[esi views ttl="1"]
arpo27

عبدالحافظ نعمان وزير التعليم الفني: حكومة الوفاق ليست ضعيفة ولكنها بمرحلة ضعف

أكد الدكتور عبدالحافظ نعمان وزير التعليم الفني في اليمن وأمين سر اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي - قطر اليمن على أهمية توفير البيئة الحوارية المناسبة من أجل اتاحة الفرصة لمناقشة كل القضايا العالقة بكل شفافية للخروج بمعالجات حقيقية .

وقال في الحوار التالي أن الوحدة في الأساس مصلحة للجميع لذلك علينا أن نقتنع أن مصلحتنا واحدة ، أما التعويض لا يحل المشكلة الموجودة لهذه القضية ،مضيفا بأن القضية الجنوبية بحاجة إلى حالة حوارية تذهب إلى عمق ووعي الناس للخروج بشيء واحد فقط هو المصلحة العامة للناس المصلحة المجتمعية وليس الفردية الأنانية وأن المسالة الوحدوية هي مسألة قومية ليست مزاجية أو سياسية ، هي قضية الانتماء للوطن.

كما تحدث عن وزارة التعليم الفني وما تعانيه من اشكاليات كل خلال الأسطر القادمة...
>> بداية معالي الوزير سمعنا مؤخرا أنكم في حزب البعث العربي الاشتراكي ترفضون الدخول في الحوار الوطني ما سبب ذلك
<< أولا نرحب بكم في وزارتكم هذه الوزارة التي تعتبر من الوزارات الخدمية ولهذا فلسفتنا ان تنفتح هذه الوزارة بكل همومها وتطلعاتها على المجتمع ، أما فيما يتعلق بموقفنا من الحوار لم نقول أننا لن نشارك وإنما أكدنا على تعليق المشاركة حتى نستوضح عن بعض القضايا الغامضة على الاقل بالنسبة لنا.>> ما هي هذه القضايا؟
<< هي قضايا عديدة منها على سبيل المثال القضايا الامنية كيف سيتم الحوار في ظل غياب الأمن ، لذلك لا بد من توفير الأمن أولا لا بد من توفير بيئة حوارية صحية تمكن الأطراف المعنية من الوصول إلى طاولة الحوار ، لكن إذا كان هناك موانع من الوصول ‘لى طاولة الحوار كيف سيجرى الحوار ، وأنا اقصد الموانع الامنية بدرجة اساسية وموانع مادية ونفسية وغيرها ، كيف لإنسان لم يحصل على الحقوق التي وعد بها ولم يتحقق منها شيء أن يصل غلى طاولة الحوار بالتأكيد ستكون نفسيته منكسرة وبالتالي شرحه لقضيته ستكون ربما مقتصرة على قضايا تسيء للحوار.>> إلى متى سيستمر تعليق العضوية؟
<< حاليا نتداول الأمر مع انفسنا أولا ومع شركائنا في اللقاء المشترك لان موقفنا في نهاية الامر هو مع موقف اللقاء المشترك.>> لكن يلاحظ ان هناك خلافات بين احزاب اللقاء المشترك؟
<< قد نختلف في بعض القضايا الثانوية لكن القضايا الرئيسية والجوهرية نحن على وفاق معهم وبطبيعة الحال ليس هناك ما يشير ان حزب البعث الاشتراكي قد يأخذ موقف مفارق عن اللقاء المشترك.>> البعض يقول أن خلافكم مع اللقاء المشترك هو بسبب عدد مقاعد البعث في الحوار ؟
<< هذه النقطه احدى انماط العتب التي نعبر عنها ولا نصرح بها لكن الحقيقة ان حزب البعث العربي الاشتراكي له حضوره السياسي وله تاريخ خاصة أن معظم قيادات الاحزاب للبعث بصماته فيها منذ وقت مبكر وليس معنى ذلك أننا نطالب لعودة هؤلاء الينا لكن الانسيابية بيننا وبينهم تكفل لنا احقية في ان نقول لهم ان ثقل حزب البعث الاشتراكي يجب ان ينعكس في نسب اكبر من النسب التي حضينا بها..>> هل تواصلتم مع قيادات المشترك حول هذا الأمر؟
