تحدث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر بكلمة رحب في مستهلها بأعضاء مجلس الامن الدولي في زيارتهم التاريخية وغير المسبوقة إلى اليمن والمنطقة .. معتبرا هذه الزيارة تاكيد للدعم الكبير الذي يقدمه المجتمع الدولي إلى اليمن دولة وشعبا.شروط نجاح الحوار الذي بات قاب قوسين أو ادنى .
وقال :"قبل نحو عشرة اسابيع احتفلنا في هذا المكان بمرور عام على توقيع اتفاق نقل السلطة وحينها وقف امين عام الامم المتحدة وامين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي في لحظة يمنية تاريخية حملت بشارة جديدة على الدعم الدولي لمسار العملية الانتقالية السياسية في اليمن".
واضاف:" واليوم نجتمع مجددا احتفاء بهذه الشراكة وتجديدا لهذا الدعم الذي يأتي بينما يضع اليمنيون اللمسات الاخيرة لإطلاق مؤتمر حوار وطني قريبا وفق الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية وتتويجا لجهود مضنية بذلتها اللجنة الفنية المكلفة بالإعداد والتحضير لإطلاق الحوار ".
وتابع بنعمر قائلا:" صحيح اننا قطعنا نصف المسافة بعد اكثر من عام على بدء العملية السياسية لكننا نقف اليوم على مشارف مرحلة اكثر دقة يحتاج فيها اليمنيون واليمنيات اكثر من أي وقت مضى إلى تجديد التزامهم بالانتقال السلمي والتمسك بإرادتهم السياسية وعدم الالتفاف إلى الماضي.. فما فات قد ولى إلى غير رجعه انتم".
وخاطب المبعوث الاممي الجميع قائلا :" الان أنتم تصنعون الحاضر والمستقبل، حاضر يجب الترفع فيه عن جميع خلافات الماضي لرسم مستقبل يمن جديد لجميع اليمنيين، يمن ديمقراطي تعلو فيه قيم المواطنة وحقوق الانسان ويسوده القانون والعدالة والمساواة والحوكمة الرشيدة والاستقرار".
واستطرد قائلا:" دعونا لا ننسى انه قبل اكثر من عام، كان اليمن على شفير حرب أهلية وتكبد اليمنيون واليمنيات من شباب الساحات أثمان باهضة في سبيل التغيير إلى الافضل.. والحوار هو الفرصة الذهبية الوحيدة والوحيدة لهذا التغيير في منطقة تزداد اشتعال يوما بعد يوم، ولن يكون ثمة مجال للعودة إلى الوراء إلى زمن الفوضى والفساد والاستئثار بالسلطة، وعلى جميع الواهمين بذلك ان يحسموا امرهم ويختاروا بين البقاء سجناء للماضي أو المشاركة في صنع المستقبل، فهذا ليس زمن العرقلة أو التنصل من الالتزامات وعلى الجميع ان يدرك ان قواعد اللعبة تغيرت وان عجلة التغيير انطلقت ولن تعود إلى الوراء بإرادة الشعب ودعم المجتمع الدولي.
وأردف :" هاهم اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر هنا لتأكيد ضرورة المضي قدما في العملية السياسية وتجديد دعمهم لشعب استحق كل الدعم لاختياره التغيير السلمي وطريق الحوار بدل العنف في خطوة لم يشهدها تاريخ المنطقة من قبل".
ومضى بنعمر قائلا:" لم يعد ثمة متسع من الوقت .. يجب على اليمن ان يتلقف هذه الفرصة التاريخية النادرة التي تصبوا اليها شعوب دول اخرى وقل ما تنالها يجب تلقفها اليوم قبل الغد ومن دون تأخير والاسراع في اطلاق مؤتمر الحوار الوطني قريبا وذلك كخطوة رئيسية نحو تحقيق تطلعات الشباب ومختلف مكونات المجتمع اليمني لبناء دولة حديثة وقوية وقادرة على مواجهة التحديات الامنية والاقتصادية والانسانية التي تهدد امنها الاجتماعي واستقرارها ".
وتطرق المبعوث الاممي إلى الخطوات المنجزة على صعيد ترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والنجاحات التي تحققت على ارض الواقع وكذا الخطوات المتبقية والتحديات الراهنة التي تواجه مسار التسوية السياسية.
وقال:" تمكن اليمن خلال الأربعة عشرة شهرا الماضية من تذليل الكثير من العقبات وسار خطوات جريئة وواثقة نحو الحوار الشامل.. لكنه في سباق مع الوقت نظرا إلى حجم واهمية القضايا الواجب حسمها خلال ثلاثة عشر شهرا الان".
وتابع :" كلما اقتربنا من موعد الحوار تزداد وطأة التحديات والمخاطر .. وعلى اليمنيين واليمنيات ان يروا حجم المسؤوليات التي تقف على عاتقهم هم أولا مسؤولون امام انفسهم ثم أمام بلدهم وامام المجتمع الدولي لإنجاز اصلاح دستوري واجراء استفتاء شعبي وانتخابات عامة في بضعة اشهر قد تبدو هذه المهمات غاية في الصعوبة لكن من خلال معرفتي بالشعب اليمني ولقائي الاف اليمنيين واليمنيات لمست نوايا ورغبات صادقة لإخراج البلاد من دوامة الصراع، وأنا واثق من قدرتهم على تحقيق الاهداف المنشودة وانجاح الحوار بمشاركة فاعلة من جميع المكونات السياسية والاجتماعية".
وأردف قائلا:" لقد شاهد المجتمع الدولي بوضوح حجم التضحيات التي قدمها الشعب اليمني بشجاعته وحكمته ولهذا سخر جهوده لدعم عملية الانتقال السلمي بجميع الوسائل المتاحة ".
ومضى المبعوث الأممي قائلا :" سأعمل شخصيا مع مجلس الأمن الدولي لضمان استمرار هذا الدعم للرئيس عبد ربه منصور هادي في قيادته الحكيمة لعملية التغيير وطي صفحة مظالم الماضي ".. مشيرا إلى ان اليمنيين يتطلعون اليوم بآمال كبيرة إلى مزيد من الدعم المعنوي والمادي كون هذا الدعم عامل رئيس في تعزيز فرص نجاح هذه العملية أو فشلها .
وأكد بنعمر في ختام كلمته أن هذه الزيارة التاريخية لأعضاء مجلس الامن ليست سوا انعكاس لاستعداد المجتمع الدولي لتجديد الرهان على حكمة اليمنيين وتقديم دعم كامل لجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي وتوفير