أرشيف محلي

الذيفاني يحذر: حرب 94 بسبب وقيعة السفير الأمريكي حينذاك والوضع اليوم لا يقل خطورة

حذر السياسي اليمني والأستاذ الجامعي الدكتور عبدالله أحمد الذيفاني من تحول "الفترة الانتقالية إلى فترة انتقامية" نتيجة الدور الخارجي في اليمن ، معتبراً إن ما يجري اليوم لا يقل خطورة عن الوضع الذي سبق حرب 94 في المرحلة الانتقالية عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية..

وكشف الذيفاني رئيس الملجس الأهلي في تعز في مقالة له بصحيفة الجمهورية، يعيد نشوان نيوز نشرها عن أن الولايات المتحدة الأمريكية وعن طريق سفيرها في اليمن في تلك المرحلة التي تلت الوحدة كان لها دور في وصول الوضع إلى الحرب..

وقال: "إن ما يجري اليوم لا يقل خطورة عن ذلك الذي حدث في تلك الفترة الانتقالية السابقة, ولعل من أخطر فيها هو الدور الأجنبي؛ إذ كان له فعالية في تلك الفترة، وكان السفير الأمريكي يقوم برحلات مكوكية بين الفريقين المتصارعين نتج عنه الحرب"..

وأضاف: "أتذكر للتاريخ أن في آخر لقاء جمع لجنة حوار القوى السياسية ما بعد الوثيقة مع الأخ علي سالم البيض, تناولت معه الخشية من اندلاع حرب في ظل ما يشاهد من استعدادات واعتداءات بدأت في عمران ويريم, قال الأخ البيض: لقد كان السفير الأمريكي في عدن، وقال لنا: إذا قرر علي صالح الدخول في حرب لن يكون معه أحد, وأن المجتمع الدولي سيكون معنا؛ لأننا أصحاب الدعوة المدنية وأصحاب الرؤية الديمقراطية المتمثلة بالنقاط الثمانية عشرة.. قيل له: لن تكون أمريكا مع خصمها التاريخي, ويجب عدم التعويل على ذلك"..

مؤكداً "كانت النتيجة فعلاً أن أمريكا كانت مع المعسكر الآخر؛ لأنها أرادت تدمير دولة وجيش قام على عقيدة مخالفة للعقيدة الرأسمالية, وما يجري اليوم من صياغة للحاضر والمستقبل برعاية أجنبية يشكل علامة استفهام كبيرة, ويدمر الخصوصية, ويقفز على كل معانيها ويحيل دولة إلى كتاب مفتوح، كل رموزه ومصطلحاته بأيدي الرعاة"..

متسائلاً: "فهل تعتقد القوى السياسية أن الرعاية الأجنبية حريصة على اليمن, وأنها تسعى جادة لبناء دولته القوية القادرة والمستقلة؟ سؤال مطلوب الإجابة عليه.. كما أنه ينسحب على كل من يمد يداً لقوى أجنبية, ويفتح لها أبواب الولوج إلى داخل المعترك الوطني, ويقدم لها تسهيلات الوصول إلى مفاصل الفعل الوطني والسياسي والتركيبة السكانية الاجتماعية والتعاون معه في إحداث شرخ في هذه التركيبة بمسميات مذهبية ومناطقية وإنسانية وحقوقية ما أنزل الله بها من سلطان".

وأضاف: "يا أعزاءنا اللاعبين في المسرح السياسي, عليكم أن تميّزوا جيداً بين الإعانة والوصاية, ونحن لا نشك في أنكم تدركون ذلك, ولكن يبدو أن ضغوط المرحلة جعلتكم تُرحّلون قناعاتكم إلى مرحلة تالية, باعتقاد أنه حينها يمكنكم إحداث التغيير وفق قناعات وطنية, وهنا لابد من القول: إن مثل هذا الاعتقاد لا يمكن البناء عليه في ظل قوانين الهيمنة التي إن تمكنت من مفاصل البناء ومداميكه, لا يمكن فك الارتباط بها بيسر, بقدر ما يتطلب تضحيات وأثماناً قد لا نقدر عليها, وكذلك هي الأثمان التي تدفع بسبب من التدخل الآخر بمسميات مذهبية وسياسية مناطقية, وغيرها"...

وختم بالقول:"تأسيساً على ذلك, فإن تخوفنا من تحول المجريات في هذه الفترة الانتقالية إلى مسارات انتقامية تدخل البلاد في أنفاق يصعب الخروج منها دون أضرار جسيمة". فليتق الله كل الذين يغرسون رؤوسهم في التراب، ويتركون للرعاية أن تتحول إلى وصاية، والتدخل الأجنبي إلى حاكم للقوى التي تدّعي أنها معارضة، في اليمن وأبنائه وخيراته وقراراته.

لقراءة المقال كاملاً من هنا

Back to top button