<< نعم لنا تواصل معهم وقد ابدت بعض الاحزاب استعدادها للتنازل عن عدد من مقاعدها لحزب البعث الاشتراكي.>> ايضا هل تواصلتم مع القيادة السياسية حول تعليق المشاركة في الحوار الموطني حتى يتم تنفيذ النقاط العشرين؟
<< لا نريد ان نصعب على الآخرين لكننا في كل الاحوال نقول أن الحديث عن النقاط العشرين هو لخلق بيئية حوارية صحية ، القوى المعنية بالحوار هي قوى مفارقة وبالتالي لديها اتجاهات قد لا تخدم الحوار على الاطلاق نحن نريد أن نخلق بيئة صحية جديدة تتعاطى مع العناوين الرئيسية للحوار بمسؤولية ، لا نقول كما يقول الآخرون بل نرى أن هذا قرار يرتبط بمصير البلد وعلى الدول المعنية وهي الدول الراعية للمبادرة الخليجية وبالتالي هي داعمة للحوار عليها ايضا دعم هذا التصور لأننا لا نريد أن نصل غلى فراغ ولا نريد أن نبني وطن لا نريده..>> هل تنفيذ النقاط العشرين شرط اساسي لمشاركتكم في الحوار؟
<< بعض النقاط من الممكن ان يحسم الخلاف حولها من خلال الحديث ألاطمئناني بحيث يطمئن بعضنا البعض فيما سيخوض فيه بأنه يحمل قدرا كبيرا من الجدية وليس ضحك على الذقون ، الجانب الآخر من الممكن أن الحوار نفسه يوضح ابعاد الاشكاليات التي نراها نحن أو كما يراها الطرف الآخر من خلال الانفتاح الحواري على بعضنا البعض وهذا من الممكن أن يغطي جزء كبير من الالتباس الموجود اليوم. >> كيف تنظرون إلى القرارات الرئاسية الأخيرة سواء الخاصة بتوحيد الجيش أو تشكيل اللجان الخاصة بمعالجة مشاكل المتقاعدين والأراضي في الجنوب ؟
<< لا شك أن هذه القرارات مهمة وكانت منتظرة أن تتخذ منذ وقت مبكر لولا تعقيدات الحياة السياسية في البلد ، الوظيفة العامة مللك للجميع وليس لأفراد ولأبنائهم وأبنائهم من بعدهم ، هذا الأمر مرفوض الجيش بحاجة إلى أن يتأنسن وأن يكتسب البعد الاجتماعي لأن وظيفته الاساسية خدمة المجتمع وعندما يأتي الوقت لتغيير أي شخص يجب أن ذلك بكل هدوء هذا هو الوضع الطبيعي للجيش ،أيضا تشكيل اللجان مهمة جدا لمعالجة هذه الاشكاليات ،لكن في المقابل علينا ان ندرك أن القضية الجنوبية لا يجب أن ينظر إليها جغرافيا أي من زاوية جنوب وشمال، القضية الجنوبية هي قضية الوحدة اليمنية ، الوحدة التي أساء اليها النظام السابق للأسف الشديد هناك أخطاء مورست بحق هذه الوحدة وبالتالي معالجة هذه الاخطاء يتم من خلال التواصل بين النخب ،ومن خلال تكريس الوحدة وليس بقرار سياسي لأن الوطن هو فكرة ومن ينادي في الجنوب بالانفصال بالتالي هو لديه فكرة وطن، لكن هذا الوطن لم يقترب مع بعضه البعض حتى يشكل في مجموعه الوطن الذي يحلم به الجميع ، لهذا نقول أن الحوار الوطني ليس لتعويض الناس لأن العنصر المادي اساسا هو عنصر ثانوي ، والأساس هو أن نخلق مساحة للإقناع في التعايش مع بعضنا البعض في قبول بعضنا ببعض ، لأننا اخوة وعلى