arpo37

عربي يناشد العالم إنقاذه و5 آخرين من حبل المشنقة بسجنه في إيران

نشر الناشط الثقافي العربي الأحوازي المحكوم عليه بالإعدام محمد علي العموري رسالة من داخل سجنه في إيران ناشد فيها المنظمات الدولية التدخل لمنع تنفيذ حكم الإعدام فيه وفي رفاقه الأربعة.

وكان مجلس القضاء الإيراني الأعلى صادق مؤخراً على أحكام الإعدام الصادرة من قبل محكمة الثورة ضد خمسة من النشطاء القوميين العرب في إقليم الأحواز ذي الأغلبية العربية في جنوب غرب إيران، وهم كل من: محمد علي العموري، وهادي الراشدي، وهاشم الشعباني، وجابر آلبوشوكة، ومختار آلبوشوكة.

وكانت كاترين آشتون، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمن، قد دعت الحكومة الإيرانية إلى إعادة النظر في أحكام الإعدام الصادرة بحق خمسة من النشطاء العرب الأهوازيين.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية رسمية أخرى كانت قد حذّرت من ارتفاع وتيرة تنفيذ الإعدام بحق النشطاء السياسيين الأهوازيين في الإقليم الذي يقع على الضفة الشمالية للخليج ويتمتع بثروات نفطية هائلة، كما أعدمت السلطات الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي أربعة نشطاء من عرب الأهواز، ثلاثة منهم إخوة بنفس الاتهام.

نصّ الرسالة

وافتتح العموري رسالته قائلاً: "أبدأ الرسالة بمفردة باتت بعيدة كل البعد عن واقعنا المرير، فقدت مصداقيتها وأمست لا نجدها إلا في جعبة المفاهيم التي لا تشير إلى أي دلالة تنبثق من أثنائها رائحة الوجود ألا وهي مفردة (السلام)".

"السلام" عنوان مدونتي في الشبكة العالمية التي تحمل معها السلم والحب كمبدأ لأي عمل إنساني في المجتمع.

ومن ثم بعد تخرجي في الجامعة انتقلنا أنا والبعض من النشطاء الثقافيين في مدينة الخلفية (جنوب إيران) إلى تأسيس مؤسسة غير حكومية (NGO) تحت رعاية منظمة الشباب التابعة لرئاسة الجمهورية في زمن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي تحت عنوان "مؤسسة الحوار" التي تعمل في مجال التنمية الإنسانية وتقوية البنية العلمية لتلاميذ منطقتنا النائية التي تتميز بفقرها وحرمانها من أدنى مستويات التعليم والتي تعاني أعلى مستويات البطالة وإدمان المخدرات.

"السلام" و"الحوار" الحلم الذي راودني عقداً من العمر وزجّ بي من سجن في العراق إلى سجن في إيران وجعلني سجيناً بلا حدود.

ربما لم ارتكب ذنباً سوى كلمة "اللا" بوجه كل من يقفون هاجساً أمام تكوين مجتمع حرّ يستطيع من خلاله أن يرتقي الإنسان إلى معارج الفكر ويزيح عن نفسه جميع الإطارات التي تعيق تنمية الإنسان.

بدأت رحلتي محاولاً إزاحة جميع الجدران التي تقطع الاتصال بين الثقافات وتعوق العلاقات البشرية، جدران تفرض روعتها الكاذبة بطلائها المخادع عبر مفاهيم لا توحي سوى بالبغضاء بين آحاد الأمم، وتبذل قصارى جهدها كي تزيل المفردات التي تنشر الحب والسلام بين الأنام.

تم اعتقالي في العراق في كانون الأول/دسمبر عام 2007 عندما كنت في طريقي إلى مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هناك وتم الحكم عليّ واثنين من أصدقائي بخمس سنوات من السجن كعقوبة لاجتياح الحدود العراقية ودخول العراق بشكل غير شرعي، تكبدنا من خلالها الكثير من المآسي التي تعجز عن وصف مرارتها الكلمات.

وفقدنا أحد أصدقائنا في سجن العمارة المركزي (جنوب بغداد) إثر تعرضه لجلطة قلبية وعدم توافر الإمكانات الطبية هناك.

لكن أصدقاءنا في منظمات حقوق الإنسان العالمية لم يتخلوا عنا وقد تلقينا منهم بعض المساندات ورسائل عديدة، ومن خلال هذه المراسلات تم الموافقة على لجوئي بمفوضية شؤون اللاجئين، لكن بعد ثلاث سنوات ونيّف من سجني تم تهجيري بشكل قسري وتسليمي إلى السلطات الإيرانية من قبل السلطات العراقية بكل دهشة وبشكل مناوئ لكل المواثيق الدولية.

وفي إيران بعد قضاء ستة أشهر في زنزانات المخابرات الإيرانية، حيث تعرضت إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي تم نقلي إلى سجن كارون المركزي في مدينة الأهواز، وبعد سنتين تم الحكم عليّ بالإعدام بمحكمة شكلية وغير عادلة وإلى هذه الآونة أبحث عن السبب "لماذا يريدون قتلي؟".

فهذه مناشدة عاجلة إليكم وإلى كل من يهتم بالشأن الإنساني للتحرك عبر جميع القنوات التي ترونها مجدية على صعيد إنقاذ حياة الأبرياء والوقوف حاجزاً أمام بلورة جريمة بحق من يرفعون شعار الإنسانية والحرية والسلام ويلتزمون بها كمبدأ رئيس في حياتهم الاجتماعية والسياسية.

ربما لا تتحقق الأحلام ولكن بوسعنا أن نزرع بذور الأمل في قلوب الأجيال التي تطمح إلى تحقيقها بين العصور.

من السلام بدأت وللسلام عشت والسلام عليكم".

زر الذهاب إلى الأعلى