arpo27

الخامري: مستعد لشراء الأجهزة الأمنية وإعادة بنائها ومشروع التوريث حول اليمن لشركة خاصة (حوار)

شخصية اقتصادية ، كما يصفها بعض الزملاء الذين تعودوا على تصريحاته النارية وانتقاداته المستمرة لمكامن الخلل في البنى التحتية للهيكل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في النظام السابق، واليوم يفتح النار على النظام الجديد في اليمن ..

رجل الأعمال المعروف توفيق محمد علي سيف الخامري؛ الذي تحدّث وبشكل مستفيض وبصراحته المعهودة وشفافيته المفرطة عن الاوضاع السيئة والاختلالات المُربكة التي ظهرت بعد ثورة 2011م، لاسيما في المجالين الاقتصادي والسياسي، وبعضا من الهمّ الاجتماعي الموروث من النظام السابق..

توفيق الخامري رجل المفاجآت كعادته، ففي الوقت الذي طالب في تصريحات سابقة بشراء مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، طالب في هذا الحوار بخصخصة الجيش والأجهزة الأمنية، عارضا شراء بعضها، وتولي قيادة البعض الاخر..!!

في عام 2006م قدم الخامري نفسه مرشحا لرئاسة البلاد في الانتخابات الرئاسية انذاك، لاسيما بعد الاعلان الذي فجّره الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 17 يوليو 2005 بعدم رغبته في الترشُح للرئاسة مرة اخرى، وهو القرار الذي اعتبره المراقبين تكتيكا سياسيا منه لمعرفة ردود الافعال، وسرعان ماتراجع عنه فيما بعد وخاض اول انتخابات رئاسية تنافسية تشهدها اليمن..

بعد اعلانه ذاك، تعرض الخامري لعدة محاولات اغتيال كادت تودي بحياته، لكنها لم تؤثر عليه، واستمر على نفس الوتيرة والنبرة القوية العالية في انتقاد الاوضاع والاختلالات الموجودة، واليوم يطالب توفيق الخامري في هذا الحوار مع بصحيفة إيلاف اليمنية ويعيد نشره نشوان نيوز ، يطالب بتعيينه قائدا للحرس الجمهوري كونه أحق من العميد أحمد علي وأقدر على بناء الحرس من كل ابناء اليمن بمختلف محافظاتهم ومناطقهم، عكس ماهو عليه اليوم..!!

الحوار مليء بالمفاجآت السياسية والاقتصادية، لاسيما وهي تأتي من رجل يمتلك الخبرة والممارسة السياسية والاقتصادية، وله علاقات واسعة وصداقات شخصية مع صناع القرار في الداخل اليمني والمحيط الاقليمي والدولي.. فإلى تفاصيل الحوار..

عناوين:
أطالب بخصخصة الجيش والأمن ومستعد لشراء الأجهزة الأمنية وإعادة بناءها من جديد بعيداً عن المناطقية..!!
* كل القرارات التي أصدرها هادي لاتخدم اليمن بقدر ماتخدم جهة أو منطقة معينة
* لايمكن الحديث عن المواطنة المتساوية في ظل استبعاد بعض المناطق من السلطة والجيش
* اعتز اني من تعز لانها بلاد التغيير، وهي تدفع الثمن، وقد تم تهميشها سابقا ولاحقا
* على الرئيس هادي أن يفتح أبوابه للجميع، وأن يقابل الناس ويتحدث إليهم
* لن تنتهي الفترة الانتقالية في موعدها المحدد وسيتم تمديدها وستلغى الانتخابات
* علينا ان نتحاور جميعا من غير سقف وأتمنى مشاركة الحراك والحوثيين والقاعدة
* على صالح أن يعي أنه أصبح من الماضي، وهو يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه
* هناك أجندات إقليمية ودولية مختلفة في اليمن، وإذا لم نتفق فيما بيننا فسنصل إلى التدويل وستُفرض على اليمن قرارات دولية قد لايتحملها الشعب...!!
* أنا مع المصالحة ولستُ مع المحاسبة، والاموال التي نهبت في السابق ضخمة جدا
* حصل صالح على العديد من الفرص لإصلاح الوضع قبل الثورة عليه لكنه ضيعها
* مشروع التوريث هو الذي حوّل اليمن إلى شركة خاصة للرئيس السابق وأسرته
* باسندوة رجل متواضع، يقابل الناس يوميا، تتصل فيه بالليل أو النهار فيرد عليك
* هناك دول إقليمية خليجية تريد أن تُبقي اليمن في غرفة الإنعاش، وعلى المغذيات
* الخليجيون يضعون مليارات الدولارات في أذون الخزانة الأمريكية، بل تصل إلى تريليونات وهي عبارة عن مساعدات ودعم للاقتصاد الأمريكي..!!
* ما يتعرض له اليمنيين في بعض دول الخليج وخاصة السعودية شيء مؤسف
* الأجهزة الأمنية عندنا تحت الصفر، وأرى ان الحل الأمثل لها هو الخصخصة
* الرئيس هادي يعرف تماما من هم أصحاب البلوكات النفطية والفرص التجارية
* صدرت مؤخرا توجيهات عليا بشراء الطاقة من أشخاص فاسدين حتى النخاع
* العقود التي ابرمت مؤخرا لاستئجار الطاقة يمكن ان نشتري بها محطات خاصة
* اليمن القوي هو اليمن الموحد وليس المشتت، وهناك أخطاء يجب إصلاحها
* هل يمكن ان يتولى يمني من تعز قيادة الحرس الجمهوري ويكون لليمن كلها

* أهلا وسهلا بك أخ توفيق، نرحب بك ضيفا عزيزا على إيلاف، ونبدأ بالأوضاع السياسية التي وصلنا إليها، كيف ترى الساحة السياسية حاليا بعد مرور فترة قرابة عشرة أشهر على انتخاب رئيس الجمهورية، وأكثر من عام على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، هل ترى أننا نسير إلى الأفضل أم أن هناك تأخر؟
- بسم الله، أولاً أشكر صحيفة إيلاف على هذه الاستضافة، وسبق لي أن أجريت عدة حوارات معها، وكانت حوارات نارية في تلك الأيام وحُسبت لي وعليّ.
بالنسبة للوضع السياسي أنا أعتقد أن الإنسان عندما ينظر للماضي وأيام النظام السابق، كانت السنوات سيئة جدا والناس كلهم يعرفون هذا الموضوع، حتى بالنسبة لنا بالشأن الاجتماعي والاقتصادي والثقافي خلق النظام السابق شرخ كبير بين المجتمع وبين الناس، ولا يمكن أن نقارن العهد الماضي بما هو موجود الآن.
أعتقد أننا نسير إلى الأفضل وأن توجهات الرئيس عبد ربه إلى الآن توجهات مقبولة رغم أنها بطيئة جدا ولانعرف بظروف الرجل، لكن أنا ومن خلال خبرتي في الحياة، وأطمح للتغيير دائما، أقول أنه يجب أن نعطي فرصة للرجل.