الجميع الاقتناع بذلك ، الوحدة في الأساس مصلحة للجميع لذلك علينا أن نقتنع أن مصلحتينا واحدة ، أما التعويض لا يحل المشكلة الموجودة لهذه القضية ، القضية الجنوبية بحاجة إلى حالة حوارية تذهب إلى عمق ووعي الناس للخروج بشيء واحد فقط هو المصلحة العامة للناس المصلحة المجتمعية وليس الفردية الأنانية ، المسالة الوحدوية هي مسألة قومية ليست مزاجية أو سياسية ، للأسف الشديد يتم التطرق إلى موضوع الهوية اليمنية بصورة بعيدة عن الانتماء للوطن ، لم يتم التطرق عن إلى موضوع الهوية اليمنية لأننا للأسف اصبحنا بلا انتماء لمفهوم الوطن يجب علينا العودة للجذور لنكتشف أن هذه القضايا الخلافية الموجودة اليوم لا تستحق كل هذا الوجع الذي نعاني منه جميعا.>> ما الحل لكل ذلك ؟
<< الحل يا أخي هو توفير البيئة الحوارية المناسبة ، يجب أن يكون هناك بيئة ديمقراطية يسودها الأمن والاستقرار كي يتحدث الناس بكل اريحية بحيث لا يكون هناك أي شيء ممنوع الحديث عنه، توفير البيئة الحوارية الصحية والمناسبة هي كفيلة بمعالجة كل الاشكاليات كفيلة بتقارب مختلف وجهات النظر للوصول إلى الحلول المناسبة ، أيضا الدستور الذي يتعاطى مع ذاكرة الشعب وهويته وتاريخية وتطلعه المستقبلي عندما اكتبه يجب أن اتخيل البلد الذي انتمي اليه كيف سيكون بعد خمسون عاما ، الدستور يجب أن يحتوي على العناصر التي تدفع بالوطن إلى أن يصبح جزء من الزمن القادم ، وهذا في الواقع هو استجابة لحلم الاطفال الصغار الذين يحلمون بوطن يعيشون في كنفه بأمن واستقرار وعلينا أن نوفر لهم ذلك ، بعيدا عن المزايدات والتباهي أمام الآخرين ، للأسف ما نزال كمجتمع نفارق بعضنا البعض ، أيضا غياب صنعاء كمركز جاذب يحافظ على هذه الاطراف في مواقعها هو الذي سمح بأن يكون الحضرمي حضرمي والعدني عدني والصنعاني صنعاني والشبواني شبواني والتعزي تعزي وهكذا، وذلك لضعف المركز الذي سمح بكل هذه الخلافات ، وبالتالي علينا أن نبني مركز الدولة بشكل صحيح حتى يستطيع جذب كل هذه الاطراف وبالتالي يعيد انتاجها بمفهومها اليمني الواسع وليس بمفهمها المناطقي الضيق ، ضعف المركز هو من أدى بكل هذه الاطراف إلى أن تتحول هي نفسها إلى مراكز وبالتالي تخلق لها أطراف كما هو حاصل اليوم ، هذا هو ما يفتت الدولة والمجتمع ، لهذا علينا التركيز أولا على بناء الدولة وبناء مركزها وأن ندرك اننا جميعا ننتمي إلى كتلة واحدة وهوية واحدة ، بعد ذلك من الممكن أن نتحدث عن شكل الدولة والنظام مركزي فيدرالي أو غير ذلك لأن هذا موضوع ثانوي والاهم هو الشعور بالانتماء للوطن بمفهومه الواسع وليس المناطقي الضيق..>> هل هذه هي رؤية الحزب العربي الاشتراكي ام رؤيتكم انتم معالي الوزير ؟
<< اتحدث عن رؤيتنا في الحزب العربي الاشتراكي التي تؤكد على الهوية التي هي تحدد شكل النظام ، في احد الأيام كان لي لقاء مع سعادة السفير الالماني في دمشق وتحدثنا عن الوحدة اليمنية والوحدة الالمانية فقال لي أن لديهم نظاما فيدراليا وكل ولاية تتنافس مع الولاية الأخرى لخدمة المواطن لكن في المقابل كل ولاية ترى في نفسها المانيا ككل وهذا هو ما نحتاجه اليوم في اليمن، أن نتنافس على خدمة المواطن اليمني في كل محافظة لا ان نتحدث بمناطقية كما ذكرت لكم.>> القضية الجنوبية هي قضية هوية فقط ؟
