دقت حكومة جيبوتي قبل نحو أسبوع ناقوس خطر الجفاف الذي ازدادت حدته في الفترة الأخيرة في مجمل أقاليم البلاد.
وأطلقت الحكومة نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي لتقديم حوالي 70 مليون دولار أميركي لتقليص معاناة ضحايا موجة الجفاف، محذرة مما وصفتها بكارثة إنسانية محققة إذا لم يحصل المنكوبون الذين يعصف بهم التغير المناخي على المساعدات الإنسانية اللازمة من المجتمع الدولي في أقرب وقت ممكن.
وقدر مكتب برنامج الغذاء العالمي في جيبوتي عدد المتضررين بموجة الجفاف، التي تجتاح البلاد في الوقت الحالي، بنحو 300 ألف فرد من بينهم 91 ألفا من المهاجرين واللاجئين الذين قدموا من الدول المجاورة، خصوصا الصومال وإثيوبيا.
وأكد أن هناك تداعيات تعمق الأزمة الإنسانية في جيبوتي، نجمت عن الانقطاع المستمر للأمطار لسنوات عديدة، والارتفاع الهائل لأسعار المؤن الغذائية الأساسية، وضعف القدرة الشرائية لدى شريحة كبيرة من المجتمع، وتدفق اللاجئين الفارين من الصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية في بلدانهم، فضلا عن ضآلة المعونات المقدمة من الجهات المختلفة مما لا يتناسب وحجم الأزمة، في حين تزداد حاجة هؤلاء المنكوبين بشكل يومي إلى الغذاء والماء بالإضافة إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية.
وتعاني جيبوتي في السنوات الست الأخيرة -على غرار دول منطقة القرن الأفريقي- من تداعيات الجفاف الحاد الذي يضرب مختلف المحافظات بقوة مما أثر كثيرا على حياة المواطنين خصوصا سكان المناطق الريفية -المزارعين والبدو الرحل- الذين تدهورت أوضاعهم المعيشية بشكل كبير في الآونة الأخيرة جراء الآثار السالبة المترتبة على ظاهرة التغير المناخي مع تراجع المساعدات الإنسانية.
وكانت تقديرات أممية أشارت العام الماضي إلى أن أكثر من 12.4 مليون نسمة بحاجة ماسة إلى الغذاء في القرن الأفريقي، وأوضحت مسؤولة الإغاثة في الأمم المتحدة فاليري آموس حينها أنه في حال عدم معالجة الأزمة فإنها ستتفاقم وتتعقد وتصبح أسوأ.