* "مقاطعا" يقال أنك من ضمن جلساء علي عبدالله صالح في السابق ثم انتقلتم كرجال أعمال وسياسيين إلى جوار الرئيس هادي؟
- صحيح هذا الكلام، أنا أعرف الرئيس صالح معرفة جيدة، وهو كان رئيس الجمهورية، وأصبح الآن الرئيس السابق، وأنا سعيد أنني أسمع ولأول مرة في اليمن كلمة الرئيس السابق، لأن اليمنيين إما الكرسي أو القبر.
صحيح كنا مع الرئيس صالح وكنا ننصح ونشجع، وارجع إلى حواراتي السابقة مع إيلاف ومع عدة صحف اخرى، أنا كنت الرجل الذي قدم تضحيات كثيرة جدا في هذا الأمر. وكنت أنصح الرئيس علي عبدالله صالح أولا من النصح الشخصي، ثم انتقلنا إلى الساحة والإعلام والمقايل والجلسات. وأنا لم أنتقل إلى الطرف الآخر ولم أذهب إلى مقايل الرئيس عبد ربه منصور، لأنه لا يزال مشغول جدا ومحصور ولقاءاته ومقابلاته تقتصر على المقربين منه وأهله فقط لا غير.

* هل هذه إيجابية أم سلبية في نظرك؟
- أتمنى من الرئيس عبد ربه منصور أن يُعطي ثقة للناس جميعا، وأن يبدأ بأخذ آراء الناس جميعا ويستشيرهم جميعا. أنا أعرف أن الرجل لديه خبرة كبيرة، وكان مع الرئيس علي عبدالله صالح واستفاد كثيرا في تلك الفترة التي قضاها نائبا، والمفترض أن تلك الاستفادة تكون للمستقبل القادم.

* ماهي الاستفادة، هل هي سياسية أم مادية؟
- استفادة سياسية، ولايزال أملي به كبير بأنه يخطو خطوات كبيرة جدا لليمن، والرجل يمشي بخطوات ثابتة. مثلما قلت لك سابقا خطوات لكنها بطيئة جدا، لكن اعود واقول اننا لانعرف ظروف الرجل!!. الواضح أن أغلب القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور، الناس يتحدثون عليها بأنها غير مدروسة وأنها من مناطق معينة وحولت السلطة من منطقة إلى منطقة أخرى.

* حولها كما قيل من سنحان إلى دثينة؟
- يعني..، أنا لا أريد أن أقول أنها إلى دثينة، نحن مع التغيير ونريد اليمنيين كلهم أن يشاركوا في بناء بلدهم بغض النظر عن قربهم من الرئيس أو بعدهم منه.

* "مقاطعا" أنت تريد لكن الواقع الآن، عندما نرى القرارات الجمهورية التي تصدر سواء المعلنة أو غير المعلنة، هناك من يقول أنها تنقل الحكم من سنحان إلى دثينة، هل أنت مع هذا؟ هل استشفيت هذا من خلال القرارات؟
- لا نستبق الأحداث، يجب أن نُعطي الرئيس هادي فرصة أكبر، وفي الحقيقة كلام الناس هو هكذا داخليا وخارجيا أن الرئيس هادي وكل القرارات التي أصدرها تعتبر قرارات لاتخدم اليمن بقدرما تخدم جهة أو منطقة معينة من مناطق اليمن، وهذا شيء غلط. الأصل أن الرئيس هادي رئيس لليمن كلها وليس رئيس لمنطقة معينة. قد يمكن أن الذين من حوله أثروا عليه لكن آملي انا كرجل أعمال أن تكون قراراته لصالح اليمن وليست لصالح مناطق معينة. الآن يتم استبعاد مناطق معينة باليمن كاملة، لايشاركوا في السلطة ولا الجيش ونحن نتكلم عن الديمقراطية والمواطنة المتساوية.

* لماذا لانضع النقاط على الحروف كما يقال، هل تعني تعز؟
- أنا أعني تعز، وأنا أعتز أنني من تعز، وأعتز أن تعز هي بلاد التغيير، ونحن تم تهميشنا في السابق ونحن نُهمش من جديد، تعز هٌمشت، والحديدة هُمشت، وحضرموت هُمشت، وعدن كذلك وهو تهميش مقصود. تعز هي من طلبت التغير والآن تدفع الثمن. الآن إجماع كامل من النظام السابق وممن حولهم الذين عندهم أمراض سابقة على أن البداية هي من تعز، وهذا شيء غلط. تعز بلد التنوير والثقافة ومستعدين ان ندفع الثمن من أجل مشروعنا الكبير اليمن، مش من أجل تعز. لكن أريد أن أقول أن المشكلة أن الناس ملوا من هذه المناطقية والتعيينات من مناطق واحدة. نحن كيمنيين يجب أن نتفاءل بيمن جديد للجميع.

* ويجب على الرئيس أن يعي هذا، أليس كذلك؟
- أنا أقول أن على الرئيس هادي الذي حصل على دعم محلي وإقليمي ودولي، ولم يجد هذا الدعم أي رئيس قبله.. عليه أن يستغل هذا الدعم لمصلحة اليمن، وأنا أقول له بان عليه أن لايتردد ولا يصدق المرجفين، نحن واثقين في الرئيس عبد ربه منصور أنه سيخرج اليمن من هذا المأزق الخطير، لكن عليه أن يفتح أبوابه وأن يقابل الناس ويتحدث إليهم.

* والحال هكذا في القرارات التي يصدرها الرئيس، هل ترى أن هذا يخدم الفترة الانتقالية التي يفترض أنها تنتهي في فبراير 2012 أم أنها ستطيل الفترة الانتقالية؟
- أنا أعتقد أن اغلب هذه القرارات غير مدروسة وتمثل شخصنة للمناصب والوظيفة العامة، لكني أريد أن أقول أن الناس -وهذه ميزة لليمن- بدؤوا يتحدثون في المجالس والمقايل عن هذه القرارات وأكيد أن الرئيس هادي عليه ضغوط من توجهات أخرى.

* هل تتوقع أن الفترة الانتقالية تنتهي في موعدها المحدد؟
- أعتقد أن الفترة الانتقالية -من خلال ما كُشف حتى الآن-، لن تنتهي في موعدها المحدد، لقد بدأنا بتمديد موعد الحوار واعتقد اننا سنصل إلى إلغاء الانتخابات في 2014م.

* لا يوجد أي تصريح أو تلميح بإلغاء الانتخابات في 2014م؟
- أتمنى أن أكون مخطئ، لكن هذا ما نسير إليه، الحوار والبطء فيه وعدم الجدية فيه.