<< قضية الهوية لا يعاني منها الجنوب فقط بل يعاني منها الشمال أيضا وللأسف لم يتم صنع ثقافة وحدوية وإنما تم صنع ثقافة متفارقة ، النظام السابق خلق مثل هذه الثقافات المناطقية وبالتالي لم نرث شيء يوحدنا وإنما ورثنا ما يفرقنا ، الوحدة اليمنية منذ بداياتها لم تتم على أسس سليمة أسس وحدوية وانما تمت وفقا لأسس تشاركية تقاسمية ، واذا اردنا أن نتحدث بشفافية نستطيع القول ان الوحدة لم تتم في مناخ وحدوي ، الجماهير خرجت بعواطفها تنادي بالوحدة هذا صحيح ، لكن الرموز التي وقعت لم تكن مؤمنة فعلا بالوحدة التي خرجت من اجلها الجماهير وإنما كانت مؤمنة بالوحدة التشاركية التقاسمية.. >> ما الحل لكل ذلك؟
<< الحل هو أن نكثف من تواصلنا مع بعضنا البعض لخلق مناخ صحي ديمقراطي مستقر من اجل الحوار وبالتالي خلق ثقافة وحدوية حقيقية ..>> لكن كل ذلك يحتاج لوقت كبير؟
<< الوقت هو مستمر معنا ولو بدأنا اليوم بعد عشر سنوات ستكون شجرة الوحدة الحقيقية مثمرة ، ولنا عبرة فيما اثمرت شجرة الوحدة التقاسمية التشاركية ، اثمرت لنا جيل لا يريد هذه الوحدة الالحاقية وحدة الظم والسيطرة على الآخر ، للأسف الثقافة الوحدوية في الشمال غير موجودة لأنها متمحورة حول الذات وأي صوت مفارق في الجنوب أو في صعدة مثلا ينظر اليه باستغراب بدلا من أن يستوعب ويتم معالجته من قبل مركز الدولة ، علينا أن نبني الدولة وأن نعمل على لم الشمل المتفارق ، والمشكلة أننا لسنا الوحيدين الموجودين في الساحة هناك قوى فاعلة موجودة هي للأسف من صاغت ماضينا واليوم هي أيضا تحاول صياغة حاضرنا ومستقبلنا.>> لماذا يتم ترك هذه القوى تعبث بحاضرنا ومستقبلنا كما عبثت بماضينا؟
<< لانه لم يصل الصوت اليمني إلى مستوى الصوت الواحد اصواتنا متفرقة وهذا ما يمنح الآخر قدرة على الأختراق يصعب علينا لوحدنا فقط سد هذه الثغرات ورغم كل ذلك انا متفائل بمستقبل اليمن.>> ههههه كل ذلك وأنت متفائل معالي الوزير؟
<< نعم أنا متفائل لا تستغرب من كلامي متفائل بكم أنتم الشباب أنتم مستقبل اليمن والنقد هو خير وسيلة للبناء طبعا النقد البناء وليس الهدام ، قد يكون النقد يحمل قدرا عاليا من الألم إذا فهمنا هذا النقد بشكل سوداوي تشاؤمي يكون هو المسيطر لكن إذا فهمنا هذا النقد بايجابية شكل بالتالي قوة دفع لتجاوز كل هذه العثرات لبناء الدولة والمجتمع خاصة ان لدينا اليوم شباب يفكرون بمنطق هناك شرائح اجتماعية تبحث عن حلول وهذا هو الأهم ..>> البعض يرى ان حكومة الوفاق حكومة ضعيفة ما تعليقكم؟
