نظم المؤتمر مجموعة من الشباب اليمني "شباب تيدكس بصنعاء" بتصريح رسمي من تيدكس العالمية، بعد أشهر طويلة من العمل التطوعي الدؤب في فعالية استمرت يوما كاملا.
وفي المؤتمر تحدث حوالي ثمانية عشر شابا يمنيا مبدعا عن أفكار مختلفة ومتنوعة وبحضور نوعي من مهتمين ومسؤولين وشباب، وبث مباشر على الإنترنت حظي بمتابعة واسعة من مختلف دول العالم.
وحسب معلومات نشرها شباب تيدكس صنعاء على الصفحات الإجتماعية فإن المتقدمين للحديث بلغوا المئات، حيث جرت اختبارات ومقابلات لكل متقدم ليقبل منهم حوالي 18 شابا.
وأشارت المعلومات ذاتها إلى أن المتقدمين لحضور الفعالية بلغ حوالي الألفين ليقبل منهم ما يقرب المئتين مستمع، تم اختيارهم بناء على مواصفات تيدكس العالمية، حيث يجب على كل مستمع أن يملأ استمارة ويجيب عن اسئلة وبعد اختياره عليه تأكيد المشاركة.
جرأة التنظيم
إبتدأ المؤتمر برنامجه العام في العاشرة صباحاً وقد قسم إلى أربع جلسات رئيسية إشتملت كل جلسة بالإضافة إلى متحدثيها الرئيسيين على بعض الفقرات الغنائية والتعريفية بالإضافة إلى عرض فيديوهات مختارة من مؤتمرات تيد العالمية.
وألقى الأستاذ/ وليد السقاف المسئول الأول في تيدكس صنعاء كلمة شكر فيها الحضور والمتحدثين والرعاة وفريق العمل من المنظمين والمتطوعين الذين ساهموا في أن يرى هذا المؤتمر النور بهذه الحلة.
كما تم وفي لفتة رائعة وإستثنائية عرض رسالة فيديو مسجلة من المسئول الأول في مؤتمر تيد العالمي السيد "كريس آندرسون" خص بها تيدكس صنعاء وأثنى بها على كل الجهود التي بذلت من أجل إقامته متمنياً لليمن كل الخير والإزدهار.
واستعرضت رسائل خاصة لتيدكس صنعاء من نجوم يمنيين مقيمين في الخارج كالدكتور هلال الأشول و د. ناصر زاوية و د. مناهل ثابت و د. أيوب الحمادي و د. إلهام مانع و زهره الحرازي تمنوا فيها للمؤتمر النجاح والتوفيق.
عمق الطرح
عنونت الجلسات الأربعة الرئيسية بعنوانين تحمل معها أفكار المتحدثين، فبدأت الجلسة الأولى بعنوان (قدح زناد التغيير) تحدثت فيها كل من بشرى المتوكل و جمال حنش و محمد الباشا و معد شرف و عماد المسعودي عن أفكار وقصص مختلفة تتعلق "بضرورة القيام بما تخشى منه لكي تنجح"، و أفكار متعلقة بالتعليم والإسهام في القضاء على الأمية و ثروتنا المنسية "البن" وكذلك الإستخدام الأمثل والمفيد للشبكة العنكبوتية في تحقيق الأحلام, وانتهت الجلسة بمعزوفة عالمية على البيانو قدمتها الطفلة أبرار
وفي الجلسة الثانية التي حملت عنوان "تصميم المستقبل" تحدث فيها كل من زرياب الغابري و إبراهيم مثنى و زهى الحمادي و عبدالرحمن جابر.
وقد عرض فيها المتحدثون أفكارهم المتعلقة "بتقديم هوية جديدة لليمن وضرورة وجود بدائل للمشاركة المجتمعية في صنع القرار الرسمي".
وقدمت محادثات دعت للتخلص من الفرز المجتمعي القائم على الجغرافيا والإنتماء السياسي وكذلك بأهمية التصميم الإبداعي ودورة في حياة الناس, وانتهت الجلسة بعرض فيديو لرياضة القفز على الجمال والتي تشتهر بها قبيلة الزرانيق.
واستضاف تيدكس صنعاء على مسرحه الفائز بجائزة القفز على الجمال في مهرجان الحسينية للعام الفائت البطل حبيش دحفي والذي قام بالقفز على ستة جمال دفعة واحدة.
الجلسة الثالثة حملت عنوان (عقول مبدعة) وتحدث فيها كل من د. خالد العامري و د. أكرم الأميني و عبدالله فارس و عماد السقاف و د. عبدالكريم ناشر حيث شاركوا الحاضرين أفكارهم العلمية المتعلقة "بإيجاد حلول لمشكلة نقص المياة في اليمن وكذلك تحويل الخيال إلى واقع على الطريقة الكهرومغناطيسية والإستفادة من نظام الترميز والإستدلال وبعض الأفكار المتعلقة بتقليل إستخدام المياة في الزراعة والإستفادة المتعددة من الأسماك في ذلك وكذا الإستفادة القومية التي يمكن أن تنشأ جراء البدء في إنتاج مستحضرات طبية من بعض النباتات المتواجدة في جزيرة سقطرى".
وقد استضاف تيدكس صنعاء على مسرحه في نهاية الجلسة الطفل عبدالله قيس السنباني الفائز بجائزة iKen Scientifica 2011-12 الذي إستعرض بعضاً من إختراعاته التي أهلته لزيارة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
وعند سؤاله عن ما الذي يمكن أن يقدمه وهو في سن العشرين قياساً بما قام به الآن وهو في سن الثانية عشر أجاب: سيكون لدينا ناسا الخاصة بنا في اليمن وسأكون رئيسها ! .
وقد اختتم المؤتمر بجلسة رابعة بعنوان "التغلب على التحديات" تحدث كل من عمر جمال و منير داعر و خليل بامطرف و فائزة السليماني و علي المراني عن "تجاربهم المختلفة والصعوبات التي واجهتهم قصص نجاح وإلهام قوية بدأت بقصة إحياء المسرح الجماهيري والتعرض للفشل كطريق وحيد للنجاح والوصول إلى مرحلة السلام الداخلي والإستقرار النفسي كقاعدة مهمة للوصول إلى مراتب متقدمة من النجاح وكذلك التغلب على نظرة المجتمع السلبية تجاه الفتاة والإستفادة من قصص النجاح الملهمة ، و كيف أن الحلم هو الطريق الأول لتحقيق ما يصبو اليه الإنسان".
تخلل الجلسة فقرة استضيف فيها السيد شهاب خيري رضا رئيس إتحاد سباق الحمام الزاجل على مسرح تيدكس صنعاء.
وقد قام السيد شهاب بتعريف الحضور على هذه الرياضة التي ينضمها الهواة بين المدن.
ودشن إطلاق سرب من الحمام على هامش المؤتمر لذات الغرض.
وقد ختتمت الجلسة بفقرة موسيقية قدم فيها الفنان أحمد سيف وزميله نادر أغنية خاصة لتيدكس صنعاء من كلمات رسلة باعلوي.
ويتطلع المنظمون إلى مواصلة إقامة هذا المؤتمر والفعاليات المصاحبة له إنطلاقاً من هذا الإنعقاد الأول حيث يقول المنظمون أن تيدكس صنعاء "ليس سوى البداية فقط".