* إلى الآن لا يوجد أي تأريخ محدد لانعقاد الحوار الوطني؟
- أنا مع التأني دائما، التأني في الحوار وليس في البدء فيه، لأن الحوار سيخلق اليمن الجديد ويمن المستقبل، علينا أن نُسرع في البدء بجلسات الحوار، على اليمنيين كلهم أن يتحاورا من غير سقف، ليأتي اليمنيين كلهم وكل واحد يطرح مشروعه، وأتمنى أن أرى الحراك والحوثيين في الحوار، وأتمنى أن أرى ما يسموا بالقاعدة – إذا كانوا موجودين حقيقة- في الحوار كذلك.

* وعلي عبد الله صالح؟
- أود ان اوجه نصيحة للرئيس السابق علي عبدالله صالح بأن يكتفي بكونه الرئيس السابق ويقتنع أنه أصبح الرئيس السابق، لأن اليمن لاتتحمل مشاكل أكثر. هو من حقه أن يبقى في اليمن وهذا شيء عادي جدا، لكن عليه أن يعيد تنظيم المؤتمر الشعبي العام بقيادة جديدة، المؤتمر الشعبي العام بحاجة إلى أن يكون مؤتمر شعبي عام مثلما كان سابقا هذا هو التوازن عندما يكون المؤتمر الشعبي العام موجود.

* أيش المانع أن يشارك علي عبدالله صالح في الحوار الوطني أصلا؟
- بأي صفة.

* رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام؟
- أنا أوجه كلامي هذا إلى المؤتمريين كلهم أن يعملوا على انتخابات في المؤتمر الشعبي العام، يعملوا انتخابات جديدة.

* طيب لو فاز علي عبد الله صالح برئاسة الحزب من جديد؟
- على الرئيس علي عبدالله صالح أن يقتنع أنه أصبح من الماضي، وأصبح من التاريخ، وله سلبياته وإيجابياته والتاريخ سوف يحكم عليه. نحن الآن يجب أن ننظر إلى المستقبل ويجب أن ندعم الرئيس هادي دعما كاملا لكي تخرج البلد من هذا المأزق، علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام والحزب الحاكم سابقا يتحملوا مسؤولية ما وصلنا إليه، وعليهم أن يستفيدوا من التجارب.

* هل تدعو إلى عدم مشاركة علي عبدالله صالح في الحوار؟
- أنا أدعو إلى حد الآن أن الرئيس علي عبدالله صالح بصفته الرئيس السابق لايشارك في الحوار أبدا، لأن الاتفاقيه الخليجية واضحة رغم أني شخصيا غير مقتنع بالمبادرة، أنا أعتبر المبادرة عبارة عن تدويل وتسلط على اليمن، وكان على اليمنيين أن يكونوا أذكى من المبادرة الخليجية ويخرجوا بلادهم من هذا المأزق.

* اليمن كانت ذاهبة إلى حرب لولا المبادرة الخليجية؟
- يا أخي إلى الآن يعتبر النموذج اليمني هو أحسن نموذج في الربيع العربي، الرئيس السابق رجل اقتنع في النهاية ولم يُدخل اليمن إلى دوامة وحرب ونحن نشكر كل هؤلاء أطراف النزاع أنهم وصلوا إلى قناعة رغم الدمار الذي حصل والضرر الذي حصل، وأنا من ضمن الذين تضرروا ونعتبرها سحابة صيف.
نريد من طرفي النزاع أن يرحموا اليمن واليمنيين ويجعلوا عجلة التقدم تسير بدون تدخل في القرارات وما يحصل للبلد يوميا.

* أحدهم قال لو توفرت الحكمة في اليمنيين لما احتجنا للعامل الخارجي أن يأتي ليحكم بيننا؟
- صحيح، لو كان فيه حكمة عند اليمنيين لما اتجهنا للخارج، ولكن هناك أجندات للخارج يجب على اليمنيين أن يعرفوها تماما. أنا أعرف وعندي علاقات دولية وخليجية وعالمية وأقابل مسؤولين كبار وأمراء وشيوخ، هناك أجندات مختلفة، إذا اليمنيين لم يحلو الامر فيما بينهم سيكون في النهاية هو التدويل وستفرض على اليمن قرارات دولية قد لايتحملها الشعب اليمني. أتمنى الآن أن كل أطراف الصراع يقدموا تنازلات لبعضهم البعض من أجل إخراج اليمن من هذا المآزق، ويتعاونوا مع الرئيس عبد ربه منصور لإخراج اليمن. والرئيس عبد ربه منصور يجب أن يكون عنده طاقم كامل، طاقم رئاسي كامل وموجود ولديه مستشارين على أساس كيف تخرج اليمن من هذا المأزق وبالتعاون مع العالم الخارجي.

* هل أنت مع التصالح والتسامح بين الكل بعيدا عن المبادرة الخليجية؟
- أنا مع المصالحة ولستُ مع المحاسبة، علينا أن نفتح صفحة جديدة، وبعدين إذا فيه أشياء تخص البلد الناس يتكلموا عليها، وهذا من حق الناس فالقضاء الدولي موجود والمحلي موجود، لكن أن نستمر في تدمير البلد في مماحكات ومقاتلات فهذا غير صحيح، ويجب ان نختار إما المصالحة أو المحاسبة.

* وأنت مع المصالحة؟
- أنا مع المصالحة ولست مع المحاسبة.

* طيب والأموال التي انتزعت من الشعب اليمني وهربت إلى الخارج؟ هل أنت مع إعادتها؟
- بالنسبة لأموال الفساد أنا أعتقد أنها ضخمة جدا، ولو كان هناك دولة ونظام وقانون، لكان موجود الآن على الأقل 40 مليار دولار بالبنك المركزي، ولكن اليمن نهبت بنظام، وهددت ثرواتها وهددت كل شيء، حتى حدودها نُهبت.

* خلال فترة 33 عاما الماضية؟
- نعم خلال تلك الفترة، استنزفت اليمن ولو كان هناك توجه صحيح لكنا بخير.

* من يتحمل تبعات الفترة السابقة؟
- يتحمل هذه التبعات الرئيس علي عبدالله صالح وطاقمه الذين كانوا يحكمون ايامه، وعليهم أن يتحملوها بشجاعة ويعتذروا للشعب اليمني.

* بعض من كان ضمن طاقم الرئيس السابق انضموا للثورة؟
- نعم لكن وخير الخطائين التوابون، لماذا لا نتيح فرصة للذين راجعوا أنفسهم.

* لماذا لم نمنح الرئيس علي عبدالله صالح نفس الفرصة؟
- بعد 33 سنة!!، على فكرة علي عبدالله صالح أعطيت له فرص كثيرة وثمينة جدا لكنه ضيعها ولم يستغلها أبدا، أنا أتذكر أني كنت مرشح للرئاسة في 2006م وتعرضتُ لمحاولة اغتيالات وضرب بيتي وتعرض اخواني واولادي لاختطافات لأنني قلت أني مرشح للرئاسة فقط، ورغم أن الرئيس صالح كان يقول لي أنت من أحسن المرشحين وأنا سأدعمك.