<< هذه الحكومة جاءت في مرحلة تعاني البلد كلها من حالة ضعف حالة ليس مثالية ، وهذه حالة عادية حتى الثعبان يكون في اضعف مراحلة عندما يغير جلدة ، الحكومة مرت بهذه الفترة الصعبة واعتقد أنها استطاعت أن تتجاوز المرحلة الانتقالية الأولة بنجاح ، ولو تأملنا أين كنا واين صرنا اليوم هناك انجازات ولو متواضعة هناك كهرباء موجودة هناك ايضا نظافة في الشوارع لا بأس بها هناك مشاريع يجري تنفيذها ، هناك حرية وجرأة في الحديث لا باس بها بدليل حديثي معك ها أنت تسأل بكل حرية وأنا ارد عليك بكل شفافية.. التعليم الفني >> لو تحدثنا قليلا عن وزارة التعليم الفني والتي توليتم امورها منذ أكثر من عام تقريبا عند دخولي الوزارة لاحظت أن هناك احتجاجات وموظفين مغلقين لباب الوزارة ما سبب كل ذلك ؟
<< اسباب التمظهر الذي رأيتموه هي حالة عادية في البلد لكن مصدرها بالنسبة لنا هو مصدر فهم لبعض القضايا الارباكية التي سادت في الماضي القريب ، نحن مررنا بفترة عصيبة سببها الرئيسي هو قلة الكادر الفاعل في الوزارة ، ايضا يعلم الجميع أن لاختبارات تأخرت كثيرا حيث كان يفترض أن تتم في وقت متأخر لكن غياب الكوادر المسؤولة وفقر الادارة لهذه الكوادر جعلنا نتعثر في تنفيذ المهام الموكلة الينا كوزارة ، لكن بحمد الله استطعنا بجهد واخلاص البعض من الوفاء لتأدية هذه المهمة وإصدارها في وقت معقول بعد الاتفاق مع القطاع الطلابي ومن المؤسف جدا أن بعض العناصر تعودت على بأن يكون هناك دائما مقابل مادي يتجاوز الحد المنطقي ولذا السبب رأينا أن تتخذ بعض القرارات الحاسمة فيما يتعلق بهذا التصرف والذي لا يسقط الحقوق لكن تجاوز المنطق في نيل الحقوق هو ما لا نرغب فيه >> لكنهم يتحدثون عن وجود فاسدين وليس حقوق فقط؟
<< عندما يختلف الانسان في الرأي عن آخر يقولون عليه فاسد ، ومنذ عام تقريبا والأمور كانت تتم بصورة طبيعية ، وعندما بدأت القرارات التي اتخذناها تحد من الصلاحيات التي كان يتمتع بها البعض في الماضي تم اثارة هذه القضايا وهي في الواقع قض ايا ممكن معالجتها بالمنطق ، هناك عدد من الاشخاص لا يتجاوزن السبعة تقريبا من اتخذنا بحقهم قرارات .>> ما هي هذه القرارات؟
<< هي قرارات خاصة بإساءاتهم للصلاحيات الممنوحة لهم منها على سبيل المثال ابتزاز الطلاب في اختباراتهم وشهاداتهم والوزارة والكليات والمعاهد التابعة لهم في الاساس هي لخدمة الطالب ونجاحه وتحصيله العلمي ، لأن نجاح الطالب هو نجاح للوزارة لكن عندما يأتي شخص من الوزارة ويشترط على الطلاب ان يعطوه مبالغ ماليه أو يتلاعب بالنتائج هذا أمر غير منطقي ويحتم علينا الوقوف امامه بمسؤولية لأن دورنا توفير المناخ الملائم لدراسة الطالب ، وبالتأكيد تم احالة هؤلاء الاشخاص للتحقيق و لو كان في أي بلد آخر كان سيتم احالته إلى الجنايات لأن هذا ابتزاز يعاقب عليه القانون. >> ماهي المعالجات لهذه الاشكاليات ؟
<< نحن حسمنا امرنا مع هذه العناصر فيما يتعلق بمواقعها حيث تم تغييرها ولهذا السبب يحاولون اثارة بعض القضايا والإشكاليات على بعض الاشخاص ، حاليا لدينا هيئة استشارية ونعمل في الوزارة وفقا لهذه الهيئة التي نؤسسها ونحيل القضايا اليها ثم نعالجها ، لذلك لا نعتمد في الوزارة على قرار فردي وإنما بشكل جماعي من خلال هذه الهيئة والنقابة . >> ما هي انجازاتكم في الوزارة معالي الوزير؟
