رفع وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول برقية تهنئة إلى الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية – القائد الاعلى للقوات المسلحة في اليمن بمناسبة العيد ال" 45 " للاستقلال الوطني .
جاء فيها :
" بعظيم الشرف والاعتزاز وفي ظل الأجواء البهيجة الغامرة يسرنا أن نرفع إليكم باسم قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وكل منتسبي القوات المسلحة أصدق وأحر التحيات والتهاني بمناسبة العيد الخامس والأربعين للاستقلال الوطني الذي أنجزه شعبنا اليمني العظيم في 30 نوفمبر 1967 محققاً الانتصار التاريخي لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ومكملاً بذلك مسيرة الخلاص الوطني من الحكم الإمامي الرجعي المتخلف والاستعمار البريطاني البغيض ، ومعيداً للوطن والشعب حقه في الاستقلال والحرية والعيش الكريم والانتقال به إلى عهد البناء والتقدم والتطور ، ومّثل هذا الانتصار استكمالاً لعملية تحرير الوطن اليمني واستعادة وحدته وعزته وامجاده .
الأخ الرئيس القائد :
" إن احتفالات شعبنا اليمني العظيم بالعيد الـ45 ليوم الاستقلال الوطني المجيد ، هو استلهام متجدد للبطولات الرائعة والتضحيات الجسيمة التي سطرها المناضلون والشهداء الميامين لثورة 14 اكتوبر المجيدة التي انطلقت شراراتها الاولى من قمم جبال ردفان الشماء وامتد لهيبها بأمتداد الساحة الوطنية حتى تكللت بالاستقلال المجيد يوم الـ30 من نوفمبر 1967م .. كما ان هذه الاحتفالات تكتسب أهمية كبيرة وبالغة كونها تأتي متزامنة مع مرور عام على التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي احيطت بكامل جهودكم العظيمة لإنجاح التسوية السياسية التاريخية و إخراج الوطن من أزماته وبحكمة نالت إعجاب وتأييد الداخل والخارج من الأشقاء والأصدقاء ولقيت ترحيباً واسعاً وطنياً وإقليماً ودولياً إذ عكست الصورة الحضارية لشعبنا اليمني الأبي وتماسكه وصموده القوي والواعي في وجه الشدائد والملمات في ظل قيادتكم الحكيمة ، وإعلائه للمصالح الوطنية الأساسية والكبرى .
الأخ الرئيس القائد :
" إن المناسبات الوطنية والأيام التاريخية تمثل لنا نحن في القوات المسلحة زاداً نستمد منه عزمنا ومثلاً نهتدي به ، لما فيه من مآثر وطنية خالدة نستلهم منها الدروس والعبر التي تزيدنا تمسكاً بقيم الثورة ومبادئها السامية ، كما أن هذه المناسبة تأتي وقواتنا المسلحة قد قطعت شوطاً لا يستهان به وحققت نجاحات كبيرة في استعادة لحمتها ووحدة ولائها الوطني وإعادة هيكلتها بفضل القرارات الشجاعة التي اتخذتموها في هذا السياق بحكمة ورؤية ثاقبة تعكس نظرتكم الاستراتيجية التي تضع في الاعتبار ان بناء قوات مسلحة حديثة وقوية لم يكن ترفاً ، ولكنه ضرورة وطنية قصوى لحماية الوطن وأمنه واستقراره وصون مسيرة التغيير السلمية التي يخوضها شعبنا في ظل قيادتكم الرشيدة وفي هذه المرحلة الحاسمة من تأريخه المعاصر.
ودوماً في كل المراحل تجدون – يا فخامة الرئيس القائد – هذه المؤسسة الوطنية العملاقة تضطلع بمهامها وواجباتها المقدسة وهي اليوم تسطر اروع البطولات في التصدي لعناصر الارهاب وقوى التطرف بكل اعمالها ومراميها الوضيعة وتحقق الانتصارات على هذه الشراذم المأفونة حتى اجتثاثها من على ارض وطننا الحبيب .لتؤكد لكم دوماً ومجدداً قدرتها على النهوض بالمهام والواجبات الدستورية والقانونية والاضطلاع بمسؤولياتها التاريخية ، مبرهنة على جدارتها في التعاطي مع الأحداث والمواقف المختلفة ، في مختلف الظروف وذلك ما أكدته في تعاطيها المسؤول والحازم وتصديها القوي لكافة أشكال الأنشطة المضرة بمصالح الشعب والوطن ومقدراته.