* وكيف تم ذلك؟
- مشكلة الرئيس صالح والطاقم الذي كان معه أنهم يقولون ما لايفعلون. يتحدثوا معك في الظاهر شيء، وفي الشق الآخر يحصل غير ذلك.

* هل تستطيع تحديد السبب المباشر للثورة الشبابية السلمية العام الماضي؟
- الناس كانوا يريدون التغيير، ومشكلة اليمنيين أنهم يتحدثون في المقايل وحتى المسؤولين ويريدون التغيير، وعندما يحضروا عند علي عبدالله صالح تسمع النفاق ولايتحدثون عن الواقع، والرجل وصل في فترة من الفترات إلى أنه لم يعد يسمع لأحد، وأتمنى ألا يكرر الرئيس هادي نفس الأخطاء.

* مشروع التوريث
* يعني لايوجد سبب واحد أو مباشر؟
- اعتقد ان الذي وصلنا إلى الثورة والتغيير هو الظلم وعدم المساواة في المواطنة، وسوء الإدارة ومشروع التوريث.

* هل صحيح انه كان يعمل على توريث الحكم لابنه؟
- طبعا، كان يعمل عليه وبقوة، هذا المشروع الذي كان يعمل الرئيس السابق لاجله هو الذي حول اليمن إلى شركة خاصة لناس معينين، وأسرة معينة، والجيش كان لأسرة معينة ومناطق معينة، وأقصي من الجيش كل اليمنيين الشرفاء وكل القادة الذين كانوا يريدون عمل تحديث في الجيش اليمني..

* هل ترى ان الجيش اسري؟
- "يضحك" انا ارى انه لايوجد جيش اصلا. الذي كان موجودا في الواقع هو نظام رديات بقالب معسكرات وجيش، قادة رديات، ليس قادة جيش. الجيش يجب أن يُبنى من جديد ليكون لليمنيين كلهم. الموجودين أغلبهم كانوا قادة "رديات" ويأكلون رواتب الجنود فقط، كانت هناك معسكرات وهمية وهذا الذي اتضح الآن..

* "مقاطعا" كيف يعني جيش رديات؟
- أقصد ان هناك معسكرات وهمية تنشأ لبعض الأشخاص من الاسرة أو المؤلفة قلوبهم لكي يستلموا ميزانيات مهولة كمعاشات ومرتبات جنود غير موجودين اصلا، هل معقول ان يكون الجيش مش قادر يحمي الكهرباء، كل يوم الكهرباء تدمر والنفط يدمر، هل هذا معقول.. وأنا أوجِّه كلامي للرئيس هادي، هل معقول أن في عهد اليمن الجديد وعهد التغيير أن هؤلاء الذين أستحي أن أقول بأنهم قبائل لأن القبائل عندهم أعراف وتقاليد وقيم، يدمروا المصالح العامة للبلد ويدمروا الكهرباء والغاز والبترول، هل هذا يُعقل.

* هل تعتقد أنهم مدفوعين من طرف سياسي معين؟
- أنا لا أتهم أحدا لكن إذا كانوا مدفوعين يجب أن تكون هناك بينة، وعلى الحكومة محاسبتهم. طبعا يجب ان تنتهي هذه المماحكات السياسية ومن يعلقون تهمهم على شماعة النظام السابق، هذا كلام غير منطقي. الدولة عليها أن تستغل أجهزتها.. حكومة الوفاق تشتغل ببطء لأنها غير متمكنة، لايزال الجيش مش معها، والانفلات الأمني موجود لان هناك عناصر تريد التخريب في اليمن. لمصلحة من يريدون تخريب اليمن. هل لمصلحة اليمنيين، إنهم يدمرون اليمن.

* هل تشعر بالتوافق أصلا داخل الحكومة؟
- أنا اعتبر حكومة الوفاق مميزة، خرجنا من الفوضى والقتل والتدمير وأوجدنا هذه الحكومة.. أيهما أفضل القتل والحرب في الشوارع أو الحكومة الحالية، صحيح أن الحكومة ليست عند طموحاتنا لكن شيء أفضل من لاشيء، وبالمجمل فانا أعتبرها حكومة جيدة.

* هل ترى ان الحكومة تلبي طموحك؟
- أنا كرجل أعمال لا تلبي طموحي، ولكن أعتقد أنها حكومة وفاق بين طرفين وسيتم تعديلها. ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة رجل متواضع وجيد، يقابل الناس يوميا، ورجل يحترم الناس كلهم، تتصل فيه بالليل أو النهار فيرد عليك، هذه ميزة وواضح أنه يريد أن يفعل شيء لكنه مش قادر، طيب إذا كان رئيس الوزراء لا يقدر أن يشتغل، ورئيس الجمهورية ايضا، فأين الخلل.

* هذا هو السؤال.. أين الخلل؟
- أعتقد أن الخطأ عند الرئيس عبد ربه منصور لأن بيده الصلاحية الكاملة، صلاحية ودعم إقليمي ودولي، عليه أن يعمل التغيير بقوة، وألا يتردد. لايعلقوا فشلهم على ظروف اليمن، علينا الآن أن نحسم أمورنا، البلد تدخل في دوامة لايعلم نهايتها الا الله، والرجل عنده خبرة، ويتمتع بخبرة عسكرية كبيرة، ورجل عليه توافق كبير؛ محليا ودوليا، وأكرر، على الرئيس عبدربه منصور هادي أن يفتح أبوابه للجميع. حماية عبد ربه منصور هم الشعب اليمني، لا يوهموه بأنه معرض للإغتيال. هذا كلام غير صحيح وتلفيقات غير مبررة، الشعب انتخب الرئيس عبد ربه منصور، أنا لم أشارك في اي انتخابات نهائيا سوى هذه الانتخابات.

* كيف تلفيقات وبيته يتعرض للرصاص يوميا؟
- إذا هو يشعر بضعف عليه أن يوضِّحه للناس، أنا رئيس دولة عليّ أن أتخذ قرارات حازمة، أنا رئيس دولة.

* رئيس دولة نعم، لكن بحسب الإمكانيات المتاحة؟
- لايوجد شيء إسمه إمكانيات، الإمكانيات كلها موجودة معه، أنا معك أن التغيير سيأخذ وقت، لكنه لابد ان يتخذ قرارات حاسمة.

* إذا كان مجرد تغيير في أحد الألوية العسكرية استغرق شهرين وأكثر حتى جاء جمال بن عمر وفصل في الأمر؟
- يا أخي نحن عارفين التركيبة اليمنية، الرئيس عبد ربه منصور يتعامل بحكمة ولايريد أن يصطدم باليمينين، لكنه لو أراد لفعل، أنا أستطيع أن أقيل القادة العسكريين الذين لايريدون إصلاح البلد، والذين يعملون على الاختلالات الأمنية، الآن الطرف الآخر ينظر إلى الطرف المقابل له، ماتسمى بالمبادرة الخليجية التي نسأل الله السلامة فيها ومنها، فيها نصوص وبنود هل يُعقل أن نجلس خمس سنين لتنفيذها، لو كان هناك إدارة دولة لن تأخذ منا أكثر من ستة أشهر.