<< في الواقع بعد مرور هذه الفترة يجب أن يكون هناك جرد سنوي لما تم انجازه وحقيقة لا نستطيع القول أننا انجزنا الكثير لكن هناك انجاز متواضع لكن ما يجب أن يعلمه الجميع هو أن المسألة التعليمية تحتاج إلى وقت ، بمعنى أنها لا تعطي ثمارها اليوم التالي أو العام التالي ، لكن ما نستطيع التأكيد عليه هو أننا نجحنا في تأسيس مرتكزات لنهضة تعليمية في مجال التعليم الفني والتدريب المهني ، مثلا وفرنا قدرا عاليا من المنح الخارجية لتأهيل المدرسين في الهند ولبنان والمعرب وتركيا وألمانيا والصين وتونس ، كل هذه الدول على سبيل المثال قدمت لنا منح لتدريب وتأهيل للطلاب والمدرسين ، لكن المشكلة التي ورثناها هي أن جزء كبير من المدرسين لا يمكن أن يقدموا العطاء العلمي الذي نتوخاه منهم ، لذلك نعمل على إعادة تأهيلهم في هذه الدول التي ذكرتها ، ومثل هذا العمل الذي نتحدث عنه اليوم ستأتي ثماره مستقبلا.>> ما هي خططكم المستقبلية في التعليم الفني والتدريب المهني؟
<< مشاريعنا المستقبلية للوزارة لهذا العام هي مشاريع خصبة لأبنائنا الطلاب حيث نحاول تغيير البيئة الطلابية بحيث تكون المعاهد الفنية والتقنية معاهد قابلة للحياة قابلة للاستمرارية بمعنى عندما يأتي الطالب إلى هذه المعاهد يعرف أنه سيكون له مستقبل بعد التخرج من خلال هذا النوع من التعليم وهذا بالتأكيد يحتاج غلى جهود وإمكانيات كبيرة ،وهناك من هو مستعد لدعمنا في ذلك على سبيل المثال كان لنا نقاش مع السفير الصيني حول المعهد اليمني الصيني الخاص بالعوم التطبيقية حيث أكد لنا استعداد بلاده دعم المعهد من بكل احتياجاته من الالف إلى الياء، ايضا لدينا مشاريع تأهيل المدرس في الدول التي ذكرتها لك لتغيير عقلية المدرس وفهمه بما يتواكب مع التطورات الكبيرة في سوق العمل وهذا بالتأكيد من المشاريع الهامة سنعمل على تأهيلهم في داخليا وخارجيا ، ايضا لدينا مشروع خاص بتحديث المعاهد بالمعدات والتجهيزات الحديثة والمواكبة للعصر وهذا أيضا يتطلب موارد تمويلية كبيرة وامكانيات البلد محودة وميزانية التعليم الفني ضعيفة تصل إلى حوالي 7% فقط من ميزانية التعليم وهذه الميزانية الضعيفة يعول عليها في ايجاد مخرجات مدربة وماهرة تساعد على عملية التغيير في حركة السوق .>> ما هي مشاكل لتعليم الفني والتدريب المهني بشكل عام في بلادنا ؟
<< هناك العديد من الاشكاليات التي يعاني منها التعليم الفني والمهني في اليمن ،وتقريبا هذه الاشكاليات تتركز في إشكاليتين اثنتين هما : المشكلة الأولى هي اجتماعية فالمجتمع اليمني للأسف حتى اليوم لا يدرك أهمية هذا النوع من التعليم العالم اليوم يتغير ويتحول ونحن لا ندرك ذلك مخرجات التعليم الجامعي في بلادنا كارثية لا تلبي احتياجات سوق العمل الاسرة والدولة على حد سواء يخسران على الطالب الكثير من الأموال وفي الأخير لا يجد الخريج فرصة للعمل فيذهب إلى الشارع والتعليم الأساسي تصرف عليه الدولة مئات الملايين من الدولارات ومع هذا لا يعطي التعليم الاساسي الثمار المرجوة منه ، لان الجزء الأكبر من المخرجات التي تأتي إلينا من التعليم الاساسي والثانوي تأتي إلينا وهي غير واضحة أو مكتملة المعرفة أم حتى مدركة لأهمية هذا النوع من التعليم وهذه مشكلة اساسية نعاني منها..