الأخ الرئيس القائد :
إن أبطال قواتنا المسلحة الميامين الصامدين في خنادق الشرف والبطولة وفي كل ساحات الوغى والتضحية وفي ميادين التدريب والتأهيل والإعداد ، في الثغور والجزر وموانئ وسواحل وأجواء وطن سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ليؤكدون لكم ولكل جماهير شعبنا أننا سنظل أوفياء للعهد ملتفين حول قيادتكم الامينة للوطن والشعب ، وداعمين ومؤيدين بقوة خطواتكم الحكيمة على طريق تأمين ونجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي يؤمل فيه شعبنا اخراج الوطن إلى ضفة الانفراج ، وحل القضايا الوطنية الماثلة وعلى رأسها القضية الجنوبية التي تمثل مفتاح الحلول لمجمل التحديات والتعقيدات الشائكة التي تكتنف المشهد الوطني ، وكذا الاوضاع في محافظة صعدة ، وصياغة الدستور الجديد ، واعادة بناء هيكل الدولة والنظام السياسي ، وكل ما يؤسس لليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة.
كما اننا في القوات المسلحة نجدد التأكيد على دعمنا اللامحدود لكل خيارات شعبنا في الحرية والتغيير .. منتصرين بقوة لمطالب وطموحات الشباب ومطالبهم الوطنية في التغيير الشامل ولتحقيق كامل اهدافهم في بناء الدولة المدنية الحديثة وإرساء مداميك العدالة والمساواة لكل ابناء الوطن ، تجسيداً منا للقسم وللأمانة التي تحملناها على عواتقنا مدافعين أشداء ومقاتلين اقوياء محافظين على سيادة الوطن ومقدراته ومكتسبات ثورته ، لأننا لم نسلك طريق الجندية إلاّ لنضحي من أجل هذا الوطن ولم نختر شرف الانتماء إلى السلك العسكري إلاّ لنحافظ على شرف الوطن وشرف أبنائه وكرامتهم وعزتهم وأعراضهم وحقوقهم ؛ مهما قدمنا من التضحيات وتحملنا من المشاق والمتاعب والصعاب ، فكل ذلك يهون ، من أجل أن نرى وطننا عزيزاً شامخاً مصاناً بين الأوطان وشعبنا يعيش في إباء وشموخ وأمن وأمان ، وبدون ذلك لا نستحق الحياة ولا يجوز لنا ادعاء شرف الانتماء للجندية ، التي هي من شرف الوطن وكبريائه وعزته.
الاخ الرئيس القائد :
اننا نتابع بفخر واعتزاز كبيرين جهودكم الكبيرة على المستوى الاقليمي والدولي التي تصب في خدمة مصالح اليمن العليا .. ولقد مثل نجاح زياراتكم الاخيرة لكل من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة ودولة الكويت الشقيقة وسلطنة عمان الشقيقة ، إنتقالة نوعية لحركية وإشعاع الدبلوماسية الرئاسية اليمنية لتضعوها فعلاً في سياقها الصحيح الذي يحقق اهداف ومصالح اليمن العليا بعد ان حررتموها من الانماط التقليدية الضيقة التي سادتها خلال العقود الماضية وهي نجاحات تحسب لرصيدكم الوطني الكبير وتؤكد للأصدقاء والاشقاء مصداقية وشفافية ونبل مقاصد نهجكم السياسي الحكيم .
مرة أخرى نهنئكم ونهنئ جماهير شعبنا الأبي بهذه المناسبة الوطنية والتاريخية مؤكدين أن المؤسسة العسكرية ستظل كما عهدتموها تمثل الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات وهي قوية بوحدة صفها تعبر أصدق تعبير عن تمثلها الدائم للوحدة الوطنية المتماسكة .. مجددين العهد على أن تظل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى خلف قيادتكم الامينة ورهن توجيهاتكم وأوامركم السديدة مدافعة أمينة عن سيادة الوطن وحارسة وفية لمنجزاته ومكاسبه ، وحامية لأمنه واستقراره وسلامه الاجتماعي، ولن تألو جهداً في تنفيذ واجباتها الدستورية بصدق وأمانة وإخلاص وأنها عاقدة العزم على المضي من نصر إلى نصر بأذن الله سبحانه وتع إلى .
المجد للوطن والشموخ للشعب وقواته المسلحة والأمن والخلود للشهداء الأبرار ..سائلين المولى العلي القدير أن يوفقكم إلى ما فيه خير الوطن وتقدمه وازدهاره " .
سبأ