* مراكز النفوذ كثيرة وأنت تعرف بهذا الأمر؟
- أنا أعرف بمراكز النفوذ، صدقني في النهاية الوضع الدولي ليس في خدمة أصحاب النفوذ، هؤلاء سيصبحوا خفافيش في الظلام، العالم الآن كله يمثل مجهرا رئيسيا على اليمن وعلينا أن نعرف ماذا حصل في العراق وفي سوريا وليبيا.

* هل تقول هذا الشيء عندما تجلس في مقايلك ومجالس أصحاب النفوذ، هل تكاشفهم بهذه الأشياء؟
- لا أريد أن اتحدث عن نفسي، ولكني منذ أكثر من عشر سنين وأنا أكاشف الأولين والجدد، وأقول لهم يجب أن تعرفوا أن اليمن في مأزق، وشوفوا كيف تتطور الدول ومايحصل حولنا، كونوا نموذج ممتاز، لكن في بعض الأوقات المصالح الشخصية تطغى على المصالح العامة، علينا أن ننظر من زاوية المصلحة العامة وبعدين مصالحنا الشخصية، الصراع كله صراع إقليمي وصراع دولي وفيه دول إقليمية، وأنا أقول بشفافية هناك دول إقليمية وفي منطقة الخليج بالذات تريد أن تُبقي اليمن في غرفة الإنعاش، تريد أن تُبقي اليمن على المغذيات, هذا شيء مخزي وأنا أنصح دول الخليج أن يساعدوا اليمن مساعدة فعالة حقيقية.

* لماذا تريد دول الخليج أن تُبقي اليمن في غرفة الإنعاش؟ هل ستسبب ضررا عليها إذا عُظم شأنها؟
- بعض الدول الإقليمية "عايشين" في العقلية القديمة التي تقول أن اليمن يجب أن يبقى في فوضى دائمة، اليمن إذا بقيت في فوضى دائمة ليست في مصلحة دول الخليج كلها، وأنا أقول لهم أن اليمن هي امتداد للأمن القومي الخليجي بالذات والعربي بشكل عام، وعليهم أن يساعدوا اليمن مساعدة قوية جدا. ما حصل من مساعدات خليجية سابقة نشكر الملك عبدالله ودول الخليج على ما قدموه، ولكن بالنسبة لي شخصيا أعتبر ماقُدم شيئا يسيرا، وشيء لايذكر أمام ما تتعرض له اليمن.
ليهم أن يقدموا لليمن مساعدات اكبر وسريعة جدا ومن حقهم أن يعملوا مكاتب لدول الخليج في اليمن وتنفذ هذه المشاريع لنفسها إذا كان عندهم خوف من الفساد والفاسدين، لكن الانتظار في مثل هذه الأمور سيكون كارثة عليهم وعلينا.
اليوم نرى استفحال الأزمة الاقتصادية وكررها الرئيس عبد ربه عدة مرات أن هناك أزمة اقتصادية، وأنا معه أنها أزمة اقتصادية لكن ماهو الحل. يا أخي الأخوة في الخليج يقولون أن الوضع الأمني لايساعدنا، وأنا أقول صدقني لو أن هناك قرار سياسي من دول الخليج على الاستثمار في اليمن لأصبحت اليمن في وضع أمني أفضل. الاقتصاد هو الذي يُحسن الأمن.

* ترى أن هناك قرار سياسي غير معلن من دول الخليج الراعية للمبادرة بعدم مساعدة اليمن مساعدة جدية؟
- إلى الآن لن أرى اي مساعدة جدية من دول الخليج لليمن، وكل ماتم تقديمه هي عبارة عن مساعدات بسيطة لاتذكر.

* ساعدونا بالبنزين، وساعدونا في أشياء كثيرة؟
- نشكر المملكة العربية السعودية ودول أخرى في مساعدتهم لنا في البترول والبنزين، وهذا واجب عليهم، أنت انظر لدول الخليج، أنا رجل أعمال وأعرف ايش الذي يحصل في العالم، يضعُوا مليارات في أذون الخزانة الأمريكية، بل تصل إلى تريليونات وهذا معروف أنّ أذون الخزانات هي عبارة عن مساعدات ودعم تقدمها بعض الدول للاقتصاد الأمريكي، هناك العديد من الدول الخليجية والعربية التي استثمرت وساهمت في إنقاذ شركات أمريكية وأوربية كانت معرضة للإفلاس في الأزمة الاقتصادية العالمية.

* تريد ان تقول ان انقاذ اليمن أولى؟
- نعم، بلا شك إنقاذ اليمن أولى، اليونان مثلا، الاتحاد الأوربي قرر دفع 300 مليار دولار لإنقاذ اليونان، يجب ان يعمل مجلس التعاون الخليجي مشروع مارشال على ارض الواقع لإنقاذ اليمن..

* كيف يعني؟
- هناك العديد من الاليات والوسائل التي يمكن ان يعملوا بها ، مثلا يساعدونا بالنسبة للتأشيرات والدخول والتحرك فيما بييننا وبينهم، هذا مهم جدا. ما يتعرض له اليمنيين في بعض دول الخليج وخاصة في السعودية شيء مؤسف ومحزن.
اليمني يذهب مع السعودي إلى القضاء فلا يحصل على حقوقه نهائيا. يعامل اليمني على طول بأنه الغلطان.

* السعودية وإيران
* هل ترى أن اليمني يعامل بنظرة دونية من قبل النظام السعودي؟
- أنا لا أقول أن النظام السعودي، أنا أقول أن الملك عبد الله والمسؤولين الكبار عندما نقابلهم ويقابلونا يحترمون اليمنيين جدا، ولكن المشكلة في التنفيذ من قبل بعض الجهات الأمنية والحكومية، يتعاملون مع اليمنيين معاملة دونية، وأكثر اليمنيين الآن في السجون وأخذت حقوقهم ويعاملوا معاملة غير انسانية حتى في حقوق الإنسان، أنا أطالب من المملكة والملك عبدالله الرجل الذي أرى فيه الخير للمملكة أن يعمل حلا سريعا بالذات لليمنيين الذين هم الآن في السجون وحقوقهم تُهدر بمليارات الدولارات دون أي حق قانوني، نريد معاملتهم مثل المواطن السعودي كما كانوا في السابق. نريد أن يعاملونا معاملة إسلامية وإنسانية..

