحرمين الشريفين ولعل أهم ما تضمنته الاتفاقية هو دعوتها إلى عملية انتقال سياسي شامل بدلا من مجرد استبدال رئيسا بآخر".
وتابع ابن عمر:" وقد حرصنا على أن تنص الاتفاقية على جملة قضايا من أهمها:
أولا: إتباع نهج للإصلاحات الجذرية في ممارسة الحكم مع جبر أخطاء الماضي.
ثانيا: الاعتراف بدور الشباب واعتماد سبل واضحة تضمن مشاركته في العملية الانتقالية وتحقيق تطلعاته المشروعة.
ثالثا: إعطاء فرصة للشعب اليمني من اجل استعادة سيادته والتحكم في مصيره عبر إقامة نظام دستوري جديد.
وأخيرا وليس آخرا: ضمان التمثيل الكامل للمرأة في هذه العملية برمتها وتطبيق المرحلة الأولي من اتفاق نقل السلطة تم في فبراير الماضي انتخاب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في انتخابات رئاسية كانت بمثابة استفتاء شعبي على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية".
واستدرك:" لقد طوينا اليوم صفحة اقتتال بين الجماعات المسلحة المتنافسة على بسط سيطرتها على المدن وعلى الرغم من التحديات الإنسانية والأمنية التي لا تزال ماثلة إلا أن أجواء الحياة الطبيعة بدأت تسترجع في عددا من المناطق وقد اظهر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حنكة وروح قيادية قوية منذ انتخابه واتخذ خطوات شجاعة لمعالجة المسائلة الحساسة المتمثلة في توحيد وإعادة هيكلة القوات المسلحة وذلك على الرغم من محاولات كبيرة لعرقلة هذا المجهود وفي هذا السياق جاء قرار مجلس الأمن رقم 2051 ومع أن هناك شوطا لا يزال علينا ان نقطعه قبل أن يكتمل توحيد إعادة هيكلة الجيش إلا أن هذه العملية بدأت وسوف تستمر كما اننا نأمل ان كل أعضاء حكومة الوحدة الوطنية بقيادة رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة ان يواصلوا بذل جهودهم البناءة وأن يوجهوها إلى تحقيق المهام الرئيسية في المرحلة الانتقالية".
وقال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة:"يسعدني أن أشير إلى أن التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني قاربت من الانتهاء وقد أمضيت وفريقي أياما عديدة وساعات طويلة ونحن نعمل عن قرب مع اللجنة وكان مصدر الهام عميقا لنا أن الشباب والمجتمع المدني والنساء وجميع الفعاليات السياسية الأخرى الممثلة باللجنة الفنية يشاركون جميعا بروح بنائه أنها بحق بداية اليمن الجديد ان الحوار الوطني باعتباره ملكا لليمنيين ويتم تحت قيادة يمنية هو مفتاح تأمين مستقبل اليمن الديمقراطي وتحديد هوية البلاد مستقبلا لكن نجاحه يستدعي اتخاذ خطوات شجاعة لطمأنة كل أبناء اليمن بان هناك متسعا لتحقيق تطلعات وآمال الجميع وكما أبلغت مجلس الأمن مؤخرا فان العملية الانتقالية في اليمن تظل هشة والمخاطر المحدقة بها كبيرة فهي لاتزال مهدده من طرف أولئك الذين لم يستوعبوا بعد أن التغيير يجب ان يحدث ويجب أن يحدث الآن، إن اليمن يشكل المثال الحي حيث يتكلم مجلس الأمن والمجتمع الدولي بصوت واحد لإعلان دعمهما لتجربة فريدة من التغير السلمي يتعلق الأمر بعملية انتقالية قائمة على خارطة طريق واضحة عملية تتمتع بتأييد ودعم كبيرين من جانب الشعب اليمني عملية توفر فرصة لمشاركة الجميع مشاركة ذات مغزى كما تعطي الأمل في يمنا امن ومستقر ومزدهر شكرا والسلام عليكم".
هذا وقد تخلل الاحتفائية التي حضرها عدد من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى اليمن، استعراض فلم وثائقي تحت عنوان اليمن النجاة من الهاوية تناول عاما كاملا من الأزمة منذ وهلتها الأولى والمواجهات المسلحة والاحتجاجات الشبابية وصولا إلى توقيع المبادرة الخليجية وما تلاها من تنفيذ أول انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وعودة الحياة الطبيعية تدريجيا إلى سابق عهدها.