مؤتمر الحوار عبوة ناسفة .. (289، 119، 157) حصص بن عمر تبشر باقتراب الانفجار في اليمن (تحليل)
بإعلان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عن حصص الأحزاب والقوى والفعاليات السياسية تكون المخاوف المثارة حول طبيعة مؤتمر الحوار وحول كونه عبوة ناسفة تنسف الأوضاع في اليمن وتنسف الثورة اليمنية.
ومنذ البداية كان الناس يتساءلون حول جدوى القيام بمؤتمر للحوار بين القوى على الساحة اليمنية يقر دستور اليمن ومستقبله بالتوافق بين الأطراف السياسية وهو أمر يعتبر مصادرة لحق الشعب في التشريع كما هو مصادرة للثورة التي قامت لإسقاط نظام عائلي أملاً في التغيير لا أملاً في اقتسام البلاد بين القوى السياسية والتي بعضها لا يعترف بالجمهورية اليمنية ولا يرفع العلم الوطني وهي قوى خارج القانون.. وهذا ليس تحاملاً، فالحوثي مسلح يسيطر على مساحات شاسعة ويرفض العلم الوطني ويسعى إلى الانقلاب أما الحراك فيرفع علم شطري انتهى في الماضي ويطالب بدولة غير موجودة على ظهر الأرض..
وزاد من لفت الانتباه إلى خطورة المؤتمر من خلال تصريحات المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي قال إن مؤتمر الحوار نقطة فاصلة يمكن أن تعود بالأوضاع إلى الصفر.. إذ كيف تعود إلى الصفر ومن المستحيل عودتها إلا أن هناك ما يشير إلى مؤامرة على الوحدة الوطنية وعلى اليمن الجديد..
والحصص التي أعلنت وحصل نشوان نيوز على تفاصيلها الدقيقة تشير إلى أن أغلبية مريحة ستكون للقوى المناوئة للثورة وللأحزاب الرئيسية المؤيدة للثورة كما هي نسبة باستطاعتها أن تقضي على وحدة اليمن وتدخله في المجهول المخيف..
ومن هنا يصبح مؤتمر الحوار الوطني أكبر تحدٍ لليمنيين في المرحلة القادمة ومهمة اليمنيين هي التساؤل حول هذا المؤتمر، ومن وضعه في آلية بن عمر مع أن المبادرة الخليجية لم تحتويه وكانت إيجابية في صيغتها العربية، كما كان معروفاً.. كما من جعل لهذا المؤتمر الحق في أن يقرر مصير اليمن؟.
الحصص المعلنة كالتالي:
112 المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه (منها 13 لحلفائه)
50 حزب الاصلاح
37 الحزب الاشتراكي
30 الحزب الناصري
40 حصة الشباب المستقل على أن تلتزم كل الفعاليات باختيار من أعضائها الشباب ما يصل إلى 145 في المؤتمر.
40 مقعداً للنساء للمرة. على أن تلتزم كافة الأطراف بتقديم من اعضائها ما يصل بالمشاركة إلى 170 عضواً في مؤتمر الحوار.
40 لمنظمات المجتمع المدني
35 الحوثيين
85 مقعداً للحراك
20 للاحزاب المشاركة في الحكومة، بواقع 4 لكل حزب وهم: حزب البعث – التجمع الوحدوي – اتحاد القوى الشعبية – المجلس الوطني – حزب الحق.
7 أعضاء لحزب الرشاد
7 أعضاء لحزب العدالة والبناء.
62 عضواً يعينهم الرئيس من القيادات والعلماء.
لو أعدنا تقسيم الأرقام السابقة وفق التوجه الحقيقي للقوى الرئيسية في البلاد تصبح كالتالي:
المجموعة الأولى:
112 المؤتمر الشعبي العام وحلفائه (منها 13 لحلفائه)
37 الحزب الاشتراكي
35 للحوثيين
85 مقعداً للحراك
20 للاحزاب المشاركة في الحكومة، بواقع 4 لكل حزب وهم: حزب البعث – التجمع الوحدوي – اتحاد القوى الشعبية – المجلس الوطني – حزب الحق
(289 ).
المجموعة الثانية:
50 حزب الاصلاح
7 أعضاء لحزب الرشاد
62 عضواً يعينهم الرئيس من القيادات والعلماء
(119) عضواً..
المجموعة الثالثة:
30 للحزب الناصري
40 للشباب المستقل
40 منظمات المجتمع المدني
7 أعضاء لحزب العدالة والبناء
40 للمرأة.
(157)..
المجموعة الأولى (289): قوى انفصالية تحمل السلاح، وأحزاب حاكمة سابقة لديها حسابات مع الثورة وملفات في الماضي.. وأغلبها نفس التوجه المضاد للثورة، أي تحالف (العائلة مع الحراك والحوثي) بحيث سيصوت كل طرف منهم لصالح ما يطرحه الآخر.. وعلى الرغم من أن الحزب الاشتراكي من القوى الرئيسية للثورة إلا أن كثير من مطالبه تتعلق بملفات الماضي الجهوية ولا ينظر لليمن كقضية واحدة.. بل يقدم نفسه لمحاولة إرضاء مطالب الحراك.
المجموعة الثانية (119): قوى إسلامية وقوى وطنية تنظر للقضية اليمنية كقضية واحدة بغض النظر عن شمال وجنوب.. وهي الأقوى على الساحة الشعبية.
المجموعة الثالثة (157): ستكون المشاركة فيها أقرب إلى مناصفة بين المجموعتين السابقتين..
ومن خلال الأرقام التقريبية السابقة.. يتضح أن أغلبية مريحة للتيار الذي يطرح تقسيم اليمن أو خطوات تمزيقية، وبالتالي يمكن أن يكون مؤتمر الحوار هو المدخل إلى جحيم من الصراعات.
ومن جهة ثانية تستطيع الأغلبية السابقة أن تفرض رأيها في القضايا المختلفة وفي الدستور الذي تحرص القوى الإسلامية على أن يكون مصدره الشريعة الإسلامية، ويطرح الآخرون عكسها ..
ومن ذلك يصبح من شبه المؤكد أن مؤتمر الحوار الوطني ليس إلا قنبلة موقوتة وأكبر رصاصة غادرة وجهت للثورة اليمنية... فالدخول إلى اليمن الجديد من بوابة جهوية ومن عناوين وقوى الماضي لا يبشر إلا ببوابة إلى جهنم تقضي على الأخضر واليابس.. ويقول الناس بعد ذلك إن الثورة اليمنية لم تبدأ حتى اللحظة ويجب أن تبدأ ضد قوى الماضي التي لا تعترف بالوطن الواحد..
والسؤال: من وضع مؤتمر الحوار في المبادرة؟
وأيضاً: هل ثار الشعب لكي يتمزق الوطن ويسلم الوطن لأعدائه؟.
أقل ما تستطيع هده الأغلبية إقراره هو الفيدرالية. وهي في الوضع الراهن خطوة نحو التمزيق!.