* أين دور وزارة المغتربين من كل ما يحدث لليمنيين هناك؟
- مازالت وزارة المغتربين تتحدث كثيرا ولاتعمل إلا قليلا، ارى ان هناك العديد من السياسيين يتكلموا عن إيران والخليجيين، واقول لهم: حسنوا معاملتكم مع اليمن حتى لايضطر ضعفاء النفوس إلى الذهاب إلى إيران.

* اين يكمن السبب في ذهابهم إلى إيران؟
- اعتقد ان العملية اقتصادية بحتة، العامل الاقتصادي أهم من العامل السياسي بكثير.

* هل تقصد: حتى لا نذهب إلى إيران؟عليهم أن يحتوونا؟
- أولا أنا لم اقل أن اليمنيين جميعا أو بشكل عام يذهبوا إلى إيران، أنا مع احتواء إيران، وإيجاد علاقات ايجابية مع دولة إيران، إيران دولة إسلامية وأنا احترمت الرئيس مرسي عندما ذهب إلى إيران، أتمنى أيضا من مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وحكومتنا أن تتعامل مع إيران بندية وتعامل جيد لحل مشاكلنا الإقليمية، لأن إيران في النهاية دولة إسلامية وعلى إيران أن تُطمن الدول العربية والخليجية، بأنها دولة إسلامية وليس لها أي أطماع وأي أهداف، لماذا لا نتعامل مع إيران بمصالحنا.

* هل زرت إيران؟
- أنا لم أزر إيران نهائيا، ولكن الأجهزة الأمنية هنا كانوا يعملوا تقارير أنني زرت إيران، وانهم عرضوا عليّ مليارات الدولارات من إيران للتمويل.

* الجيش والامن
* هذه تقارير الأجهزة الأمنية؟
- الأجهزة الأمنية عندنا مش صفر، هي تحت الصفر، كلها عبارة عن نكايات ولاتخدم البلد، هناك العديد من الاجهزة الامنية وبمسيات عدة لكن دون فائدة، الاختلال الامني كبير، لو كان هناك أجهزة أمنية هل سيُقتل الضباط يوميا بهذه الطريقة..!!

* "" ماهو الحل الامثل لاصلاح هذه الاجهزة بنظرك؟
- ارى ان الحل الامثل للأجهزة الأمنية أن تخصخص ونحن في القطاع الخاص نشرف عليها أو نشتريها ونعمل أجهزة أمنية تستطيع أن تحمي اليمنيين.

* لو عرض عليك شراء أحد الأجهزة الأمنية هل ستشتريها؟
- نعم، صدقني انني كرجل أعمال قادر أن أعمل أجهزة أمنية أفضل من الموجودة الآن، وقادر أن أعمل جيش يحمي اليمن أفضل من الجيش اليمني.

* أنت تدعو إلى خصخصة الجيش أيضا؟
- أنا أدعو إلى خصخصة الأجهزة الأمنية، على فكرة هناك أغلب دول العالم وزير الدفاع ليس ضروريا أن يكون من الجيش ويمكنك النظر إلى الدول الأوروبية، لأن منصب وزير يعتبر منصب سياسي وليس عسكري.

* هل تطمح إلى ان تكون وزيرا للدفاع؟
- أنا بصفتي رجل أعمال وجندي من الجنود اليمينين المستعدين أن نقاتل في سبيل بلادنا في أي لحظة، أتمنى أن أرى اليمن افضل من اي دولة اخرى، نحن لازلنا نسمع جعجعة ولانرى طحينا، كله خطابات ومواعيد وكلها كلام، والناس يريدون حل. الشباب شركاء في الثورة يريدون حل..

* "مقاطعا" كيف الشباب شركاء الثورة، البسوا من قاموا بها؟
- الثورة ليست محصورة على الشباب فقط. ساهمنا كلنا في الثورة، كل اليمنيين ساهموا فيها وقدمنا عشرات الملايين من الدولارات فيها، وقدمنا جماجم وأموال وقدمنا دعم وكل شيء قدمناه، لسنا بحاجة إلى أوسمة إلا من الله رب العالمين.
واريد أقول لك نحن كقطاع خاص دعمنا كثيرا، أنا دعمت من إمكانياتي ولم أحصل على أي دعم، آخر شيء الفندق، الشركة اليمنية للفنادق، خسارتنا فيها أكثر من 10 مليون دولار خلال الثورة، لم يتكلم أحد معنا وقال كم خسارتكم وايش مطالبكم.

* هل رفعتم بهذا لأصحاب الشأن في القطاع الاقتصادي؟
- ترفع لمن!!، القطاع الاقتصادي والتجاري اعتقد أنه خسر مئات الملايين من الدولارات ولا أحد تكلم مع القطاع الاقتصادي. نحن نطالب الدولة على الأقل ان يؤجلوا بعض الضرائب والرسوم المبالغ فيها، ويعملوا حلا للقطاع الاقتصادي والتجاري، لأنه قطاع متضرر جدا، من استفاد في الثورة هم تجار الحروب والنفوذ وهؤلاء معروفين، كانوا مع النظام السابق والآن أصبحوا مع النظام الجديد ويتعاملوا بكل الكروت والمصالح.

* هل تستطيع أن تسمي أسماء معينة؟
- عندي الأسماء كلها، لكني أتحفظ عليها إلى وقت اللزوم، لقد شاركوا في الحدود وأخذوا مناطق النفط كلها بتوجيهات عليا وبشروط وعندهم شركات عملاقة ولم يدفعوا عليها رسوم وكان المفروض أن اليمن تستفيد منها مليارات الدولارات.

* بلوكات النفط التي تحدث عنها حيدر العطاس؟ هل تعلم عنها شيء، أن هناك بلوكات نفطية منحها النظام السابق لمشايخ وضباط معينين؟
- نحن لانريد أن نتكلم عن أشخاص معينين، نعم منحت بلوكات نفط لرجال أعمال متنفذين ومشائخ قبائل وبعض الناس المقربين.

* ولا زالت معهم حتى الآن؟
- لازالت معهم، وبعضهم تصرّفوا فيها وعملوا بها شركات أخرى وأهدرت على الدولة مليارات الدولارات في هذا الاتجاه.

* أنتم من خلال علمكم بهذه الأشياء هل أوصلتم للجهات المختصة في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء أن هذه البلوكات لا بد أن تعود للدولة؟
- يا أخي انا اعتقد ان الرئيس عبد ربه منصور عارف تماما من هم هؤلاء الأشخاص الذين أخذوا هذه البلوكات الشخصية والذين أعطوا هذه الفرص التجارية وأهدروا مليارات الدولارات.. الرئيس يعرفهم جيدا والحكومة تعرفهم والشعب اليمني يعرفهم كامل، هذه الأسماء معروفة وهؤلاء موجودين هنا وهم انتهازيين ولا يهمهم اليمن ولا اليمني هم تجار فرص وتجار نفوذ.