المشكلة الثاني من مشاكل التعليم الفني والمهني تتركز هي اشكالية الحكومة التي لا تدرك أهمية التعليم الفني والمهني فالمخصصات لهذا النوع من التعليم محدودة جدا للأسف الإمكانيات المادية تذهب إلى قطاعات أخرى ويحرم منها التعليم الفني والمهني رغم أهميته المباشرة للمجتمع ، مخرجات التعليم الفني لا تذهب لتنازع أخد على المناصب أو السلطة أو الوظائف الحكومية لأنها مخرجات مهنية لديها مهارات فنية وتقنية تمكنها من الانخراط في سوق العمل بسهولة ، لهذا أنا مهمتي الاساسية في الوزارة أن افتح لهذه المخرجات الطريق التي تمكنها من العمل في السوق ، وفي هذا الاطار قدمنا مقترح لمجلس الوزراء وقريبا بإذن الله سيرى النور ويتمثل في انشاء بنك لهذه المخرجات ، هذا البنك سيعمل على تمويل مشاريع مخرجات التعليم الفني والتدريب المهني مثل عمل ورش أو مراكز للصيانة أو مكاتب هندسية أو غيرها ، سنحرص ان تبقى هذه المخرجات على اتصال دائم بنا من خلال عقد دورات تدريبية قصيرة ومتوسطة لتعريفهم بكل المستجدات في هذا الجانب ، وقد استطعنا أن نأمن جزء من أموال هذا البنك ، كما نأمل ونتطلع إلى مساعدة الأشقاء والأصدقاء لنا في هذا الجانب وهناك عدة مؤسسات دولية في الواقع قد أبدت استعدادها المساهمة في هذا المشروع..>> الكثير من الطلاب لا يستطيعون التسجيل في معاهد أو كليات الوزارة إلا من خلال الوساطات؟
<<في الواقع ما يحدث هو نتاج ثقافة سائدة وهي للأسف ثقافة الفساد والابتزاز والمحسوبية وما إلى ذلك ولم تنتهي بعد ما تزال هذه الثقافة موجودة تعيش بيننا وفي اذهاننا وفي علاقاتنا ومفاهيمنا ، ونكذب على أنفسنا لو قلنا أننا تجاوزنا هذه الثقافة ومع ذلك استطيع القول أنه أتم الحد منها في بعض الوزارات ومؤسسات الدولة وقد تكون وزارتنا احدى هذه الوزارات التي تم الحد من هذه الظاهرة المرضية فيها ولا اقول قضينا عليها ومثل هذه الاشكاليات هي نتاج غياب الدولة ولهذا مهمتنا الأساسية في هذه المرحلة هي بناء الدولة .>> لكن يفترض أن كل ذلك قد تم الحد منه عما كان عليه قبل الثورة الشبابية ؟
<< نعم يفترض ذلك لكن مشكلتنا ان القرار لا يزال بيد الآخر.>> من هو الآخر؟
>> الدول الراعية للمبادرة الخليجية وما إلى ذلك ، الإرادة الوطنية غير موجودة ، في أحدى المرات سئل افلاطون ما الثورة ؟ فرد عليه افلاطون الثورة هي تغيير القانون نحن لم يتغير لدينا القانون أو الثقافة الموجودة ، مازال هذا القانون أو هذه الثقافة هي السائدة حاليا وهي التي للأسف كرست لإرساء أسس لعلاقات غير صحيحة في المجتمع ، مثلا أنا غير قادر على إحداث أي تغيير لأن هناك صدام مع هذا القانون وهذه الثقافة .

