قالت مصادر سياسية مطلعة في صنعاء إن حزب المؤتمر الشعبي العام يتجه لإبعاد رئيسه علي عبدالله صالح من قيادة الحزب بعد صدور بيان مجلس الأمن الدولي حول اليمن والمتضمن اتهام صالح بعرقلة التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية.
وتعزيزا لذلك بث موقع "المؤتمر نت" الناطق بلسان الحزب خبرا لافتا أشار فيه إلى قيام النائب الثاني لرئيس الحزب الدكتور عبدالكريم الارياني بإصدار قرارات تنظيمية تضمنت تعيينات جديدة في الأمانة العامة للحزب، وهي المرة الأولى التي يصدر فيها النائب الثاني قرارات تنظيمية بعد أن كان ذلك محصورا على رئيس الحزب علي عبدالله صالح ونائب رئيس الحزب الأمين العام، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأوضحت مصادر لـ"العربية نت" أن فحوى الخبر أعطى الدكتور الارياني صفة أخرى هي أنه القائم بأعمال الأمين العام، وهو ما يعني نية صالح والجناح المتشدد في الحزب، قطع الطريق على هادي من الوصول إلى منصب رئيس الحزب خلفا لصالح، وفرض الدكتور الأرياني كبديل ومخرج لأزمة قيادة الحزب الذي تعصف به مشاكل وصراعات بين جناح صالح وجناح هادي.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اتهم صراحة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ونائب الرئيس السابق علي سالم البيض بعرقلة العملية الانتقالية في اليمن، مهددا في الوقت ذاته كل من يعرقلون التسوية السياسية بعقوبات وفقا للمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة.
وقالت المصادر إن صالح اجتمع صباحا بعدد من قيادات حزبه وخصوصا ما يسمى بجناح الصقور، وبدا في حالة غضب وسخط تجاه بيان مجلس الأمن وما اعتبره ضوءا أخضر من قبل رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لأعضاء مجلس الأمن بإدانة صالح كمتهم رئيسي في عرقلة جهود القيادة الانتقالية وحكومة الوفاق الوطني.
وكان حزب المؤتمر الشعبي العام قد دعا مجلس الأمن الدولي لتوضيح معطيات إدراج اسم رئيس المؤتمر الشعبي الرئيس السابق علي عبدالله صالح على رأس من يعرقلون عملية التسوية السياسية.
وطلب حزب المؤتمر في أول رد له على بيان مجلس الأمن الدولي "توضيح ما لديه من معطيات حول المعرقلين ودورهم وأفعالهم وآرائهم التي تعتبر عرقلة ليتم التعرف عليها ورفضها، من أجل استمرار مسيرة التسوية وتطبيق المبادرة".
وفي تعليق لـ"العربية نت" قال المحلل السياسي كامل عبدالغني إن استمرار صالح في رئاسة الحزب يعني انتحار الحزب وتدمير شعبيته، كون صالح والجناح المتطرف عملوا على بناء جسور تحالف مع إيران وكل خصوم المبادرة الخليجية من أجل الانتقام من قوى التغيير التي أطاحت به من السلطة.
ونوّه إلى أن على حزب المؤتمر أن يؤسس لمستقبله هو وأن لا يكون كبش فداء لصالح ولأوهام حلفاء إيران في اليمن.