* ما الذي يمنع من الكشف عنهم ومحاسبتهم الآن؟
- من حق الناس أنهم يحاسبوهم، من حق الدولة ان تحاسبهم. من حق الرئيس عبدربه منصور هادي ان يحاسبهم، كنا نتكلم في الماضي عن الفساد والفاسدين، اليوم هذا الشيء يتكرر، تم مؤخرا منح بعض الاشخاص الفاسدين مشاريع خاصة بالكهرباء، وهناك توجيهات عليا بشراء مشاريع الطاقة، بعض المشاريع أعطيت لأشخاص كلهم فساد وفاسدين، ونحن لانريد أن نكرر أخطاء الماضي. علينا أن نستفيد من أخطاء الماضي لا ان نكررها.

* هذه الايام بعد الثورة، هل يحصل تكرار لممارسات النظام السابق؟
- أنا أقول أن بعض المشاريع الأخيرة هي تكرار للماضي، وتكرار لفساد الماضي. خصوصا في مجال الكهرباء والطاقة والطرقات والشركات النفطية.
هل تعلم انه بقيمة العقود التي ابرمت مؤخرا لاستئجار الطاقة يمكن ان نشتري محطات كهرباء تكون ملك خاص لليمن..!! اليس هذا فساد؟
أرجو ان يكون هناك شفافية في التعامل مع المستقات النفطية بيعا وشراءً، وشفافية في ابرام العقود الخاصة بالكهرباء والطاقة وغيرها.. لابد ان نشعر بالتغيير.

* قبل فترة نشرت بعض وسائل الإعلام أنك من ضمن مليارديرات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، هل هذا صحيح؟
- "يضحك".. تعرف أن هذه الأجهزة الأمنية لازالت تشتغل، كانت تشتغل في السابق في الظلام، والآن يشتغلوا في النهار. أنا الحمد لله رجل أعمال معروف، وأنا أتحدى أي واحد وأنا مسؤول عن كلامي أن يثبت عليّ أني أملك أي شيء يتعلق بالرئيس السابق أو باي شخص يتبعه، أو املك اي شيء من نفوذه، بالعكس نحن خسرنا خلال الفترة السابقة أكثر من 65 مليون دولار بسبب أن لدينا وجهة نظر معينة وكنا نطالب بالتغيير في أوج قوة النظام السابقة.

* لكن حجم الثروة التي حصلتم عليها، هناك من يقول ان النظام السابق لم يكن يسمح لأحد أن يمتلكها إلا بمشاركة أو تسهيل؟
- أي ثروة تتحدث عنها، نحن معنا ثروة بسيطة، هنالك ناس أثروا وعملوا ثروات بمليارات الدولارات ولا يزالوا إلى الآن مقربين، وكانوا مقربين من النظام السابق وأصبحوا مقربين من النظام الجديد. أما نحن فثرواتنا تجارية، نحن تجار ورجال أعمال معروفين وليس لنا اي احتكاكات مباشرة بالفساد السياسي أو المالي.

* يا سيدي إذا كان النظام يقاسم طالب الجامعة بمصروفه اليومي، ورسوم الجامعة الموازي تشهد بذلك فكيف برجال الأعمال؟
- والله شوف، أنا معك هذه أخطاء كبيرة، لكن إذا استمرينا نتكلم في الماضي لن نصل إلى الحاضر، ولذا علينا أن ننسى الماضي ونبدأ بحياة جديدة.
من حق الناس أن يحاسبوا وخاصة فيما يتعلق بالأموال العامة والمشاريع العامة، التي أُخذت بنفوذ ووساطات وأنا أعرف أن هناك مشاريع كثيرة في الكهرباء والنفط هذه من حق الناس ويجب ان تعاد إلى خزينة الدولة، البلد فقير ولو عملنا اصلاح اقتصادي حقيقي لوفرنا مليارات الدولارات.

* هل كان النظام السابق يُعطي تسهيلات معينة لرجال الأعمال في الرسوم والضرائب مقابل أشياء أخرى؟
- قلت لك النظام السابق كان يعتقد أن اليمن بمقدراتها وثرواتها وشعبها ملكا له، وكان يتصرف فيها على من يريد ولأشخاص معينين، هناك ناس تجار ورجال اعمال في النظام السابق لم يستفيدوا شيء، وفيه آخرين استفادوا وعملوا مليارات الدولارات، لكن نحن نتكلم عن الوضع الحاصل.

* نجل الرئيس هادي
* عفوا هل سمعت ببعض الممارسات التي يمارسها الآن نجل الرئيس الحالي عبدربه منصور، بأنه يتصل لوزراء ومدراء عموم، ويفرض عليهم بعض التوجيهات والتعيينات، هل ترى أن هذه تخدم المرحلة، وهل لك رسالة؟
- لم أسمع عن ابناء الرئيس هادي إلا كل خير واحترام وتقدير، والحقيقة انني اسمع كلام كثير في المقايل والجلسات عن أنهم يتدخلوا في شؤون الدولة، لكن أملي ألا يكرروا أخطاء النظام السابق، وأن يكونوا مستفيدين وأكثر حصافة في مثل هذه الممارسات، وأعتقد الناس بشر في النهاية، وهم أولى برئيس الجمهورية وحاشيته، والواقع أننا نخشى أن تتكون بطانة حول الرئيس هادي مثل ما كانت بطانة الرئيس السابق ويكرروا نفس الطريقة ونصل باليمن إلى طريق مسدود.

* بخصوص شكل النظام، كيف ترى شكل النظام القادم بعد الانتخابات عام 2014م؟
- لديّ رأي وأمنية أن يكون مجلس رئاسي.

* على أي أساس؟ هو هي محاصصة سياسية ام جغرافية ام ماذا؟
- مجلس رئاسي، يشارك فيه اليمنيون كلهم ويتفقوا على كيفية طريقة هذا المجلس الرئاسي، في العالم كله العملية مشروطة بالبرامج، إذا استطاعت الأحزاب أن تقنع الناس بها، ولايخفى على الجميع شكل الصراع السياسي في أمريكا القائم بين حزبين فقط ومن يستطيع ان يقنع الناخب الاميركي يفوز، وهنا لدينا أحزاب كثيرة.

* هل ترى انه الاقرب إلى النظام الرئاسي؟
- إما مجلس رئاسي أو نظام رئاسي، واحد من الاثنين.

* ألا يناسب اليمن النظام البرلماني؟
- هناك حديث كثير حول النظام البرلماني، لكني أرى ان البرلماني سيدخلنا في متاهات لا نهاية لها.

* ليش؟
- النظام البرلماني يحتاج إلى توعية أكثر وتفعيل أكثر، ووضعنا لا يسمح بذلك.

* معروف أن النظام السابق، كان يقوم توزيع مقاعد البرلمان على الولاءات والمشائخ وغيرهم، لكن نحن نعتقد أن المرحلة القادمة سيكون غالبية المجلس من الكفاءات والقدرات، ما الذي يمنع أن يكون النظام القادم برلمانيا؟
- لكل حادث حديث، أنا اعتقد ان البرلمان الحالي سيطول أكثر وأكثر، من خلال المعطيات الحالية.