>> ما دوركم إذا كنتم غير قادريين على إحداث أي تغيير ؟
<< دورنا حاليا أن نؤلب أكبر قدر من القوة لتغيير هذا القانون وهذه الثقافة ، مثلا حاليا نعمل على تعديل بعض القوانين الخاصة بالوزارة ونرفعها إلى وزارة الشؤون القانونية من اجل تغيير القوانين التي تمس مباشرة جوهر قرار الوزارة ، إذا كان لدينا عميد فاسد في اي كلية من الكليات التابعة للوزارة لا نستطيع تغييره لأننا من أجل عم لذلك علينا ان نخوض معارك مع السلطات المحلية ، حتى اليوم لم تحدد ملامح الصلاحيات بين الوزير والسلطات المحلية وبين القائد العسكري وبين الشيخ النافذ ، وسأذكر لكم حالة واحدة من الحالات التي نعاني منها وهذه الحالة لشيخ وهو عضو مجلس النواب احتل معهد تابع للوزارة وحولة إلى جراش للسيارات ، هذا فقط مثال بسيط على العقليات التي نواجهها ، والغريب أيضا أن مثل هؤلاء المشايخ يتحدثون عن التعليم وانه كذا وكذا وهو يحتل نفسه يحتل المعهد .>> كيف هي علاقة الوزارة مع مكاتبها في المحافظات؟
<< كما ذكرت لكم أنه حتى الآن لم تحدد ملامح صلاحيات الوزارة مع السلطات المحلية في المحافظات ، شخصيا لي علاقات جيدة مع معظم المحافظين ومن خلال هذه العلاقة نحاول معالجة أي اشكاليات تحدث في مكاتب الوزارة في المحافظات ، الاشكالية التي تعاني منها المكاتب الوزارة هي طبيعة فهم السلطات المحلية في المحافظات لطبيعة هذا النوع من التعليم ، البعض للأسف يرون انها فرصة لتعزيز ثرواتهم ويعملون على تسخير الخدمة التعليمية لمصلحتهم الشخصية ، المخصصات الخاصة بالمعاهد جزء منها تذهب لجيوبهم مخصصات التغدية للطالب كانت خمسمائة ريال تم تخفيضها إلى مائتين وخمسين ريال ، والسبب المتنفذين يتقاسمون هذه المبالغ على حساب الطالب ، لهذا نقوم بين حين وآخر على بزيارت ميدانية لمعالجة هذه الاشكاليات ، الطالب هو مستقبل اليمن ويجب ان يشعر ان الدولة مهتمة به حتى يستطيع رفع مستوى تحصيله العلمي والمهاري.>> المملكة العربية السعودية مهتمة بالتعليم الفني والمهني في اليمن ماهي اهم المشاريع التي تم انجازها على حساب المملكة ؟
<< المملكة العربية السعودية وأيضا الامارات العربية المتحدة من أبرز الداعمين لمشاريع التعليم الفني في اليمن والمملكة لم تبخل علينا بالدعم المادي أو بالتوجيه والإشراف والدعم المعنوي أيضا قبل فترة كان لدينا وفد من المملكة وأبدى استعداده الكامل للتنسيق معنا في كل شيء حتى في تجاوز البيروقراطية التي نعاني منها حاليا نسائل لماذا سحوباتنا منخفضة والسبب هو البيروقراطية الموجودة في مؤسسات الدولة واقصد المؤسسات الرقابية التي تعيق الوزارة من الوصول إلى هذه الأموال لتنفيذ هذه المشاريع.>> هل تقصد الهيئة العليا للرقابة على المناقصات والمزايدات؟
<< هذه الهيئة احدى الجهات التي اقصدها أيضا هيئة مكافحة الفساد والتي تعيق عملنا بشكل لا يتصور ، مثلا لدينا مشروع له حتى اليوم ستة أشهر في هذه هيئة مكافحة الفساد ، متى سيبدأ العمل إذا كان المشروع لديهم كل هذه الفترة ، مع العلم أننا قمنا بإعادة المخططات إليهم اربع مرات ، هذه الهيئة تقديراتها خاطئة مثلا طلبت مننا توقيف بعض العناصر وتم توقيفها فعلا بالرغم أننا بحاجه إلى كل كوادر الوزارة ، وبعد فترة يصلنا خطاب من هذه الهيئة أنه لا يوجد على هذه العناصر التي تم ايقافها أي اشكاليات ، أيضا كان لدينا مقاول يطالبنا بمبلغ ثلاثمائة وخمسة وعشرون مليون ريال ، تم توقيفه من قبل هيئة مكافحة الفساد بحجة الفساد وتم التحقيق معه وفجأة تتم تبرئته وتوجه الهيئة بمكافئته بمبلغ خمسة عشر مليون ريال زيادة على المبلغ الذي يطالب به اليس هذا تخبط.

زر الذهاب إلى الأعلى