*تقصد سيتم التمديد للبرلمان الحالي؟
- نعم سيمدد للبرلمان وسيكون أطول تمديد لبرلمان في التاريخ. لأن الموجودين الآن مستفيدين من التمديد، ويريدون أن يبقوا على الحال الذي هم عليها، وهذا يعطينا مؤشر أنه لا يوجد نية للتغيير الحقيقي.

* وماذا عن شكل الحكم، هل وحدة اندماجي، حكومة فيدرالية، أم مركزية؟
- أنا أرى أن رغبة الشعب اليمني هي الوحدة الاندماجية، هناك أخطاء كبيرة جدا رافقت الفترة السابقة وعلينا أن نصلحها، وعلى إخواننا في الجنوب الحراك وغير الحراك أن يأتوا للحوار ويطرحوا شروطهم.

* الحراك أربعة أو خمسة فصائل؟
- من حقهم، هؤلاء الموجودين هل هم أغلبية للجنوب، لا يعطوا مبررات لأطراف أخرى يدخلوا في حروب طاحنة ليست في صالح الجنوب أو صالح الشمال، اليمن القوي هو اليمن الموحد وليس اليمن المشتت. أرى ان اليمن القوي هو اليمن الموحد، وعليهم أن يأتوا إلى الحوار.

* هناك من يقول ان القرارات التي يصدرها الرئيس عبد ربه منصور والتي انتقدتها قبل قليل، تصب في إصلاح القضية الجنوبية بدليل أنه يعين ما يزيد عن 90% من الجنوب لإصلاح الخلل الذي سيطر على القضية الجنوبية؟
- اثبت الشعب اليمني قاطبة انه وحدوي، نحن أثبتنا أننا وحدويون، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس القضاء الأعلى كلهم من الجنوب، وأغلب الوزراء من الجنوب، وهذا شيء عادي إذا كانوا سينقذوا البلاد ولمَ لا.
اليمن ليست للجنوب أو الشمال، اليمن للناس كلهم، لكن إذا فيه ظلم يجب أن يصحح هذا الظلم سواء كان في الشمال أو في الجنوب، لكن لانكرر الأخطاء لأنها كانت فادحة في ظل النظام السابق الذي كان يعتمد على طريقة فرق تسد.

* هيكلة الجيش
* هل ترى أن الحوار يكون قبل هيكلة الجيش، أم الهيكلة قبل الحوار؟
- أولا أنا مع الحوار، وبعدين مع الهيكلة، الحوار أولا ثم الهيكلة. لأن الجيش الموجود الذي نتحدث عنه أين هو؟ لا يوجد جيش أصلا. الانفلات الأمني يوضح لك انه لا يوجد جيش، كان يوجد عبارة عن وحدات وهمية وقادة يستلمون الرواتب وعلى الواقع لا يوجد جيش فعلي نهائيا. جيش رواتب دمر الاقتصاد كله بدون فائدة. نحن بحاجة إلى جيش معين في النوعية وليس في الكمية.

* هناك من يقول أن توحيد الجيش يساعد في حماية وإتمام الحوار، وبالتالي توحيد الجيش يسبق الحوار؟
- أنا أقول أن الحوار أهم من الهيكلة، لا اقصد أن تتأخر هيكلة الجيش، لكن اقصد ان توجد قرارات قوية بالنسبة للجيش والأجهزة الأمنية، تصب في مصلحة اليمن مش بمصلحة أطراف معينة لأن الناس كلهم يتحدثون بصوت واحد في الداخل والخارج أن القرارات الأخيرة هي لصالح جهة معينة ضد جهة أخرى وهذا غير مقبول.

* علي محسن واحمد علي
* هل أنت مع إبعاد القوتين الرئيسيتين التي تقف على أكبر قوة عسكرية في اليمن، اللواء على محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والعميد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري؟
- دعني أقول لك اولا أنهم كلهم أصدقائي، أحمد علي صديقي، واللواء علي محسن صديقي، وأنا أعتقد اللواء علي محسن عنده خبرة أكثر وكان على قرب من الناس أكثر بكثير ويحل مشاكل الناس ويحاول دائما أن يكون قريب من الناس في كثير من المواقف ولهذا كسب أغلبية الناس.
أحمد علي طلع إلى هذا المنصب بحكم أن الرئيس علي عبدالله صالح والده، لم يدخل في تسلسل عسكري، وقوة الحرس الجمهوري ليست قوة سهلة، وكان من المفترض عليه وهو صديقي أن يدخل الجيش كجندي ويتدرج إلى هذا المنصب.

* هل أنت مع إقالته مع اللواء علي محسن، أم لا؟
- الإقالة نرجعها إلى رئيس الجمهورية وهو الذي يرى مصلحة اليمن، إذا كان بقاءهم من مصلحة اليمن فيبقوا، وإذا كانوا عكس ذلك فليذهبوا غير مأسوف عليهم..

* هل بقاءهم من مصلحة اليمن؟
- بالنسبة لي هناك مبادرة خليجية، وفيها هيكلة الجيش واعتقد أن الرئيس عبد ربه منصور هو المفوض بابقاء هؤلاء الأشخاص أو ابعادهم.

* في الواقع السياسي، هل ترى أنهم يساهموا في دفع القوى السياسية أو العملية السياسية؟
- سياسيا أنا أرى أن أكون انا قائدا للحرس الجمهوري.. "يضحك" أنا آتي من تعز المظلومة، وأتولى قيادة الحرس الجمهوري، هذا شيء طيب، لأن جيش الحرس الجمهوري لليمن كلها وليس لمنطقة معينة، أو أسرة معينة، مثلما عملها النظام السابق لإخوة علي عبدالله صالح أو أبنائه وأبناء إخوانه، والحرس الجمهوري نحن نعتز فيه ولكن الموجود حاليا هو حرس مناطقي ومن منطقة معينة وقادة معينين ولا يوجدوا إلا لحراسة النظام فقط لا غير.

* الوقت داهمنا، هل بقي كلمة تريد أن تقولها؟
- أنا أوجه كلمتي إلى الأخ الرئيس عبد ربه منصور: اليمنيين والمجتمع الدولي وثق فيه، وأن عليه أن يتخذ قرارات قوية مدروسة بسرعة لإنقاذ الاقتصاد اليمني الذي هو شخصيا يتحدث عن المشكلة الاقتصادية، وثانيا عليه بالذهاب إلى دول الخليج لحل مشاكل اليمنيين وهذا الذي سيعطي الاقتصاد قوة أكبر، وعلى مجلس التعاون الخليجي أن يتعاونوا مع الرئيس هادي بإنجاح مهمته وأن يبقى اليمن مستقرا وآمنا، ويعملوا مشروع "مارشال" كما قلت في السابق وشكرا كثيرا.

زر الذهاب إلى الأعلى